الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
/288 أ/
ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف
[1003]
يزيد بن صقلابٍ أبو بكرٍ المرُّيُّ.
كان رجلاً كبير القدر، جليل المنزلة سمحًا ذا مروءةٍ وأريحية. وكان مشارف الديوان بالمريّة؛ ويرجع إلى أدب وفضل ونباهة ومعرفة وقول الشعر الرائق الحسن.
أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد الفاسي المقرئ بحلب، قال: شاهدت يزيد بن صقلاب في سنة اثنتين وستمائة بالمرية؛ وهو يتولّى الإشراف بديوانها، وذكره ذكرًا جميلاً، ووصفه وصفًا حسنًا، وقال: لم يكن في زمانه أكرم منه نفسًا ولا أجود كفًا، هذا آخر كلامه.
أنشدني الصاحب الوزير أبو البركات الإربلي رضي الله عنه قال: أنشدني أبو الروح عيسى بن محمد التاكرني القرطبي، قال: أنشدني يزيد بن صقلاب لنفسه:
[من الكامل]
أهدي التَّحيَّة بالإشارة واضعًا
…
بعد التَّحيَّة فوق إصبعه فما
فعجبت منه ثمَّ قلت لصاحبي: أتراه سلَّم أم تراه تختَّما
وله أشعار ورسائل لم يقع إليّ منها شيء غير ما ذكرته.
[1004]
/288 ب/ يلمان بن كيلوك بن عثمان بن أبي طالبٍ، أبو الفضل الحيزانيُّ من الإربليين.
كان شابًا متفقهًا على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وله طبع في قول الشعر ما به بأس. وأخبرني أنّه ولد سنة ستمائة، وخبرت أنه توجه إلى بلاد الشام ونزل حلب فأقام بها شهورًا ومات.
أنشدني لنفسه يمدح الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات المستوفي الإربلي رضي الله عنه: [من الطويل]
فؤادٌ إلى وصل الحسان طروب
…
وقلبٌ لريب الحادثات كئيب
وعارض دمع لم يزل فيض مائه
…
دفوقًا على أرض الخدود سكوب
يؤرقه شوقٌ إلى من قوامه
…
قضيبٌ وأمَّا ردفه فكثيب
من الغيد أمَّا وصله فممنَّعٌ
…
بعيدٌ وأمَّا هجره فقريب
وليس عجيبًا أن يشحَّ بوصله
…
ولكن متى يسمح به فعجيب
يواصل من بالذَّمِّ يخلق عرضه
…
ويهجر من لم تبد منه ذنوب
متى رمت منه أن يجود بقبلة
…
ترفَّع تيهًا أو علاه قطوب
فلا غرو وأن أضحى يعاني بك الأسى
…
وجارت عليه في هواك خطوب
/289 أ/ فأيُّ فتى لم ينحل البين جسمه
…
وأيُّ غرامٍ لم يهجه حبيب
له بهجةٌ يغني عن الشَّمس ضوؤها
…
ووجهٌ ينوب البدر حين يغيب
وعنج لحاظ راميات بأسهم
…
سوى كبد المشتاق ليس تصيب
فليس لما يلقاه من ألم الهوى
…
سوى وصل من يجني عليه طبيب
ولا لأبن موهوب المبارك في الورى
…
سوى مجتديه صاحبٌ ونسيب
فتى شأنه إمَّا يرى فهو آخذٌ
…
نفوس العدا أو للعفاة وهوب
أيا شرف الدِّين الَّذي قام في الورى
…
على كلِّ عود من ثناه خطيب
ترى أيُّ ملهوف دعاك ولم تثب
…
لدعواه من دون الأنام تجيب
ولمَّا رأيت المجد صعبًا وصوله
…
وفي نيله مسُّ الأنام لغوب
ركبت إليه حسن [رأيك] سابقًا
…
وهل يصطفي إلَاّ النَّجيب نجيب
يرى كلَّ يومٍ في ديار عفاته
…
سرورًا وفي مغنى عداه نجيب
جوادٌ من الفحشاء واللُّؤم عاريًا
…
ومن عفَّة ثوبٌ عليه قشب
تراه عن الدُّنيا الذَّميمة راغبًا
…
ولكن إلى كسب الثَّناء رغوب
ترى أيُّما فنٍّ من العلم مشكل
…
ومالك يا ذا الفضل فيه نصيب
/289 ب/ بليغٌ غدا يعيي الفصيح امتحانه
…
ويسأله عن مشكل فيجيب
وإنِّي أخا العلياء ليس بشاعرٍ
…
فيحسدني يومًا عليك أديب
ولكن فقيهًا حلَّ وصفك سمعه
…
فأقلقه شوقٌ إليك مذيب
فجاء من الحدباء نحوك قاصدًا
…
ليشفي غليلاً عنده ويؤوب
فمثلك يسعى المستفيدون نحوه
…
فإنَّك فردٌ في الزَّمان غريب
فدم لبني الآمال يا خير ماجد
…
كما دام فينا يذبلٌ وعسيب
فلازلت محروس الجناب من الأذى
…
وغصنك في روض العلاء قشيب
***
وهذا حين انتهى بنا التأليف من هذا التاريخ
والحمد لوليه ومستحقه
صلواته على محمد نبيِّه وآله الأطهار.