المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنَ الْمَنْقَطِعِ هُوَ أَنْ يَكُونَ فِي الإِسْنَادِ رِوَايَةُ - كتاب في علم الحديث للداني

[أبو عمرو الداني]

الفصل: ‌ ‌فصل وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنَ الْمَنْقَطِعِ هُوَ أَنْ يَكُونَ فِي الإِسْنَادِ رِوَايَةُ

‌فصل

وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنَ الْمَنْقَطِعِ هُوَ أَنْ يَكُونَ فِي الإِسْنَادِ رِوَايَةُ رَاوٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الْحَدِيثَ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَى التَّابِعِيِّ الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الإِرْسَالِ، فَلا يُقَالُ لِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْحَدِيثِ مُرْسَلٌ، إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ: مُنْقَطِعٌ.

ص: 47

27 -

وَمِثَالُ ذَلِكَ: مَا أَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الصَّقَلِيُّ، فِي الإِجَازَةِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: ثنا أَبُو النَّصْرِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ذَكَرَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا أَبَا بَكْرٍ فَقَوِيٌّ أَمِينٌ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وَإِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيًّا فَهَادٍ مَهْدِيٌّ، يُقِيمُكُمْ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ» .

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَهَذَا إِسْنَادٌ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ مُتَأَمِّلٌ إِلا وَشَهِدَ لَهُ بِالاتِّصَالِ وَالسَّنَدِ، لأَنَّ سَمَاعَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مِنَ الثَّوْرِيِّ مَشْهُورٌ، وَاشْتِهَارُهُ بِهِ مَعْرُوفٌ، وَكَذَا سَمَاعُ الثَّوْرِيِّ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَاشْتِهَارُهُ بِهِ أَيْضًا مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ، وَفِيهِ انْقِطَاعٌ فِي مَوْضِعَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الثَّوْرِيِّ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْجَنْدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ، وَسُفْيَانُ أَيْضًا لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

وَكَذَلِكَ كُلُّ رَاوٍ مَشْهُورٌ بِالرِّوَايَةِ عَنْ إِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّةِ مَعْرُوفٌ بِهِ إِذَا وَرَدَ عَنْهُ مِثْلَ هَذَا مُفَسَّرًا سَبِيلُهُ سَبِيلَ هَذَا الْخَبَرِ فِي تَسْمِيَتِهِ مُنْقَطِعًا، وَهَذَا مِنْ أَدَقِّ أَنْوَاعِ هَذَا الْعِلْمِ، إِذْ لا يَعْرِفْهُ إِلا الْمُمَيِّزُ الْمَاهِرُ الْجَامِعُ لِطُرُقِ الْحَدِيثِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

ص: 48