المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(عقائد الناس في الصفات) - فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ - جـ ١

[محمد بن إبراهيم آل الشيخ]

الفصل: ‌(عقائد الناس في الصفات)

(افتراق الأمة وتسليط الأشرار)

(121- س: حديث ((افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة..)) الخ هل يدل على أَن هذه الأمة أَشر من غيرها من الأمم كاليهود والنصارى؟) .

ج: - هذا لا يدل على أَن هذه الأُمة أَشر من غيرها من الأُمم، بل فيه بيان أَن ما يوجد من الافتراق في تلك الأمم يوجد في هذه الأُمة مثله في الافتراق وأكثر. (1)

(تقرير)

(122- (وإن جندنا لهم الغالبون))

هذه صيغة حصر تحصر جميع أَنواع الغلب، ولا نظن أَنه لا يمكن تسلط أَهل الشر في هذه الأَزمان، فإِنه بسبب اضاعته والا فدين رب العالمين محفوظ، حتى إِنه يحفظ من يقوم به. ولا نظن أَنه يرد عليه إدالة أَهل الباطل بعض الأَحيان فإِنه تمحيص ورفعة لأَهل الحق، وغرور لأَهل الباطل.

(تقرير) .

(عقائد الناس في الصفات)

(123- س: هل أكثر اتباع الأئمة الأَربعة تأولوا نصوص الصفات؟)

ج: - نعم وغيرهم، وكذلك بعض المنتسبين إلى الحديث أَيضًَا. فالحق هو الحق. وأَهل الحديث المحض الحقيقة ما دخل عليهم شيء من ذلك، وكذلك الحنبلية الحقيقة والشافعية الحقيقة ما دخل عليهم إلا ما لا يسلم منه إلا معصوم. والذين ينتسبون إِلى الحديث في هذا الزمن تعدوا الجادة وتكلموا في الأَئمة ووقعوا في جهل وهوى. والا من المعلوم أَن في المنتسبين إِلى المذاهب أَشياءَ في الفقه وفي الاعتقادات.

(تقرير) .

(1) قلت: والمراد بالأمة في الحديث أمة الاجابة المسلمين، لا أمة الدعوة فإنها تشمل الوثنيين واليهود والنصارى الآن وغيرهم، فافتراق الأمة المراد في الحديث هو بالبدع التي لا تخرجهم من الاسلام كبدعة المرجئة، والقدرية، والخوارج، والرافضة، والجهمية.

أما الوثنيون من هؤلاء أَو غيرهم فلا يدخلون في الفرق الاسلامية ولا المذاهب الاسلامية، وكذلك النصارى واليهود والمجوس ليسوا من أمة محمد.

ص: 200

(124- طعن الأحناف على أبي مطيع والفقه الأَكبر)

العجيب والمصيبة أَن المتأَخرين من الأَحناف يطعنون في أَبي مطيع، وينكرون الْمُؤَلَّفَ، وهذا كله من متأَخري الأَحناف الذين غرقوا في البدع كما غرق غيرهم، فإن أَهل هذا المذهب دخل عليهم من مذهب الأَشاعرة في الصفات.

(تقرير الوكالة) .

(125- الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للسفارينى)

الأَمر كما ذكر (1) في كثير من الوجوه. أَما في بعض الوجوه فلا، فانه دخلها من عقائد الأَشعرية ما دخلها، دخلت عليه كما دخلت على غيره. (2)

(تقرير) .

(126- قول شارع الزاد في معنى ((الرحمن الرحيم)) : الموصوف بكمال الانعام أَو بارادة ذلك

هذا جرى فيه الشارح على آثار الشراح، وهذا من اعتقاد الأَشاعرة، ومن المعلوم أَنه شعبة من المذهب الجهمي الوبي. وقد اشتهر في النفي مذاهب أَربعة: المعتزلة، والأَشاعرة، والجهمية، والماتريدية. والماتريدية قريبة من الأَشعرية إلا أَن بينهما فروق مذكورة في مواضعها.

