الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ ذِكْرِ أَحْوَالِ الْمُدَلِّسِينَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَتَقْسِيمِ طَبَاقَتِهِمْ وَشَرْحِ مَذَاهِبِهِمْ
28 -
ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ
29 -
أَخْبَرَنَا سَلْمُونُ بْنُ دَاوُدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ الصَّوَّافِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، يَقُولُ: لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ
30 -
ثَنَا أَبُو عَفَّانَ، قَالَ: ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، وَسُئِلَ عَنِ التَّدْلِيسِ، فَقَالَ: التَّدْلِيسُ كَذْبَةٌ
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَالتَّدْلِيسُ فِي الْحَدِيثِ يَرِدُ عَلَى سِتَّةٍ أَضْرُبٍ، فَالضَّرْبُ الأَوَّلِ: أَنْ يُدَلِّسَ الرَّاوِي عَنِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ هُمْ فِي الثِّقَةِ مِثْلُ الْمُحَدِّثِ أَوْ فَوْقَهُ أَوْ دُونَهُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْ جُمْلَةِ مَنْ يُقْبَلُ خَبَرُهُ، وَيُحْتَجُّ بِنَقْلِهِ، فَمِنْهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَبُو سُفْيَانَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمَا.
وَالضَّرْبُ الثَّانِي: قَوْمٌ يُدَلِّسُونَ الْحَدِيثَ عَنْ مَنْ سَمِعُوا مِنْهُ وَشَاهَدُوهُ فَيَقُولُونَ: قَالَ فُلانٌ: كَذَا، وَلَمْ يَسْمَعُوا مِنْهُ، فَإِذَا وَقَعَ إِلَيْهِمْ مُمَيِّزٌ لِمَا سَمَّعُوا بِمَا لَمْ يَسْمَعُوا، أَوْ سُئِلُوا، أَوْ وُقِفُوا عَلَى سَمَاعِهِمْ وَرُوجِعُوا فِي ذَلِكَ، ذَكَرُوا فِيهِ سَمَاعَاتِهِمْ وَكَشَفُوا عَنْ ذَلِكَ.
31 -
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، فِي الإِجَازَةِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّاقِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ: الزُّهْرِيّ، فَقِيلَ لَهُ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: لا وَلا مِمَنْ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
32 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو رِفَاعَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
وَذَكَرَ حَدِيثًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، سَمَاعًا مِنْ عَمْرٍو؟ قَالَ: لا تُفْسِدُوهُ، قَالَ: سَمَاعًا مِنْ عَمْرٍو، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، سَمَاعًا مِنَ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، سَمَاعًا مِنْ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: قَدْ أَفْسَدْتَهُ حَدَّثَنِيهِ عَلِيٌّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ الإِمَامُ فَمَا أَذِنَ لِي فِي رِوَايَتِهِ، قَالَ: ثنا مُنْذِرُ بْنُ عَطَّافٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرُونٍ الْقَرَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: قَدِمْنَا إِلَى مَكَّةَ إِلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي الْمَوْسِمِ لاجْتِمَاعِ النَّاسِ، فَلَمَّا أَنْ قَعَدْنَا إِلَيْهِ قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، فَلَمَّا أَنِ انْقَضَى الْحَدِيثُ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَقَامَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ، مَنْ دُونَ الزُّهْرِيِّ؟ فَقَالَ: أَوَ لَيْسَ فِي الزُّهْرِيِّ مِنْ مَقْنَعٍ؟ قَالَ: بَلَى، ثُمَّ قَالَ: اقْعُدْ، فَقَعَدَ، فَقَالَ: اكْتُبُوا: مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَوَثَبَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ، مَنْ دُونَ مَعْمَرٍ؟ قَالَ: أَوَلَيْسَ فِي مَعْمَرٍ مِنْ مَقْنَعٍ؟ قَالَ: اقْعُدْ، فَقَعَدَ، فَقَالَ: اكْتُبُوا: ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقَامَ ابْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِالْحَقِّ أَبَا مُحَمَّدٍ، مَنْ دُونَ ابْنِ الْمُبَارَكِ؟ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: اكْتُبُوا لا بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ أَفْهَمُنَا
33 -
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَقَدْ ثَبَتَ مِثْلُ هَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمُغِيرَةَ، وَهُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، وَلَقَدْ رُوِيَ أَنْ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ هُشَيْمٍ اجْتَمَعُوا يَوْمًا عَلَى أَلا يَأْخُذُوا مِنْهُ التَّدْلِيسَ، فَفَطِنَ لِذَلِكَ فَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ حَدِيثٍ يَذْكُرُهُ ثنا: حُصَيْنٌ وَمُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا أَفْرَغَ قَالَ لَهُمْ: هَلْ دَلَّسْتُ لَكُمُ الْيَوْمَ؟ فَقَالُوا: لا، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ مُغِيرَةَ حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا ذَكَرْتُهُ، إِنَّمَا قُلْتُ: حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ، وَمُغِيرَةُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ لِي
