الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعاء، وإذا اعتقد العبد هذا؛ كانت نفسه طيبة عند تأخر الإجابة.
ثانيًا: قد يكون في التأخير منفعة:
وهذا سر من أسرار الدعاء يخفى على الكثيرين؛ فإن العبد لضعفه يرى مصلحته في تحقق مراده، ولا يلتفت إلى الحكم الإلهية والتقديرات الربانية.
وأحيانًا يكون من مصلحة الداعي تأخر الإجابة أو عدم الإجابة ..
قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
وجاء أن بعض السلف كان يسأل الله تعالى الغزو، فهتف به هاتف: إنك إن غزوتَ أُسرتَ وإن أُسرت تنصرت!
ثالثًا: المعاصي:
وهي الداء الأكبر الذي حجب دعاء العباد عن الصعود، وأكثر أولئك الذين يشكون من عدم إجابة الدعاء آفتهم المعاصي!
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح» .
وقال بعض السلف: «لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي» .
فقد عمت المعاصي وتطاير شررها في كل مكان، والعصاة
غافلون .. ولكن إذا نزلت المصيبة رأيتهم يجأرون إلى الله تعالى! ومثل هؤلاء كمثل رجل حارب ملكًا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنًا طويلاً ثم جاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفه!
فما ظنك بهذا الرجل؟ ! هل سيدرك مطلوبه؟ ! كلا! لن يدرك مطلوبه إلا إذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك.
فهذا هو مثل العاصي الذي يبيت ويصبح مبارزًا لربه تعالى بالمعصية ثم إذا وقع في شدة يرجو من الله أن يجيب دعاءه!
قيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: ما بالنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟
وجاء في الأثر: أنه أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى عليه السلام، فخرج ببني إسرائيل يستقي بهم، فلم يُسقوا حتى خرج ثلاث مرات ولم يُسقوا فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه الصلاة والسلام:«إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيك نمام» فقال موسى عليه السلام: «يا رب ومن هو حتى نخرجه؟ » فأوحى الله عز وجل إليه: «يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمامًا؟ » فقال