الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقصد في معرفة تفاصيل أنساب العرب
وفيه فصلان
الفصل الأول
في ذكر عمود النسب النبوي
وما يتفرع عنه من الأنساب
أما عمود نسبه صلى الله عليه وسلم فعلى ما ذكره ابن إسحاق -: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - واسمه شيبة. وقيل: عامر - بن هاشم - واسمه: عمرو بن عبد مناف - واسمه: المغيرة - بن قصي - واسمه: زيد، ويدعى مجمعاً - بن كلاب ابن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن غالب بن فهر بم مالك بن النضر - واسمه عامر - ابن كنانة بن خُزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقُوم بن ناحور بن تيرح بن يَعرُب بن يَشْجُب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام بن تارح بن ناحور بن شاروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام بن لَمْك بن مَتُّوشلخ بن أخنوخ - وهو إدريس - بن يَرْد بن مَهْليل بن قينن بن أنوش بن شيت ابن آدم عليه السلام.
والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان. وفيما بعد عدنان إلى الخليل عليه السلام خلاف كثير يأتي ذكره في الكلام على نسب عدنان، عند ذكر العرب المستعربة إن شاء الله. بل قد منع بعضهم رفع النسب فيما فوق عدنان، وعلى ذلك جرى النووي في كتبه.
قال القضاعي في كتابه «عيون المعارف في أخبار الخلائف» : وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُجاوزوا معد بن عدنان، كذب النسابون» ثم قرأ (وقُروناً بين ذلك كثيراً) ولو شاء أن يعلمه علَّمه.
وذكر التَّوزري في شرح الشقراطيسية أنه صلى الله عليه وسلم كرر: «كذب النسابون» مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: والصحيح أنه من قول ابن مسعود وعليّ.
وعن مالك ابن أنس: أنه سئل عن الرجل يُرفع نسبه إلى آدم. فكره ذلك، فقيل له: إلى إسماعيل؟ فأنكر ذلك وقال: من يخبر به.
والذي عليه البخاري وغيره من العلماء موافقة ابن إسحاق على رفع النسب، كما تقدم.
وأما ما يتفرع من عمود نسبه صلى الله عليه وسلم من الأنساب فلا خفاء أن آدم عليه السلام هو أبو البشر، ومبدأ النسل. وما يذهب إليه الفرس من أن
مبدأ النسل من كيومرت، الذي ينسب إليه الفرس، فإنه مفسر بآدم عليه السلام عند أكثر المؤرخين. ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم عليه السلام إلى زمن نوح عليه السلام. وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح، حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الأوثان، وأن الطوفان عمَّ جميع الأرض. ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان، ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه بإقليم بابل، الذي به نوح عليه السلام.
ثم وقع الاتفاق بين النسّابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جميعهم من بنيه، دون من كان معه في السفينة، وعليه يحمل قوله تعالى:(ذُرية من حملنا مع نوح).
أما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة، فقد روي أنهم كانوا ثمانين رجلاً، وأنهم هلكوا من غير عقب. ثم اتفقوا على أن جميع النسل من بنيه الثلاثة: يافث - وهو أكبرهم - وسام - وهو أوسطهم - وحام - وهو أصغرهم.
وقد ذكر ابن إسحاق أنه كان ليافث ستة أولاد، وهم: كومر - ويقال: غومر وياوان - ويقال: يافان، وهو يونان - وماغوغ، وقطوبال، وماشخ، وطيراش. ووقع في الإسرائيليات زيادة «ماذاي» فصاروا به سبعة.
وذكر البيهقي ثامناً، وهو: علجان.
ووقع في كلام ابن سعيد زيادة «سويل» فيكونون تسعة.
قال ابن إسحاق: وكان لسام خمسة أولاد، وهم: أرفخشذ، ولاوذ، وآرم، وأشوذ، وغُليم.
وفي الإسرائيليات أنه كان لحام أربعة أولاد: وهم: مصر - وبعضهم يقول مصرايم - وكنعان، وكوش، وقوط.
والذي ذكره الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب «العجائب» ، أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح، فيكون حينئذ مصر ابن ابن حام، لا ابنه لصلبه.
إذا علمت ذلك فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة على كثرة الخلاف في ذلك.
فالترك من بني ترك بن كومر بن يافث، وقيل: من بني طيراش بن يافث. ونسبهم ابن سعد إلى: ترك بن عامور بن سويل بن سويد بن يافث. ويدخل في جنس الترك القفجاق، وهم الخفشاج، والطغر، وهم التتر. ويقال التتار: بزيادة ألف. ويقال فيهم: الططر، بالطاء. ويدخل فيهم أيضاً الخرلخية، والخزر، وهم الغز الذين كان منهم ملوك السلاجقة، والهياطلة، وهم الصغد، والغور والعلان، ويقال: اللان، والشركس، والأزكش، والروس، فكلهم من جنس الترك نسبهم داخل في نسبهم.
