المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ستره على نفسه - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٧

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌فصل في زيارة القبور

- ‌فصل في تشميت العاطس إذا حمد الله

- ‌فصل في ترك تشميت العاطس إذا لم يحمد الله

- ‌فصلفيما يقول العاطس في جواب التشميت

- ‌فصلفي تشميت الذمي

- ‌فصلفي خفض الصوت بالعطاس

- ‌فصلفي تكرير العطاس

- ‌فصلفي التثاؤب

- ‌فصلومن هذا الباب مجانبه الظلمة

- ‌فصلمن هذا الباب مجانبة الفسقة والمبتدعةومن لا يعينك على طاعةالله عز وجل

- ‌فصلفي مراعاة حق الرفيق

- ‌فصلفي التكلف للضيف عند القدرة عليه

- ‌فصل في ستره على نفسه

- ‌فصلفي أي الناس أشد بلاء

- ‌فصل في ذكر ما في الأوجاع والأمراضوالمصيبات من الكفارات

- ‌فصل في محنة الجراد والصبر عليها

- ‌[فصل]

- ‌فصلفيما بلغنا عن الصحابة رضي الله عنهم في معنى ما تقدم عن رسولالله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذم بناء ما لا يحتاج إليه من القصور والدور

- ‌فصلفي الزهد

- ‌فصل

- ‌فصل في حفظ المسلم سر أخيه

- ‌فصل في ترك تتبع عورات المسلمين وفي قبول عذرهم سوى ما تقدمفي الأبواب قبله

- ‌فصل في ترك الإحتكار

- ‌فصل في إصابة العين

- ‌فصل في إحسان قضاء الدين

- ‌فصل في إنظار المعسر والتجاوز عنهوالرفق بالموسر والوضع عنه

- ‌آخر الكتاب

الفصل: ‌فصل في ستره على نفسه

واعملوا به تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلاء مذاييع بذرا.

‌فصل في ستره على نفسه

9673 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي نا محمد بن سعد العوفي نا يعقوب بن ابراهيم بن سعد نا ابن أخي بن شهاب عن عمه قال: قال سالم سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«كل أمتي معافى إلا (المجاهدين)

(1)

وإن من الإجهار أن يعمل الرجل في الليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا كذا.

وقد بات يستره ربه يبيت في ستر ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.

رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم وزهير بن حرب وإن من (الجهار)

(2)

فإن كان محفوظا فلعله من الهجر وهو الفحش والإفجار إفحاش في الكلام. رواه البخاري عن الإوس عن إبراهيم بن سعد عن ابن أخي بن شهاب وقال وإن من المجانة.

9674 -

أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا القعنبي فيما قرأ على مالك عن زيد بن أسلم أن رجلا اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في جلده ثم قال: أيها الناس (ما آن)

(1)

لكم أن تنتهوا عن حدود الله فمن أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل.

9675 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قالا: نا أبو العباس هو الأصم نا أبو بكر محمد بن اسحاق أنا يحيى بن بكير نا الربيع بن صبيح عن الحسن كان يقول: ليس لأهل البدع غيبة.

9676 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت الأستاذ أبو وليد يقول سمعت

(1)

في أ: (المهاجرين).

(2)

في ن: (الهجار).

(1)

في الأصل فران.

ص: 111

أبا عمرو أحمد بن محمد الحيري سمعت ابراهيم بن هانئ يقول: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده الشقيقي وهو يذاكره آداب عبد الله بن المبارك فقال سمعت عبد الله بن المبارك يقول: من تهاون بالستر أطلق لسانه في عيوب نفسه فكفى الناس شره. قال: فنفر أحمد من مكانه قال: سبحان الله ونتهاون بالستر.

9677 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني سمعت ابراهيم بن عبد الله السعدي يقول: سألت الأصمعي عن السفلة. فقال: الذي لا يبالي ما قال وما قيل فيه.

9678 -

وسمعت أبا عبد الله الشيباني يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا اسحاق القرشي وسئل عن السفلة فقال مثل الذي لا يبالي ما قال وما قيل فيه.

9679 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو القاسم علي بن المؤمل نا محمد بن يونس نا المعلى بن الفضل نا سليمان بن عبد الرحمن الأزدي عن أنس أنه قال لبنيه: يا بني اتدرون ما السفلة؟ قالوا وما السفلة؟ قال الذي لا يخاف الله عز وجل.

ص: 112

السبعون من شعب الإيمان

وهو باب في الصبر على المصائب وعما تنزع إليه النفس من لذة

وشهوة

قال الله عز وجل:

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخاشِعِينَ} .

أراد بالصبر الصوم. قال الإمام أحمد:

9680 -

وروينا هذا عن مجاهد وهذا لما في الصيام من الصبر على الطعام والشراب المعتادين بالنهار مع تحرك الطبع نحوهما ونزوع النفس إليهما ولهذا قيل لشهر رمضان شهر الصبر وقد مضى الخبر فيه في باب الصيام وقيل أراد بالصبر، الصبر على ما يعرض للمسلمين من قتل أعدائهم المشركين ثم قال:{وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخاشِعِينَ} فقيل رجعت الكناية إلى الصلاة وحدها، وقيل رجعت إلى كل واحد منهما بمعنى الخصلة أو الطاعة أو الفعلة كأنه قال: وإن كل واحدة من هاتين الخصلتين لكبيرة أي شاقة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم في ذلك الوقت فهم يحبون أن يردوا إلى الله صائمين.

قال جل جلاله.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ}

فالأشبه بالصبر في هذه الآية الصبر على الشديدة لأنه اتبع مدح الصابرين بقوله تعالى:

{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ} .

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

ص: 113

وبسط الكلام في معنى هذه الآية.

