المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الْكَلِمَة وأقسامها   ‌ ‌تَعْرِيف الْكَلِمَة   قلت الْكَلِمَة قَول مُفْرد وَأَقُول للكلمة مَعْنيانِ اصطلاحي وَهُوَ - شرح شذور الذهب لابن هشام

[ابن هشام النحوي]

الفصل: ‌ ‌الْكَلِمَة وأقسامها   ‌ ‌تَعْرِيف الْكَلِمَة   قلت الْكَلِمَة قَول مُفْرد وَأَقُول للكلمة مَعْنيانِ اصطلاحي وَهُوَ

‌الْكَلِمَة وأقسامها

‌تَعْرِيف الْكَلِمَة

قلت الْكَلِمَة قَول مُفْرد

وَأَقُول للكلمة مَعْنيانِ اصطلاحي وَهُوَ مَا ذكرت

وَالْمرَاد بالْقَوْل اللَّفْظ الدَّال على معنى كَرجل وَفرس بِخِلَاف الْخط مثلا فَإِنَّهُ وَإِن دلّ على معنى لكنه لَيْسَ بِلَفْظ وَبِخِلَاف المهمل نَحْو ديز مقلوب زيد فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ لفظا لكنه لَا يدل على معنى فَلَا يُسمى شَيْء من ذَلِك وَنَحْوه قولا

ص: 15

وَالْمرَاد بالمفرد مَا لَا يدل جزؤه على جُزْء مَعْنَاهُ كَمَا مثلنَا من قَوْلنَا رجل وَفرس أَلا ترى أَجزَاء كل مِنْهُمَا وَهِي حُرُوفه الثَّلَاثَة إِذا انْفَرد شَيْء مِنْهَا لَا يدل على شَيْء مِمَّا دلّت عَلَيْهِ جملَته بِخِلَاف قَوْلنَا غُلَام زيد فَإِنَّهُ مركب لِأَن كلا من جزءيه وهما غُلَام وَزيد دَال على جُزْء الْمَعْنى الَّذِي دلّت عَلَيْهِ جملَة غُلَام زيد

وَالْمعْنَى الثَّانِي لغَوِيّ وَهُوَ الْجمل المفيدة قَالَ الله تَعَالَى {كلا إِنَّهَا كلمة هُوَ قَائِلهَا}

ص: 16

رب ارْجِعُونِ لعَلي أعمل صَالحا فِيمَا تركت

ثمَّ قلت وَهِي اسْم وَفعل وحرف

وَأَقُول الْكَلِمَة جنس تَحْتَهُ هَذِه الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة لَا غير أجمع على ذَلِك من يعْتد بقوله

ص: 17

وَلكُل من هَذِه الثَّلَاثَة معنى فِي الِاصْطِلَاح وَمعنى فِي اللُّغَة فالاسم فِي الِاصْطِلَاح مَا دلّ على معنى فِي نَفسه غير مقترن بِأحد الْأَزْمِنَة الثَّلَاثَة وَفِي اللُّغَة سمة الشَّيْء أَي علامته وَهُوَ بِهَذَا الِاعْتِبَار يَشْمَل الْكَلِمَات الثَّلَاث فَإِن كلا مِنْهَا عَلامَة على مَعْنَاهُ

وَالْفِعْل فِي الِاصْطِلَاح مَا دلّ على معنى فِي نَفسه مقترن بِأحد الْأَزْمِنَة الثَّلَاثَة وَفِي اللُّغَة نفس الْحَدث الَّذِي يحدثه الْفَاعِل من قيام أَو قعُود أَو نَحْوهمَا

والحرف فِي الِاصْطِلَاح مَا دلّ على معنى فِي غَيره وَفِي اللُّغَة طرف الشَّيْء كحرف الْجَبَل وَفِي التَّنْزِيل وَمن النَّاس من يعبد الله على حرف الْآيَة أَي على طرف وجانب من الدّين أَي

