المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصلٌ وشرع صلى الله عليه وسلم للعاطس أن يقول ما رواه - فتيا في صيغة الحمد - جـ ١

[ابن القيم]

الفصل: ‌ ‌فصلٌ وشرع صلى الله عليه وسلم للعاطس أن يقول ما رواه

‌فصلٌ

وشرع صلى الله عليه وسلم للعاطس أن يقول ما رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا عطس أحدكم فليقُل: الحمد لله على كل حال، ولْيَقُل أخوه: أو صاحبه: يرحمك الله، ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم"

(1)

.

وفي جامع الترمذي عن ابن عمر:

أن رجلًا عطس إلى جنبه فقال: الحمد لله، والصلاة

(2)

والسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله، والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: الحمد لله على

(1)

أخرجه بهذا اللفظ: أبو داود رقم 5033، ومن طريقه البيهقي في (شعب الإيمان) رقم 8891.

وقوله: "على كل حال" زيادة شاذة في حديث أبي هريرة: رضي الله عنه، فإن البخاري قد أخرج الحديث في صحيحه رقم 6224 بدونها، وقد نبه الحافظ على ذلك كما في (الفتح) 10/ 623.

قال الشيخ الألباني عن رواية أبي داود:

"هذا سند صحيح على شرط الشيخين، لكن قوله "على كل حال" شاذ في الحديث"(الإرواء) رقم 780.

وهذه الزيادة وإن كانت شاذة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه إلا أنها صحت من حديث غيره، والله أعلم.

(2)

هكذا في المخطوط، وفي جميع الأصول بدونها.

ص: 24

كل حال (1).

وكذلك شرع لأمته عند ركوب الدابَّة ما رواه أهل السنن بالإسناد الصحيح عن علي بن ربيعة قال:

شهدتُ علي بن أبي طالب أُتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله ثلاث مراتٍ ثم قال: الله أكبر ثلاث مراتٍ، ثم قال: سبحانك ظلمتُ نفسي فاغفر لى، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحكَ فقلتُ:

يا أمير المؤمنين، من أيِّ شيءٍ ضحكتَ؟ قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فعَلَ كما فعلتُ، ثم ضحك، فقلتُ: يا رسول الله، من أيِّ شيء ضحكتَ؟ قال:

"إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري

(2)

.

(1)

أخرجه: الترمذي رقم 2738، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث) رقم 807، والحاكم في المستدرك 4/ 265 رقم 7765 وصححه ووافقه الذهبي، والبيهقي في (شعب الإيمان) رقم 8884.

وصححه الألباني (الإرواء) 3/ 245.

(2)

أخرجه: أحمد 1/ 97 و 115 و 128، وأبو داود رقم 2602، والترمذي رقم 3446 وقال:"حديث حسن صحيح"، والنسائي (الكبرى) رقم 8748 و 8749، وغيرهم.

وصححه الحاكم على شرط مسلم 2/ 99 ووافقه الذهبي.

قال الحافظ: "رجاله كلهم موثقون من رجال الصحيح، إلا ميسرة وهو ثقة". (الفتوحات الربانية) لابن علان 5/ 125.

وصححه الألباني (صحيح الترمذي) رقم 2742.

ص: 25

وروى ابن ماجة في سننه عن عائشة قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحبه قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"، وإذا رأى ما يكره قال:"الحمد لله على كل حال".

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد

(1)

.

وفي صحيح مسلم: عن علي رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه قال: "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، مِلء السموات، ومِلء الأرض، ومِلء ما شئتَ من شيءٍ بَعْدُ"

(2)

.

وفيه عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول الله كان إذا رفع رأسه من الركوع قال:

" [اللهم] ربنا لك الحمد، مِلء السموات و [مِلء] الأرض، ومِلء ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، كلنا لك عبد،

(1)

أخرجه: ابن ماجة رقم 3871، وابن السني في (عمل اليوم والليلة) رقم 379، والطبراني (الدعاء) رقم 1769، وفي (الأوسط) رقم 6659 و 6995، والحاكم 1/ 499، والبيهقي (شعب الإيمان) رقم 4065، وللحديث شواهد.

صححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال النووي:"إسناده جيد"(الأذكار) 459، وصححه البوصيرى فى (مصباح الزجاجة) 3/ 192.