9681 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني اسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد نا جدي نا عمرو بن عون الواسطي نا هشيم أنا خالد بن صفوان عن زيد بن علي بن الحسن عن أبيه عن ابن عباس قال: جاءه نعي بعض أهله وهو في سفر فصلى ركعتين ثم قال: فعلنا ما أمرنا الله عز وجل:

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} .

9682 -

أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة نا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجده نا سعيد بن منصور نا اسماعيل بن ابراهيم أنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في مسير فاسترجع ثم تنحى عن الطريق ثم صلى ركعتين فأطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول:

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخاشِعِينَ} .

9683 -

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا أبو أسامة عن عيسى بن سنان عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال لما حضرت عبادة الوفاة قال: أخرجوا فراشي إلى الصحن يعني الدار ثم قال اجمعوا إلي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي فجمعوا له. فقال إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يومي يأتي عليّ من الدنيا وأول ليلة من الآخرة وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء وهو والذي نفسي بيده القصاص يوم القيامة وأخرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي. قال فقالوا: بل كنت والدا وكنت مؤدبا. قال وما قال لخادم سوءا قط فقال أغفرتم لي ما كان من ذلك؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. فقال (أمالي)

(1)

فاحفظوا وصيتي احرج على إنسان منكم يبكي فإذا أخرجت نفسي فوضأوا وأحسنوا الوضوء ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه فإن الله تبارك وتعالى قال:

{اِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} .

(1)

في ن: (اللهم لي).

ص: 114

ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ولا تتبعني نار ولا تضعوا تحتي ارجوانا.

9684 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو زكريا العنبري نا محمد بن عبد السّلام نا اسحاق بن ابراهيم أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة وكانت من المهاجرات الأول في قوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} قالت غشي على عبد الرحمن بن عوف غشية فظنوا أنه فاض حتى أنه أفاض نفسه فيها فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة فلما أفاق قال: أغشى عليّ أنفا؟ قالوا: نعم. قال: صدقتم إنه جاءني ملكان فقالا لي:

انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين. فقال ملك آخر ارجعاه فإن هذا فيمن كتبت له السعادة وهو في بطون أمهاتهم ويستمتع به بنوه ما شاء الله فعاش بعد ذلك شهرا ثم مات.

9685 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس وأبو محمد الكعبي قالا نا اسماعيل بن قتيبة نا يزيد بن صالح عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله عز وجل {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} يقول: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلاة فحافظوا عليها وعلى مواقيتها وتلاوة القرآن فيها وركوعها وسجودها وتكبيرها والتشهد فيها والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإكمال طهورها فذلك إقامتها وإتمامها.

قوله: {وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخاشِعِينَ} يقول: صرفك عن بيت المقدس إلى الكعبة كبر ذلك على المنافقين واليهود إلا على الخاشعين يعني المتواضعين.

9686 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن الفضل الصائغ بعسقلان نا آدم بن أبي إياس نا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية في قوله: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ} قال: يقول هم أحياء في صور طير خضر يطيرون في الجنة حيث شاءوا ويأكلون من حيث شاءوا، وقوله:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} قال قد ابتلاهم بذلك كله وسيبتليهم بما هو أشد من ذلك. يقول الله عز وجل {وَبَشِّرِ}

ص: 115

{الصّابِرِينَ} إلى قوله {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} والصلوات والرحمة على الذين صبروا واسترجعوا.

9687 -

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} ونحو هذا. قال:

أخبر الله سبحانه المؤمنين أن الدنيا دار بلاء وأنه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر وبشرهم فقال {وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ} ثم أخبرهم أنه هكذا فعل بأنبيائه وصفوته يطيب نفوسهم فقال: {مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلْزِلُوا} وأما {الْبَأْساءُ} فالفقر {وَالضَّرّاءُ} فالسقم {وَزُلْزِلُوا} بالفتن وأذى الناس إياهم.

9688 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة نا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نعم العدلان ونعم العلاوة {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .

9689 -

أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا: إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} إلى آخر الآية قال: أخبر الله أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله والرحمة وتحقيق سبيل الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه» .

9690 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا ابراهيم بن مرزوق نا أبو حذيفة عن سفيان عن جوبير عن الضحاك في قوله: {الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} قال: هي لمن أخذ بالتقوى وأدى الفرائض.

ص: 116

9691 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا بن مرزوق نا أبو عامر عن سفيان الثوري عن سفيان العصفري عن سعيد بن جبير قال: لم يعط لأحد من الأمم الإسترجاع غير هذه الأمة أما سمعت قول يعقوب: {يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ} رفعه بعض الضعفاء إلى ابن عباس ثم منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

9692 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخرقي أنا أحمد بن سلمان الفقيه نا عبد الله بن أبي الدنيا حدثني حمزة أنا عبدان أنا عبد الله بن المبارك أنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة من كان عصمة أمره لا إله إلا الله، وإذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا أعطى شيئا قال:

الحمد لله، وإذا أذنب ذنبا قال: استغفر الله.

9693 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا الربيع بن سليمان نا أسد بن موسى نا هشيم بن (بشير)

(1)

نا يحيى بن عبيد الله (عن أبيه)

(2)

أنه سمع أبا هريرة يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع فإنه من المصائب» .

تابعه حفص بن غياث وغيره عن يحيى بن عبيد الله.

9694 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف السلمي نا محمد بن يوسف نا اسرائيل عن أبي اسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: بينا عمر يمشي إذ انقطع شسع نعله فاسترجع. فقال له-يعني أصحابه-مالك يا أمير المؤمنين قال انقطع شسع نعلي فساءني وكل ما ساءك مصيبة.

9695 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان نا أحمد بن عبيد نا المفضل بن عمرو نا عبد الرحمن بن سلام الجمحي عن هشام بن المقدام عن أمه فاطمة

(1)

في ن: (بشر).

(2)

سقط من (ن).

ص: 117

بنت الحسين عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من أصابته مصيبة فقال: إذا ذكرها إنا لله وإنا إليه راجعون حدد الله له أجرها مثل ما كان له يوم أصابته» .

