المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ التركيز على الدعاء والدعم المالي مع الضعف في تذكير الأمة بواجب التوبة والعودة - كلمة للدعاة والمصلحين

[-]

الفصل: ‌ التركيز على الدعاء والدعم المالي مع الضعف في تذكير الأمة بواجب التوبة والعودة

3-

أيضًا يلاحظ في الكثير من المآسي‌

‌ التركيز على الدعاء والدعم المالي مع الضعف في تذكير الأمة بواجب التوبة والعودة

وإصلاح المسار،.... والدعاء والدعم المالي على الرغم من أهميتهما وضرورتهما إلا أنهما ليسا الواجب الوحيد والأهم، وقد أصبح هذا المظهر أي مواجهة المذابح فقط بالدعاء والدعم المالي سمة لأمة الإسلام في العقود الأخيرة ، وهل يعقل أن يستمر حال أمة الإسلام في كل مذبحة لأبنائها بهذا الشكل، بل إن أي أمة لا ترضى أن يستمر حالها هكذا في كل مذبحة ومأساة تتعرض لها، فكيف بنا أمة الإسلام ونحن مَنْ مِنَ المفترض أننا ندرك قيمة الدم المسلم عند خالقنا العظيم سبحانه وتعالى.

لذا فبالإضافة إلى تذكير الأمة بواجب الدعاء والدعم المالي وقت حدوث المآسي، فلا بد من التذكير والتركيز في ذات الوقت على واجب التوبة والعودة وإصلاح المسار، لأنها الطريق الذي سيقود الأمة بإذن الله إلى العزة والجهاد والنصر، حتى يأتي اليوم الذي توقف هذه المذابح والمآسي حال حدوثها، ولا نكتفي عندها فقط بالدعاء وتضميد الجراح، بينما السفاحون يقتلون ويبيدون!!.

ص: 7

بل في ذلك الوقت أي عندما تسترجع الأمة عزتها لن يتجرأ عليها بإذن الله أعداء الدين، ويستبيحون كرامتها في كل حين، كما هو حاصل الآن حتى أننا أصبحنا أذل أمة على وجه الأرض.

خاصة أن الأمة في أيام الأحداث تكون متأثرة ومتفاعلة، وخسارة عظيمة أن لا تذكر بواجب التوبة وإصلاح المسار وهي في قمة تفاعلها.

وإن من سلبيات التركيز على الدعاء المقتصر على الدعاء للمنكوبين، وعلى الدعم المالي لهم مع ضعف التركيز على تذكير الأمة بالتوبة والإصلاح أن يحدث تخدير للمسلمين، فيشعرون أنهم - بعمل ذلك فقط - يكونون قد أدوا ما عليهم، بينما هم مستمرون ويستمرون في الغفلة واقتراف المنكرات والإصرار على المعاصي التي هي مصيبتنا العظمى (1) ، وأساس ذلنا وضعفنا وهواننا، واستئساد الكفار علينا وتمكنهم منا، وعجزنا عن إنقاذ إخواننا ، كما بين ذلك لنا كتاب ربنا العظيم وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم.

(1) إن أكبر مأساة تعيشها الأمة هي بعدها عن حقيقة دينها، والالتزام بكل شرائعه، وصدق التمسك به

ص: 8