34 -
أَخْبَرَنَا ابْنُ دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَلِيِّ ابْنُ الصَّوَّافِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَوَارِيرِيَّ، يَقُولُ: كَتَبَ وَكِيعٌ، إِلَى هُشَيْمٍ، إِنَّكَ تُفْسِدُ أَحَادِيثَكَ بِهَذِهِ الَّتِي تُدَلِّسُهَا، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَانَ أُسْتَاذَاكَ يَفْعَلانِهِ سُفْيَانُ وَالأَعْمَشُ
وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ: قَوْمٌ يُدَلِّسُونَ عَنْ أَقْوَامٍ مَجْهُولِينَ، لا يُدْرَى مَنْ هُمْ وَلا مِنْ أَيْنَ هُمْ، فَمِنْهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، يَرْوِي عَنْ أَبِي هَمَّامٍ السَّكُونِيِّ، وَأَبِي مِسْكِينٍ، وَأَبِي خَالِدٍ الطَّائِيِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَجْهُولِينَ مِمَّنْ لَمْ يَقِفْ حُذَّاقُ الْمُحَدِّثِينَ عَلَى أَسْمَائِهِمْ، غَيْرَ أَبِي هَمَّامٍ، فَيُقَالُ: اسْمُهُ الْوَلِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْهُمْ أَيْضًا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، يُحَدِّثُ أَيْضًا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ، وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، يُحَدِّثُ عَنْ جَمَاعَةٍ لا يُوقَفُ عَلَى أَسْمَائِهِمْ، وَلا عَدَالَتِهِمْ، حَتَّى قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، رحمه الله: إِذَا حَدَّثَ بَقِيَّةُ عَنِ الْمَشْهُورِينَ فَرِوَايَتُهُ مَقْبُولَةٌ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنِ الْمَجْهُولِينَ فَغَيْرُ مَقْبُولَةٍ.
وَالضَّرْبُ الرَّابِعُ: قَوْمٌ يُدَلِّسُونَ أَحَادِيثَ رَوَوْهَا عَنِ الْمَجْرُوحِينَ فَغَيَّرُوا أَسْمَاءَهُمْ وَكُنَاهُمْ لِئَلا يُعْرَفُوا.
35 -
قَالَ عَلِيٌّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، كَمَا فِي كِتَابِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أُخْبِرْتُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَأُخْبِرْتُ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمَةِ، فَهُوَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، قَالَ: قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: حُدِّثْتُ: مِنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا.
رَوَاهُ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَإِنَّمَا كَانَ يُكَنَّى ابْنَ جُرَيْجٍ، فَيَقُولُ ابْنَ عَطَاءٍ: وَإِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى
36 -
حَدَّثَنَا خَلفُ بْنُ حَمْدَانَ الْمَالِكِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُاوُدَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا، وَوُقِيَ فَتَّانَيِ الْقَبْرِ، وَغُدِيَ وَرِيحَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ»
37 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُنِيرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى كَذَّابٌ، كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ فِيهِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ يكَنَّى عَنِ اسْمِهِ، وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، كَانَ رَافِضِيًّا قَدَرِيًّا لَيْسَ بِثِقَةٍ
38 -
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لِي عَطِيَّةُ: قَدْ كَنَّيْتُكَ بِأَبِي سَعِيدٍ، فَإِذَا قُلْتُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَقَدْ كَانَ الثَّوْرِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَرَاسَةَ، فَيَقُولُ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ: مَنْ أَرَادَ التَّدَيُّنَ بِالْحَدِيثِ فَلا يَأْخُذْ عَنِ الأَعْمَشِ، وَلا عَنْ قَتَادَةَ، إِلا مَا قَالا: سَمِعْنَاهُ
وَالضَّرْبُ الْخَامِسُ: قَوْمٌ يُدَلِّسُونَ عَنْ قَوْمٍ سَمِعُوا مِنْهُمُ الْكَثِيرَ وَرُبَّمَا فَاتَهُمُ الشَّيْءُ عَنْهُ فَيُدَلِّسُونَهُ، قَالَ عَلِيٌّ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رُبَّمَا كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ إِذَا أَرَادَ أَنَّهُ يُدَلِّسُ يَقُولُ: عَشْرَةٌ عَنْ زَيْدٍ، مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ اللَّهَ قَسَّمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ زُهَيْرٌ، وَإِسْرَائِيلُ، يَقُولانِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا، وَلَكِنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الاسْتِنْجَاءِ بِالأَحْجَارِ الثَّلاثَةِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ: مَا سَمِعْتُ بِتَدْلِيسٍ قَطُّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، وَلا أَخْفَى، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَمْ يُحَدِّثْنِي فُلانٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فُلانٍ، عَنْ فُلانٍ، وَلَمْ يَقُلْ حَدَّثَنِي فَجَازَ الْحَدِيثُ وَسَارَ.
