المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قال السهيلي: ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض - قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌المقدمة في ذكر أمور يحتاج إليها في علم الأنساب

- ‌الفصل الأولفي فضل علم الأنساب

- ‌الفصل الثانيفي بيان ما يقع عليه اسم العرب، وذكر أنواعهم

- ‌الفصل الثالثفي معرفة طبقات الأنساب وما يلحق بذلك

- ‌الفصل الرابعفي ذكر مساكن العرب القديمة

- ‌الفصل الخامسفي بيان أمور يحتاج الناظر في علم الأنساب إليها

- ‌المقصد في معرفة تفاصيل أنساب العرب

- ‌الفصل الأولفي ذكر عمود النسب النبويوما يتفرع عنه من الأنساب

- ‌الفصل الثاني من المقصدفي ذكر عرب الزمان وتفصيل أنسابهم وأصولهم

- ‌القسم الأول:

- ‌القبيلة الأولى:

- ‌القبيلة الثانية من بني سبأ:

- ‌العمارة الأولى:

- ‌العمارة الثانية:

- ‌العمارة الثالثة:

- ‌العمارة الرابعة:

- ‌العمارة الثالثة:

- ‌العمارة الرابعة:

- ‌العمارة الخامسة:

- ‌العمارة السادسة:

- ‌العمارة السابعة:

- ‌العمارة الثامنة:

- ‌القبيلة الثالثة من بني سبأ:

- ‌القبيلة الرابعة من بني سبأ:

- ‌القبيلة الخامسة من بني سبأ:

- ‌القسم الثاني

- ‌القبيلة الأولى:

- ‌القبيلة الثانية:

- ‌القبيلة الثالثة:

- ‌القبيلة الرابعة:

- ‌القبيلة الخامسة:

- ‌القسم الثالث

- ‌الأصل الأول: البرانس

- ‌القبيلة الأولى:

- ‌القبيلة الثانية:

- ‌القبيلة الثالثة:

- ‌الأصل الثاني: من البربر: البتر

- ‌القبيلة الأولى:

- ‌القبيلة الثانية:

الفصل: قال السهيلي: ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض

قال السهيلي: ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد أحد من قحطان إلا طيء، من كهلان، فيما بين الجبلين: سلمى وأجأ.

قال: ثم افترق بنو عدنان في تهامة الحجاز، ثم في العراق والجزيرة - يعني الجزيرة الفراتية فيما بين دجلة والفرات - ثم افترقوا بعد الإسلام في الأقطار.

ثم المشهور من قبائل العرب المستعربة الموجودين الآن، خمس قبائل:

‌القبيلة الأولى:

نِزَار، بكسر النون وفتح الزاي المعجمة وألف ثم راء مهملة. وهم: بنو نزار بن معد بن عدنان.

قال في مسالك الأبصار: وفي الرحبة من بلاد حلب رجال من مضر، والمشهور من الموجودين من عقبه بطنان: البطن الأول: مضر، بضم الميم وفتح الضاد المعجمة وراء مهملة في الآخر، وهم: بنو مضر بن نزار المقدم ذكره، ومنه تفرعت أكثر قبائل العدنانية، والمشهور من الموجودين من عقبه فخذان: الفخذ الأول: قيس عيلان، بإضافة قيس إلى عيلان. وقيس، بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت، ثم سين مهملة. وعيلان، بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ولام ألف ثم نون، وليس في العرب «عيلان» بالعين المهملة غيره.

وهو: قيس بن عيلان، واسمه الناس: بالنون، بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فعيلان على هذا أبو قيس. وقيل: عيلان فرسه، وقيل: خادمه، وقيل: كلبه.

قال أبو عبيد، وكان لقيس من الولد: خصفة، وسعد، وعمرو.

قال ابن الكلبي. وابن عبد البر وابن السيد: خفصة أم عكرمة بن قيس

ص: 110

لا ابنه. قال صاحب حماة: وقد جعل الله تعالى في قيس من الكثرة أمراً عظيماً.

