المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: ما كتب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه الإجمال - كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية

[رفعت بن فوزي عبد المطلب]

الفصل: ‌الفصل الأول: ما كتب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه الإجمال

‌القسم الأول: كتابة السنة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌الفصل الأول: ما كتب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه الإجمال

وسنتناول منها ما له أثر في الرواية فيما بعد عهده صلى الله عليه وسلم من العصور:

1-

صحيفة علي بن أبي طالب رضى الله عنه:

وهذه الصحيفة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخص بها عليًّا رضى الله عنه كما قررنا في دراسة مستقلة لصحيفة علي (1) .

2-

الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا،

(1) صحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دراسة توثيقية دار السلام - بالقاهرة - 1406?/1986م.

ص: 12

فأمسكت عن الكتابة. فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق"(1) .

وعنه قال: "قلت يا رسول الله، أكتب ما أسمع منك؟ قال: نعم. قلت في الرضا والسخط؟ قال: نعم، فإنه ما ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقًّا".

وفي رواية: "يا رسولَ الله إني أسمعُ منك أشياء، فأكتبها؟ قال: نعم"(2) .

(1) إسناده صحيح.

حم: (11/57 – 58) رقم (6510)

من طريق يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله ابن عمرو به.

وهذا الإسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الوليد بن عبد الله، وهو ابن أبي مغيث العبدري، وهو ثقة.

المستدرك (1/104 – 105)(2) كتاب العلم. من طريقين عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن عبد الواحد ابن قيس، عن عبد الله بن عمرو، به.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد أصل في نسخ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخرجاه. وقد احتجا بجميع رواته إلا عبد الواحد بن قيس وهو شيخ من أهل الشام، وابنه عمر بن عبد الواحد الدمشقي أحد أئمة الحديث، وقد روى عبد الواحد بن قيس عن جماعة من الصحابة، منهم أبو هريرة وأبو أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع – رضي الله عنهم، وروى عنه الأوزاعي أحاديث.

ولهذا الحديث شاهد قد اتفقا على إخراجه على سبيل الاختصار: عن همام بن منبه، عن أبي هريرة أنه قال: ليس أحد من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم أكثر حديثًا مني إلا عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب.

وعن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن أبي هريرة نحوه، وقد وافقه الذهبي.

أقول: حديث همام ووهب هو من أفراد البخاري، وليس في مسلم. كما ذكر الحاكم.

(2)

صحيح

حم: (11/523 –524)

عن يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

ومحمد بن إسحاق وإن كان مدلسًا فقد توبع كما ترى.

المستدرك: (1/105 - 106)(2) كتاب العلم. من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل ابن خالد، عن عمرو بن شعيب، أن شعيبًا حدثه ومجاهدًا، أن عبد الله بن عمرو حدثهم.

ثم قال: فليعلم طالب هذا العلم أن أحدًا لم يتكلم قط في عمرو بن شعيب؛ وإنما تكلم مسلم في سماع شعيب من عبد الله بن عمرو؛ فإذا جاء الحديث عن عمرو بن شعيب عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو فإنه صحيح.

كما قدم الحاكم لهذا الحديث بروايته عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قوله: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر.

ومعروف أن هذا من أصح الأسانيد.

ص: 13

وعنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ما سمعت منه. قال: فأذن لي فكتبته، فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك الصادقة (1) .

وعن مجاهد قال: رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة فسألت عنها فقال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه فيها أحد (2) .

وعن عبد الله بن عمرو قال: ما يرغبني في الحياة إلا خصلتان: الصادقة والوَهْطَة (3) ، فأما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) .

وسنتناول هذه الصحيفة فيما بعد من جوانب أخرى.

3-

صحيفة عمرو بن حزم

استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على أهل نجران.

وكتب - رسول الله صلى الله عليه وسلم معه كتاباً في الفرائض والصدقات والديات.

(1) طبقات ابن سعد: (2/321 – 322) .

(2)

المصدر السابق: (2/322) .

(3)

أرض بالطائف تصدَّق بها عمرو بن العاص، السير (5/176) .

(4)

سير أعلام النبلاء (5/175-176) .

ص: 14

قال ابن سعد: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حيث بعثه إلى اليمن عهداً يعلمه فيه شرائع الإسلام وفرائضه وحدوده، وكتب أُبَي (1) .

وقال ابن عبد البر: "وكتب له كتاباً فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات (2) .

4-

كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقات.

عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله حتى قبض، فقرنه بسيفه، فعمل به أبو بكر حتى قبض، ثم عمل به عمر حتى قبض (3)

وهو نفسه - إن شاء الله - كتاب أبي بكر الذي رواه البخاري بسنده عن أنس، ورواه عنه حفيده ثمامة بن عبد الله: أن أبا بكر رضى الله عنه

(1) طبقات ابن سعد (1/230)

وقال في موضع آخر: "كان في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران: ألا يمس القرآن إلا طاهر ولا يصلي الرجل وهو معتقص، ولا يحتبي الرجل، وليس بين فرجه وبين السماء شيء

إلخ (الطبقات 5/318) .

(2)

الاستيعاب 2/437.

(3)

المستدرك (1/392 – 394)

قال الحاكم بعد روايته: هذا حديث كبير في هذا الباب يشهد بكثرة الأحكام التي في حديث ثمامة عن أنس (الذي رواه البخاري) إلا أن الشيخين لم يخرجا لسفيان بن حسين الواسطي في الكتابين، وسفيان بن حسين أحد أئمة الحديث وثقه يحيى بن معين

ويصححه على شرط الشيخين حديث عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، وإن كان فيه أدنى إرسال، فإنه شاهد صحيح لحديث سفيان ابن حسين.

ثم روى حديث الزهري، ثم روى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمرو بن حزم شاهداً صحيحاً لهذا الكتاب. ووافقه الذهبي.

ص: 15

كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين. وقال: بسم الله الرحمن الرحيم؛ هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين (1) .

والكتب كثيرة تلك التي كتبت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكننا لا ندري ألها أثر في نقل أحاديثها فيما بعد أم لا؟ ونظرة إلى كتاب الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، ومكاتيب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعطينا عددا كبيراً من الكتب التي كتبت في عهده صلى الله عليه وسلم (2) .

وسنكتفي بهذه لندرس بعضها، ونرى كم هي أسهمت في نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم موثقًا بالكتابة مع السماع في الكثير من الأحاديث.

وهناك أحاديث كتبها الصحابة رضوان الله عليهم، ولكننا لا ندري هل كتبوها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعده، وسنتناولها فيما بعد حين نعرض لما كتب في عهد الصحابة رضوان الله عليهم.

(1) خ: (1/449 – 450)(24)(38) باب زكاة الغنم. رقم (1454) وأطرافه التي تجمع بين متفرقه في البخاري: (1448، 1450 – 1451، 1453 – 1455، 2487، 3106، 5878، 6955) .

(2)

الكتب التي ألفت في كتب الرسول صلى الله عليه وسلم:

1-

إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين لابن طولون الدمشقي (953) .

2-

المصباح المضيّ في كُتَّاب النبيّ لمحمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري (783 هـ) .

3-

مكاتيب الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 16