المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (أكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٦٤

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[464]

- ‌الانتعال

- ‌شرح حديث (أكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل)

- ‌شرح حديث (أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان)

- ‌شرح حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل قائماً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل قائماً)

- ‌الحكم على الحديث وبيان عموم معناه

- ‌شرح حديث (لا يمش أحدكم في النعل الواحدة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يمش أحدكم في النعل الواحدة)

- ‌العلة في النهي عن الانتعال بنعل واحدة وترك الرجل الأخرى حافية

- ‌شرح حديث (إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة)

- ‌شرح حديث (من السنة إذا جلس الرجل أن يخلع نعليه فيضعهما بجنبه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من السنة إذا جلس الرجل أن يخلع نعليه فيضعهما بجنيه)

- ‌شرح حديث (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين) وتراجم رجاله

- ‌شرح حديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله)

- ‌شرح حديث (إذا لبستم وإذا توضأتم فابدءوا بأيمانكم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا لبستم وإذا توضأتم فابدءوا بأيمانكم)

- ‌الأسئلة

- ‌كيفية التيمن في السواك

- ‌حكم لبس الساعة في اليمين

- ‌استحباب الجهة اليمنى في الصف للصلاة

- ‌الإكراه في الشرك والكفر

- ‌حكم تكرار السورة في صلاة واحدة

- ‌حكم الصلاة في الصفوف المقطوعة

- ‌حكم من طاف في الصحن وعند محاذاة الحجر اتجه خطوات إلى المسعى لشدة الزحام

- ‌حكم من طاف أشواطاً في الدور الثاني والبقية في صحن المسجد أو العكس

- ‌حكم الخطوط في المساجد لتسوية الصفوف

- ‌حكم من أتى أهله في دبرها في نهار رمضان

- ‌حكم من أوصى بتغسيل كفنه بماء زمزم

- ‌حكم بيع السلع بضعف ثمنها

- ‌حكم رفع الصوت بـ (لا إله إلا الله) حال اتباع الجنازة وتلقين الميت بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم كف الثوب قبل الصلاة إذا كان دون الكعبين

- ‌تضاعف الأجر والإثم في المكان الفاضل والوقت الفاضل

- ‌حكم تعليق جلود السباع للزينة أو التداوي بها

- ‌حكم الكتابة باليد اليسرى

- ‌حكم لبس الرجال للبنطال وحكم القول بأن لبس الثوب تشبه بالنساء

- ‌بنو هاشم وبنو المطلب الذين لا تجوز لهم الصدقة

- ‌الجمع بين الأدلة الحاثة على الانتعال واحتفاء النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً

- ‌حكم السير في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حافياً

- ‌حكم من قتل ابنه

- ‌حكم النظر إلى البنت الصغيرة دون البلوغ وتقبيل رأسها

- ‌حكم استعمال كراسي المصاحف الموقوفة للمسجد في وضع الكتب

- ‌حكم حديث المدلس إذا توبع بمدلس

- ‌حكم حلق الرأس في غير الحج والعمرة

- ‌حكم حلق جزء من الشعر وإبقاء جزء

- ‌حكم المشي بنعلين مختلفتين

الفصل: ‌شرح حديث (أكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل)

‌شرح حديث (أكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الانتعال.

حدثنا محمد بن الصباح البزاز، حدثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: (أكثروا من النعال، فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل)].

يقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: [باب في الانتعال] أي: في لبس النعال.

وأورد حديث جابر رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال:(أكثروا من النعال، فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل).

فقوله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من النعال) يستفاد منه أن الإنسان خاصة المسافر -كما جاء في الحديث أنه في السفر- يجعل معه نعالاً من باب الاحتياط، إذ إنه قال:(أكثروا من النعال)، ومعنى ذلك أن الإنسان يأخذ حاجته من النعال في سفره، سواء الذي يلبسه أو الذي يحمله معه على سبيل الاحتياط.

وفي هذا الزمان مع سهولة المواصلات ووجود النعال في كل مكان يحل فيه الإنسان، فيمكن أن يحصل ذلك عن طريق الشراء، إذا لم يحمل معه زيادة على ما يستعمله؛ وذلك لأنه إذا حصل أن فسدت نعلاه أو انقطعتا، فإنه يكون عنده شيء يقوم مقام ذلك؛ لأن الإنسان إذا مشى بغير نعال، فإنه يعرض رجليه للضرر بأن يطأ على شوك، أو على زجاج، أو يطأ على شيء يلحق به ضرراً.

ثم قال عليه الصلاة والسلام: (فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل)؛ لأن الانتعال مثل الركوب، ومعلوم أن الإنسان الراكب تسلم رجلاه من الضرر الذي يكون في الأرض؛ لأنه راكب ورجلاه لا تمسان الأرض؛ فكذلك إذا كان منتعلاً، فإنه بمثابة الراكب؛ لأن هناك شيئاً يحول بينه وبين الأرض وهو النعال، فيسلم مما فيها من ضرر.

وفي هذا الإشارة إلى الأخذ بالأسباب، وأن فعل الأسباب مأمور به ومطلوب، والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل كما هو معلوم، ومعلوم أيضاً أن اتخاذ النعال من أجل الوقاية مما يحصل في الأرض من ضرر إما من شوك أو من زجاج أو من حر رمضاء إذا كان في شدة الصيف أو غير ذلك من الأمور التي قد تحصل للإنسان ضرر بسببها، فيكون في ذلك وقاية لرجليه.

والتقوى في اللغة -كما يقول العلماء- أن يجعل الإنسان بينه وبين الشيء الذي يخافه وقاية تقيه منه، وذلك مثل استعمال النعال للوقاية من الأشياء الضارة التي تكون على الأرض، فيتخذ النعال لتقيه ذلك، وتحول بينه وبين ذلك الشيء الذي يضره.

فالحديث دليل على الأخذ بالأسباب وأن الأخذ بها لا ينافي التوكل، وفيه أن الإنسان يأخذ في سفره ما يحتاج إليه من نعال وغيرها احتياطاً، لأن السفر مظنة أن يضطر إليها خلال الطريق.

وكذلك أيضاً فيه بيان فوائد النعال وأن المنتعل كالراكب، وأن الراكب يأمن من الأضرار التي تكون في الأرض كونه راكباً على الدابة؛ وكذلك الذي يكون منتعلاً قد اتخذ ما يقيه من الضرر الذي يكون في الأرض.

ص: 3