قلت: ولكثرة البطون المتفرعة عنه جُعل في مقابلة اليمانية بأسرها، إدراجاً لسائر العدنانية فيه، فيقال: قيس.

ومن قيس عيلان: بنو فهم، وهم بنو فهم بن عمرو بن قيس عيلان.

ذكر القضاعي: أنهم حضروا فتح مصر واختلطوا بها وإليهم ينسب الإمام الليث بن سعد الفهمي، وفضله أشهر من أن يذكر.

وقد ذكر ابن خلكان في تاريخه أنه أصبهاني، ثم قال: ويقال: إنه من قَلْقَشَنْدة.

والذي ذكره ابن يونس بن عبد الأعلى في تاريخه أنه وُلد بقلقشندة. وهو أقعد بذلك وأعرف وأقدم.

وذكر القضاعي في خططه: أنه كان لليث داراً بقلقشندة، فهدمها عبد الملك بن رفاعة أمير مصر يومئذ عناداً له لسورة بينهما، فعمرها الليث فهدمها، فعمرها فهدمها، فلما كانت الليلة الثالثة بينما الليث نائم إذا بهاتف يهتف به: قم ياليث (ونُريد أن نَمُنّ على الذينَ استُضْعِفوا في الأرضِ ونجعلهمْ أئِمةً ونجعلهمُ الوارثين) ، فأصبح ابن رفاعة وقد أصابه فالج، فأوصى إلى الليث، وبقى ثلاثاً ومات.

ص: 111

ومن بني فهم هؤلاء: بنو طرود. وهم: بنو طرود بن فهم، المذكور منهم: أعشى طرود الشاعر.

قال في العبر: وهو بطن متسع، وكانوا بأرض نجد وليس منهم الآن بها أحد.

قال: وبإفريقية من بلاد المغرب منهم الآن حيٌّ عظيم ينزلون ويظعنون مع سليم ورياح.

والمشهور من الموجودين الآن من قيس ثلاث فصائل: الفصيلة الأولى: منهم: بنو غطفان، وبفتح الغين المعجمة والطاء المهملة وفتح الفاء ثم ألف ونون. وهم: بنو غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان.

قال في العبر: وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون.

قال: وكانت منازلهم مما يلي وادي القرى وجبلي طيء: أجأ وسلمى، ثم تفرقوا في الفتوحات الإسلامية، واستولت على مواطنهم هناك قبائل طيء.

ومن غطفان: بنو عبس، بالباء الموحدة. وهم: بنو عبس بن بغيض بن ريث ابن غطفان. كان له من الولد: قُطيعة، وورقة.

منهم: قيس بن زهير، صاحب الفرس المعروف بداحس، الذي أجرى مع الغبراء، وكانت بسببه الحرب.

ومنهم: عنترة العبسي، المعروف بالشجاعة.

قال في العبر: وليس بنجد الآن منهم أحد.

قال: وفي أحياء زُغبة بالمغرب أحياء ينسبون إلى عبس، فلا أدري: أهو عبس هذا أو عبس آخر من زغبة.

ومنهم: ذبيان، بضم الذال المعجمة وكسرها - فيما حكاه الجوهري، عن ابن السكيت - وسكون الباء الموحدة وفتح الباء المثناة من تحت وألف ثم نون.

ص: 112

وهم: بنو ذبيان بن بَغيض بن رَيْث بن غطفان.

قال أبو عبيد: كان له من الولد: سعد، وفزارة، ومازن.

قال: وهم بطن من بني ثعلبة بن سعد - وعامر، وهم في بني يشكر، على نسب - وسلمان، وهم في بني عبس، على نسب، ويقال لهم: بنو دلاص.

وقال في العبر: كان له من الولد: مُرة، وثعلبة، وفزارة.

ومن ذبيان: فزارة، بفتح الفاء والزاي المعجمة ثم ألف وراء مفتوحة وهاء في الآخر، وهم: بنو فزارة بن ذبيان، المقدم ذكره.