تفرد به هشام روى عنه جماعة.

9696 -

ورواه سعيد بن أبي أيوب عن ابراهيم بن محمد الثقفي عن هشام بن أبي هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل فيه عن محمد بن ابراهيم الثقفي عن هشام بن أبي هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال البخاري هشام هو ابن المقدام لم يصح حديثه.

9697 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا ابن نمير نا (سعد بن سعيد)

(1)

أخبرني عمر بن كثير بن أفلح عن أبي سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها» .

قالت: فلما توفى أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ثم عزم الله لي فقلتها اللهم أجرني عن مصيبتي واخلف لي خيرا منها. قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

9698 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد نا الحسن بن سفيان نا محمد بن عبد الله بن نمير نا أبي فذكره. رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير.

9699 -

أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: دفنت ابني سنان وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فقال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

في ن: (سعيد بن سعيد).

ص: 118

«إذا قبض الله ابن العبد قال لملائكة ما قال عبدي؟ قالوا حمدك واسترجع. قال ابنوا له بيتا وسموه بيت الحمد» .

وفقه أبو أسامة كما.

9700 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا أبو أسامة عن عيسى بن سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى قال: إذا قبض ولد العبد قال: والله أعلم بما قال العبد؟ قال (يسأل)

(1)

الله الملائكة.

فقال قبضتم ولد فلان؟ قالوا نعم ربنا. قال: فماذا قال عبدي؟ قال حمدك واسترجع. فقال أخذتم ثمرة فؤاده وحمدني واسترجع ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد».

9701 -

أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصبر عند أول الصدمة» .

9702 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب أنا يحيى بن بكير نا شعبة عن ثابت قال: سمعت أنسا وهو يقول لبعض أهله: أتعرفين فلانة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بها وهي عند قبر تبكي فقال لها: اتقي الله واصبري. فقالت: إليك عني فإنك لا تبالي بمصيبتي، فقيل لها إنه رسول الله. فأخذها مثل الموت فانتهت إلى باب فلم تجد بوابين فدخلت عليه. فقالت يا رسول الله إني لم أعرفك. فقال لها:

الصبر في أو عند أول صدمة.

أخرجاه من حديث شعبة وقال غندر عن شعبة الصبر عند الصدمة الأولى قال الحليمي رحمه الله: قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:

{فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} .

(1)

في أ: (سأل).

ص: 119

وقال: {وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ. وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ} .

{وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاّ بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمّا يَمْكُرُونَ} .

فأمر أن يصبر على أذى قومه كما صبر اخوانه من النبيين الذين تقدموه وكانوا أولى جد في أمر الله وتوطين القلب على احتمال ما يستقبلهم من قومهم وأن لا يستعجل بما لهم عند الله من الجزاء بكفرهم وشقاقهم وايذائهم إياه.

9703 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا أبو الأزهر نا الهيثم بن جميل نا صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد فنظر إلى شيء لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه فنظر إليه قد مثل به فقال رحمة الله عليك فإنك كنت ما علمتك إلا فعالا للخيرات وصولا للرحم ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواك شتى أما والله على ذلك لامثلن بسبعين منهم مكانك. قال: فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بخواتيم سورة النحل الآية:

{وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ} .

فصبر النبي صلى الله عليه وسلم وكفر عن يمينه وأمسك عما أراد.

9704 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو نا محمد بن الليث نا عبد الله بن عثمان نا عيسى بن عبيد الله الكندي نا ربيع بن أنس نا أبو العالية عن علي عن أبي بن كعب قال: أصيب من الأنصار يوم أحد أربع وستون وأصيب من المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بقتلاهم فقالت الأنصار لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنزيدن عليهم فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل منهم لا يعرف لا قريش بعد اليوم وأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم:

ص: 120

{وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ} .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كفوا عن القوم كفوا عن القوم» .

قال الحافظ عيسى هو أبو المنيب. العتكي.

9705 -

أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن حشيش المقري بالكوفة أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم نا محمد بن أحمد بن نصير بن أبي حكمة النمار نا يحيى بن عبد الحميد الحماني نا ابن المبارك عن معمر عن محمد بن زيد عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله شدة أمرهم بالصلاة ثم قرأ:

{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها} .

9706 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا وكيع عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله عز وجل:

{فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}

قال كانوا ثلاثة والنبي صلى الله عليه وسلم رابعهم ابراهيم ونوح وهود ومحمد رابعهم فأمر أن يصبر كما صبروا صلى الله عليه وسلم أجمعين.

9707 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمدان نا ابراهيم بن الحسين نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري أخبره أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ولم يسأله أحد إلا أعطاه حتى نفذ ما عنده فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده ما يكون عندي من خير لا أدخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله ولم تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر.

9708 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي

ص: 121

الصنعاني نا اسحاق بن ابراهيم أنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال: جاء ناس من الأنصار فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم. قال فجعل لا يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده ثم قال لهم حين انفق كل شيء عنده ما لكم عندنا من خير فلم ندخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن تصبر يصبر الله ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر.

رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق.

9709 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن ابراهيم الهاشمي نا محمد بن عمرو الجرشي نا عبد الله بن الجراح نا عمران بن خالد الخزاعي عن عمران القصير عن الحسن قال: الإيمان الصبر والسماحة الصبر عن محارم الله وأداء فرائض الله. هذا قول الحسن وقد.

9710 -

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن ابراهيم الصيدلاني أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا أبو بكر بن أبي شيبة نا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الصبر والسماحة.

9711 -

وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن محمويه العسكري نا أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي نا عبد الرحمن بن عبد الله نا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الإيمان. قال الصبر والسماحة.

