المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أخي: إن الله تعالى زهدك في هذه الدنيا الغرارة - قواصم الظهور على دار الغرور الزهد

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌أخي: إن الله تعالى زهدك في هذه الدنيا الغرارة

عن الله بل كان شاكرًا لله فيها فحاله أفضل، والزهد فيها تجريد القلب عن التعلق بها، والطمأنينة إليها والله أعلم».

‌أخي: إن الله تعالى زَهَّدَك في هذه الدنيا الغرَّارة

! وأكثر لك في كتابه من المواعظ والأمثال ما يَلينُ له الحجر! ولكن أخي أين القلوب؟ ؟ ! تاهت في بيداء الأماني والآمال!

قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف].

وقال تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء].

وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى].

وقال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه].

وقال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى].

وقد رغبك الله تعالى فيما عنده فقال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ

ص: 8

وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل].

أخي في الله: إن المغرور حقًا من غرته هذه الدنيا .. وإن المبخوس حظًا من كان من أبناء الدنيا!

ولا تَغترَّ بالدنيا

فإنمَّ صحيحًها يَسْقَمْ

وإنَّ جديدَها يَبْلَى

وإنَّ شبابَها يَهْرَمْ

وإنَّ نعيمَها يفنَى

فتركُ نعيمها أحْزَمْ

ومَنْ هذا الذي يبقَى

على الحدثان أو يَسْلَمْ

ثم هل لك أخي أن تتأمل معي هذه الوصايا الغالية لنبينا صلى الله عليه وسلم وهو يُعَرِّفُنا بالدنيا ويبصرنا بكدرها ..

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلَّني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبَّني الناس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبُّوك» [رواه ابن ماجه/ صحيح ابن ماجه: 3310].

وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: «من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفَرَّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له» [رواه الترمذي/ صحيح الجامع: 2222].

أخي: وها هو صلى الله عليه وسلم يخبرك عن الدنيا وشرها المستطير فيقول لك صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا الناس فإن أول فتنة بني

ص: 9