كان له من الولد: مازن، وعدي. وفيهم يقول الشاعر:

فَزارة بيت العزّ والعزّ فيهمُ

فزارة قيس حَسْب قيس نِضالُها

لها العزة القَعساء والحَسب الذي

بناه لقيس في القديم رجالُها

قال في العبر: وكانت منازل فزارة بنجد ووادي القُرى، ولم يبق منهم بنجد الآن أحد. ونزل جيرانهم من طيء مكانهم.

ثم قال: وبأرض برقة إلى طرابلس منهم قبائل.

وقد أخبرني مخبرون من أهل برقة بعدة من قبائلهم، وهم: صُبيح، بضم الصاد، وهم ذو أنفار كثيرة، منهم: أولاد محمد، والجماعات، والحساسنة، والقيوس، واللواحس، والمساورة، والمكاسر، والمواجد، والمواسي، والنحاحسة.

قال في العبر: وبإفريقية والمغرب الآن منهم أحياء كثيرة اختلطوا مع أهله، ومنهم جماعة مع المعقل بالمغرب الأقصى، ومنهم طائفة ببلاد ربعو، وواكلة، وهما قريتان داخلتان في الصحراء.

قلت: وقد جاءت طائفة ممن كان منهم ببرقة وما يليها إلى الديار المصرية.

ص: 113

ونزلت بأطراف البهنسا مما يلي الجيزية، ولهم هناك قوة وصَولة.

قال الحمداني: وبهم يعرف: خَراب فزارة، من بلاد القليوبية، من الديار المصرية.

ومن فزارة: بنو مازن، بميم مفتوحة بعدها ألف ثن زاي مكسورة ونون في الآخر. وهم: بنو مازن بن فزارة. ومساكنهم بلاد القليوبية من البلاد المصرية، ولهم بلاد تخصهم كزفتيا، وسندبيس، وما والاهما. وليسوا بالكثير.

ومن فزارة أيضاً: بنو بدر، بالضبط المعروف. وهم: بنو بدر بن عدي بن فزارة.

قال في العبر: وفيهم كانت رياسة بني فزارة في الجاهلية، وكانوا يرأسون جميع غطفان وتدين لهم قيس وإخوانهم ثعلبة بن عدي.

قال: ومنهم كان حُذيفة بن بدر بن عمرو بن جُؤْيَة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، وهو صاحب الفرس المعروفة بالغبراء التي أجريت مع الفرس المعروف بداحس، وهو فرس قيس بن زهير العبسي، وكانت بينهما الحرب المعروفة بحرب داحس، بين عبس وغطفان، على ما هو مذكور في كتب السير والتاريخ. غير أن الجوهري في «صحاحه» جعل الفرسين جميعاً لقيس بن زهير.

وفيه بُعد: إذ لو كانت لواحد لما ثار بسببهما حرب، على ما هو مذكور في كتب السير والتاريخ.

قلت؛ وبنو بدر هؤلاء هم قبيلة مؤلف هذا الكتاب التي إليها يعتزي وفيها ينتسب.

ص: 114

الفصيلة الثانية: من الموجودين من قيس عيلان: هوازن، بفتح الهاء والواو وبالزاي وبالنون. وهم: بنو هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خَصفة بن قيس عيلان، المقدم ذكره.

وهم الذين أغار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزاهم.

ثم من هوازن: عزية، بالضبط المتقدم في: عزية طيء.

وهم: بنو غزية بن جشم بن معاوية بن أبي بكر بن هوازن.

منهم: دريد بن الصمة.

قال في العبر: ومنازلهم مع قومهم بني جشم بالسَّروات بين تهامة ونجد.

ثم من هوازن: عامر بن صعصعة، بصادين مهملتين مفتوحتين بينهما عين مهملة مفتوحة ثم هاء.

وهم: بنو صعصعة بن معاوية بن هوازن.

كان له من الإخوة الأشقاء: مُرة، ومازن، ووائل، وغاضرة - وأمهم: عمرة بنت عامر بن الظرب - وغالب - وأُمه: تماضر وبها يعرف - وقيس، وعوف، ومُساور، وسيار، ومنجور - وأمهم: عدية، وبها يعرفون - وعبد الله، والحارث - وأمهما: عادية، وبها يعرفان - وربيعة - وأمه: عُويصرة، وبها يعرف.