9712 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن اسحاق الفاكهي بمكة نا أبو يحيى بن أبي مسرة نا يوسف بن كامل نا سويد أبو حاتم نا عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة، قال: يا رسول الله فأي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، قال: يا رسول الله فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر

ص: 122

السوء، قال: يا رسول الله فأي الجهاد أفضل؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده، قال يا رسول الله فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، قال: يا رسول الله فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.

9713 -

ورواه أيضا أبو بدر الحلبي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

9714 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن خرزاد نا موسى بن اسحاق القاضي نا محمد بن معاوية نا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال: قال رجل يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: الصبر والسماحة.

قال أريد أفضل من ذلك قال لا تتهم الله في شيء من قضائه.

9715 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا تمتام وابن أبي قماش قالا نا مسلم بن ابراهيم نا العلاء بن خالد القرشي نا يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان نصفان نصف في الصبر ونصف في الشكر.

9716 -

حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور أنا جعفر بن محمد بن سليمان الخلال نا يعقوب بن حميد نا محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن (زبيد)

(1)

عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله. تفرد به يعقوب عن المخزومي. والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع كما.

9717 -

حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنا عبد الله بن محمد بن الحسن النصرابادي نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة قال: قال عبد الله: (الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله).

(1)

في ن: (زيد).

ص: 123

9718 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني نا اسحاق بن إبراهيم الديري أنا الديري أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال: قال علي خمس احفظوهن لو ركبتم الإبل لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن: لا يخاف العبد إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحي جاهل أن يسأل، ولا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد إذا قطع الرأس نتن باقي الجسد ولا إيمان لمن (لا صبر له)

(1)

. وفي رواية غيره نزى باقي الجسد.

9719 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين أنا يزيد بن هارون أنا شريك بن الخطاب العنبري عن المغيرة أبي محمد عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ادخل نفسك في هموم الدنيا واخرج منها بالصبر وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك» .

9720 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا أنا أبو عمرو بن مطر نا ابراهيم بن علي نا يحيى بن يحيى نا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن صله بن زفر عن حذيفة قال: تعودوا الصبر فإنه يوشك أن ينزل بكم البلاء مع أنه لا يصيبكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

9721 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن اسحاق الفقيه أنا اسماعيل بن قتيبة نا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك بن أنس عن قطن بن وهب عن عويمر بن الأجدع عن يخنس مولى آل الزبير أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة فأتته مولاة له تسلم عليه. فقالت إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن اشتد علينا الزمان. فقال لها عبد الله اقعدي لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يصبر أحد على ولاها وشدتها إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» .

رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى.

(1)

في ن: (لا خير له).

ص: 124

9722 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الزاهد نا عبيد بن الحسن الغزال الحافظ ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في موضع آخر نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار نا أبو بكر بن سلام وعبيد الغزال قالا نا اسماعيل بن عمرو البجلي نا فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة ومن مدعيته إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماء ومن صبر على القوت الشديد أسكنه الله الفردوس حيث شاء» .

تفرد به اسماعيل بن عمرو البجلي.

9723 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن القاضي قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو زرعة الدمشقي نا يحيى بن صالح الوحاظي نا سعيد بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن سلمة الجمحي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافا وصبر على ذلك» .

9724 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس هو الأصم نا الربيع بن سليمان نا ابن وهب نا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«طوبى لمن رزقه الله الكفاف وصبر عليه» .

9725 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب نا موسى بن سهل نا اسماعيل بن قتيبة عن يونس بن عبيد حدثني أبو العلاء بن الشخير حدثني أحمد بن سليم قال: ولا أحسبه إلا وقد رأى نبي الله عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله يبتلي عبده بما أعطاه فمن رضي بما قسم الله له بارك له فيه ووسعه ومن لم يرض لم يبارك له فيه» .

9724 - سقط هذا الحديث من (ن).

ص: 125

قال الإمام أحمد كان في كتاب الحاكم أبي عبد الله أحمد بالدال وكان يتوهمه تصحيفا ويحسبه أحمر بالراء وأنا أحسبه أحمد بن معاوية بن سليم بالراء ذكره ابن منده في الصحابة.

9726 -

وقد رواه حماد بن زيد عن يونس وقال: عن رجل من بني سليم. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. فيحتمل أن يكون ذلك عن أحد بني سليم فوقع في كتاب شيخنا أحمد.

9727 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا ابراهيم بن مرزوق نا وهب بن جرير نا شعبة عن الأزرق بن قيس عن عسعس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رجلا فسأل عنه فجاء فقال يا رسول الله إني أردت أن آتي هذا الجبل فأخلو فيه وأتعبد.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لصبر أحدكم ساعة على ما يكره في بعض مواطن الإسلام خير من عبادته خاليا أربعين سنة» .

9728 -

ورواه حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن عسعس عن أبي حاضر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال ستين سنة.

9729 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا ابن أبي قماش عن عسعس بن سلامة قال: كنا في الجبانة ومعنا أبو حاضر الأسدي. فقال رجل من القوم وددت أن لنا في هذا (الجبّان)

(1)

قصر فيه من الطعام واللباس ما يكفينا حتى الموت.

أخبرنا رجل فقال أبو حاضر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بعض أصحابه فسأل عنه. فقيل إنه قد تفرد في بعض هذه القفران يتعبد. فبعث إليه فأتى به، فقال ما حملك على ما صنعت؟ فقال يا رسول الله كبرت سني ورق عظمي وقرب أجلي فأحببت أن أخلو بعبادة ربي. قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته، وكان إذا أراد أن يعلم الناس أمرا نادى به فينا.

(1)

في ن: (الجبل).

ص: 126

«ألا إن موطنا من مواطن المسلمين أفضل من عبادة الرجل وحده ستين سنة» قالها نادى بها ثلاثا.

