الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابٌ فِي فَضْلِ الْعِيدِ
144 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ ابْنِ مَالِكٍ، قَالَا: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِيَوْمَيْنِ هَذَيْنِ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا الْفِطْرَ وَالْأَضْحَى» فَزَادَ الْحَسَنُ فِيهِ فَقَالَ: «أَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ فَصَلَاةٌ وَصَدَقَةٌ»
⦗ص: 304⦘
قَالَ: يَعْنِي الصَّاعَ «وَأَمَّا يَوْمُ الْأَضْحَى فَصَلَاةٌ وَنُسُكٌ» يَعْنِي ذَبَائِحَكُمْ قَالَ الشَّيْخُ رضي الله عنه: أَمَّا الْكَلَامُ فِي يَوْمِ الْأَضْحَى فَإِنَّا نُوَفِّرُهُ إِلَى ذِكْرِ ذِي الْحَجَّةِ، وَأَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ فَالْأَصْلُ فِيهِ قَوْلُهُ تبارك وتعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 15] قِيلَ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14] بِزَكَاةِ الْفِطْرِ {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ} [الأعلى: 15] بِالتَّكْبِيرِ {فَصَلَّى} [الأعلى: 15] صَلَاةَ الْعِيدِ
145 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
⦗ص: 305⦘
عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 15] قَالَ: «هِيَ زَكَاةُ الْفِطْرِ»
⦗ص: 306⦘
قَالَ الشَّيْخُ رضي الله عنه: وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ
وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14] قَالَ: يُعْطِي صَدَقَةً ثُمَّ يُصَلِّي
146 -
وَحَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
⦗ص: 307⦘
، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " تَصَدَّقُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 15] وَقُولُوا كَمَا قَالَ أَبُوكُمْ آدَمُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: 23] وَقُولُوا كَمَا قَالَ نُوحٌ عليه السلام {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47] الْآيَةَ، وَقُولُوا كَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام:{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 82]، وَقُولُوا كَمَا قَالَ مُوسَى عليه السلام:{رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]، وَقُولُوا كَمَا قَالَ ذُو النُّونِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
⦗ص: 308⦘
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] ، وَأُرَاهُ كَتَبَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَلْيَصُمْ، يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ بَعْدَ الْعِيدِ
147 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، رحمه الله، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْخَوْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ عَنِ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ "
148 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا
⦗ص: 310⦘
الضَّحَّاكُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ " قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَالْحِنْطَةُ عِنْدَنَا بِمَنْزِلَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ
⦗ص: 311⦘
قَالَ الشَّيْخُ رضي الله عنه: وَرُوِي هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ وَمِنَ الزِّيَادَةِ «غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَأَمَّا الْغَنِيُّ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ، وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَيُرَدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِمَّا أَعْطَاهُ»
149 -
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، إِجَازَةً أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيَّ أَخْبَرَهُمْ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ السَّلْمَانِيِّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ:«خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتَا الْعِيدِ»
150 -
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ، أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ، رحمه الله، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حِينَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ " قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ، فَذَكَرَ مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ
⦗ص: 313⦘
151 -
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ مَشْيَخَةً مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَظْهَرُونَ عَلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعِيدَيْنِ فَيَدْعُونَ وَيَذْكُرُونَ اللَّهَ حَتَّى تَذْهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ
⦗ص: 314⦘
، قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وَأَنَا أَسْتَحِبُّ كُلَّمَا حَكَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فَرْضًا قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وَأُحِبُّ أَنْ يُكَبِّرَ الْإِمَامُ خَلْفَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، وَبَيْنَ ذَلِكَ وَغَادِيًا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ، يَعْنِي يَوْمَ الْفِطْرِ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} [البقرة: 185] يَعْنِي عِدَّةَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185] يَعْنِي عِنْدَ إِكْمَالِهِ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
152 -
وَرَوَى الشَّافِعِيُّ، رحمه الله بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ تَرَكَ التَّكْبِيرَ
153 -
أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ
⦗ص: 316⦘
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ مَعَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَالْعَبَّاسِ، وَعَلِيٍّ، وَجَعْفَرٍ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ فَيَأْخُذُ طَرِيقَ الْحَدَّادِينَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَإِذَا فَرَغَ رَجَعَ إِلَى الَحَذَّائِينَ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ
154 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا
⦗ص: 317⦘