ص: 115

وعامر، أكثرهم بطوناً.

ثم من عامر بن صعصعة: بنو كلاب، جمع كلب. وهم: بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة.

كان له من الولد: عامر، وعبيد - وهو أبو بكر - وعمرو، والحارث - وهو رُؤاس - وعبد الله، وكعب - وهو الأضبط - وجعفر، وربيعة، ومعاوية - وهو الضباب - وزيد، درج.

قال أبو عبيد: وفي بني كلاب البيت.

ومنهم: القتّال الشاعر.

قال في العبر: ومنهم: بنو الوحيد، وبنو ربيعة، وبنو عمرو.

قال: وكانت ديارهم حِمى ضرية - وهو حمى كُليب - والزبدة - في جهات المدينة النبوية - وفَدَك، والعوالي. ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت، وملكوا مدينة حلب ونواحيها وكثيراً من مدن الشام، وأول من ملك منهم صالح بن مرادس.

قال: ثم ضعفوا، وهم الآن تحت خفارة الأمراء من آل ربيعة، من عرب الشام.

وذكر في مسالك الأبصار أنه أخبره مخبرون أن بني كلاب بالشام ينتسبون إلى عبد الوهاب المذكور في سيرة البَطَّال، وأنه رأى لعبد الوهاب هذا ذكر في غير السيرة المذكورة، فقيل: اسمه عبد الوهاب بن نُوبخت.

ص: 116

قال: وهم بأطراف حلب والروم، ولهم غزوات عظيمة معلومة وغارات لا تُعدّ، وبنات الروم وأبناؤهم لا يزالون يُباعون من سباياهم.

قال: وهم عرب غُزّ يتكلمون بالتركية ويركبون الأكاديش.

قال الحمداني: وكان بنو كلاب هؤلاء يخدمون الملك الأشرف موسى، من بني أيوب، ويصحبونه، لمُتاخمته لبلاد الروم، وكانوا مترصدين لخدمته ومعدودين من خَدمه.

قال: وقد كانوا ظهروا على آل ربيعة في أيام الملك الظاهر بيبرس وقدَّمهم عليهم.

قال في مسالك الأبصار: وكان الملك الناصر - يعني محمد بن قلاوون - لا يزال متلفتاً إلى تألّفهم.

وذكر عن الأمير طَيْبغا نائب الشام يومئذ أنهم من أشد العرب بأساً وأكثرهم ناساً، ولكنهم لا يدينون لأمير منهم يجمع كلمتهم، وأنهم لو انقادوا لأمير واحد لم يبق لأحد من العرب بهم طاقة.

قال الحمداني: ولهم بلاد الفيوم.

ومن عامر بن صعصعة أيضاً: بنو هلال. وهم: بنو هِلال بن عامر بن صعصعة، منهم: ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عبيد: وهي في بني عبد الله بن هلال، وفيهم الشرف في بني هلال.

ومنهم أيضاً: زينب زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي هلكت في حياته، وهي التي يقال لها: أُم المساكين، لأنها كانت تُحبهم.

ص: 117

قال في العبر: وكان لهلال خمسة أولاد: شُعبة، وناشرة، ونهيك، وعبد مناف، وعبد الله.

قال: وبطونهم كلها ترجع إلى هؤلاء الخمسة.

قال ابن سعيد: وجبل بني هلال بالشام مشهور، وقد صار عربه حرائر.

قال: ومن هذا الجبل قلعة صَرْخد المشهورة.

قال الحمداني: وله بلاد أسوان من الديار المصرية.

قال: وكانوا أهل بلاد الصعيد كله إلى عيذاب.

ومن بني هلال: بنو رباح.

قال ابن سعيد: ومساكنهم في إفريقية بنواحي قسنطينة والمسيلة والزاب.

قال في مسالك الأبصار: وهم فرقة كبيرة، فيهم كان ملك العرب القديم ببلاد المغرب.

