الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شروط إنكار المنكر:
1 -
التحقق من كونه منكراً.
2 -
أن يكون المنكر موجوداً في الحال.
3 -
أن يكون ظاهراً من غير تجسس.
4 -
أن يكون الإنكار في الأمور التي لا خلاف فيها إلا خلافاً شاذاً.
مراتب إنكار المنكر
وهي كما يلي:
المرتبة الأولى: الإنكار باليد وشروطه.
شروط استعمال القوة لإنكار المنكر:
1 -
ألا يُمكن دفع المنكر بغير القوة إلا ما كان لمصلحة عارضة.
2 -
أن لا يترتب عليها مفسدة أكبر أو فوات مصلحة أعظم.
3 -
أن لا يكون استعمال القوة بشهر السلاح وسل السيوف ومنازلة أهل الباطل مع وجود الإمام أومن يُنيبه خاصة.
المرتبة الثانية: الإنكار باللسان.
المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب.
الإنكار باليد واللسان مُقيَد بالاستطاعة أما الإنكار بالقلب فلا يسقط بحال.
فقه الدعوة إلى الله تعالى:
1 -
إن الحكمة في الدعوة إلى الله لا تقتصر على الكلام اللين والترغيب والرفق والحلم والعفو والصفح، بل تشمل جميع الأمور التي عُملت بإتقان وإحكام، وذلك بأن تترل في منازلها اللائقة بها، فيوضع القول الحكيم والتعليم والتربية في مواضعها، والموعظة في موضعها، والمجادلة بالتي هي أحسن في موضعها، ومجادلة الظالم المعاند، والمستكبر في موضعها، والزجر والغلظة والقوة في مواضعها، وكل ذلك بإحكام وإتقان، ومراعاة لأحوال المدعوين، والواقع والأزمان والأماكن، في مختلف العصور والبلدان، مع إحسان القصد والرغبة فيما عند الكريم المنان.
2 -
إن الداعية الحكيم هو الذي يدرس ويعرف أحوال المدعوين: الاعتقادية، والنفسية والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية، ويعرف مراكز الضلال ومواطن
الانحراف، وعاداتهم ولغتهم ولهجاتهم، والإحاطة بمشكلاتهم، ومستواهم الجدلي، ونزعاتهم الخلقية، والشبه التي تعلق بأذهانهم، ثم يُنزل الناس منازلهم ويدعوهم على قدر عقولهم وأفهامهم، ويعطي الدواء على حسب الداء.
3 -
إن النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة للدعاة الحكماء، فقد كان يلازم الحكمة في جميع أموره، وخاصة في دعوته إلى الله وهذا من فضل الله عليه وعلى أتباعه، فقد أرسل الله عز وجل جبريل ففرج صدره ثم غسله بماء زمزم، ثم أفرغ في صدره طستاً من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً ، وأقبل الناس، ودخلوا في دين الله أفواجاً بفضل الله ثم بحكمة هذا النبي الكريم، وما من خُلق كريم ولا سلوك حكيم إلا كان له منه أوفر الحظ والنصيب.
4 -
إن أحسن الطرق في دعوة الناس ومخاطبتهم ومجادلتهم طريقة القرآن الكريم، وسوق النص القرآني والحديث النبوي، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم هي أعظم طريقة للدعوة.
5 -
إن الحكمة تجعل الداعي إلى الله يُقدَر الأمور ويُعطيها ما تستحقه، فلا يزهد في الدنيا والناس في حاجة إلى النشاط والجد والعمل، ولا يدعو إلى الانقطاع والانعزال عن الناس، والمسلمون في حاجة إلى الدفاع عن عقيدتهم وبلادهم وأعراضهم، ولا يبدأ بتعليم الناس البيع والشراء وهم في مسيس الحاجة إلى تعلم الوضوء والصلاة، فالحكمة تجعل الداعية ينظر ببصيرة المؤمن، فيرى حاجة الناس فيُعالجها بحسب ما يقتضيه الحال، وبذلك ينفذ إلى قلوب الناس من أوسع الأبواب، وتنشرح له صدورهم، ويرون فيه المُنقذ الحريص على سعادتهم ورفاهيتهم وأمنهم.