ص: 18

لَا يدْخل فِيهِ على ثبات وَتمكن فَهُوَ إِن أَصَابَهُ خير من صِحَة وَكَثْرَة مَال وَنَحْوهمَا اطْمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَته فتْنَة أَي شَرّ من مرض أَو فقر أَو نَحْوهمَا انْقَلب على وَجهه عَنهُ

ثمَّ قلت فالاسم مَا يقبل أل أَو النداء أَو الْإِسْنَاد إِلَيْهِ

ص: 19

وَأَقُول ذكرت للاسم ثَلَاث عَلَامَات يتَمَيَّز بهَا عَن قسميه إِحْدَاهَا أل وَذَلِكَ كَالرّجلِ وَالْكتاب وَالدَّار وَقَول أبي الطّيب

(الْخَيل وَاللَّيْل والبيداء تعرفنِي

وَالسيف وَالرمْح والقرطاس والقلم)

ص: 20

فَهَذِهِ الْكَلِمَات السَّبع أَسمَاء لدُخُول أل عَلَيْهَا

ص: 21

الثَّانِيَة النداء نَحْو {يَا أَيهَا النَّبِي} {يَا نوح اهبط} {يَا لوط إِنَّا رسل رَبك} {يَا هود مَا جئتنا بِبَيِّنَة} {يَا صَالح ائتنا} {يَا شُعَيْب أصلاتك تأمرك} فَكل من هَذِه الْأَلْفَاظ الَّتِي دخلت عَلَيْهَا يَا اسْم وَهَكَذَا كل منادى

ص: 22

الثَّالِثَة الْإِسْنَاد إِلَيْهِ وَهُوَ أَن يسند إِلَيْهِ مَا تتمّ بِهِ الْفَائِدَة سَوَاء كَانَ الْمسند فعلا أَو اسْما أَو جملَة فالفعل ك قَامَ زيد ف قَامَ فعل مُسْند وَزيد اسْم مُسْند إِلَيْهِ وَالِاسْم نَحْو زيد أَخُوك فالأخ مُسْند وَزيد اسْم مُسْند إِلَيْهِ وَالْجُمْلَة نَحْو أَنا قُمْت فَقَامَ فعل مُسْند إِلَى التَّاء وَقَامَ وَالتَّاء جملَة مُسندَة إِلَى أَنا

وَهَذِه الْعَلامَة هِيَ أَنْفَع عَلَامَات الِاسْم وَبهَا تعرف اسمية مَا

ص: 23

فِي قَوْله تَعَالَى {قل مَا عِنْد الله خير من اللَّهْو وَمن التِّجَارَة} {مَا عنْدكُمْ ينْفد وَمَا عِنْد الله بَاقٍ} أَلا ترى أَنَّهَا قد أسْند إِلَيْهَا الأخيرية فِي الْآيَة الأولى والنفاد فِي الْآيَة الثَّانِيَة والبقاء فِي الْآيَة الثَّالِثَة فَلهَذَا حكم بِأَنَّهَا فِيهِنَّ اسْم مَوْصُول بِمَعْنى الَّذِي وَكَذَلِكَ مَا فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّمَا صَنَعُوا كيد سَاحر} هِيَ مَوْصُولَة بِمَعْنى الَّذِي وصنعوا صلَة والعائد مَحْذُوف أَي إِن الَّذِي صنعوه وَكيد خبر وَيجوز أَن تقدرها مَوْصُولا حرفيا فَتكون هِيَ وصلتها فِي تَأْوِيل الْمصدر وَلَا تحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى تَقْدِير عَائِد وَلَيْسَ لَك أَن تقدرها حرفا كافا مثله فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّمَا الله إِلَه وَاحِد} لِأَن ذَلِك يُوجب نصب كيد على أَنه مفعول صَنَعُوا

ثمَّ قلت وَالْفِعْل إِمَّا مَاض وَهُوَ مَا يقبل تَاء التَّأْنِيث الساكنة كقامت وَقَعَدت وَمِنْه نعم وَبئسَ وَعَسَى وَلَيْسَ أَو أَمر وَهُوَ مَا دلّ على الطّلب مَعَ قبُول يَاء المخاطبة كقومي وَمِنْه هَات وتعال أَو