وذكر أن مشيختهم في زمانه كانت ليعقوب بن علي بن أحمد، وكان أبوه في غاية الكرم، بعث إليه سلطان إفريقية ثلاثين حملاً من البَزّ الرفيع والتُّحَف السنية، فوهبها لثلاثة من المستعطين.

قال: ويجاورهم عموش بن خلف، ونطاح أخوه، وهم أهل إبل، يكون عند الرجل منهم نحو ستين ألف بعير.

ذكر ذلك الشيخ أبي يحيى المغربي الإمام بالقصر الشريف السلطاني.

ثم قال: والعمدة عليه في ذلك.

ومن رباح: بنو فادع.

قال في العبر: ومنازلهم بالغرب الأقصى مع العرب المعروفين بالعقد.

ص: 118

ومن بني هلال أيضاً: بنو عامر. وهم: بنو عامر بن هلال بن عامر بن صعصعة.

قال الحمداني: وهم بطون بالصعيد، منهم: رفاعة، وبنو حجير، وبنو عزيز.

قال في العبر: ومنهم طوائف بإفريقية من بلاد المغرب.

قال الحمداني: وبإخميم منهم بنو قُرّة، وبساقية قُلتة منهم طائفة، وبأَصفون وإسنا بنو عُقبة وبنو جَمِيلة.

ومن بني جميلة: الوزير نجم الدين الأصفوني.

قلت: وبإسنا منهم أيضاً: الدويحية والفزازية وغيرهم.

ومن عامر بن صعصعة: عُقَيل، بضم العين المهملة وفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت ولام في الآخر.

وهم: بنو عُقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

منهم: مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي، واسمه قيس بن الملوِّح.

قال في العبر: وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائل البحرين بنو عقيل هؤلاء، وبنو تغلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز بنو تغلب، ثم اجتمع بنو عقيل وبنو تغلب على سليم وأخرجوهم من البحرين، فسارت إلى مصر، فأقام بها بعض وسار البعض إلى إفريقية من بلاد المغرب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو تغلب بعد مدة فغلب بنو تغلب على

ص: 119

بني عقيل وطردوهم من البحرين، فسار بنو عقيل إلى العراق، وملكوا الكوفة والبلاد الفُراتية، وتغلّبوا على الجزيرة والموصل، وملكوا تلك البلاد، وكان منهم: المقلد، وقريش، وابنه: مسلم، المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبوا عليها الملوك السُّلجوقية، فتحولوا عنها إلى البحرين حيث كانوا أولاً، فوجدوا بني تغلب قد ضعُف أمرهم فغلبوهم على البحرين، وصار الأمر بالبحرين لبني عُقيل.

قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة إحدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا: المُلك فيها لبني عُقيل، وبنو تغلب من جملة رعاياهم، وبنو عُصفور من بني عقيل هم أصحاب الأحساء دار ملكهم.

ومن بني عقيل هؤلاء: بنو عامر.

قال في العبر: وهم: بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر، ولم يزد في رفع نسبهم على هذا.

قال: وهم إخوة بني المنتفق وسكنهم بجهات البصرة.

قال: وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن، وغلبوا عليها تغلب.

قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب، وكان ملكهم في نحو الخمسين من المائة السابعة، ملكها منهم عُصفور وبنوه.

قال الحمداني: ومنهم: القديمات، والنعائم، وقيان، وفيض، وثعل، وحرثان، وبنو مطرف، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهرية - يعني بيبرس البُنْدُقْدَاري - صحبة مقدمهم محمد بن أحمد العقدي بن سنان بن عقيلة بن شبابة بن قديمة بن نباتة

ص: 120

ابن عامر، وعوملوا بأنمِّ الإكرام. وأُفيض عليهم سابغ الإنعام، ولحظوا بعين الاعتناء.