وحسنه الألباني (الصحيحة) رقم 265.

(2)

صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم 771، ضمن حديث طويل.

وانظر أيضًا رقم 476.

ص: 26

اللهم لا مانع لما أعطيتَ؛ ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ"

(1)

.

وروى البخاري في صحيحه عن رفاعة بن رافع الزُّرَقي قال:

كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركوع قال:

"سمع الله لمن حمده" قال رجلٌ وراءَهْ (ربنا لك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه)، فلما انصرف قال. "مَن المتكلم"؟ قال: أنا، قال:"قد رأيتُ بِضعةً وثلاثين مَلَكًا يبتدرونها أيُّهم يكتبها أول"

(2)

.

وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يصلي يقول: "اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق،

الحديث

(3)

.

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر قال:

(1)

صحيح مسلم، كتاب الصلاة رقم 477، وما بين القوسين ليس من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه.

وانظر أيضًا رقم 478.

(2)

صحيح البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب: فضل اللهم ربنا ولك الحمد، رقم 766.

(3)

أخرجه: البخاري في التهجد رقم 1069، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها رقم 769.

ص: 27

بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل: (الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من القائل كذا وكذا؟ فقال الرجل من القوم. أنا قلتها يا رسول الله قال: "عجبتُ لها، فُتِحت لها أبواب السماء"، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولهن

(1)

.

وفي السنن عن رفاعة بن رافع قال:

صليتُ خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطستُ، فقلت: الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يحب ربُّنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: "مَن المتكلم في الصلاة؟ فلم يُجِبْه أحدٌ، ثم قالها الثانية: من المتكلم: في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلتَ؟ قال.: قلت: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، فقال: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون مَلَكًا أيُّهم يصعد بها

(2)

".

قال. الترمذي: حديث حسن

(3)

.

(1)

صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم 601.

(2)

فى المخطوط: يصعدها، والتصحيح من الأصول.

(3)

أخرجه: أبو داود رقم 773، والترمذي رقم 404، والنسائي 2/ 145، وفي (الكبري)، رقم 1005، والطبراني (الكبير) رقم 4532، والبيهقي في (السنن الكبرى) 2/ 96 رقم 2611.

وأصل الحديث في البخاري كما مرّ قبل قليل.

واستُشكل الحديث من جهة كون القائل مبهمًا في رواية البخاري، بينما هو مفسَّر في رواية السنن هنا! وأيضًا كونه قال عبارته تلك بعد عطاسه كما في السنن، بينما لم يحدَّد موضعها في رواية البخاري! وأجاب الحافظ ابن =

ص: 28

وفي سنن أبي داود عن عامر بن ربيعة قال:

عَطَس شابٌّ من الأنصار خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فقال:"الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حتى يرضى ربنا، وبعدما يرضى من أمر الدنيا والآخرة"، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن القائل الكلمة؟ فسكت الشابُّ، ثم قال: من القائل الكلمة، فإنه لم يقل بأسًا؟ فقال: يا رسول الله؛ أنا قلتُها، لم أُرد بها إلا خيرًا، [قال]

(1)

. ما تناهت دون عرش الرحمن جلَّ ذكره"

(2)

.

وفي مسجد الإمام أحمد عن وائل بن حُجر قال:

صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل:"الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه" فلما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من القائل؟ قال الرجل أنا يا رسول الله، وما أردتُ إلا الخير، فقال: لقد فُتحت لها أبواب السماء، فلم

= حجر عن ذلك فقال:

"والجواب: أنه لا تعارض بينهما، بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع أن يكني عن نفسه لِقصد إخفاء عمله، أو كُنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه، وأما ما عدا ذلك من الإختلاف فلا يتضمن إلا زيادة لعل الراوي اختصرها"(فتح الباري) 2/ 334.

(1)

ساقط من المخطوط، وأثبتها من الأصول.

(2)

أخرجه: أبو داود رقم 774، ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) رقم 727، وإبن السني (عمل اليوم والليلة) رقم 264، وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) رقم 325.

وعزاه الحافظ إلى الطبراني وابن السني وقال بسند لا بأس به. (الفتح) 10/ 616.