9730 -

أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب نا عمارة بن عبد الجبار عن شعبة حدثني الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» .

9731 -

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن اسحاق بن عبد الله الفقيه أخبرني الحسن بن سفيان نا (أبو الربيع)

(1)

الزهراني نا عبد الله بن المبارك عن عتبة عن أبي حكيم حدثني عمرو بن حارثة اللخمي أخبرني أبو أمية (الشعتابي)

(2)

قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} .

فقال: أما والله سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ودع أمر العوام فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون بمثل عمله.

قال: وأخبرني غيره قالوا يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: أجر خمسين منكم.

9732 -

وأخبرنا أبو الحسن أنا الحسن نا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال: سمعت سريا يقول: لم أجد فيما بلونا شيئا أشد علي من طالح يلي أمر صالح، ولم أر لهذا الدهر دواء إلا الصبر عليه، ولم أر هلاك أهله إلا في الطمع.

(1)

في ن: (أبو الزبير).

(2)

في ن: (الشعباني).

ص: 127

9733 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر أحمد بن اسحاق الفقيه أنا محمد بن غالب نا أبو حذيفة أنا سفيان ح.

وأخبرنا أبو عبد الله أنا بكر بن محمد الصيرفي نا ابراهيم بن هلال نا علي بن الحسن يعني ابن شقيق نا عبد الله بن المبارك نا سفيان عن الزبير بن عدي قال: دخلنا على أنس بن مالك فشكونا إليه (ما نلقى)

(1)

من أمر الدنيا.

فقال: اصبروا وأحسنوا فيما بينكم وبين ربكم فإنه لن يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعت من نبيكم صلى الله عليه وسلم.

رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن سفيان.

9734 -

وروينا في كتاب السنن وغيره عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من كره من أمره شيئا فليصبر» .

9735 -

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك نا الحارث بن محمد التيمي نا يزيد بن هارون أنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار:

«إنكم سترون بعدي أثرة قالوا فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: اصبروا حتى تلقوني على الحوض» .

أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة.

قال الحليمي رحمه الله قال الله عز وجل:

{ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}

فأخبر أن ما يصيب الناس من زوال نعمة عليهم فإنما سببه حادث وقع منهم إما ترك الشكر وإما ارتكاب معصية. وقد يجوز أن يكون هذا الكلام خارجا على الأغلب والأكثر فإذا كان هكذا فلا تجزعوا من المصيبة إذا وقعت

(1)

في ن: (ما نلنا).

ص: 128

فارجعوا باللوم على أنفسكم أو تحفظوا من الأسباب المؤدية إلى المصائب التي يمكن بحكم العادة أن تدوم كالصحة والثروة والذكر الحسن والعلم والحكمة ونحوها.

وقال: {ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها} فيحتمل والله أعلم ما أصاب من مصيبة عامة ولا خاصة إلا وقد كتبها الله في اللوح المحفوظ من قبل أن (يوقعها)

(1)

وينزلها فقد أعلمكم ذلك وينبهكم جاءتكم {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ} وتعلموا أن العطية كانت مقدرة بالوقت الذي جاوزتكم فيه ومن أعطى شيئا إلى وقت لم ينبغ له إذا استرجع منه بعد ذلك الوقت أن يحزن {وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ} أي (لا تأثروا) وتبطروا به وتتكبروا على من لم يؤت مثل ما أوتيتم لأنه عارية عندكم وليست بملك. فإن حقيقة الملك لله عز وجل وليس للمستعير أن (يتبذخ)

(2)

بالعارية لأنه لا يأمن في كل لحظة أن يسترجعها منه صاحبها فنعيم الدنيا كلها هكذا.

قال الإمام أحمد رحمه الله وقد ورد في هذا ما.

9736 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن اسحاق املاء أنا أبو مسلم نا حجاج بن منهال وسليمان بن حرب.

9737 -

وأخبرنا أبو عبد الله نا أبو بكر بن اسحاق أنا محمد بن أيوب أنا حفص بن عمر قالوا نا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد أن أحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم بعثت إليه تخبره أن ابنها في الموت فأتني فقال للرسول قل لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده بمقدار فلتستعن بالله ولتصبر. قال:

فأرسلت إليه أئتني.

قال: فقام وقمت معه وسعد بن معاذ وأحسبه قال: وأبي بن كعب قال:

فأتى الصبي فوضع في حجره فاغرورقت عيناه. فقال سعد ما هذا يا رسول الله قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.

(1)

في ن: (يدفعها).

(2)

في ن: (يتمتع).

ص: 129

رواه البخاري عن حجاج بن منهال وحفص بن عمر وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن عاصم.

9738 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا تمتام محمد بن غالب نا موسى بن اسماعيل نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بموت ابنه حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء فقربت إليه عشاءه وشرابه ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع له قبل ذلك فلما شبع وروى وأصاب منها حاجته.

قالت: يا أبا طلحة لو أن أهل بيت أعاروا عاريتهم أهل بيت آخرين وطلبوا عاريتهم أترى لهم أن يمنعوهم؟ قال: لا.

قالت: فاحتسب ابنك. قال: تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت تحدثيني بموت ابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما كان من أمره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما فعلقت تلك الليلة فحملت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وأبو طلحة وأم سليم معه فلما دنوا من المدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق المدينة طروقا في سفر قال: فضربها المخاض.

فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس عليها أبو طلحة. فقال أبو طلحة والله إنك لتعلم يا رب إنه ليعجبني أن أخرج مع نبيك إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست كما ترى.

قال: تقول أم سليم يا أبا طلحة ما كنت أجد الذي كنت أجد فانطلق فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فضربها المخاض فولدت.