قال في مسالك الأبصار: وتوالت وفادتهم على الأبواب العالية الناصرية - يعني الناصر بن قلاوون - وأغرقتهم تلك الصدقات بديمها، فاستجلبت النائي منهم. وبرز الأمر السلطاني إلى آل فضل بتسهيل الطرق لوفودهم وقُصادهم، وتأمينهم في الورد والصدر، فانثالت عليه جماعتهم، وأُخلصت له طاعتهم، وآتته أجلاب الخيل والمهارى، وجاءت في أعنتها وأزمتها تتبارى، فكان لا يزال منهم وفود بعد وفود، وكان نزولهم تحت دار الضيافة يسد فضاء تلك الرحاب ويغص بقبائه تلك الهضاب. بخيام مشدودة بخيام، ورجال بين قعود وقيام.

قال: وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمرائهم وكبرائهم.

ثم قال: ودارهم الأحساء، والقطيف، وملح، وأنطاع، والقرعاء، واللهابة، والجودة، ومتالع.

ومن بني عقيل أيضاً: بنو المنتفق ويقال: بَلّمُنتفق، بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام. وهم: بنو المنتفق بن عامر بن عقيل.

قال ابن سعيد: ومنازلهم الآجام والقصب التي بين البصرة والكوفة من العراق.

قال: والإمارة فيهم في بني مَعروف.

قلت: وقد ذكر في «التعريف» عرب عقيل وبطونها من عامر والمنتفق وغيرهما معبَّراً عنهما بعرب البحرين، فقال: وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار، يجلبون جياد الخيل وكرام المهارى واللؤلؤ، وأمتعة من أمتعة العراق والهند، ويرجعون بأنواع الحِباء والإنعام والقُماش والسكر وغير ذلك، ويكتب لهم بالمسامحة فيردون ويصدرون.

ص: 121

ثم قال: وبلادهم بلاد زرع وبر وبحر، ولهم متاجر مربحة، وواصلهم إلى الهند لا ينقطع، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، ولهم قصور مبنية وآطام عالية وريف غير متسع، إلى ما لهم من النعم والماشية والحاشية والغاشية، وإنما الكلمة قد صارت شتى لأناس مجتمعة.

ومن بني عقيل: عُبادة، بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة وألف ثم دال مهملة مفتوحة وهاء في الآخر.

وهم: بنو عبادة بن عقيل، المقدم ذكره.

قال ابن سعيد: ومنازلهم بالجزيرة الفراتية، مما يلي العراق، ولهم عدد وكثرة. غلب منهم على الموصل وحلب في أوساط المائة الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها، ثم ملكها من بعده ابنه مسلم، وتَسَمَّى شرف الدولة، وتوالى الملك في عقبه إلى أن انقرضوا ورجعوا إلى البادية. ولهم إمرة إلى الآن.

قال ابن سعيد: ومنهم الآن بقية بين الحازر والزاب. يقال لهم: عرب شرف الدولة، في تجمل وعز، ولهم إحسان من صاحب الموصل.

قال: وهم في عدد قليل نحو المائة فارس.

قال في مسالك الأبصار: قال لي ابن قدام: منازل عبادة من بغداد إلى الموصل.

قال في: التعريف " ومن عبادة: بنو عز، وهم جماعة.

ومن بني عقيل: خفاجة، بفتح الخاء المعجمة والفاء وألف ثم جيم مفتوحة وهاء، وهم: بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب.

قال في العبر: وقد انتقلوا في آخر الأيام إلى العراق والجزيرة.

ص: 122

قال: وكان لهم ببادية العراق دولة.

قال المؤيد صاحب حماة: وهم أُمراء العراق من قديم الزمان وإلى الآن.

قال في مسالك الأبصار: وديارهم من هيت والأنبار، إلى نخلة، إلى مرملاحا، إلى الكوفة، إلى فاثم عنقاء والترداد، إلى ما دون البصرة وهو غاية مرماهم، ونهاية بعدهم.

قال الحمداني: وفدوا على الظاهر بيبرس، بعد كسر الخليفة المستنصر، المجهز من مصرلاستفتاح العراق، وكان كبير جماعتهم خضر بن بدران بن مُقلد ابن سليمان بن مهارش العبادي، وشهر بن أحمد الخفاجي، في أشياخ، منهم: مقبل بن سالم، وعياش بن حديثة، ووشاح، وغيرهم، فأنعم الملك الظاهر عليهم، فكانوا عوناً له على التتر.