ص: 24

مضارع وَهُوَ مَا يقبل لم ك لم يقم وافتتاحه بِحرف من نأيت مضموم إِن كَانَ الْمَاضِي رباعيا كأدحرج وَأجِيب ومفتوح فِي غَيره كأضرب وأستخرج

وَأَقُول أَنْوَاع الْفِعْل ثَلَاثَة مَاض وَأمر ومضارع وَلكُل مِنْهَا عَلامَة تدل عَلَيْهِ

فعلامة الْمَاضِي تَاء التَّأْنِيث الساكنة كقامت وَقَعَدت وَمِنْه قَول الشَّاعِر

(ألمت فحيت ثمَّ قَامَت فودعت

فَلَمَّا تولت كَادَت النَّفس تزهق)

ص: 25

وَبِذَلِك اسْتدلَّ على أَن عَسى وَلَيْسَ ليسَا حرفين كَمَا قَالَ ابْن السراج وثعلب فِي عَسى وكما قَالَ الْفَارِسِي فِي لَيْسَ وعَلى أَن نعم لَيست اسْما كَمَا يَقُول الْفراء وَمن وَافقه بل هِيَ أَفعَال مَاضِيَة لاتصال التَّاء الْمَذْكُورَة بهَا وَذَلِكَ كَقَوْلِك لَيست هِنْد

ص: 26

ظالمة فعست أَن تفلح وَقَوله عليه الصلاة والسلام من تَوَضَّأ يَوْم الْجُمُعَة فبها ونعمت وَقَول الشَّاعِر

(نعمت جَزَاء الْمُتَّقِينَ الجنه

دَار الْأَمَانِي والمنى والمنه)

واحترزت بالساكنة عَن المتحركة فَإِنَّهَا خَاصَّة بالأسماء كقائمة وَقَاعِدَة

وعلامة الْأَمر مَجْمُوع شَيْئَيْنِ لَا بُد مِنْهُمَا أَحدهمَا أَن يدل على الطّلب وَالثَّانِي أَن يقبل يَاء المخاطبة كَقَوْلِه تَعَالَى {فكلي واشربي وقري عينا} وَمِنْه هَات بِكَسْر التَّاء وتعال بِفَتْح اللَّام

ص: 27

خلافًا للزمخشري فِي زَعمه أَنَّهُمَا من أَسمَاء الْأَفْعَال وَلنَا أَنَّهُمَا يدلان على الطّلب ويقبلان الْيَاء تَقول هَاتِي بِكَسْر التَّاء وتعالي بِفَتْح اللَّام قَالَ الشَّاعِر

(إِذا قلت هَاتِي نوليني تمايلت

عَليّ هضيم الكشح ريا المخلخل)

ص: 28

والعامة تَقول تعالي بِكَسْر اللَّام وَعَلِيهِ قَول بعض الْمُحدثين

(تعالي أقاسمك الهموم تعالي

)

ص: 29

وَالصَّوَاب الْفَتْح كَمَا يُقَال اخشي واسعي

فَلَو لم تدل الْكَلِمَة على الطّلب وَقبلت يَاء المخاطبة نَحْو تقومين وتقعدين أَو دلّت على الطّلب وَلم تقبل يَاء المخاطبة نَحْو نزال يَا هِنْد بِمَعْنى انزلي فَلَيْسَتْ بِفعل أَمر

