المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌وأما الزهد فهو في اللغة: الرغبة. والمراد هنا: الرغبة عن الدنيا - في السلوك الإسلامي القويم

[ابن الشوكاني]

الفصل: ‌ ‌وأما الزهد فهو في اللغة: الرغبة. والمراد هنا: الرغبة عن الدنيا

‌وأما الزهد

فهو في اللغة: الرغبة. والمراد هنا: الرغبة عن الدنيا حتى يستوي عنده جليلها وحقيرها. وعن سهل بن سعد قال: (جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله دُلنّي على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال: ازهد في الدنيا يُحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يُحبك الناس) .

رواه ابن ماجه.

وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله يستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الله واتقوا النساء) .

رواه مسلم وغيره.

ص: 105

وعن مستورد - أخو بني فهر - عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (ما الدنيا في الآخرة إلى كما يجعل أحدكم أُصبُعه هذا في اليم، وأشار بالسبابة، فلينظر بما يرجع) .

رواه مسلم.

وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى) .

رواه أحمد والحاكم والبيهقي.

ص: 106

وعن أبي مالك الأشعري أنه قال عند موته: يا معشر الأشعريين ليبلغ الشاهد الغائب، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:(حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الدنيا حلوة الآخرة) .

رواه الحاكم.

وعن كعب بن مالك رضي الله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:(ما ذئبان جائعان أرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) .

رواه الترمذي وصححه.

وعن عمرو بن عوف الأنصاري قال: (لما قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجزية البحرين قال: أبشروا وأمِّلوا ما يسرُّكم فوالله ما الفقر أخشر عليكم، ولكن أخشى

ص: 107

أن تبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتلهيكم كما ألهتهم) .

رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(إن أغبط الناس عندي لمؤمنٌ خفيف الحاذ، ذو حظٍّ من الصلاة أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غائصاً في الناس لا يُشار اليه بالأصابع، وكان رزقه كفافاً فصبر على ذلك، عجلت منيته وقلت بواكيه وقل تراثه) . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أبا ذرّ قلتُ: لبيك يا رسول الله. قالَ: ما يسرني أن عندي مثل أحدٍ ذهباً تمضي عليه ثالثة، وعندي منهُ

ص: 108

دينارٌ إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول في عباد الله هكذا أو هكذا وهكذا، عن يمينه هكذا أو هكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفِه وقليلٌ ما هُم) .

رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

(والذي نفسي بيده ما شبع نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيامٍ باعاً من خبز حنطة حتى فارق الدنيا) .

رواه البخاري ومسلم وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبيت الليالي المتتابعة وأهلهُ طاوياً لا يجدون عشاءً، وإنما كان أكثر خبزهم خبز الشعير) .

رواه الترمذي.

ص: 109

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما شبع آل محمدٍ من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

رواه البخاري.

وعن أنس أن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كِسرة من خبز الشعير فقال: (هذا أوِّل طعامٍ أكَلَهُ أبوكِ منذ ثلاثة أيام) .

رواه أحمد والطبراني.

وعن أبي هريرة قال: (أُتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً بطعامٍ سُخنٍ فأكل منه، فلما فرغ قال: الحمد لله ما دخل بطني طعام سُخنٌ منذ كذا وكذا) .

رواه ابن ماجه والبيهقي.

ص: 110

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (عرض لي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت: لا يا ربِّ، ولكن أشع يوماً وأجوعُ يوماً أو قال ثلاثاً أو نحو هذا، فإذا جعت تضرّعتُ إليك وذكرتك، وإذا شبعْتُ شكرتك وحمدتك) .

رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير) .

رواه البخاري.

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: (أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: فقلت: يا أبي أنت وأمي ما لي أراك متغيراً؟ قال: ما يدخل جوفي ما يدخل جوف ذاتِ كبدٍ مُنذُ ثلاثٍ) .

رواه الطبراني.

ص: 111

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه اللهُ. فقيل: هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منخلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضهُ فقيل: فكيفَ كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كُنّا نطحنه وننفخه فيطير ما طارَ، وما بقي ثريناه فأكلناهُ) .

رواه البخاري.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن كنا ننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلةٍ في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نارٌ. قال عروة: يا خالةُ فما كان يعيّشكمْ؟ قالتْ: الأسودان التمر والماء) .

ص: 112

رواه البخاري ومسلم، وفيهما أنه عَصبَ بطنه بعصابة من الجوع، وفيهما أنه كان فراشه صلى الله عليه وآله وسلم أدماً حشوة ليفٌ، وفيهما أنه صلى الله عليه وآله وسلم توفّي ودرعه مرهونةٌ عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير.

وعن أبي بردة رضي الله عنه أن عائشة رضي الله عنها: (أخرجت كساءً مُلبداً وإزاراً غليظاً فقالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذين) والملبّد: المُرقّع.

وفي البخاري:

ص: 113

(ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء التي كان تركها وسلاحهُ وأرضاً جعلها لابن السبيل) .

وفي مسلم أن بعض الصحابة (رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد يتقلبُ من الجوع) .

وعن ابن مسعود قال: (نام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حصير فقام وقد التزق جنبه قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكبٍ استظل تحت شجرةٍ ثم راح وتركها) .

رواه الترمذي وصححه وابن ماجه.

ص: 114