والجرامقة: وهم أهل الموصل القديم، من ولد جرموق بن أشوذ بن سام بن نوح. فيما قاله ابن سعيد، ومن ولد كاثر بن إرم بن سام، فيما قاله غيره.
والجيل: وهم أولاد كيلان من بلاد الشرق، من ولد باسل بن أشوذ بن سام، قاله ابن سعيد.
والخزر، وهم التركمان، من ولد توغرما بن كومر بن يافث، فيما وقع في الإسرائيليات، وقيل من ولد طيراش بن يافث، وقيل: نوع من الترك.
والديلم: وهم الذين كانوا منهم بنو بويه ملوك العراق وغيره من الشرق، من بني مازاي بن يافث. وقال ابن سعيد: من بني باسل بن أشوذ بن سام. وقيل: هم من بني باسل بن طابخة بن إلياس بن مضر. وضعفه أبو عبيد.
والروم، قيل: هم من بني كيتم بن يونان، وهو يافان بن يافث. وقيل: من ولد رومي بن يونان بن علجان بن يافث. وقيل: من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق ابن إبراهيم عليه السلام.
وقال الجوهري في «صحاحه» : من ولد روم بن عيصو بن إسحاق.
والسُّرْيان: من بني سُوريان بن نُبيط بن ماش بن إرم بن سام. قاله ابن الكلبي.
والسند، في الإسرائيليات: أنهم من بني شاو بن رعما بن كوش بن حام.
وحكى الطبري عن ابن إسحاق: أنهم من بني كوش بن حام. وهو قريب من الأول.
والسودان. قال ابن سعيد: جميع أجناسهم من ولد حام.
ونقل الطبري عن ابن إسحاق: أن الحبشة من ولد كوش بن حام؛ والنوبة من ولد كنعان بن حام، وأن الزنج من ولد كنعان أيضاً، وكذلك زغاوة.
وذكر ابن سعيد أن الحبشة من بني حبش، والنوبة من بني نوبة، أو بني نوبى، والزنج من بني زنج، ولم يرفع في نسبهم، فيحتمل أن يكونوا من أعقاب بني حام.
والصقالبة، عند الإسرائيلين: من بني ياوان بن يافث، وقيل: من بني أشتكاز بن يوغرما بن كومر بن يافث.
والصين، قيل: من بني صيني بن ماغوغ بن يافث. وقيل: من بني قطوبال بن يافث. وذكر هُروشْيس مؤرخ الروم أنهم من بني ماغوغ بن يافث.
والعبرانيون، من ولد عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام. قاله الطبري.
والفرس، قال ابن إسحاق: من ولد فارس بن لاوذ بن سام.
وقال ابن الكلبي: من ولد طيراش بن أشوذ بن سام. وقيل: من ولد طيراش ابن حوران بن يافث. وقيل: من بني أميم بن لاوذ بن سام.
قال في العبر: وليس بصحيح.
ووقع للطبري أنهم من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
قال في العبر: ولا التفات إلى هذا القول، لأن ملك الفرس أقدم من ذلك.
والفرنج، قيل: من ولد قطوبال بن يافث. وقيل: من ولد ريفاث بن كومر ابن يافث، وقيل من ولد توغرما بمن كومر بن يافث.
والقبط، قال الأستاذ بن وصيف شاه: هم من بني قبطيم بن مصر ابن حام.
وعند الإسرائيليين أنهم من ولد قوط بن حام. وقال أهرشيوش: من ولد قبط بن لاب بم مصرايم بن حام.
والقُوط: - بضم القاف - وهم أهل الأندلس قبل الإسلام: من ولد ماغوغ بن يافث، فيما قاله هْرُوشْيُسْ. وقيل: من ولد قُوط بن حام.
والكرد، بضم الكاف: من بني إيران بن أشوذ بن سام، وإلى إيران هذا تنسب مملكة إيران، التي كان بها ملوك الفرس. قال المُقر الشهابي بن فضل الله في كتابه «التعريف»: يقال: في المسلمين الكرد، وفي الكفار الكرج، وحينئذ فيكون الكرد والكرج نسباً واحداً.
والكنعانيون، الذين كانوا منهم جبابرة الشام، من ولد كنعان بن حام.
والَّلمان - بفتح اللام - من ولد قطوبال بن يافث. وقال المؤيد صاحب حماة: ومواطنهم بالغرب إلى الشمال في شمال البحر الرومي.
والنبط - بفتح الباء - وهم أهل بابل في الزمن القديم. قال ابن الكلبي: هم بنو نبيط بن ماش بن إرم بن سام. وقال ابن سعيد: هم من بني نبيط بن أشوذ بن سام.
والهند: في الإسرائيليات، أنهم من ولد دادان بن رعما بن كوش بن حام. ونقل الطبري عن ابن إسحاق: أنهم من بني كوش بن حام، من غير واسطة.
والأرمن، وهم أهل أرمينية الذين بقاياهم ببلاد سيس إلى الآن، قيل: من ولد قهويل بن ناحور بن تارح. وهو آزر - بن ناحور، أخو إبراهيم عليه السلام.