6 -
إن البصيرة في الدعوة إلى الله هي أعلى درجات الحكمة والعلم، وحقيقتها الدعوة إلى الله على علم ويقين وبرهان عقلي وشرعي، وترتكز البصيرة في الدعوة إلى الله على ثلاثة أمور:
الأول: أن يكون الداعية على بصيرة، وذلك بأن يكون عالماً بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه.
الثاني: أن يكون على بصيرة في حال المدعو حتى يُقدَم له ما يُناسبه.
الثالث: أن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة.
7 -
إن العلم النافع المقرون بالعمل الصالح، والحلم والأناة من أعظم الأسُس التي تقوم عليها الحكمة في الدعوة إلى الله- تعالى-، ولا يكون المرء حكيماً حتى يجمع هذه الأسس الثلاثة.
8 -
إن العلم والحلم والأناة لها أسباب تؤدي وتوصل إليها، وأسباب تعين على التمسك بها، والمحافظة عليها.
9 -
إن العلم لا يكون من دعائم الحكمة إلا باقترانه بالعمل الصالح، وقد كان علم الصحابة مقروناً بالعمل والإخلاص والمتابعة، ولهذا كانت أقوالهم وأفعالهم وسائر تصرفاتهم- في دعوتهم إلى الله وأمورهم- تزخر بالحكمة.
10 -
إن العجلة وعدم التثبت والتأني والتبصر أو التباطؤ والتقاعس، كل ذلك يؤدي إلى كثير من الأضرار والمفاسد، والداعية أولى الناس بالابتعاد عن ذلك كله، فمقتضى الحكمة أن يعطي كل شيء حقه، ولا يعجله عن وقته، ولا يؤخره عنه، فالأشياء لها مراتب وحقوق تقتضيها، ونهايات تصل إليها ولا تتعداها، ولها أوقات لا تتقدم عنها ولا تتأخر.
11 -
إن الحلم من أعظم ركائز الحكمة ومبانيها العظام، وقد كان خُلقا ًمن
أخلاق النبوة والرسالة، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم عظماء البشر، وقدوة أتباعهم من الدعاة إلى الله، والصالحين في أخلاقهم، وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
12 -
إن الأناة عند الداعية تسمح له بأن يحكم أموره، فلا يُقدم على أي عمل إلا بعد النظر والتأمل ووضوح الغاية الحميدة التي سيجنيها، ولا يتعجل بالكلام قبل أن يُديره على عقله، ولا بالفتوى قبل أن يعرف دليله وبرهانه الذي اعتمد عليه وبنى عليه فتواه.
فالداعية بحاجة ماسة إلى الأناة، لما يحصل بذلك من الفوائد الكثيرة، والكف عن شرور عظيمة، وهذا يجعل الداعية بإذن الله -تعالى- في سلامة عن الزلل.
13 -
إن الداعية لا يكون حكيماً في أقواله وأفعاله وسائر تصرفاته وأفكاره وموافقاً للصواب في جميع أموره إلا بتوفيق الله - تعالى- له، ثم بسلوك طرق الحكمة، وذلك بالتزام السلوك الحكيم، والسياسة الحكيمة مع مراعاة التسديد والمقاربة والأساليب الحكيمة، وفقه أركان الدعوة، وأن يكون عاملاً بما يدعو إليه مُخلصاً متخذاً في ذلك
قدوة وإماماً وهو نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام.
14 -
إن الخبرات والتجارب والمران من أعظم ما يعين الداعية على التزام الحكمة واكتسابها، فهو بتجاربه بالسفر ومعاشرة الجماهير سيكون له الأثر الكبير في نجاح دعوته، وابتعاده عن الوقوع في الخطأ في منهجه ودعوته إلى الله؛ لأنه إذا وقع في خطأ مرة لا يقع فيه أخرى، فيستفيد من تجاربه وخبراته.
15 -
إن تحري أوقات الفراغ والنشاط والحاجة عند المدعوين وتخوَلهم بالموعظة والتعليم من أعظم ما يُعين الداعية على استجلاب الناس وجذب قلوبهم إلى دعوته.
16 -
إن المصالح إذا تعارضت أو تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بُدئ بالأهم، فيدفع أحد المفسدتين أو الضررين باحتمال أيسرهما، وتحصيل أعظم المصلحتين بترك أيسرهما.