فقالت له أم سليم: لا تطعمه شيئا حتى تغدو به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات يبكي حتى أصبح فغدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعل أم سليم ولدت. قلت: أجل فقعد وجئت به حتى وضعته في حجره فدعا بعجوة من عجو المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم لفظها في فيه فجعل الصبي يتلمظ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«انظروا إلى حب الأنصار التمر ثم مسح وجهه وسماه عبد الله» .

9739 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الحسن علي بن محمد بن

ص: 130

سختويه نا عمر بن حفص السدوسي نا عاصم بن علي نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: كان لأبي طلحة ابن من أم سليم فمات فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة يا بني ثم ذكر الحديث أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد عن سليمان. وأخرجه البخاري من حديث اسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك.

9740 -

وأخبرنا أبو عبد الله نا أبو العباس الأصم نا محمد بن اسحاق نا عبد الله بن بكر نا حميد عن أنس قال: اشتكى ابن لأبي طلحة فراح إلى المسجد وتوفي الغلام فذكر الحديث بمعناه وقال في العارية فلما كان في آخر الليل قالت ألم تر أبا طلحة إلى آل فلان استعاروا عارية تمتعوا بها فلما طلبت منهم شق ذلك عليهم. قال: ما أنصفوا قالت: فإن فلانا لابنها كان عارية من الله وقبضه الله فاسترجع ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث.

9741 -

وروى هذه القصة عباية بن رفاعة وقال في آخرها لقد رأيت لذلك الغلام سبعة بنين كلهم قد قرأوا القرآن.

9742 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن اسحاق أنا اسماعيل بن قتيبة نا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم» .

رواه البخاري عن ابن أبي أويس عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى.

9743 -

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا يحيى بن محمد بن يحيى نا مسدد نا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فأجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. فقال: اجتمعن يوم كذا كذا في مكان كذا وكذا فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال: ما

ص: 131

منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابا. فقالت امرأة منهن يا رسول الله واثنين.

قال: فأعادها مرتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين واثنين واثنين. رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن أبي كامل عن أبي عوانة وهذا على من أصيب منهم فصبروا واحتسب فقد.

9744 -

أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو طاهر المحمد أباذي نا العباس بن محمد الدوري نا خالد بن مخلد نا عبد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أصيب له ولدان أو ثلاثة لم يبلغوا الحنث فاحتسبهم كانوا له سترا من النار» .

أخرجه مسلم من حديث الدراوردي عن سهيل.

9745 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان نا محمد بن الفضل بن جابر نا عبيد الله بن عمر القواريري نا يزيد بن زريع نا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن لبيد عن جابر بن عبد الله قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة» .

قال: قلت: يا رسول الله واثنان؟ قال: واثنان. فقال محمود لجابر بن عبد الله: والله إني لأراكم لو قلتم واحدا قال: واحد. قال: أنا والله أظن ذلك.

9746 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا إبراهيم بن محمد نا أبو كريب نا حفص فقال: سمعت طلق بن معاوية يقول: سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير يذكر عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إدع الله له فإني دفنت ثلاثة». فقال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن حفص بن غياث.

9745 - الكنز (8678).

9746 -

أخرجه مسلم (4/ 2030) من طريق طلق بن معاوية عن أبي زرعة-به.

ص: 132

9747 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا الحسن بن الحسن الحربي نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من مسلمين يموت لهم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله وأبويهم الجنة بفضل رحمته» .

قال: «ويكونون على باب من أبواب الجنة يقال لهم: ادخلوا. فيقولون:

حتى يجيء أبوانا قال: فقال لهم: ادخلوا أنتم وأبواكم بفضل رحمة الله».

9748 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو الحسين بن الفضل القطان قالا: نا أبو عمرو بن السماك نا محمد بن عبيد الله المنادي نا عبد الله بن بكر السهمي نا هشام يعني ابن حسان عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال:

لقيت أبا ذر يقود حملا له أو يسوقه في عنقه قربة. فقلت: يا أبا ذر ما مالك؟ قال: لي عملي. قال: قلت: يا أبا ذر ما مالك؟ قال لي: عملي ثلاث مرات قال: قلت: ألا تحدثني شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول:

«ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته إياهم وما من مسلم أنفق زوجين في سبيل الله إلا ابتدرته حببة الجنة» .

9749 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز نا محمد بن عبيد الله المنادي.

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا سعدان بن نصر قالا: نا إسحاق الأزرق نا العوام عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

9747 - أخرجه النسائي في الجنائز باب (25) من طريق إسحاق الأزرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي-به.

9748 -

أخرجه النسائي في الجنائز باب (25) من طريق يونس بن الحسن-به.

9749 -

عزاه في الكنز (8680) إلى أبي يعلي وابن عساكر.

ص: 133

«من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا من النار» .

قال: فقال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء: قدمت إثنين. قال:

واثنين. قال أبو ذر: قدمت واحدا. قال: وواحدا ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى.

9750 -

أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح نا أبو جعفر بن دحيم نا أحمد بن حازم أنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة نا يزيد بن هارون ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا يزيد بن هارون الواسطي نا العوام بن حوشب عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة بن عبد الله عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من مسلمين رضي لهما ثلاثة من أولادهم لم يبلغوا الحنث إلا كانوا له حصنا حصينا من النار» .

قال أبو ذر: مضى لنا اثنان. قال: واثنان. قال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء مضى لي واحدا يا رسول الله. قال: وواحد وذاك في الصدمة الأولى. لفظ حديث المقري.

9751 -

حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان املاء أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي الدقاق نا محمد بن إبراهيم العبدي نا (عيسى)

(1)

بن إبراهيم البركي نا عبد ربه بن بارق الحنفي حدثني سماك بن الوليد الحنفي قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يا عائشة من كان له فرطان من أمتي أدخله الله الجنة بهما» .

