المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث ابن عباس في حل ذبائح أهل الكتاب - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٣٣٢

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[332]

- ‌المسافر يضحي

- ‌شرح حديث المسافر يضحي

- ‌تراجم رجال إسناد حديث المسافر يضحي

- ‌جمع الحاج بين الهدي والأضحية

- ‌النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة

- ‌شرح حديث الإحسان في القتل والذبح

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الإحسان في القتل والذبح

- ‌الكتابة الشرعية والقدرية

- ‌شرح حديث النهي عن صبر البهائم

- ‌تراجم رجال إسناد حديث النهي عن صبر البهائم

- ‌مشروعية الاستقبال عند الذبح

- ‌الأسئلة

- ‌حكم تجاوز قرن المنازل دون إحرام

- ‌ما يجب على من أحل من إحرامه قبل أداء النسك

- ‌اسم الله الأعظم

- ‌حكم التسمية للذبح بآلة تسجيل

- ‌حكم ما ذبح بالسن أو العظم

- ‌حكم الأكل من أضحية المفاخرة

- ‌حكم الأكل من الذبيحة لمناسبة بدعية

- ‌كتابة البسملة على السهم الذي يصطاد به

- ‌حكم أكل ما قطع من الصيد وهو حي

- ‌ضابط سيلان الدم في الصيد

- ‌حكم الأكل من ذبيحة الوكيرة

- ‌ذبائح أهل الكتاب

- ‌شرح حديث ابن عباس في حل ذبائح أهل الكتاب

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في حل ذبائح أهل الكتاب

- ‌شرح أثر ابن عباس في تفسير إيحاء الشياطين إلى أوليائهم

- ‌تراجم رجال إسناد أثر ابن عباس في تفسير إيحاء الشياطين إلى أوليائهم

- ‌علاقة أثر ابن عباس في تفسير إيحاء الشياطين بذبائح أهل الكتاب

- ‌شرح حديث ابن عباس في تفسير النهي عن أكل ما لم يذكر عليه اسم الله

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في تفسير النهي عن أكل ما لم يذكر عليه اسم الله

- ‌الأسئلة

- ‌حكم أكل ما قتل بالكهرباء أو الضرب

- ‌حكم أكل اللحم المستورد

- ‌ما جاء في أكل معاقرة الأعراب

- ‌شرح حديث النهي عن أكل معاقرة الأعراب

- ‌تراجم رجال إسناد حديث النهي عن أكل معاقرة الأعراب

- ‌الذبيحة بالمروة

- ‌شرح حديث: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا)

- ‌شرح حديث ذبح الأرنب بمروة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ذبح الأرنب بمروة

- ‌شرح حديث نحر اللقحة بالوتد

- ‌تراجم رجال إسناد حديث نحر اللقحة بالوتد

- ‌شرح حديث عدي بن حاتم في جواز الذبح بالحجر

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عدي بن حاتم في جواز الذبح بالحجر

الفصل: ‌شرح حديث ابن عباس في حل ذبائح أهل الكتاب

‌شرح حديث ابن عباس في حل ذبائح أهل الكتاب

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في ذبائح أهل الكتاب.

حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:118]، {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:121]، فنسخ واستثنى من ذلك فقال:{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة:5]].

أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة: [باب في ذبائح أهل الكتاب] يعني حكمها وأنها حلال للمسلمين.

وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، فكتاب اليهود التوراة، وكتاب النصارى الإنجيل، والتوراة أنزلت على موسى، والإنجيل أنزل على عيسى عليهم الصلاة والسلام، فهما كتابان من عند الله، وقد حصل التحريف والتبديل لهما بعد ذلك، وجاء في القرآن أنهم حرفوا وبدلوا وغيروا واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً.

فهؤلاء هم أهل الكتاب؛ وأهل الكتاب ذبائحهم حلال لنا كما أن نساءهم حلال لنا، فالمسلمون يأكلون ذبائحهم ويتزوجون نساءهم، ولا يجوز أن يتزوج أهل الكتاب من المسلمين.

أورد أبو داود رحمه الله حديث ابن عباس في قول الله عز وجل: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:118]، {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:121]، قال: ثم نسخ ونزل {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة:5]، والطعام هو الذبائح، كما جاء ذلك مفسراً عن ابن عباس وغيره، وليس المقصود به غير الذبائح مثل البر وغير ذلك من الأطعمة؛ لأن هذه يمكن أن تأتي من أهل الكتاب وغير أهل الكتاب.

فالطعام الذي أحل لنا من أهل الكتاب هو ذبائحهم، بخلاف الوثنيين وعباد الأوثان والمشركين فلا يجوز أكل ذبائحهم، وكذلك لا تحل نساء المشركين من غير أهل الكتاب.

واليهود والنصارى كفار مشركون، ولكن كونهم ينتمون إلى كتاب ويتبعون رسولاً جعل لهم ميزة على غيرهم، وإن كان اتباعهم لرسولهم بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينفعهم شيئاً ولا يغنيهم شيئاً؛ لأن الواجب هو اتباع نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام:(والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بالذي جئت به، إلا كان من أصحاب النار).

والحديث رواه مسلم في صحيحه.

فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أمتان: أمة دعوة وأمة إجابة، فأمة الدعوة كل أنسي وجني من حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وأما أمة الإجابة فهم الذين دخلوا في الدين وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي استجابوا لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام.

فاليهود والنصارى من أمة الدعوة وليسوا من أمة الإجابة إلا إذا دخلوا في الدين الحنيف وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عليه الصلاة والسلام، واستجابوا لشرع الله، وقاموا بالتعبد طبقاً لما جاء في شريعة الله عز وجل، ولهذا فإن الرسول الذي ينتمي إليه اليهود لو كان حياً ما وسعه إلا اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام:(لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)، والنبي الذي يزعم النصارى أنهم أتباعه هو في السماء، ولكنه ينزل في آخر الزمان ويحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام.

وقول ابن عباس رضي الله عنه: [{وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:121]، {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام:118]، ونسخ ذلك] أي: فأحل أكل الذبائح وإن لم يعلم أنهم ذكروا اسم الله عليها، أي: فلا نقول: إننا لا نأكل إلا إذا عرفنا أنهم ذكروا اسم الله، أما إن عرفنا أنهم ذكروا اسم غير الله على الذبيحة فلا يجوز الأكل منها، فإذا لم نعلم فإن الأصل أنها حل لنا، ولا يتوقف أكلنا من ذبائحهم على معرفة هل ذكروا الله أم لا، بل نأكل ونسمي، ولا يلزمنا أن نبحث هل ذكروا الله أو لا.

ص: 26