وعلامة الْمُضَارع أَن يقبل دُخُول لم كَقَوْلِك لم يقم وَلم يقْعد

وَلَا بُد من كَونه مفتتحا بِحرف من أحرف نأيت نَحْو نقوم وأقوم وَيقوم زيد وَتقوم يَا زيد وَيجب فتح هَذِه الأحرف إِن كَانَ الْمَاضِي غير رباعي سَوَاء نقص عَنْهَا كَمَا مثلنَا أَو زَاد عَلَيْهَا نَحْو ينْطَلق ويستخرج وَضمّهَا إِن كَانَ رباعيا سَوَاء كَانَ كُله أصولا نَحْو دحرج يدحرج أَو وَاحِد من أحرفه زَائِدا نَحْو أجَاب يُجيب وَذَلِكَ لِأَن أجَاب وَزنه أفعل وَكَذَا كل كلمة وجدت أحرفها أَرْبَعَة لَا غير وَأول تِلْكَ الْأَرْبَعَة همزَة فاحكم بِأَنَّهَا زَائِدَة نَحْو

ص: 30

أَحْمد وإصبع وإثمد وَمن أَمْثِلَة الْمُضَارع قَوْله تبارك وتعالى {لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد}

ثمَّ قلت والحرف مَا عدا ذَلِك كهل وَفِي وَلم

وَأَقُول يعرف الْحَرْف بِأَن لَا يقبل شَيْئا من العلامات الْمَذْكُورَة للاسم وَالْفِعْل وَهُوَ على ثَلَاثَة أَنْوَاع مَا يدْخل على الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال كهل مِثَال دُخُولهَا على الِاسْم

ص: 31

قَوْله تَعَالَى {فَهَل أَنْتُم شاكرون} وَمِثَال دُخُولهَا على الْفِعْل قَوْله تَعَالَى {وَهل أَتَاك نبأ الْخصم}

وَمَا يخْتَص بالأسماء ك فِي فِي قَوْله تَعَالَى {وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون}

وَمَا يخص بالأفعال كلم فِي قَوْله تَعَالَى {لم يلد وَلم يُولد}

ثمَّ اعْلَم أَن الْمَنْفِيّ بهَا تَارَة يكون انتفاؤه مُنْقَطِعًا وَتارَة يكون مُتَّصِلا بِالْحَال وَتارَة يكون مستمرا أبدا فَالْأول نَحْو قَوْله تَعَالَى {لم يكن شَيْئا مَذْكُورا} أَي ثمَّ كَانَ بعد ذَلِك وَالثَّانِي نَحْو {وَلم أكن بدعائك رب شقيا} وَالثَّالِث نَحْو {لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد}

ص: 32

وَهنا تَنْبِيه وَهُوَ أَن الْقَاعِدَة أَن الْوَاو إِذا وَقعت بَين يَاء مَفْتُوحَة وكسرة حذفت كَقَوْلِك فِي وعد يعد وَفِي وزن يزن وَبِهَذَا تعلم لأي شَيْء حذفت فِي يلد وَثبتت فِي يُولد

ثمَّ قلت وَالْكَلَام قَول مُفِيد مَقْصُود

وَأَقُول للْكَلَام مَعْنيانِ اصطلاحي ولغوي فَأَما مَعْنَاهُ فِي الِاصْطِلَاح فَهُوَ القَوْل الْمُفِيد وَقد مضى تَفْسِير القَوْل وَمَا الْمُفِيد فَهُوَ الدَّال على معنى يحسن السُّكُوت عَلَيْهِ نَحْو زيد قَائِم وَقَامَ أَخُوك بِخِلَاف نَحْو زيد وَنَحْو غُلَام زيد وَنَحْو الَّذِي قَامَ أَبوهُ فَلَا يُسمى شَيْء من هَذَا مُفِيدا لِأَنَّهُ لَا يحسن السُّكُوت عَلَيْهِ فَلَا يُسمى كلَاما

وَأما مَعْنَاهُ فِي اللُّغَة فَإِنَّهُ يُطلق على ثَلَاثَة أُمُور أَحدهَا الْحَدث الَّذِي هُوَ التكليم تَقول أعجبني كلامك زيدا أَي تكليمك إِيَّاه وَإِذا اسْتعْمل بِهَذَا الْمَعْنى عمل عمل الْأَفْعَال كَمَا فِي هَذَا الْمِثَال وَكَقَوْلِه