قالت: يا نبي فمن كان له فرط واحد؟ قال: ومن كان له فرط واحد يا موفقة قالت: يا نبي الله. فمن لم يكن له فرط؟ قال: فأنا فرط من لا فرط له لم يصابوا بمثلي. تابعه يحيى القطان ونصر بن علي وغيرهما عن عبد ربه بن بارق.

(1)

في أ: (يحيى) وهو خطأ وعيسى بن إبراهيم وهو الشعيري البركي (تقريب).

ص: 134

9752 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنا الحسن بن سفيان نا عبيد الله بن معاذ العنبري وعبد الواحد بن غياث قالا: نا المعتمر بن سليمان قال: قال أبي نا أبو السليل عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة إنه قد مات لي ابنان فهل أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا قال: قال نعم صغارهم دعاميص أهل الجنة يلقى أحدهم أباه أو قال: أبويه فيأخذ بثوبه أو قال: بيده كما آخذ أنا بضعة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال: لا ينتهي حتى يدخله الله واياه الجنة. رواه مسلم عن سويد ومحمد بن عبد الأعلى عن معتمر.

9753 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز نا أحمد بن الوليد الفحام نا الحجاج يعني ابن محمد نا شعبة قال: سمعت معاوية بن قرة أبا إياس يحدث عن أبيه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بني له.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبه؟ فقال: أحبك الله كما أحبه. قال: ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل بني فلان؟ قالوا: توفي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما يسرك أنه كلما أتيت بابا من أبواب الجنة تستفتحه يسعى حتى يفتح لك» . فقال رجل: أله خاصة أم لنا كلنا؟ فقال: «لكم كلكم» .

9754 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبيد الله المنادي نا يونس بن محمد نا خالد بن ميسرة أبو حاتم البصري وكان ينزل بمكة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس تحلق إليه نفر من أصحابه وفيهم رجل له بني صغير يأتيه من خلف ظهره ففقده بين يديه إلى أن ظعن في جنازة ذلك الصبي قال: فامتنع الرجل من الحلقة لم يحضرها يذكر بنيه حزنا عليه. قال: وفقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بالي لا أرى فلانا؟ قالوا: يا نبي الله هلك الذي رأيته فمنعه الحزن عليه والذكر له أن يحضر الحلقة. فلقيه نبي الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك. قال: فعزاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدا بابا من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك. قال: يا نبي الله لا بل

9752 - أخرجه مسلم (4/ 2029).

ص: 135

يسبقني إلى أبواب الجنة أحب إلي. قال: فذاك لك فقام رجل من الأنصار فقال:

يا نبي الله أهذا لهذا خاصه أم من هلك له طفل من المسلمين كان ذاك له قال:

بل من هلك له طفل من المسلمين كان ذلك له.

9755 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان نا أحمد بن عبيد نا أحمد بن علي بن إسماعيل نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء وابن جابر قالا: نا أبو سلام. وحدثنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو علي الحسن بن يحيى الكرماني بمكة نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء أنا أبو سلام الأسود نا أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه» .

وفي رواية ابن عبدان خمس من أثقلهن في الميزان.

9756 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز نا أحمد بن عبد الجبار نا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تعدون الرقوب فيكم؟ قالوا: الرقوب الذي لا يولد له. قال: لا ولكن الرقوب الذي لا يقدم من ولده شيئا. أخرجه مسلم من حديث أبي معاوية.

9757 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه ومحمد بن موسى قالوا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن عبد الله القصار الكوفي أنا جعفر بن محمد عن بشير بن مهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ بلغه وفاة ابن امرأة من الأنصار فقام وقمنا معه فلما رآها قال: ما هذا الجزع. قالت: يا رسول الله وما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الرقوب الذي يعيش ولدها أما تحبين أن تريه على باب الجنة وهو يدعوك إلينا؟ قالت: بلى قال: فإنه كذلك.

9756 - أخرجه مسلم (4/ 2014).

9757 -

كنز العمال (8675).

ص: 136

9758 -

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا الكارزي أنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وسأله رجل فقال: يا رسول الله ما لي من ولد. قال: ما قدمت منهم؟ قال: فمن خلفت بعدي. قال: لك منهم ما لمضر من ولده.

9759 -

قال أبو عبيد نا ابن علية عن ليث بن أبي سليم عن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. وقال حميد: لأن أقدم سقطا أحب إلي من مائة مستليم. قال أبو عبيد قوله: «لك منهم ما لمضر من ولده» .

يقول: إن مضر ليس يؤجر فيمن مات من ولده وقوله: «مائة مستليم» . يعني أنه قد لبس لامته يعني الدرع.

9760 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن هشام بن ملاس النميري نا مروان بن معاوية الفزاري نا حميد عن أنس قال: أصيب حارثة يوم بدر فجاءت أمه. فقالت: يا رسول الله قد علمت منزل حارثة مني فإن يك في الجنة صبرت وإن يك غير ذلك ترى ما أصنع. فقال: جنة واحدة إنها جنان كثيرة وإنه في الفردوس الأعلى.

9761 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الضبعي نا الحسن بن علي بن زياد السري نا ابن أبي أويس نا عبد الله بن وهب عن ثوابه بن مسعود عمن حدثه عن أنس بن مالك أنه قال: توفي ابن لعثمان بن مظعون فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ في داره مسجدا يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان إن الله عز وجل لم يكتب علينا الرهبانية إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله. يا عثمان بن مظعون إن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب فما يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وقد وجدت ابنك إلى جنبك آخذا بحجزتك يستشفع لك إلى ربك عز وجل. قال: بلى، قيل: يا رسول الله ولنا في فرطنا ما لعثمان؟ قال: نعم لمن صبر منكم واحتسب ثم قال له: يا عثمان بن مظعون من صلى صلاة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى مطلع الشمس

9760 - محمد بن هشام بن ملابس الدمشقي أبو جعفر صدوق (الجرح والتعديل (8/ 116).

9761 -

كنز العمال (8673).