وقد ذكر في مسالك الأبصار: أن من عبادة وخفاجة قوم بمرج دمشق، وأن منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية، وهم موجودون بها إلى الآن.

الفصيلة الثالثة: من الموجودين من قيس عيلان: سُليم، بضم السين المهملة وفتح اللام وسكون الياء المثناة من تحت وميم في الآخر.

وهم: بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خَصفة بن قيس بن عيلان.

قال الحمداني: وهم أكثر قبائل قيس عدداً.

وكان لسليم من الولد: بُهثة، ومنه جميع أولاده.

ص: 123

قال في العبر: وكانت مساكنهم في عالية نجد بالقرب من خَيبر.

قال: ومن منازلهم: حرة سليم، وحرة النار، بين وادي القرى وتيماء.

قال: وليس لهم الآن عدد ولا بقية في بلادهم.

قال الحمداني: ومنهم بالصعيد والفيوم والبحيرة خلق كثير.

ثم قال: وبإفريقية منهم حي عظيم.

وقال في مسالك الأبصار: ببرقة مما يلي الغرب مما يلي مصر.

قال: وفيهم الأبطال الأنجاد، والخيل الجياد.

قال في العبر: وقد استولوا على برقة، وهي إقليم طويل متسع الأطراف، قد خربوا مدنه، ولم يتركوا بها ولاية ولا إمرة إلا لمشايخهم.

قال في مسالك الأبصار: والإمرة فيهم في بني عزاز بن مقدم.

قال: ومنهم: زيد بن عزاز، وكان رجلاً جليل القدر جميل الذكر معظماً في الدولة.

وبنو زيد، وبنو حمدان، وزيان.

قال: وكلهم كرام سراة أماجد.

وعطاء الله بن عمر بن عزاز، كان للقرى والقراع، مطاعاً في قومه، وهو أبو خالد.

وهم أهل بيت فيهم جم من ذوي القدر، وابناه: معز، وعمر، من مشاهيرهم.

وعلوي بن إبراهيم بن عزاز، وسلطان بن زيان بن عزاز، وعمر بن مشعل بن عزاز.

ص: 124

ومن أكابر جماعاتهم: جماعة ابن مليح المنصوري، أصحاب غازي بن نجم، وعليان بن عريف، وبلبوش، وكان قد هرب من الملك الظاهر بيبرس، فأرسل جيشاًوراءه فقاتله، ثم انتصر الجيش عليه وأمسك واعتقل، ثم أفرج عنه. وهو والد زيد بن بلبوش.

وجماعة سعيد بن العرب بن الأحمر، أقاربه.

ومن ذوي محالفتهم: جماعة محمد الهواري.

قال المقر الشهابي ابن فضل الله: وكان آخر عهدي أن الإمرة على عربان البحيرة لفايد بن مقدم، وخالد بن سليمان، وكانا أميرين سيدين جليلين ذوي كرم وأمن إلى شجاعة وإقدام.

ثم قال: ولم اعلم ما حالت به الأحوال وجرت به بعدي تصاريف الدهور.

قال: ومن جماعة فايد: زنارة، ومزاتة، وخفاجة، وهوارة، وسمال. ومنازلهم من الإسكندرية إلى العقبة الكبرى.

قلت: وقد آلت الإمرة عليهم في زماننا إلى أولاد عريف. وقد رأيت عريفاً هذا في الإسكندرية بعد السبعين والسبعمائة، وهو على هيئة الفقراء يحمل إبريقاً وعكازاً. وهي مستقرة بيد أولاده الآن.

ومن سليم: لَبيد، بفتح اللام وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت ودال في الآخر.

ص: 125

وهم: بطن عظيم من سليم، مساكنهم أرض برقة، ولهم أفخاذ متسعة.

