المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرسالة الأولىتحريم الغيبة - في السلوك الإسلامي القويم

[ابن الشوكاني]

الفصل: ‌الرسالة الأولىتحريم الغيبة

‌الرسالة الأولى

تحريم الغيبة

اعلم أن الغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وحقيقتها هو ما سيأتي من قوله صلى الله عليه وسلم:(ذكرك أخاك بما يكره وإن كان فيه) .

في القرآن الكريم أما الكتاب فقوله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتَاً فَكَرِهْتُمُوهُ) ففي هذه الآية من الزجر والتمثيل والتهويل ما يقشعر له الجلد: وقوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلٍّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)، قال الزمخشري:(الهمز: الكسر. واللمز: الطعن. يقال: لمزه ولهزه إذا طعنه، والمراد الكسر من أعراض الناس والغضّ منهم واغتيابهم والطعن فيهم) . انتهى.

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في تفسير الآية قال: (وَيْلٌ لِكُلًّ هُمَزَةٍ) قال الطعان، لمزة قال مغتاب. وقوله تعالى: (وَلَا

ص: 14

تَلْمِزُوا أَنْفسَكُمْ) قال الزمخشري: اللمز: الطعن والضرب باللسان والمعنى وخصوا أيها المؤمنون أنفسهم بالانتهاء عن غيها والطعن فيها.

قال: قيل ومعناه: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) لأن المؤمنين كنفس واحدة. انتهى وأخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب، وابن أبي الدنيا وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في تفسير الآية قال:(لا يطعن بعضكم على بعض) .

وقوله: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ منّاعٍ للخير) قال الزمخشري: (هماز عياب طعان، وعن الحسن: يلوي شدقيه في أقفية الناس) انتهى.

وهذه الآية وإن لم تخرج مخرج النهي لكنها في معرض الذم.

فالأحاديث فيها كثيرة جداً، وسأذكر ههنا ما وقعت عليه وهي ستة وخمسون حديثاً.

ص: 15

(ستة وخمسون حديثاً في تحريم الغيبة) الحديث الأول: عن أبي بكرة في ذكر خطبة حجة الوداع يوم النحر ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامُ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) الحديث الثاني: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته) .

ص: 16

الحديث الثالث: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولاتنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا، التقوى ههنا، ويشير الى صدره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله) .

الحديث الرابع: عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق)

ص: 17

الحديث الخامس: عن عائشة: (اعتل بعير لصفية بنت حُييّ وعند زينب فضل ظهر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزينب أعطيها بعيراً فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهجرها ذا الحجة ومحرم وبعض صفر) .

الحديث السادس: عن ابن مسعود قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الحديث السابع: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمسٌ ليس لهن كفارة: الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، وبهت مؤمن والفرار يوم الزحف، وعينٌ صابرة يقتطع بها مالاً بغير حق) .

ص: 18

الحديث الثامن: عن أنس قال:

(ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكبائر، أو سُئلَ عن الكبائر فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قول الزور، أو قال: شهادة الزور) الحديث التاسع: عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) .

الحديث العاشر: عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي المسلمين أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده) .

ولمسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ: (من سلم الناس)

ص: 19

الحديث الحادي عشر: عن معاذ قال: كنت أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أخبرني عن عملٍ يدخلني الجنة فذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الصلاة والزكاة والصوم والحج والصدقة وصلاة الرجل في جوف الليل والجهاد ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا. قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثلكتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) .

الحديث الثاني عشر: عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت صفية فقالت: إنها قصيرة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) .

ص: 20

الحديث الثالث عشر: عن ابن عباس قال: (ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ونظر في النار فإذا قومٌ يأكلون الجيف قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس) .

الحديث الرابع عشر: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) .

الحديث الخامس عشر: عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله ما النجاة قال: (امليك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك) .

ص: 21

الحديث السادس عشر: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الغيبة أشد من الزنى؟ قال: إن الرجل يزني ويتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفرُ له حتى يغفرها له صاحبه) .

الحديث السابع عشر: عن أبي بكرة رضي الله عنه: (أنه مر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبرين فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ما يعذبان إلا في الغيبة والسبيل) .

ص: 22

الحديث الثامن عشر: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم) .