ص: 137

كان له في الفردوس سبعون درجة بين كل درجتين كركض الفرس الجواد المضمر سبعون سنة ومن صلى الظهر في جماعة كان له في جنات عدن خمسون درجة بين كل درجتين كركض الفرس الجواد المضمر خمسين سنة ومن صلى صلاة العصر في جماعة كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كلهم رب بيت أعتقهم. ومن صلى المغرب في جماعة كان كحجة مبرورة وعمرة متقبلة.

ومن صلى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر.

9762 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ أنا أبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك نا عمرو بن هشام نا عبد الله بن الجراح القهستاني نا عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان عن أبيه عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: توفي ابن لعثمان بن مظعون فحزن عليه حزنا شديدا واتخذ في داره مصلى يتعبد فيه وغاب عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة فسأل عنه النبي فأخبروه أنه مات له ابن وأنه حزن عليه حزنا شديدا وأنه اتخذ في داره مصلى يتعبد فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إدعه لي وبشره بالجنة فلما أتاه قال له: (يا)

(1)

عثمان بن مظعون أما ترضى أن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب لا تنتهي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدت ابنك قائما عنده آخذا بحجزتك يشفع لك عند ربك؟ قال: بلى يا رسول الله. قال أصحاب محمد: ولنا في أبنائنا مثل ذلك؟ قال: نعم ولكل من احتسب من أمتي. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عثمان هل تدري ما رهبانية الإسلام؟ الجهاد في سبيل الله. يا عثمان من صلى الغداة في الجماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس كانت له كحجة مبرورة وعمرة متقبلة، ومن صلى صلاة الظهر في جماعة كانت له بخمس وعشرين صلاة كلها مثلها وسبعين درجة في الفردوس، ومن صلى صلاة العصر في جماعة ثم ذكر الله حتى تغرب الشمس كانت له كعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا ومن صلى صلاة المغرب في جماعة كانت له خمس وعشرون صلاة كلها مثلها وسبعين درجة في جنة عدن ومن صلى صلاة العشاء في جماعة كانت له كأجر ليلة القدر.

(1)

في الأصل: (يا أبا) وانظر الكنز (8674).

ص: 138

9763 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا العباس الدوري نا أسحاق بن منصور السلولي نا مندل عن الحسن بن الحكم عن أسماء بنت عابس بن ربيعة عن أبيها عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن السقط يراغم ربه يوم القيامة أن يدخل والده النار. فيقال: أيها السقط المراغم ربه إني قد أدخلت والديك الجنة فيجرهما بسرره فيدخلهما الجنة» .

قوله: يراغم ربه يغاضبه وفي معناه ما رواه أبو عبيد مرسلا في السقط يظل محتبطئا على باب الجنة يقيرهم يعني متغضبا مستبطئا وقيل: المحتبطئ هو كالغلام المدل على أبويه.

9764 -

أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا هشام عن قتادة عن راشد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«النفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة» .

9765 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصغاني نا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال: مات ابن لداود صلوات الله عليه وسلم فجزع عليه جزعا شديدا فقيل له: ما كان يعدل عندك؟ قال: كان أحب إلي من ملء الأرض ذهبا قال: قيل له: إن لك من الأجر على قدر ذلك أو قال: على حسب ذلك.

9766 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا عمرو بن طارق أنا السري عن ابن شوذب أن رجلا كان له ابن لم يبلغ الحلم فأرسل إلى قومه فقال: إن لي إليكم حاجة أن تفعلوها. قالوا: نعم قال: إني أريد أن أدعو على ابن هذا أن يقبضه الله إليه وتؤمنون على دعائي فسألوه عن ذلك فأخبرهم أنه رأى في نومه كأن الناس

9763 - أخرجه ابن ماجه الجنائز باب (58) من طريق مالك بن إسماعيل أبي غسان عن مندل بن علي-به.

9764 -

أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (578).

ص: 139

جمعوا ليوم القيامة فأصاب الناس عطش شديد فإذا الولدان قد خرجوا من الجنة معهم الأباريق فأبصرت ابن أخ لي فقلت: يا فلان إسقني. فقال: يا عم إنا لا نسقي إلا الآباء. قال الرجل: فأحببت أن يجعل الله ولدي هذا فرطا لي فدعا وأمنوا فلم يلبث الغلام إلا يسيرا حتى مات.

9767 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق بالكوفة أنا محمد بن علي بن دحيم نا إبراهيم بن إسحاق نا قبيصة عن سفيان عن عمر بن سعيد أخبرني كثير بن تميم قال: كنت جالسا مع سعيد بن جبير فطلع علينا ابنه عبد الله. فقال: إني لأعلم خير حالاته. قالوا: وما هو؟ قال: أن يموت فأحتسبه.

9768 -

حدثنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي أنا الحسن بن محمد الزعفراني نا سفيان عن حميد الأعرج قال: كنا جلوسا مع سعيد بن جبير فأقبل ابنه فقال سعيد: إني لأعلم خير خلة فيه أن يموت فأحتسبه.

9769 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا محمد بن داود قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: ما لقيت سفيان الثوري قط إلا وأول ما يبتدئ به يقول: لا تعبأ بصاحب عيال. فقل: ما رأيت صاحب عيال إلا خلط. قال: وكان له بني تعيس يقول: يا أبا عمرو ليت الله قبضه فاسترحت. فأقول: لله أبوك أو ليس قد أخبرتني أن عندك مائتي دينار وربما ربحت فيها قال: فقدمت قدمة من الغزو فأول ما ابتدأني به مات حبيبي واسترحت.

9770 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا يعقوب بن إبراهيم العبدي نا إسماعيل بن إبراهيم عن منصور بن عبد الرحمن قال: كنت جالسا مع الحسن فقال لي رجل: سله عن قول الله عز وجل:

{ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها} .

ص: 140