وَالضَّرْبُ السَّادِسُ: قَوْمٌ يَرْوُونَ عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يَرَوْهُمْ قَطُّ، وَلَمْ يَسْمَعُوا مِنْهُمْ إِنَّمَا قَالُوا فُلانٌ فَحُمِلَ ذَلِكَ عَنْهُمْ عَلَى السَّمَاعِ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ سَمَاعٌ عَالٍ وَلا نَازِلٌ.
39 -
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، فِي الإِجَازَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلابُ، بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ، يُقَالُ لَهُ: أَشْرَسُ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَكَانَ يُحَدِّثُنَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثنا الزُّهْرِيُّ، وَأنبا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ لَقِيتَ ابْنَ شِهَابٍ؟ قَالَ: لَمْ أَلْقَهُ مَرَرْتُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَوَجَدْتُ كِتَابًا لَهُ
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلْنَذْكُرْ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ جُمَلا يُعْمَلُ عَلَيْهَا إِذَا وَرَدَ فِيهَا شَيْءٌ، فَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا مِنْ جَابِرٍ، وَلا مِنَ ابْنِ عَمْرٍو، وَلا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَطُّ.
وَكَذَلِكَ الأَعْمَشُ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، إِنَّمَا رَآهُ بِمَكَّةَ.
وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْكُوفِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا وَالثَابِتُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
وَكَذَلِكَ الشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ، وَلا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلا مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَلا مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، إِنَّمَا رَآهُ رُؤْيَةً، وَلا مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَلا مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَكَذَا قَتَادَةُ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ صَحَابِيٍّ غَيْرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَحْدَهُ.
وَكَذَلِكَ عَامَّةُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ الصَّحَابَةِ غَيْرُ مَسْمُوعٍ مِنْهُمْ.
وَعَامَّةُ حَدِيثِ مَكْحُولٍ أَيْضًا عَنِ الصَّحَابَةِ كَذَلِكَ.
وَهَذَا كُلُّهُ يَخْفَى إِلا عَلَى الْحَافِظِ لِلْحَدِيثِ الْجَامِعِ لِلطُّرُقِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: فَأَمَّا أَهْلُ الْحِجَازِ، وَأَهْلُ الْحَرَمَيْنِ، وَمِصْرَ، وَالْعَوَالِي، فَلَيْسَ التَّدْلِيسُ مِنْ مَذَاهِبِهِمْ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ خُرَاسَانَ، وَالْجَبَلِ، وَأَصْبَهَانَ، وَبِلادِ فَارِسَ، وَخُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءِ النَّهْرِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ، وَطَرَابُلُسَ، وَالْقَيْرَوَانِ، وَالأَنْدَلُسِ، وَسَائِرِ أَعْمَالِ هَذِهِ الْبُلْدَانِ، لا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّتِهِمْ دَلَّسَ، وَأَكْثَرُ الْحَدِيثِ تَدْلِيسًا أَهْلُ الْكُوفَةِ، وَنَفَرٌ يَسِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَأَمَّا أَهْلُ بَغْدَادَ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ مُتَقَدِّمِي مَشْيَخَتِهِمْ وَلا مِنْ مُتَأَخِّرِيهِمْ دَلَّسَ، وَلا ذُكِرَ ذَلِكَ عَنْهُ إِلا مَا قِيلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيِّ الْوَاسِطِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَدْ ذَكَرْنَا جَمِيعَ مَا اشْتَرَطْنَاهُ، وَمِمَّا سُئِلْنَا عَنْهُ، وَمِمَّا لَمْ نُسْئَلْ مِمَّا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ وَيَرْتَبِطُ بِهِ عَلَى مَذَاهِبِ أَئِمَّةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، الَّذِينَ هُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، وَزَيْنِ الْوَرَى، وَشَرَحْنَا ذَلِكَ طَاقَتَنَا وَدَلَّلْنَا عَلَى حَقِيقَةِ غَايَتِنَا، جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ لِوَجْهِهِ خَالِصًا وَإِلَى رِضَاهُ سَابِقًا أَمِينَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَّلى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَصَحَابَتِهِ وَآَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.