الحديث التاسع عشر: عن السُّدي أن: (سلمان الفارسي كان مع رجلين يخدمهما وينال من طعامهما، وأن سلمان نام يوماً وطلبه صاحباه فلم يجداه فضربا الخباء وقالا: ما تزيد سلمان شيئاً غير هذا، أن يجيء إلى طعام معدود وخباء مضروب. فلما جاء سلمان أرسلاه الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلب لهما إداماً، فانطلق فأتاه فقال: يا رسول الله: حثّني أصحابي لتؤدمهم إن كان عندك. فقال: ما يصنع أصحابك بالإدام؟ قد ائتدموا. فرجع سلمان فأخبرهم فانطلقا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالا: والذي بعثك بالحق

ص: 23

ما أصبنا طعاماً منذ نزلنا فقال قد اغتبتم سلمان بقولكما، فنزل قوله تعالى:(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً..) الحديث الموفي عشرين: عن عكرمة: (أن امرأة دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم خرجت، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أجملها وأحسنها لولا أن بها قصراً فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اغتبتِها يا عائشة؛ فقالت: إنما قلت شيئاً هو بها، فقال: يا عائشة إن قلت شيئاً بها فهي غيبةٌ، وإذا قلت ما ليس بها بهتها) .

ص: 24

الحديث الحادي والعشرون: عن عائشة قالت: (لا يغتب بعضكم بعضاً فإني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمرّت امرأةُ طويلة الذيل فقلت: يا رسول الله إنها لطويلة الذيل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الفظي فلفظت بضيعة لحمٍ) الحديث الثاني والعشرون: عن عكرمة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحق قوماً فقال لهم: تخللوا، فقال القوم: يا نبي الله ما طَعِمنا اليوم طعاماً، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأرى لحم فلانٍ بين ثناياكم، وكانوا قد اغتابوه) .

ص: 25

الحديث الثالث والعشرون: عن يحيى بن أبي كثير:

(أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في سفرٍ، وكان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما معه، فأرسلوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألونه لحماً فقال: أوليس قد طلبتم من اللحم شباعاً؟ فقالوا: من أين؟ فو الله ما لنا باللحم من عهدٍ، فقال من لحم صاحبكم الذي ذكرتم، فقالوا: يا نبي الله، إنما قلنا والله إنه لضعيف ما يعيننا على شيء، فقال أبو بكر: يا نبي الله طأ على صماخي وأستغفر، وجاء عمر فقال مثله ففعل وأستغفر) .

الحديث الرابع والعشرن: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكل من لحم أخيه في الدنيا قرب إليه لحمه في الآخرة فيقال له: كله ميتاً كما أكلته حياً، فإنه ليأكله

ص: 26

ويكلح ويصيح) .

الحديث الخامس والعشرون: عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن: (امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلتا تأكلان لحوم الناس، فجاء رجل فقال: يا رسول الله إن ههنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن تموتا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ائتوني بهما، فجاءتا فدعا بعسٍّ أو قدح فقال لإحداهما قيئ فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح، وقال للاخرى: قيئِ فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح، فقال

ص: 27

رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هاتين صامتا عمّا أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس) .

الحديث السادس والعشرون: عن أم سلمة أنها سئلت عن الغيبة فأخبرت: (أنها أصبحت يوم جمعةٍ وغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى الصلاة، فأتتها جارةٌ، لها من نسائها فاغتابتا وضحكتا برجال ونساءٍ، فلم تبرحا على حديثهما من الغيبة حتى أقبل النبي صلى الله عليه وآل وسلم منصرفاً من الصلاة، فلما سمعتا صوته سكتتا، فلما قام بباب البيت ألقى طرف ردائه على أنفه ثم قال: أن اخرجا فاستقيئا ثم تطهرا بالماء، فخرجت أم سلمة فقاءت لحماً كثيراً، فسألها النبي صلى الله عليه وآل وسلم عما قاءت فأخبرته فقال:

ص: 28

ذلك لحمك ظللت تأكلينه فلا تعودي وصاحبتك فيما ظللتما فيه من الغيبة، فأخبرتها صاحبتها أنها قاءت مثل الذي قاءت) .

الحديث السابع والعشرون: عن أبي مالك الاشعري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (المؤمن حرام على المؤمن: لحمه عليه حرام أن يأكله بالغيبة وعرضه حرامٌ أن يحرقه، ووجهه عليه حرامٌ أن يلطمه) .

الحديث الثامن والعشرون: عن أبي هريرة أن: لِنفْسِي ما عزاً لما رُجم سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب. فسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم مر بجيفة حمار، فقال: أين

ص: 29

فلان وفلانٍ؟ انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار. فقالا: وهل يؤكل هذا؟ فقال: ما قلتما من أخيكما آنفاً أشد أكلاً منه، والذي نفسي بيده إنه لفي أنهار الجنة يتغمس فيها) .

الحديث التاسع والعشرون: عن جابر بن عبد الله قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال: إنهما لا يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول) .

ص: 30

الحديث الموفي ثلاثين: عن جابر قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون الناس) .

الحديث الحادي والثلاثون: عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أوقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصراً وللقوم زاجراً، ثم تلا قوله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً) .

