المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: - فقه الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

[أبو فيصل البدراني]

الفصل: ‌من أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

‌الناس تجاه المنكر خمسة:

1 -

من لا يأتيه وينهى عنه وهذا أعلى الأقسام.

2 -

من لا يأتيه ولا ينهى عنه.

3 -

من يأتيه وينهى عنه.

4 -

من يأتيه ولا ينهى عنه.

5 -

من يأتيه ويأمر به وهذا أسوؤها.

‌من أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- إنكار المنكر بالقلب واجب دائماً ولا يسقط بحال وهو فرض عين ، وليس الشأن في ذلك إنما الشأن في معرفة أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما هو زائد عن القلب.

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حيث العموم واجب ومن حيث الأفراد فقد يكون واجباً أو مستحباً وقد يكون محرماً وقد يكون مكروهاً.

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلوب ومشروع إذا كانت مصلحته راجحة على مفسدته وإلا فلا.

- يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين عند أحد هذه الأربعة بشرط عدم وجود مانع ورجحان المصلحة:

1 -

التعيين من قبل الوالي.

2 -

التفرد بالعلم بموجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

3 -

انحصار القدرة في أشخاص محددين كأن يكون أحدهم في موضع لا يعلم به إلا هو أو لا يتمكن من إزالته إلا هو.

4 -

عند الحاجة ككثرة الجهل وفشو المنكرات مع رجاء النفع.

- يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً بشروط ستة مجتمعة:

1 -

إذا كان المأمور به واجباً أو المنهي عنه محرماً أو يكون المأمور به مستحباً ولكن أطبق الناس على تركه أو فُعل المكروه عامة وانتشر.

2 -

رجاء النفع أي بمعنى أن تكون مصلحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعظم من مفسدته.

3 -

ألا تخشى الضرر على نفسك أو على غيرك وليس كل ضرر يكون معتبراً في إسقاط الوجوب عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فاللوم اليسير لك

ص: 2

والوقوع في عرضك بالغيبة ولمزك أمام أحد من الناس وتجهيلك أو تحميقك ونحو ذلك لا ينبغي أن يصرفك شيء من هذا عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4 -

أن يكون المنكر مُجاهراً به ظاهراً للمحتسب بغير تجسس أو يكون المنكر مُستتر به لكن ضرره متعدي.

5 -

القدرة على الاحتساب أي أن يكون الآمر والناهي قادراً على الاحتساب بالعلم ونحوه.

6 -

ألا يكون قد قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من يكفي فإنه في هذه الحال يكون واجباً.

- يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستحباً في بعض الحالات ومنها:

1 -

إذا تكاثرت الفتن والمنكرات بحيث لا ينفع الأمر ولا النهي.

2 -

إذا قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من يكفي.

3 -

إذا كان المأمور به واجباً أو الفعل المنهي عنه محرماً لكن يخشى الآمر والناهي لحوق الضرر فيسقط الوجوب ويبقي مستحباً بشرط رجاء النفع من جرَاء أمره ونهيه.

4 -

إذا كان المأمور به مستحباً ولم يتواطأ أهل بلد على تركه أو كان الفعل المُرتكب مكروهاً ولم يتواطأ أهل بلد على فعله.

- يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محرماً في حق من علم أن المنكر لا يبطل بإنكاره ولا مصلحة من ورائه وقد يؤدي إلى قتل غيره أو ضرر غيره ضرراً بيناً ويكون كذلك محرماً إذا كان يترتب عليه زوال مصلحة أعظم أو حصول مفسدة أعظم جراء الأمر والنهي.

- يأتي زمان وأحوال معينة ينبغي للمسلم أن يُقبل على خاصة نفسه ويدع عنه أمر العامة وتسقط عنه عُهدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بشرط توقع حصول الضرر دينياً أو دنيوياً.

- يجوز السكوت وترك الإنكار لمراعاة حظ المحتسب الخاص كأن يسكت عن منكر في أستاذه حتى لا يحرمه التعليم ويسكت عن منكر في الطبيب مخافة أن لا يعالجه أو يترك الإنكار على من يتوقع منه نصرة وجاهاً في المستقبل وكذلك من كان عاجزاً عن الكسب وضعيف التوكل ولا ينفق عليه إلا شخص واحد ولو أنكر عليه لقطع الإنفاق عنه ولا يستثنى من هذا إلا ما يكون في فواته محذور يزيد على محذور عدم الإنكار علماً أن الأولى الإنكار والتوكل على الله.

ص: 3