المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب قول الله عز وجل « {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله» } [ - البعث والنشور للبيهقي ت حيدر

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل « {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ» } [

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُؤْمِنِ يُفْدَى بِالْكَافِرِ، فَيُقَالُ هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ، وَالْكَافِرُ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ فِدْيَةٌ وَلَا تَنْفَعُهُ شَفَاعَةٌ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي آخِرِ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُ عز وجل: " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [

- ‌جِمَاعُ أَبْوَابِ الْإِيمَانِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَإِنَّهُمَا مَخْلُوقَتَانِ مُعَدَّتَانِ لِأَهْلِهِمَا وَمَا جَاءَ فِيهِمَا وَفِي صِفَتِهِمَا

- ‌بَابُ الْإِيمَانِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- ‌بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى الْجَنَّةَ، وَالنَّارَ وَرَأَى فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، وَمَا أُعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، وَالْمَعْدُومُ لَا يُرَى وَأُخْبِرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ الْقِيَامَةِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلْقِهِمَا. قَالَ اللَّهُ عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي حَائِطِ الْجَنَّةِ، وَتُرَابِهَا وَحِصَائِهَا

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

- ‌بَابُ السَّمَاعِ فِي الْجَنَّةِ، وَالتَّغَنِّي بِذِكْرِ اللَّهِ عز وجل قَالَ اللَّهُ عز وجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [

- ‌بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَدْخُلُ، وَمَا جَاءَ فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

- ‌بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ يَكُونُ أَدْنَى مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، وَمَنْ يَكُونُ مِنْهُمْ أَرْفَعَ مَنْزِلَةً

- ‌بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [

- ‌بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [

- ‌بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَّةِ وَمَوْضِعِ النَّارِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي خَزَنَةِ جَهَنَّمَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ وَسَلَاسِلِهِمْ وَأَغْلَالِهِمْ، وَمَا يُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَمِيمِ، وَيُقْمَعُونَ بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي طَعَامِ أَهْلِ النَّارِ وَشَرَابِهِمْ قَالَ اللَّهُ عز وجل: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الْأَثِيمِ ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونُ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ، وَقَالَ: ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونِ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ، فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ

- ‌بَابُ دُعَاءِ أَهْلِ النَّارِ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَالزَّفِيرِ وَالشَّهِيقِ وَنَكَالِهِمْ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعُوا هُنَالِكَ ثُبُورًا لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [

- ‌بَابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيُّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا

- ‌حَدِيثُ الصُّورِ

الفصل: ‌باب قول الله عز وجل « {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله» } [

57 -

أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ ثَقِيفٍ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:" {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] " الْآيَةَ. قَالَ: " كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَوْ قَالَ: كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ " قَالَ شُعْبَةُ: أَحَدُهُمَا يُرِيدُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي أَنَّ مَنَازِلَهُمُ الْجَنَّةُ ثُمَّ يَتَفَاوَتُونَ فِي الدَّرَجَاتِ "

ص: 83

58 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، سَمَّاهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عز وجل {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: «السَّابِقُ وَالْمُقْتَصِدُ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ»

⦗ص: 84⦘

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَقِيلَ: ابْنُ ثَابِتٍ، وَقِيلَ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَإِذَا كَثُرَتِ الرِّوَايَاتُ فِي حَدِيثٍ ظَهَرَ أَنَّ لِلْحَدِيثِ أَصْلًا

ص: 83

59 -

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، أَنْبَأَ دِعْلِجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ شَاهِينَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: «كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ»

ص: 84

60 -

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ:{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ "} [فاطر: 32] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

ص: 84

61 -

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ الْقَاضِي بِالْكُوفَةِ، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَفْصُ بْنُ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ عُمَرَ، رضي الله عنه قَالَ: تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَابِقُنَا سَابِقٌ وَمُقْتَصِدُنَا نَاجٍ، وَظَالِمُنَا مَغْفُورٌ لَهُ» فِيهِ إِرْسَالٌ بَيْنَ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَبَيْنَ عُمَرَ رضي الله عنه. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ غَيْرِ قَوِيٍّ، عَنْ عُمَرَ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ

ص: 84

62 -

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رضي الله عنه وَهُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] الْآيَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:«أَلَا إِنْ سَابِقَنَا أَهْلُ جِهَادِنَا، أَلَا وَإِنَّ مُقْتَصِدَنَا أَهْلُ حَضَرِنَا، أَلَا وَإِنَّ ظَالِمَنَا أَهْلُ بَدْوِنَا» وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا نَزَعَ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ: «أَلَا إِنَّ سَابِقَنَا سَابِقٌ وَمُقْتَصِدَنَا نَاجٍ، وَظَالِمَنَا مَغْفُورٌ لَهُ»

ص: 85

63 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُتْبَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ الْبَرَاءُ: «أَشْهَدُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُمْ جَمِيعًا الْجَنَّةَ» قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَ حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:«نَجَوْا كُلُّهُمْ» قَالَ وَحَدَّثنا سَعِيدٌ، وَثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:«كُلُّهُمْ صَالِحٌ»

ص: 85

64 -

قَالَ وَحَدَّثنا سَعِيدٌ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا عَوْفٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، حَدَّثَنِي كَعْبٌ: " إِنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَالْمُقْتَصِدُ وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَالَ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ

⦗ص: 86⦘

عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [فاطر: 33] قَرَأَ عَوْفٌ إِلَى قَوْلِهِ {لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فاطر: 35] قَالَ كَعْبٌ: «هَؤُلَاءِ أَهْلُ النَّارِ»

65 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنْبَأَ عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا، يَقُولُ: فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ

ص: 85

66 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ:{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] زَعَمَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافَ الثَّلَاثَةَ نَحْنُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَزَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [فاطر: 33] فِي هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافِ الثَّلَاثَةِ، وَأَنَّ كَعْبًا قَالَ: هُمْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافُ الثَّلَاثَةُ أَفَأَنَا أُقِيمُ عَلَى الْيَهُودِ وَأَدَعُ هَذَا الدِّينَ " اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَرُوِيَ عَنْهُ كَمَا

ص: 86

67 -

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا "} [فاطر: 32] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ: «هُمْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَوْرَثَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ كُلَّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ فَظَالِمُهُمْ يُغْفَرُ لَهُ وَمُقْتَصِدُهُمْ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَسَابِقُهُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ»

ص: 86

68 -

وَرُوِي عَنْهُ، كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ هُوَ الْكَافِرُ»

ص: 87

69 -

قَالَ: وَحَدَّثنا سَعِيدٌ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ،:«أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ هُوَ الْمُنَافِقُ، وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَهُمَا صَاحِبَا الْجَنَّةِ»

ص: 87

70 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: قَالَ عَوْفٌ، وَقَالَ الْحَسَنُ:«الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ الْمُنَافِقُ سَقَطَ هَذَا وَالْمُقْتَصِدُ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَإِنَّ هَذَانِ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ الشَّيْخُ: وَاسْمُ الظَّالِمِ وَاقِعٌ عَلَى الشِّرْكِ

ص: 87

71 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا: أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:{لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ} [لقمان: 13] لَظُلْمٌ عَظِيمٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ

72 -

وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أَنْبَأَ جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ

⦗ص: 88⦘

بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ " وَفِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " لَيْسَ بِذَاكَ هُوَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ؟ {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ وَكِيعٍ

ص: 87

73 -

أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْحِمْيَرِيُّ الْقَاضِي الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تَرَوْنَ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ: {إِنَّ الشِّرْكَ} [لقمان: 13] لَظُلْمٌ عَظِيمٌ "؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: حَدَّثَنِي أَوَّلًا أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى أَنَّ الظُّلْمَ الَّذِي هُوَ دُونَ الشِّرْكِ لَا يَبْلُغُ مَبْلَغَ الشِّرْكِ فِي سَلْبِ الْأَمْنِ وَالِاهْتِدَاءِ، عَنْ صَاحِبِهِ وَإِذَا لَمْ يَسْلُبْهُ إِلَّا مِنَ الْمَوْعُودِ وَالِاهْتِدَاءِ أُدْخِلَ تَحْتَ قَوْلِهِ {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] وَكَانَ لَهُ الْأَمْنُ فِي الْعَاقِبَةِ لَا مَحَالَةَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]