وضعفه الألباني (ضعيف أبي داود) رقم 162.

ص: 29

يُنَهْنِها

(1)

شيءٌ دون العرش"

(2)

.

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه كان يقول في اعتداله بعد الركوع في صلاة الليل "لربي الحمد، لربي الحمد"

(3)

، وكان قيامًا طويلًا.

وشرع لأمته في هذا الموضع وفي غيره أفضلَ الحمد وأكملَهُ، فلو كان قول القائل (الحمد لله حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده) أفضلَ الحمد لكان أولى المواضع به هذا الموضع وما أشبهه.

فيا سبحان الله! لا يأتي عنه هذا الحمد الأكمل الأفضل الجامع في موضع واحدٍ ألْبَتَّه، لا قولًا، ولا تعليمًا، ولا يقوله أحدٌ من الصحابة، ولا

(1)

"يُنَهْنِهَّا" بفتح النون، ثم سكون الهاء، ثم نون مكسورة، فهاءٌ مشدَّدة لإدغام هاء الكلمة في هاء الضمير، هذا لفظ أحمد.

وعند النسائي وابن ماجة والطبراني "فما نَهْنَهها" بلا إدغام.

وعند الطيالسي: "فما تناهى".

والمعنى أنه ما: منعها ولا كفَّها شيءٌ عن الوصول إليه. (النهاية) لابن الأثير 5/ 139.

(2)

أخرجه: الطيالسي رقم 1116، وأحمد 4/ 318 رقم 18860، والنسائي 2/ 145 - 146 وفي (الكبرى) رقم 1006، وابن ماجة رقم 3870، والطبراني (الكبير) 22/ 25 - 27، وفي (الدعاء) رقم 517 - 520.

وصححه الألباني (صحيح النسائي) رقم 893.

(3)

أخرجه: الطيالسي رقم 416، وأحمد 5/ 399 رقم 23375، وأبو داود رقم 874، والترمذي في الشمائل رقم 275، والنسائي 2/ 199 - 200 و 231، وغيرهم من حديث حذيفة رضي الله عنه.

وأصل الحديث: في صحيح مسلم رقم 772 دون موضع الشاهد الذي ذكره المؤلف.

ص: 30

يُعرف عنهم في خطبةٍ، ولا تشهُّدِ حاجةٍ، ولا عقيب الطعام والشراب، وإنما الذي جاء عنهم حمدٌ هو دونه في الفضيلة والكمال! هذا من المحال.

وكذلك حمد الملائكة له سبحانه كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي ليلة أسري به بقَدَحٍ من خمرٍ، وقَدَحٍ من لبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبنَ، فقال جبريل عليه السلام:"الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذتَ الخمر غوَتْ أمتك"(1).

وكذلك حمدُ الصحابة له سبحانه كما في صحيح البخاري:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طعِن أرسل ابنه عبدَ الله إلي عائشة رضي الله عنها يستأذنها أن يدفن مع صاحبيه، فلما أقبل عبدُ الله قال عمر:"ما لديك؟ " قال: "الذي يحبُّ أمير المؤمنين، أَذِنَتْ"، قال:"الحمد لله، ما كان شيءٌ أَهمَّ إليَّ من ذلك"

(2)

.

وروي ابن ماجة في سننه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء قال: "الحمد لله الذي أذهب عني

(1) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان رقم 168 بلفظ: "هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة

".

والذي ذكره المؤلف إنما هو لفظ البخاري في صحيحه، كتاب التفسير رقم 4709، وكتاب الأشربة رقم 5576.

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة رقم 3700 ضمن حديث طويل.

وانظر الفتح 7/ 74.

ص: 31

الأذي وعافاني"

(1)

.

وفي معجم الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج [من الخلاء]

(2)

قال:

"الحمد لله الدي أذاقني لذَّته، [وأبقى فيَّ قُوَّته]

(3)

، ودفع عني أذاه"

(4)

.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استجدَّ ثوبًا سمَّاه باسمه؛ عمامةً، أو قميصًا، أو رداءً، ثم يقول. "اللهم لك الحمد، أنتَ كسوتنيه، أسألك خيره، وخيرَ ما

(1)

أخرجه: ابن ماجه رقم 304 من حديث أنس رضي الله عنه بسند ضعيف.

