المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌19 - أفضل الصدقة ما يعطى الأقارب - صلة الأرحام

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولاً: مفهوم صلة الأرحام:

- ‌لغة

- ‌ اصطلاحاً:

- ‌ثانياً: مفهوم قطيعة الأرحام

- ‌لغة

- ‌ اصطلاحاً:

- ‌ثالثاً: صلة الأرحام من أعظم الواجبات

- ‌1 - أمر الله عز وجل بصلة الأرحام

- ‌3 - صلة الأرحام من أول الأمور المهمة

- ‌4 - واصل رحمه لا يخزيه الله تعالى

- ‌5 - صلة الأرحام من أسباب دخول الجنة

- ‌6 - صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله

- ‌7 - صلة الرحم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - صلة الرحم من أسباب النجاة من العقوبة

- ‌9 - صلة الرحم الكاملة

- ‌10 - صلة الرحم من صفات المؤمنين

- ‌11 - صلة الرحم من أسباب قبول العمل

- ‌12 - صلة الرحم من صفات أصحاب العقول السليمة

- ‌13 - صلة الرحم من أسباب السلامة من اللعنة

- ‌14 - الصدقة على ذي الرحم: اثنتان: صدقة وصلة

- ‌15 - والرحم التي أُمر بصلتها

- ‌16 - صلة الرحم أنواع على حسب الحاجة

- ‌17 - صلة الرحم واجبة على حسب الحاجة

- ‌18 - فضل الإحسان إلى البنات والأخوات

- ‌19 - أفضل الصدقة ما يعطى الأقارب

- ‌20 - الصدقة على ذي الرحم الذي يضمر العداوة

- ‌21 - أفضل النفقات النفقة على العيال والأهل والأقربين:

الفصل: ‌19 - أفضل الصدقة ما يعطى الأقارب

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الجمع بين الحديثين السابقين: ((ويمكن الجمع بأن مرادها بقولها في حديث عروة: فلم تجد عندي غير تمرة واحدة: أي أخصها بها، ويحتمل أنها لم تكن عندها في أول الحال سوى واحدة فأعطتها ثم وجدت ثنتين، ويحتمل تعدد القصة)) (1).

‌19 - أفضل الصدقة ما يعطى الأقارب

؛ لحديث سلمان بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة)) (2).

ولحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخلٍ،

(1) فتح الباري، بشرح صحيح البخاري، لابن حجر (10/ 428).

(2)

النسائي، برقم 2581، والترمذي برقم 658، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (2/ 223) وتقدم تخريجه.

ص: 35

وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (1) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحبَّ أموالي إليَّ بَيرُحا (2)، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بَخ (3)، ذلك مال رابح (4)، ذلك مال رابح، وقد سمعتُ ما قلت وإني

(1) سورة آل عمران، الآية:92.

(2)

بيرحاء: حائط يسمى بهذا الاسم، وليس اسم بئر [شرح النووي 7/ 89].

(3)

بَخ: معناه تعظيم الأمر وتفخيمه، وهي كلمة تقال عند الإعجاب، [شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 90].

(4)

مال رابح: ومعناه بهذا اللفظ ظاهر، وأما لفظ:((رايح)) في بعض الأوجه: فمعناه رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة [شرح النووي 7/ 91].

ص: 36

أرى أن تجعلها في الأقربين)) فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه)). وفي لفظ:((فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب)) (1).

قال الإمام النووي رحمه الله: ((وفي هذا الحديث من الفوائد

أن الصدقة على الأقارب أفضل من الأجانب إذا كانوا محتاجين، وفيه أن القرابة يرعى حقها في صلة الأرحام، وإن لم يجتمعوا إلا في أبٍ بعيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طلحة أن يجعل صدقته في الأقربين، فجعلها في أبي بن كعب وحسان ابن ثابت، وإنما يجتمعان معه في الجد السابع)) (2).

(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، برقم 1461، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، برقم 998.

(2)

شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 91).

ص: 37

وعن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((لو أعطيتيها أخوالك كان أعظم لأجرك)) (1).

قال الإمام النووي رحمه الله: ((فيه فضيلة صلة الرحم، والإحسان إلى الأقارب، وأنه أفضل من العتق

وفيه الاعتناء بأقارب الأم إكراماً بحقها، وهو زيادة في برها، وفيه جواز تبرع المرأة بمالها بغير إذن زوجها)) (2).

وعن أبي سعيد رضي الله عنه في قصة زينب امرأة ابن مسعود: أنها قالت: يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي، فأردت أن

(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الهبة، باب بمن يبدأ بالهبة، برقم 2594، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، برقم 999.

(2)

شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 91).

ص: 38

أتصدق بها، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحقُّ من تصدقت به عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((صدق ابن مسعود: زوجك وولدك أحقّ من تصدقت به عليهم)) (1).

ولحديث زينب الآخر، وفيه: أنها أرسلت بلالاً يسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيجزئ عني أن أنفق على زوجي، وأيتام في حجري؟ فسأله فقال:((نعم، ولها أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة)). وفي لفظ مسلم: ((لهما أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة))؛ لأنها كان معها امرأة من الأنصار حاجتها حاجتها (2).

(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، برقم 1462، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، والزوج، والأولاد، والوالدين ولو كانوا مشركين، برقم 1000.

(2)

متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر، برقم 1466، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد، برقم 1000.

ص: 39