المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كنا نصلى مع رسول الله في شدة الحر) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٨٨

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[088]

- ‌الصلاة على الخمرة

- ‌شرح حديث ميمونة: (كان رسول الله يصلي وأنا حذاءه، وأنا حائض

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ميمونة: (كان رسول الله يصلي وأنا حذاءه، وأنا حائض)

- ‌الصلاة على الحصير

- ‌شرح حديث أنس في صلاة النبي على حصير

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أنس في صلاة النبي على حصير

- ‌شرح حديث: (أنه صلى الله عليه وسلم كان يزور أم سليم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أنه صلى الله عليه وسلم كان يزور أم سليم)

- ‌شرح حديث: (كان رسول الله يصلي على الحصير والفروة المدبوغة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصلي على الحصير والفروة المدبوغة)

- ‌بيان ما تجوز عليه الصلاة وما لا تجوز

- ‌ما جاء في الرجل يسجد على ثوبه

- ‌كنا نصلى مع رسول الله في شدة الحر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كنا نصلي مع رسول الله في شدة الحر)

- ‌حكم السجود على الثوب

- ‌الأسئلة

- ‌هل حكم القول بأن القرآن قديم

- ‌حكم من قال: إنه كافر بالسلفية

- ‌الفرق بين السراويل والبنطلون

- ‌حكم مؤاكلة شارب الخمر والدخان

- ‌المراد من قوله تعالى: (فاسألوهن من وراء حجاب)

- ‌كيفية التعامل مع النساء في بلاد الكفر

- ‌حكم تَرْكُ الزوجة مدّة طويلة

- ‌كيفية زكاة الدين

- ‌كيفية معاملة أفراد جماعة التبليغ

- ‌حكم تسمية علم التوحيد بعلم الكلام وإنكار الخلاف العقدي بين أهل السنة والشيعة

- ‌حكم ترك صلاة الجماعة بسبب ضخامة الجسم

- ‌حكم الصلاة بجوار الحائض

- ‌معنى حديث أنس في نفي علمه بصلاة الضحى

- ‌حكم طرد الذي يترك الصلاة من البيت

- ‌حكم الأكل والشرب قائماً أو ماشياً

- ‌حكم لبس النعال المصنوعة من جلود الحيوانات غير مأكولة اللحم

الفصل: ‌كنا نصلى مع رسول الله في شدة الحر)

‌كنا نصلى مع رسول الله في شدة الحر)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرجل يسجد على ثوبه.

حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا بشر -يعني ابن المفضل - حدثنا غالب القطان عن بكر بن عبد الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه)].

أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة، وهي: باب الرجل يسجد على ثوبه، يعني: الذي يلبسه، وذلك عند الحاجة، وأما السجود على شيء منفصل كالسجاد وكالقماش فقد مرّ في الترجمتين السابقتين ما يدل على ذلك، لكن المقصود هنا ثوبه الذي هو عليه، وإلا لو أنه أتى بثوب وفرشه وصلى عليه فهو من جنس ما تقدم من ذكر الحصير والخمرة والفروة المدبوغة، وإنما المقصود هنا ثوبه الذي عليه.

والثوب يستعمل غالباً في الشيء الذي لم يخط، أي: الذي ليس فيه خياطة، فالقطعة من القماش تسمى ثوباً، وهذا يأتي كثيراً، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(لا يصل أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء)، يعني: قطعة من القماش، فهو يطلق على غير المخيط، وقد يطلق على المخيط، لكن إطلاقه على غير المخيط أكثر في الاستعمال.

والمقصود من ذلك: أنه يسجد عليه للحاجة، كأن يأخذ طرفه ويضعه أمامه حتى يسجد عليه؛ من أجل السلامة من حرارة الشمس التي لا يتمكن الإنسان معها من الاطمئنان والارتياح في السجود، فلا بأس بذلك، ولا مانع منه.

ولهذا أورد أبو داود رحمه الله هذا الحديث عن أنس (أنهم كانوا يصلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، وإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه)].

ومعنى ذلك: أنهم صلوا في الرمضاء، أو في الشمس، وليس في الظل؛ لأنهم لو صلوا في الظل فليس هناك إشكال، فإنهم يسجدون على شيء ليس فيه حرارة، وإنما الكلام في السجود في الرمضاء، أو في مكان مكشوف، تصل إليه الحرارة بحيث لو وضع الإنسان جبهته فإنها تتأثر.

فكان الواحد منهم إذا لم يتمكن من السجود بدون حائل بسط ثوبه، وسجد عليه، وهذا لا يكون إلّا إذا كان الثوب واسعاً، كما جاء في الحديث:(إذا كان الثوب ضيقاً فاتزر به، وإذا كان واسعاً فالتحف به)، فإذا كان واسعاً فليلتحف به، وليخالف بين أطرافه، وقد ينزل طرف من الأطراف فيضعه تحت جبهته، ويسجد عليه؛ حتى يسلم من حرارة الشمس، وحتى يتمكن من السجود والاطمئنان عليه.

وفي هذا دليل على أن العمل اليسير في الصلاة للحاجة لا بأس به، فإنّ أخذ الثوب ووضعه تحت الجبهة عمل، وهذا لا بأس به.

ص: 14