17 -
إن لتأليف القلوب بالمال والعفو والصفح والرفق واللين والإحسان بالقول أو الفعل أعظم الأثر في نفوس المدعوين.
18 -
إن من أعظم الأساليب البالغة في منتهى الحكمة عدم مواجهة الداعية أحداً بعينه عندما يريد أن يُؤدَبه أو يُعاتبه أو يزجره ما دام يجد في الموعظة العامة كفاية، وذلك إذا كان المدعو المقصود بين جمهور المخاطبين أو يبلغه ذلك، كأن يقول الداعية: ما بال أقوام، أو ما بال أناس، أو ما بال رجال يفعلون كذا، أو يتركون كذا.
19 -
إن من أعظم الحكمة في دعوة الملحدين أن تقدم لهم الأدلة الفطرية على وجود الله- تعالى- وربوبيته، والبراهين العقلية القطعية بمسالكها التفصيلية، والأدلة الحسية المشاهدة، ثم يختم ذلك بالأدلة الشرعية.
20 -
إن من الحكمة في دعوة الوثنيين بالحكمة القولية أن يقدم لهم الداعية الحجج والبراهين العقلية على إثبات ألوهية الله - تعالى-، وأن الكمال المطلق له من كل الوجوه، وما عبد من دونه ضعيف من كل وجه، وأن التوحيد الخالص دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام والغلو في الصالحين سبب كفر بني آدم، والشفاعة لا تنفع إلا بإذن الله للشافع ورضاه عن الشافع والمشفوع له، وأن البعث ثابت بالأدلة العقلية والنقلية القطعية، وأن الله الذي سخر جميع ما في هذا الكون الفسيح لعباده فهو في الحقيقة المستحق للعبادة وحده.
21 -
إن دعوة اليهود بالحكمة القولية إلى الله - تعالى- ترتكز على إثبات نسخ الإسلام لجميع الشرائع، وإظهار وإثبات وقوع التحريف في التوراة، واعتراف المنصفين من علمائهم، وإثبات رسالة عيسى ومحمد، عليهما الصلاة والسلام.
22 -
إن دعوة النصارى بالحكمة القولية إلى الإسلام تقوم على إبطال عقيدة التثليث، وإثبات وحدانية الله - تعالى-، وتقديم الأدلة العقلية والبراهين القطعية على أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، ثم تقديم البراهين على إبطال قضية الصلب وإثبات بشرية عيسى والقتل، وإثبات وقوع النسخ والتحريف في الأناجيل، وتتويج ذلك بالاعترافات الصادقة من المنصفين من علماء النصارى.
23 -
إن من حكمة القول مع أهل الكتاب وغيرهم من الكفار أن تُقدم لهم الأدلة وذلك ببيان معجزات القرآن الكريم والبراهين القطعية على صدق رسالة النبي محمد
…
صلى الله عليه وسلم الحسية المشاهدة، ثم تتويج ذلك بمعجزة القرآن التي عجز عنها جميع الجن والإنس، ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة القطعية على عموم رسالة الإسلام في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة.
24 -
إن من مقتضى العقول السليمة والحكمة السديدة أن لا يُخاطب- المسلم في توجيهه وإرشاده وحثه على الالتزام بدينه- كما يُخاطب الملحد، أو الوثني، أو الكتابي، أو غيرهم من الكفار.
25 -
إن من الدعوة إلى الله بالحكمة أن يبدأ الداعية بالمهم، ثم الذي يليه، وأن يجعل للمدعو من الدروس ما يسهل عليه حفظها وفهمها، والتفكر التام فيها، وأن يعلَم العوام
ما يحتاجون إليه بألفاظ وعبارات قريبة من أفهامهم تُناسب مستواهم مع مراعاة التنويع في الأسلوب والتشويق.
26 -
إن مراتب الدعوة بحسب مراتب البشر، فالقابل للحق يُدعى بالحكمة، فيبين له الحق بدليله: علماً وعملا ًواعتقاداً، فيقبله ويعمل به ، وهذا هو القسم الأول من المسلمين، والقابل للحق الذي عنده شهوات تصدَه عن اتباع الحق يُدعى بالموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب في الحق والترهيب من الباطل، ويُغذى بالحكمة التصويرية: من القصص الحكيم، وضرب الأمثال، ولفت القلوب والأنظار إلى الصور المعنوية وآثارها، والآثار المحسوسة ، وهذا هو القسم الثاني من المسلمين وهم العصاة ، والمعاند الجاحد يُجادل بالتي هي أحسن ، والظالم الذي عاند وجحد ولم يقبل الحق بل وقف في طريقه، فهذا يُدعى بالقوة إن أمكن.