ص: 33

(قَالُوا كلامك هندا وَهِي مصغية

يشفيك قلت صَحِيح ذَاك لَو كَانَا)

ص: 34

أَي تكليمك هندا

وَالثَّانِي مَا فِي النَّفس مِمَّا يعبر عَنهُ بِاللَّفْظِ الْمُفِيد وَذَلِكَ كَأَن يقوم بِنَفْسِك معنى قَامَ زيد أَو قعد عَمْرو وَنَحْو ذَلِك فيسمى ذَلِك الَّذِي تخيلته كلَاما قَالَ الأخطل

9 -

(لَا يعجبنك من خطيب خطْبَة

حَتَّى يكون مَعَ الْكَلَام أصيلا)

(إِن الْكَلَام لفي الْفُؤَاد وَإِنَّمَا

جعل اللِّسَان على الْفُؤَاد دَلِيلا)

ص: 35

وَالثَّالِث مَا تحصل بِهِ الْفَائِدَة سَوَاء كَانَ لفظا أَو خطا أَو اشارة أَو مَا نطق بِهِ لِسَان الْحَال وَالدَّلِيل على ذَلِك فِي الْخط قَول الْعَرَب الْقَلَم أحد اللسانين وتسميتهم مَا بَين دفتي الْمُصحف كَلَام الله وَالدَّلِيل عَلَيْهِ فِي الْإِشَارَة قَوْله تَعَالَى {آيتك أَلا تكلم النَّاس ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا رمزا} فاستثنى الرَّمْز من الْكَلَام وَالْأَصْل فِي الِاسْتِثْنَاء الِاتِّصَال وَأما قَوْله

(أشارت بِطرف الْعين خيفة أَهلهَا

اشارة محزون وَلم تَتَكَلَّم)

(فأيقنت أَن الطّرف قد قَالَ مرْحَبًا

وَأهلا وسهلا بالحبيب المتيم)

ص: 36

فَإِنَّمَا نفى الْكَلَام اللَّفْظِيّ لَا مُطلق الْكَلَام وَلَو أَرَادَ بقوله وَلم تَتَكَلَّم نفي غير الْكَلَام اللَّفْظِيّ لانتقض بقوله فأيقنت

ص: 37

أَن الطّرف قد قَالَ مرْحَبًا لِأَنَّهُ أثبت للطرف قولا بعد أَن نفى الْكَلَام وَالْمرَاد نفي الْكَلَام اللَّفْظِيّ وَإِثْبَات الْكَلَام اللّغَوِيّ

وَالدَّلِيل عَلَيْهِ فِيمَا نطق بِهِ لِسَان الْحَال قَول نصيب

(فعاجوا فَأَثْنوا بِالَّذِي أَنْت أَهله

وَلَو سكتوا أثنت عَلَيْك الحقائب)

ص: 38

وَقَالَ الله تَعَالَى {قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} فَزعم قوم من الْعلمَاء أَنَّهُمَا تكلمتا حَقِيقَة وَقَالَ آخَرُونَ إنَّهُمَا لما انقادتا لأمر الله عز وجل نزل ذَلِك منزلَة القَوْل

ثمَّ قلت وَهُوَ خبر وَطلب وإنشاء

ص: 39

وَأَقُول هَذَا التَّقْسِيم تبْعَث فِيهِ بَعضهم وَالتَّحْقِيق خِلَافه وَأَن الْكَلَام يَنْقَسِم إِلَى خبر وإنشاء فَقَط وَأَن الطّلب من أَقسَام الْإِنْشَاء وَأَن مَدْلُول قُم حَاصِل عِنْد التَّلَفُّظ بِهِ لَا يتَأَخَّر عَنهُ وانما يتَأَخَّر عَنهُ الِامْتِثَال وَهُوَ خَارج عَن مَدْلُول اللَّفْظ وَلما اخْتصَّ هَذَا النَّوْع بِأَن إِيجَاد لَفظه إِيجَاد لمعناه سمي انشاء قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء} أَي أوجدناهن إيجادا

ص: 40