الحديث الثاني والثلاثون: عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الربا نيف وسبعون باباً أهونهن باباً مثل من نكح أُمّهُ في الاسلام، ودرهم الربا أشد من خمس وثلاثين زينةَ،

ص: 31

وأشد الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عِرضِ المسلم وانتهاك حرمته) .

الحديث الثالث والثلاثون: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس ويقعون في أعراضهم.

الحديث الرابع والثلاثون: عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أن يصوموا ولا يفطرن أحدٌ حتى آذن له فصام الناس، فلما أمسى جعل الرجل يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: ظللت منذ اليوم صائماً فائذن لي فأفطر فيأذن له حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله إن فتاتين من أهلك

ص: 32

ظلّتا منذ اليوم صائمتين فائذن لهما فليفطرا، فأعرض عنه، ثم أعاد عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما صامتا، وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس، اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن تستقيئا ففعلتا فقاءت كل واحدةٍ منهما علقةً، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لو صامتا وبقيت فيهما لأكلتهما النار) .

الحديث الخامس والثلاثون: عن ابن عباس أن رجلين صلّيا صلاة الظهر وكانا صائمين فلما قضى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة قال: (أَعيدا وضوءكما وامضيا في صومكما واقضيا يوماً آخر.

قالا: لمَ يا رسول اله؟ قال: اغتبتم فلانا) .

ص: 33

الحديث السادس والثلاثون: عن عائشة قالت: (أقبلت امرأة قصيرة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس قالت: فأشرت بإبهامي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لقد اغتبتِها) .

الحديث السابع والثلاثون: عن أبي هريرة: (أن رجلاً قام من عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى في قيامه عجزاً فقال بعضهم: ما أعجز فلاناً، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قد أكلتم الرجل واغتبتموه) .

الحديث الثامن والثلاثون: عن معاذ نحو الأول، وفيه:(لو قلتم ما ليس فيه لقد بهتموه) .

ص: 34

الحديث التاسع والثلاثون: عن معاذ قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر القوم رجلاً فقالوا: ما يأكل إلا ما أطعم، ولا يرحل إلا ما رُحل له، وما أصفنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اغتبتم أخاكم) .

الحديث الموفي أربعين: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من رجل رمى رجلاً بكلمة مشينة إلا حبسه الله يوم القيامة في طينة الخبال حتى يأتي منها بالمخرج) .

الحديث الحادي والاربعون: عن سمرة بن جندب قال: (مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل بين يدي حجام وذلك في رمضان، وهما يغتابان رجلاً فقال

ص: 35

النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أفطر الحاجم والمحجوم.

الحديث الثاني والأربعون: عن أبي هريرة قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما عرج بي مررت بقوم تقطع جلودهم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: الذين يتزينون للزينة، ثم مررت بجبَ منتن الرائحة فسمعت فيه أصواتاً شديدة فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: نساء كن يتزين للزينة ويفعلن ما لا يحل لهن، ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديّهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الهمازون والهمازات) .

ص: 36

الحديث الثالث والأربعون: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الغيبة أشد من الزنا، فإن صاحب الزنا يتوب، وصاحب الغيبة ليس له توبة) .

الحديث الرابع والأربعون: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبّوا الأموات وقد أفضوا إلى ما قدموا) .

الحديث الخامس والأربعون: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا) .

ص: 37

الحديث السادس والأربعون: عن سهل بن سعد مرفوعاً بلفظ: (ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيراً) .

الحديث السابع والأربعون: عن ابن عمر، عنه صلى الله عليه وآله وسلم:(أشرف الإيمان أن يأمنك الناس، وأشرف الإسلام أن يسلم الناس من لسانك ويدك) .

ص: 38

الحديث الثامن والأربعون: عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) .

الحديث التاسع والأربعون: عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ: (أكثر خطايا ابن آدم من لسانه) .

الحديث الموفي الخمسين: عن ابن جحيفة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الاعمال إلى الله حفظ اللسان) .

ص: 39

الحديث الحادي والخمسون: عن أبي بكر، عنه صلى الله عليه وآله وسلم:

(ليس شيءٌ من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان) .

الحديث الثاني والخمسون: عن ابن عباس بلفظ: (إن الله عند لسان كل قائل فليتق الله ولينظر ما يقول) .

الحديث الثالث والخمسون: قوله صلى الله عليه وسلم: (من ذبَّ عن عِرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) . وقال صلى الله عليه وسلم: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) .

ص: 40

الحديث الرابع والخمسون: عن أنس مرفوعاً بلفظ: (من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذلّه الله في الدنيا والآخرة) .

الحديث الخامس والخمسون: عن أسماء بنت يزيد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (من ذبَّ عن عِرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يقيه من النار) .

الحديث السادس والخمسون: عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من رد عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار) .

وفي هذا المقدار كفاية بل في واحدٍ منها لمن له هدايةٌ والله ولي التوفيق.

ص: 41