ص: 88

74 -

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ} [الحجر: 2] ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَتَمَنَّى الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُوَحِّدِينَ "

ص: 89

75 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:«مَا يَزَالُ اللَّهُ يَشْفَعُ، وَيُدْخِلُ الْجَنَّةَ، وَيَرْحَمُ، وَيُشْفَعُ، حَتَّى يَقُولَ مَنْ كَانَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ» ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ} [الحجر: 2] تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ، وَغَيْرُهُ عَنْ عَطَاءٍ

ص: 89

76 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَرْوَلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ

⦗ص: 90⦘

أَنَّهُمَا تَأَوَّلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ} [الحجر: 2] فَقَالَا: " هُوَ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ أَهْلَ الْخَطَايَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ فِي النَّارِ جَمِيعًا فَيَقُولُ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالَا: فَيُخْرِجُهُمُ اللَّهُ عز وجل بِرَحْمَتِهِ "، فَذَلِكَ ثُمَّ حِينَ يَقُولُ:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ} [الحجر: 2]

ص: 89

77 -

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ مُجَاهِدٌ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ "} [الحجر: 2] قَالَ: «ذَلِكَ وَهُمْ فِي النَّارِ حِينَ يَرَوْنَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بِإِسْلَامِهِمْ»

ص: 90

78 -

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْبَزَّارُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثنا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: " يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا يَخْتَلِفُ عَلَيَّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ:{رَبَّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] وَقَوْلُهُ {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ

⦗ص: 91⦘

الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ لَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَغْفِرُ شِرْكًا فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ فَتَعَالَوْا نَقُولُ: إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ. فَقَالَ اللَّهُ عز وجل أَمَّا إِذَا كَتَمْتُمُ الشِّرْكَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَا يَكْتُمُ حَدِيثًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ، وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ، وَقَدْ مَضَى بِطُولِهِ فِي كِتَابِ (الْأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ)

ص: 90

79 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا أَبُو الشَّعْثَاءِ، ثنا خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا اجْتَمَعَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ وَمَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ إِسْلَامُكُمْ وَقَدْ صِرْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ؟ قَالُوا: كَانَتْ لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذْنَا بِهَا، فَسَمِعَ اللَّهُ بِمَا قَالُوا: قَالَ فَأَمَرَ بِمَنْ كَانَ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَأُخْرِجُوا. قَالَ: فَقَالَ الْكُفَّارُ: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمَيْنَ فَنَخْرُجُ كَمَا أُخْرِجُوا. قَالَ: وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ» } [الحجر: 2] مُثَقَّلَةً

ص: 91

80 -

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّيْدَلَانِيُّ، إِمْلَاءً، ثنا سَعِيدُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو عَمْرٍو، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، ثنا أَبُو مُطِيعٍ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيِّ، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: يُعَذَّبُ اللَّهُ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى

⦗ص: 92⦘

لَا يَبْقَى إِلَّا مَنْ ذَكَرَ اللَّهُ عز وجل {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ "} [المدثر: 42] إِلَى قَوْلِهِ {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ، فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 47]

ص: 91

81 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يَسِيرٍ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141]

ص: 92

82 -

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، ثنا بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي الْمَوْتِ وَلَا فِي النُّشُورِ وَكَأَنِّي بِهِمْ عِنْدَ الصَّيْحَةِ، وَهُمْ يَنْفُضُونَ شُعُورَهُمْ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ " هَذَا مُرْسَلٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَبُهْلُولِ بْنِ عُبَيْدٍ تَفَرَّدَ بِهِ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ

ص: 92

83 -

وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ، بِالْأَيْلَةِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ

⦗ص: 93⦘

سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهُمْ، وَكَأَنِّي بِهِمْ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ " كَذَا أَخْبَرَنَاهُ مِنْ أَصْلِهِ، وَكَذَا فِي الْأَمَالِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَرْعَرَةَ. وَلَعَلَّ الصَّوَابَ الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ

ص: 92