قال البوصيري: "هذا حديث ضعيف، ولا يصح فيه بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيءٌ، وإسماعيل بن مسلم المكي متفق على تضعيفه". (مصباح الزجاجة) 1/ 129.

وضعفه: النووي في (المجموع) 2/ 83، والحافظ ابن حجر حيث قال:"رواته ثقات إلا إسماعيل"(نتائج الأفكار) 1/ 217، والألباني (الإرواء) رقم 53.

وللحديث شواهد من حديث أبي ذر، وأبي الدرداء، وحذيفة رضي الله عنهم، وانظر لتخريجها والكلام عليها (نتائج الأفكار) 1/ 216 - 218.

(2)

ساقط من المخطوط، واستدركته من الأصول.

(3)

ساقط من المخطوط، واستدركته من الأصول.

(4)

أخرجه: الطبراني (الدعاء) رقم 370، وابن السني (عمل اليوم والليلة) رقم 26، وغيرهما.

وضعفه الحافظ في (نتائج الأفكار) 1/ 219 وذكر له شواهد.

ص: 32

صُنع له، وأعوذُ بك من شرِّه وشرِّ ما صُنع له"

(1)

.

رواه أبو داود والنسائي، وإسناده صحيح.

قال الترمذي: حديث حسن.

وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من لبس ثوبًا جديدًا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُواري به عورتي، وأتجمَّل به في حياتي، ثم عَمِد إلى الثوب الذي أخلق فتصدَّقَ به، كان في حفظ الله، وفي كنف الله، وفي سبيل الله

(2)

، حيًّا وميتًا"

(3)

.

(1)

أخرجه: أبو داود رقم 4020، والترمذي رقم 1767، والنسائي في (السنن الكبرى، رقم 10068، وأحمد 3/ 30 و 50، وابن حبان رقم 5420 و 5421، والطبراني (الدعاء) رقم 398، وغيرهم.

وصححه الحاكم 4/ 192 ووافقه الذهبي، والألباني صحيح أبي داود، رقم 3393.

وحسنه الحافظ فى (نتائج الأفكار) 1/ 125.

(2)

"سبيل الله" كذا في المخطوط كما هي رواية ابن السني، والذي في الترمذي وابن ماجة وغيرهما:"ستر الله".

(3)

أخرجه: الترمذي رقم 3560 وقال: حديث غريب، وابن ماجه رقم 3623، وأحمد 1/ 44 رقم 305، وابن أبي شيبة 8/ 453، و 10/ 401، وعبد بن حميد رقم 18، وابن السني رقم 273، والطبراني (الدعاء) رقم 393، وغيرهم.

قال الدارقطني: والحديث غير ثابت. (العلل) 2/ 138.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. (العلل المتناهية) 2/ 191.

وضعفه الألباني، الضعيفة، رقم 4649.

ص: 33

وفي مسند الإمام أحمد من حديث معاذ بن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفَر اللهُ له ما تقدم من ذنبه. ومن لَبِس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفرَ الله له ما تقدم من ذنبه"

(1)

.

وفي جامع الترمذي، عن علي رضي الله عنه قال:

كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في المواقف:

"اللهم لك الحمد، كالذي نقول، وخيرًا نقول، اللهم لك صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي، وإليك مآبي

(2)

، ولك ربِّ تراثي

(3)

، اللهم إني أعوذ بك من

(4)

عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ ما تجيء به الريح"

(5)

.

(1)

تخريجه صفحة (20).

(2)

في المخطوط: مآلي، والتصحيح من الأصول.

(3)

قال المناوي: " (تراثي) بتاء ومثلثة: ما يخلفه الإنسان لورثته من بعده، وتاؤه بدل من واو، فبيَّن المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا أنه ما يورث، وأن ما يخلِّفه غيره لورثه يخلِّفه هو صدقةً لله سبحانه، وفي الخبر: (إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة) ".

(فيض القدير) 2/ 132.

(4)

تكررت (من) مرتين في المخطوط.

(5)

أخرجه: الترمذي رقم 3520، وابن خزيمة رقم 2841، والمحاملي في (الدعاء) رقم 62، وأبو نعيم في (أخبار أصبهان) 1/ 221 - 222، والبيهقي =

ص: 34