المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٣٨٥

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[385]

- ‌المطل

- ‌شرح حديث: (مطل الغني ظلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (مطل الغني ظلم)

- ‌حسن القضاء

- ‌شرح حديث: (خيار الناس أحسنهم قضاء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (خيار الناس أحسنهم قضاء)

- ‌شرح حديث جابر: (كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث جابر: (كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني)

- ‌الصرف

- ‌شرح حديث: (الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء)

- ‌شرح حديث: (الذهب بالذهب تبرها وعينها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (الذهب بالذهب تبرها وعينها)

- ‌شرح حديث: (الذهب بالذهب عينها وتبرها) من طريق أخرى وتراجم رجال الإسناد

- ‌شرح حديث: (فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم)

- ‌حلية السيف تباع بالدراهم

- ‌شرح حديث: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر بقلادة فيها ذهب وخرز)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر بقلادة فيها ذهب وخرز)

- ‌شرح حديث فضالة: (اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر ديناراً فيها ذهب وخرز)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث فضالة: (اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر ديناراً فيها ذهب وخرز)

- ‌شرح حديث: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وزناً بوزن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وزناً بوزن)

- ‌اقتضاء الذهب من الورق

- ‌شرح حديث ابن عمر: (كنت أبيع الإبل بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر: (كنت أبيع الإبل بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم)

- ‌شرح حديث ابن عمر من طريق أخرى وترجمة رجال الإسناد

- ‌الأسئلة

- ‌الفرق بين الصرف والبيع

- ‌حكم إعطاء المتزوج مالاً ثم يرده لمن أعطاه عند زواجه أو أكثر منه

- ‌حكم شراء الذهب بالشيك

- ‌حكم إرجاع الذهب إلى الصائغ لإصلاحه في مجلس العقد قبل التفرق

- ‌الأوراق النقدية تقوم مقام الذهب والفضة

- ‌حكم شراء الذهب بالنقود نسيئة

- ‌العملات أجناس مختلفة

- ‌حكم القياس على الأصناف الربوية الستة

- ‌حكم شراء الذهب بالنقود مع بقاء بعض النقود ديناً

- ‌حكم ترك باقي النقود عند صاحب السلعة

- ‌وجوب التقابض في الصرف

- ‌حكم تمييز الخرز من عقد الذهب عند بيعه

- ‌الجهل بالتماثل كالعلم بالتفاضل في الربا

- ‌حكم شراء السلع نسيئة

- ‌حكم تحويل الريالات إلى دولة أخرى ثم تستلم بالدولارات

الفصل: ‌شرح حديث: (الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء)

‌شرح حديث: (الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الصرف.

حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن مالك بن أوس عن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الذهب بالورق رباً إلا هاء وهاء، والبر بالبر رباً إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير رباً إلا هاء وهاء)].

قوله: [باب في الصرف] الصرف: هو بيع النقود بعضها ببعض، سواء كان ذهباً بذهب أو ذهباً بفضة، والصرف خاص بالنقود، وأما الشعير بالشعير والتمر بالتمر فليس من قبيل الصرف، ولكنه مثل الصرف من جهة أنه جنس مثل جنس الذهب، فالذهب بالذهب يباع متماثلاً ومتقابضاً فيه، والتمر بالتمر يباع متماثلاً ومتقابضاً فيه، بدون تأجيل ولا زيادة، لكن الصرف خاص بالنقود والعملة؛ ولهذا يقول بعض المصنفين في كتبهم: باب الربا والصرف، والربا أعم من الصرف؛ لأن الربا يكون في الصرف وفي غيره، لكن الصرف لا يدخل فيه المكيلات مثل التمر والشعير والبر والأرز وغير ذلك من الأشياء المكيلة.

إذاً: هذه الترجمة هي ببعض ما اشتملت عليه الأحاديث؛ لأن الأحاديث الواردة في الباب اشتملت على الصرف وغير الصرف، وهي تدل على الترجمة، ولكنها ليست مقصورة على الترجمة؛ بل تشتمل على الترجمة -وهي الصرف- وعلى الأشياء المكيلة.

فالصرف خاص بالنقود، والنقود المتماثلة لابد فيها من التساوي والتقابض، فلا يجوز فيها فضل ولا نسيئة، والفضل هو الزيادة في بعضها على بعض، والنسيئة هو: تأجيل النقدين أو تأجيل أحدهما.

والنقود التي ليست من جنس واحد يشترط فيها التقابض، ولا مانع من التفاضل، كذهب وفضة، فالفضة تكون أكثر وزناً؛ لأن الذهب أنفس وأغلى من الفضة، فلا مانع من التفاضل، لكن لابد من التقابض؛ لأنه قد جاء في الحديث:(فإذا اختلفت الأجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد)، أي: فبيعوا كيفما شئتم متفاضلاً إذا كان يداً بيد، فيجوز بيع (2) كيلو مثلاً فضة بكيلو ذهب، أو (10) كيلو فضة بكيلو ذهب، لكن لابد من التقابض، فصاحب الذهب يعطي الذهب لصاحب الفضة، وصاحب الفضة يعطي الفضة لصاحب الذهب في المجلس، دون أن يكون هناك تأخير.

وعلى هذا فالصرف إذا كان في بيع الشيء بجنسه فلابد فيه من أمرين: التماثل، والتقابض، وإذا اختلفت الأجناس فلابد من التقابض والتفاضل لا بأس به.

وقد أورد أبو داود حديث عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الذهب بالورق رباً إلا هاء وهاء)(هاء وهاء) يعني إلا بالقبض، فيجوز بيعهما متفاضلين بشرط التقابض، وقد جاء في الحديث:(فإذا اختلفت الأجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد) فالتفاضل بين الذهب والفضة جائز، والمحذور هو النسيئة فيهما.

قوله: [(والبر بالبر رباً إلا هاء وهاء)]، لابد هنا من التقابض والتماثل أيضاً؛ لأن الذهب والورق جنسان مختلفان، فيلزم التقابض ويجوز التفاضل، وأما البر بالبر فهو جنس واحد، فلابد من التماثل والتقابض.

قوله: [(والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير رباً إلا هاء وهاء)].

(هاء وهاء) أي: خذ وخذ، كل واحد يقول للثاني: خذ، ففيه أخذ وإعطاء، هذا يقول لصاحبه: خذ ما عندي، وهذا يقول لصاحبه: خذ ما عندي.

ص: 11