والأشبان، عند بعض النسابين: من ولد ماشخ بن يافث. وعند الإسرائيليين: من ولد ياوان، وهو يونان بن يافث. وعند آخرين: أنهم من شعوب بني عيصو ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام. وقال الطبري: أشك أنهم من ولد رعويل ابن عيصو بن إسحاق، وهو قريب من الأول.
واليونان، قيل: هم من ولد يونان، وهو ياوان بن يافث. وقال البيهقي: من بني يونان بن علجان بن يافث، وشذ الكندي فقال: يونان بن عابر، وذكر أنه خرج من بلاد العرب مغاضباً لأخيه قحطان، فنزل شرقي الخليج القسطنطيني، فتناسل بنوه هناك. ورد عليه أبو العباس الناشئ بقوله:
تُخلِّط يوناناً بقَحْطان ضِلَّةً
…
لعمري لقد باعدتَ بينهما جدّاً
واليونانيون على ثلاثة أصناف: الَّلطينيون، وهم بنو الَّلطين بن يونان؛ والإغريقيون، وهم بنو إغريقن بن يونان، والكيتم، وهم بنو كيتم ابن يونان، وإلى هذه الفرقة منهم يرجع نسب الروم فيما قبل.
وزُويلة - وهم أهل برقة في الزمن القديم، ويقال: إنهم من بني حويلا بن كوش بن حام، ومنهم الطائفة الذين وصلوا صُحبة المُعزِّي باني القاهرة، المنسوب إليهم باب زُويلة، وحارة زويلة بالقاهرة.
ويأجوج ومأجوج - قيل: هم من ولد ياغوغ بن يافث. وقيل: من ولد كومر ابن يافث.
والبربر - فيهم خلاف يرجع إلى أنهم، هل هم من العرب أو من غيرهم؟ وقد اختلف في نسبهم اختلافاً كثيراً، فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب ثم اختُلف في ذلك، فقيل: أوزاع من اليمن، وقيل: من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل العَرم، قاله المسعودي.
وقيل: خلَّفهم أبرهة ذو المنار، أحد تبايعة اليمن حين غزا العرب.
وقيل: من ولد لقمان بن حِمْير بن سبأ، بعث سريّة من بنيه إلى المغرب ليعمروه فنزلوا وتناسلوا فيه. وقيل: من لخم وجُذام كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر، فمنعهم ملوكها من نزولها، فذهبوا إلى الغرب فنزلوه.
وذهب قوم إلى أنهم من ولد يقشان بن إبراهيم عليه السلام.
وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأنه كان قد ارتكب معصية فطرده أبوه، وقال له: البر، البرّ، اذهب يا بَر، فما أنت بَر.
وقيل: هم من ولد بربر بن كسلوحيم بن حام.
وقيل: من ولد تميلة بن مأرب بن قاران بن عمرو بن عمليق بن لاوذ ابن إرم بن سام بن نوح.
وقيل: من ولد قبط بن حام بن نوح.
وقيل: أخلاط من كنعان والعماليق.
وقيل: من حمير ومصر، والقبط.
وقيل: من ولد جالوت، ملك بني إسرائيل، وأنه لما قَتَلَ داود عليه السلام جالوت تفرقوا في البلاد، فلما غزا إفريقش الغرب نقلهم من سواحل الشام، وأسكنهم المغرب وسماهم البربر.
وقيل: بل أخرجهم داود عليه السلام من الشام فصاروا إلى المغرب.
وهم قبائل كثيرة، وشعوب جمة، وطوائف متفرقة، وأكثرهم ببلاد المغرب، وقد صار بعضهم من المغرب إلى مصر، فنزلوا وتلبسوا بالعرب بعضهم بالوجه
البحري ببلاد البحيرة والمنوفية والغربية، وبعضهم بالوجه القبلي بالجيزة وبلاد البهنسا إلى أقصى الصعيد.
قال صاحب العبر: وهي على كثرتها ترجع إلى أصلين لا تخرج عنهما، وهم: الأول: البرانس، وهم بنو برنس من بربر. والثاني: البتر، وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر.
قال: وبعضهم يقول: إنهم يرجعون إلى سبعة أصول، وهم: إردواحة، ومصمودة، وأَوْرَبَّة، وعجبة، وكُتامه، وصنهاجة، وأوريغة.
ثم قال: وزاد بعضهم: لمطة، وهكسوره، وكزولة.
وسيأتي ذكر المشهور من قبائلهم مع ذكر قبائل العرب لتلبّسهم بهم، في موضعه إن شاء الله تعالى.
أما العرب فإنهم على اختلاف قبائلهم وتباين شعوبهم من ولد سام باتفاق النسّابين: بعضهم يرجع إلى لاوذ بن سام، وبعضهم إلى إرم بن سام، وبعضهم يرجع إلى قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام، وبعضهم يرجع إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، وبعضهم يرجع إلى مَدْين بن إبراهيم عليه السلام. وقد تقدم في عمود النسب أن إبراهيم من ولد عابر بن شالخ بن أرفخشذ ابن سام.