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: مَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فِطْرٍ حَتَّى يَأْكُلَ تُمَيْرَاتٍ، ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وِتْرًا
155 -
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْحَارِثِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ
⦗ص: 319⦘
لَيْلَةُ الْقَدْرِ نَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ يَذْكُرُ اللَّهَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِهِمْ يَعْنِي يَوْمَ فِطْرِهِمْ بَاهَى بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ قَالَ: يَا مَلَائِكَتِي مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ وَفَّى عَمَلَهُ؟ قَالُوا: رَبَّنَا جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ، قَالَ: مَلَائِكَتِي عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ خَرَجُوا يَعِجُّونَ إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكَرَمِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لَأُجِيبَنَّهُمْ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ " قَالَ:«فَيَرْجِعُونَ مَغْفُورًا لَهُمْ» تَفَرَّدَ بِهِ أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ الْهَمْدَانِيُّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَرُوِي عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ فِي فَضْلِ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَبُرُوزِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْفِطْرِ لِعِيدِهِمْ مَا
156 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
⦗ص: 320⦘
مُحَمَّدٍ الْأَسْفَرَايِينِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْوَزَّانِ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى عليه السلام " إِنِّي افْتَرَضْتُ عَلَى عِبَادِي الصِّيَامَ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، يَا مُوسَى، مَنْ وَافَى الْقِيَامَةَ وَفِي صَحِيفَتِهِ عَشْرُ رَمُضَانَاتٍ فَهُوَ مِنَ الْأَبْدَالِ، وَمَنْ وَافَى الْقِيَامَةِ وَفِي صَحِيفَتِهِ عِشْرُونَ، فَهُوَ مِنَ الْمُخْبِتِينَ، وَمَنْ وَافَى الْقِيَامَةَ وَفِي صَحِيفَتِهِ ثَلَاثُونَ فَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الشُّهَدَاءِ عِنْدِي ثَوَابًا، يَا مُوسَى، إِنِّي آمُرُ حَمَلَةَ عَرْشِي إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ أَنْ يُمْسِكُوا عَنِ الْعِبَادَةِ، فَكُلَّمَا دَعَا صَائِمُو رَمَضَانَ بِدَعْوَةٍ أَنْ يَقُولُوا: آمِينَ، وَإِنِّي أَوْجَبْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أَرُدَّ دَعْوَةَ صَائِمِي رَمَضَانَ، يَا مُوسَى، إِنِّي أُلْهِمُ فِي رَمَضَانَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْجِبَالَ وَالطَّيْرَ وَالدَّوَابَّ وَالْهَوَامَّ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِصَائِمِي رَمَضَانَ، يَا مُوسَى اطْلُبْ ثَلَاثَةً مِمَّنْ يَصُومُ رَمَضَانَ فَصَلِّ مَعَهُمْ وَكُلْ وَاشْرَبْ مَعَهُمْ، فَإِنِّي لَا أُنْزِلُ عُقُوبَتِي وَلَا نِقْمَتِي فِي بُقْعَةٍ فِيهَا ثَلَاثَةٌ مِمَّنْ يَصُومُ رَمَضَانَ، يَا مُوسَى، إِنْ كُنْتَ مُسَافِرًا فَاقْدَمْ، وَإِنْ كُنْتَ مَرِيضًا فَمُرْهُمْ أَنْ يَحْمِلُوكَ، وَقُلْ لِلنِّسَاءِ الْحُيَّضِ وَالصِّبْيَانِ الصِّغَارِ أَنْ يَبْرُزُوا مَعَكَ حَيْثُ يَبْرُزُ صَائِمُو رَمَضَانَ، وَعِنْدَ تَصَرُّمِ رَمَضَانَ وَإِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لِأَرْضِي وَسَمَائِي لَسَلَّمَتَا عَلَيْهِمْ وَلَكَلَّمَتَاهُمْ
⦗ص: 321⦘
وَبَشَّرَتَاهُمْ، بِمَا أُخْبِرُهُمْ، إِنِّي أَقُولَ لِعِبَادِي الَّذِينَ صَامُوا رَمَضَانَ: ارْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ فَقَدْ أَرْضَيْتُمُونِي، وَجَعَلْتُ ثَوَابَكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ أَنْ أَعْتِقَكُمْ مِنَ النَّارِ، وَأَنْ أُحَاسِبَكُمْ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَنْ أُقِيلَ الْعَثْرَةَ، وَأَنْ أُخْلِفَ لَكُمُ النَّفَقَةَ، وَإِنِّي لَا أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدٍ، وَعِزَّتِي لَا تَسْأَلُونِي شَيْئًا بَعْدَ صِيَامِ رَمَضَانَ وَمَوْقِفِكُمْ هَذَا مِنْ آخِرَتِكُمْ إِلَّا أَعْطَيْتُكُمْ، وَلَا تَسْأَلُونِي شَيْئًا مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ إِلَّا نَظَرْتُ لَكُمْ "
157 -
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّمْسَارُ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعِيدِ، فَرَأَى وُهَيْبٌ
⦗ص: 322⦘
يَعْنِي ابْنَ الْوَرْدِ النَّاسَ وَهُمْ يَمُرُّونَ بِهِ فِي ذَلِكَ الزِّيِّ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: " عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْكُمْ لَئِنْ كُنْتُمْ أَصْبَحْتُمْ مُسْتَيْقِنِينَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ يَقْبَلُ مِنْكُمْ هَذَا الشَّهْرَ لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا مَشَاغِيلَ، عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ بِطَلَبِ الشُّكْرِ وَإِنْ كَانَتِ الْأُخْرَى خَائِفِينَ أَلَّا يَكُونَ تُقَبَّلَ مِنْكُمْ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَشْغَلَ قُلُوبًا عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ الْيَوْمَ
158 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: رَأَى وُهَيْبٌ قَوْمًا يَضْحَكُونَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ يُقْبَلُ مِنْهُمْ صِيَامُهُمْ فَمَا هَذَا فِعْلُ الشَّاكِرِينَ، وَإِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُمْ صِيَامُهُمْ فَمَا هَذَا
⦗ص: 323⦘
فِعْلُ الْخَائِفِينَ
159 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَاقِيُّ، حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ سَالِمٍ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: مَرَّ غَزْوَانُ الرَّقَاشِيُّ وَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ فِي يَوْمِ الْعِيدِ يُزَاحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَبَكَى، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِوُقُوفِ الْقِيَامَةِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ مَرِيضًا