أخبرني مخبرون من غيرها بعدة أحياء منهم، وهي: أولاد حرام، وأولاد سلَاّم، والبركات، والبِشَرة، والبلابيس، والجواشنة، والحداددة، والحوثة، والدُّروع، والرفيعات، والزرازير، والسوالم، والسبوت، والشراعبة، والصريرات، والعواكلة، والعلاونة، والموالك، والنبلة، والندوة، والنوافلة، والرعاقبة، والبواجنة، والقنائص، وقطاب، والقصاص.

قلت: وقد أجْلى السلطان المؤيد - عزّ نصره - عرب البحيرة من زنارة وغيرها عن بلادهم لتغيّرٍ أدركه عليهم سنة ثمان عشرة وثمانمائة، وأسكنها عرب لبيد، استدعاهم من بلادهم، فأقاموا بها وعمروها، وهم مقيمون بها إلى الآن.

ومن سليم: بنو عوف، وهم بنو عوف بن بُهثة بن سليم.

قال الحمداني: ومنهم في الصعيد والفيوم والبحيرة ناس كثيرة.

قال: وفي برقة إلى الغرب مالا يحصى.

قال في العبر: وديارهم بالمغرب فيما بين قابس وبونة، وهو بلد العناب من إفريقية.

ومنهم: فرقة تسمى بني مرداس.

ومن بني عوف: بنو عِلاف، بكسر العين المهملة وبالفاء.

ص: 126

قال في العبر: ومساكنهم مع قومهم بني عوف فيما بين قابس وبلد العناب.

قال: وكان رئيسهم عند دخولهم إفريقية رافع بن حماد.

ومن بني علاف: الكُعوب، جمع كَعْب. ومساكنهم إفريقية من بلاد المغرب.

وقد ذكر في مسالك الأبصار: أنه كان لهم في زمانه أربعة مشايخ إخوة، وهم: يعقوب، وأحمد، وخالد، وقتيبة. ولا يبعد أن المشيخة باقية بينهم إلى الآن.

قال في مسالك الأبصار: ولهم أولاد يعوفون بأولاد أبي طالب.

ومن الكُعوب: أولاد أبي الليل، وهم من أكابر العرب هناك، وفيهم الإمرة، ولهم الصولة، كما أشار إليه في العبر.

ومن سليم أيضاً: ذباب، وهم: بنو ذباب بن مالك بن بُهثة بن سليم.

قال في مسالك الأبصار: وأرضهم بين قابس وطرابلس من بلاد المغرب.

وذكر في العبر: أن مساكنهم ما بين قابس وبرقة مجاورين لهيب.

ثم قال: وبالمدينة منهم قوم يُؤذون الحاج ويقطعون عليهم الطريق.

ومن سليم أيضاً: بنو هيب، وهم: بنو هيب بن بُهثة بن سليم.

ص: 127

قال في العبر: ومساكنهم من السدرة في برقة إلى العقبة الكيبرة ثم الصغيرة من حدود الإسكندرية.

قال ابن سعيد: وأول ما يلي الغرب منهم: بنو أحمد، ثم بنو شماخ.

ومن سليم أيضاً: محارب، ويقال: إنهم من هيب، المقدم ذكرهم.

قال في العبر: وديارهم ببرقة في الشرق عن بني أحمد المجاورين لبلاد المغرب إلى العقبة الكبيرة إلى العقبة الصغيرة.

قال: والرياسة في هاتين القبيلتين لبني عزاز وهيب، بخلاف سائر سليم البهنساويَّة، لأنها استولت على إقليم طويل خربت مدنه، ولم يبق فيه مملكة ولا ولاية.

قلت: وكثيراً ما تغشى محارب بلاد الجيزية وأطراف البهنساوية، ومما يلي الجيزية.

الفصيلة الرابعة: من الموجودين من قيس عيلان: عَدْوان، بفتح العين وسكون الدال المهملتين وفتح الواو وألف ثم نون.

وهم: بنو عدوان، واسمه الحارث بن عمرو بن قيس.

قال أبو عبيد: وسمي عدواناً، لأنه عدا على أخيه فَهم فقتله.

وكان له من الولد: زيد، ويشكر، ودوس.

قال في العبر: وهم بطن متسع.

ص: 128