الجهمية ينفون جميع الأَسماء والصفات ولا يثبتون شيئًا أَو يثبتون ((القادر)) لأَن مذهب جهم الجبر. وهم زعموا التنزيه فلجئوا إلى التشبيه، فلما تصوروا ذلك واعتقدوه كذبوا الرسول ولجئوا إلى التعطيل، فوقعوا في تشبيه أَكثر من الأَول.

(1) أي في تسميتها.

(2)

قلت: وقد علق عليها والدي رحمه الله وبين ما فيها من أَخطاء وسماه ((حاشية الدرة المضية)) وطبع.

ص: 201

والأَشاعرة أَثبتوا سبعًا، وقالوا في البقية أنها اخبار آحاد ونحو ذلك.

ثم الأَشاعرة في مسلكهم الردي في النصوص يقال لهم يلزمكم فيما صرتم إليه، فإن قالوا: ارادة مثل إرادة المخلوق. قيل: شبهتم، وإن قالوا: ارادة تليق بجلال الله. قيل لهم: وكذلك قولوا في الرحمة واثبتوا نصوص الكتاب والسنة. وكذلك يقال في سائر الصفات. والحق ما عليه أَهل السنة وهو اثبات الصفات حقيقة مع قطعهم أَن الجميع لا يماثل سفات المخلوقين.

(تقرير) .

(127- مذهب الواقفة)

ونعرف غلطة في ((المجلة)) (1) وهي ترجع إلى تصويب الواقفة وهو غلط. معلوم أن وقت النبي والصحابة ما وجد من خاض في الصفات، ولما وقع الخوض فيها بامر باطل احتيج للرد عليهم فلو سكت عنه لانتفض الدين كله، فالضرورة دعت إليه كما ذكر الامام أَحمد (2) . أَما ابتداء فلا. فيعرف أَن كلامه غلط وباطل واضح، فإن الواقفة شكوا في الحقيقة. ومعلوم كلام الشيخ وخوضه في بحور الكلام لأَجل الرد عليهم.

(تقرير العمدة) .

(128- قول صاحب اللمعة (3) وجب الايمان به لفظًا)

واما كلام صاحب اللمعة فهذه الكلمة مما لوحظ في هذه العقيدة، وقد لوحظ فيها عدة كلمات أخذت على المصنف،

(1) التي سئل عن عبارة فيها.

(2)

في رده على الزنادقة والجهمية.

(3)

لمعة الاعتقاد لموفق الدين بن قدامة المتوفي 630هـ.

ص: 202

إذ لا يخفى ان مذهب أَهل السنة والجماعة هو الايمان بما ثبت في الكتاب والسنة من أَسماء الله وصفاته لفظًا ومعنى، واعتقاد أَن هذه الأَسماءَ والصفات على الحقيقة لا على المجاز، وأَن لها معاني حقيقة تليق بجلال الله وعظمته. وادلة ذلك أَكثر من أَن تحصر. ومعاني هذه الأَسماء ظاهرة معروفة من القرآن كغيرها لا لبس فيها ولا اشكال ولا غموض، فقد أخذ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه القرآن ونقلوا عنه الأَحاديث لم يستشكلوا شيئًا من معاني هذه الآيات والأَحاديث لأَنها واضحة صريحة، وكذلك من بعدهم من القرون الفاضلة، كما يروى عن مالك لما سئل عن قوله سبحانه:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(1) قال: الاستواءُ معلوم، والكيف مجهول والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وكذلك يروى معنى ذلك عن ربيعة شيخ مالك، ويروى عن أُم سلمة مرفوعًا وموقوفًا.

أما كنه الصفة وكيفيتها فلا يعلمه إلا الله سبحانه، إذ الكلام في الصفة فرع عن الكلام في الموصوف، فكما لا يعلم كيف هو -إلا هو- فكذلك صفاته. وهو معنى قول مالك: والكيف مجهول.

أَما ما ذكره في ((اللعمة)) فانه ينطبق على مذهب المفوضة وهو من شر المذاهب واخبثها. والمصنف رحمه الله إمام في السنة ومن أَبعد الناس عن مذهب المفوضة وغيرهم من المبتدعة. والله أَعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

(ص-ف 328 في 28-7-85هـ) .

(1) سورة طه 5.

ص: 203