فهذه مراتب الدعوة بحسب مراتب البشر، ويلاحظ أن مرتبة الحكمة ملازمة لجميع المراتب الأخرى، وذلك؛ لأن الحكمة في الحقيقة هي وضع الشيء في موضعه والإصابة في الأفعال والأقوال والاعتقادات إصابة مُحكمة مُتقنة.
27 -
إن استخدام القوة الفعلية في الدعوة إلى الله- تعالى- من أعظم الحكم عند الحاجة إليها، وهي تكون بقوة الكلام، والتأديب، وبالضرب، وبالجهاد في سبيل الله تعالى إذا لزم الأمر.
28 -
أن عوامل المناظرة المشروعة الناجحة:
أالبدء من نقطة التقاء. ب - محاولة إثارة العاطفة وإظهار الخوف عليهم ومحض النصيحة لهم. ج - التذكير بآلاء الله. د - الدعوة إلى إعمال النظر والفكر. ط - عرض منهج أهل السنة والجماعة مُؤيداً بالأدلة الشرعية والبراهين العقلية ودعوته إليه قبل التعرض إلى بيان ما عليه من الباطل والبدعة فيبين له الحق أولاً فإذا استقر في نفسه بعد ذلك تبين له ما كان عليه من قبل.
29 -
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يُعاند الحق ولا يأباه يُدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يُدعى بالموعظة الحسنة وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب والمعاند الجاحد يُجادل بالتي هي أحسن.
30 -
أنجع وسائل الدعوة هي الجمع بين الإقناع والترغيب والترهيب.
31 -
قد يحصل للداعية ما يصده عن دعوته من شياطين الإنس والجن فالمخرج من شياطين الإنس بالإحسان إليهم ومعاملتهم باللين والعفو عنهم والإعراض عن جهلهم وإساءتهم أما شياطين الجن فلا منجى منهم إلا بالاستعاذة منهم بالله وحده.
32 -
من أساليب الدعوة ، الدعوة الجماعية والدعوة الفردية.
33 -
اجعل الحديث عن هموم الآخرين ومشاركتهم فيما يجول في خواطرهم سُلَماً وسبيلاً للدعوة إلى الله.
34 -
الحكيم إذا أراد التعليم لابد له من أن يجمع بين بيانين (إجمالي تتشوف إليه النفس وتفصيلي تسكن إليه).
35 -
دعوة الحال (الإحسان) أبلغ من دعوة المقال.
36 -
ليس في كل حال تفتح لك القلوب وتُصغي لك الآذان ، فعلى الداعية تحري أوقات الفراغ والنشاط والحاجة عند المدعوين حتى لا يملوا عن الاستماع ويفوتهم من الإرشاد والتعليم النافع والنصائح الغالية والتبشير وعدم التنفير والتيسير وعدم التعسير من السياسة الحكيمة في الدعوة.
37 -
أهل الدعوة المتبعين لأنبيائهم هم الذين لا يقنطون أهل المعاصي من رحمة الله ويؤيسونهم من رحمته بل يأخذون بجانب الحب والرجاء والخوف في دعوتهم وكلٌ حسب ما يناسبه.
38 -
الفقيه كل الفقه هو الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجرئهم على معصية الله.
39 -
يتأكد ويتعين الخلُق الحسن في الدعوة إلى الله ، ومن لم يتخلق بالخلُق الحسن ينفر الناس من دعوته ولا يستفيدون من علمه وخبرته ، وإذا كان واجب الدعوة لا يؤتي ثماره إلا بإحسان التعامل فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
40 -
من الحكمة مراعاة أحوال المدعوين وظروفهم وأخلاقهم وطبائعهم ومراعاة القدر الذي يبين لهم في كل مرة حتى لا يُثقل عليهم ولا يشق بالتكاليف قبل استعداد النفوس لها والبداية بالمهم فالذي يليه والمخاطبة على قدر عقولهم ومراعاة همومهم وحاجاتهم وبذلك ينفذ إلى قلوبهم.
41 -
زاد الداعية: