الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تحية الإسلام الخالدة]
تحية الإسلام الخالدة السلام تحية المسلمين وأتم هذه التحية وأكملها (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فهو دعاء للمسلّم عليه بالسلامة والرحمة والبركة.
والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، والسلام من محاسن الإسلام ومن حق المسلم على أخيه المسلم، وابتداؤه سنة عند اللقاء على من عرفت ومن لم تعرف من صغير وكبير وغني وفقير وشريف ووضيع وهو يتضمن تواضع المسلم وأنه لا يتكبر على أحد، «فمن بدأ الناس بالسلام فقد برئ من الكبر» (1)«وأولى الناس بالله من بدأهم بالسلام» (2)«وأبخل الناس الذي يبخل بالسلام» (3) وإفشاء السلام من أسباب المحبة والألفة بين المسلمين الموجبة للإيمان
(1) رواه البيهقي من شعب الإيمان.
(2)
رواه أبو داود الترمذي وحسنه.
(3)
رواه الطبراني بإسناد جيد.
الذي يوجب دخول الجنة والنجاة من النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» (1) وعلى المسلَّم عليه رد السلام بمثله أو بأحسن منه، قال تعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86][سورة النساء: من الآية 86]، هذه تحية المسلمين التي جاء بها الإسلام. {تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً} [النور: 61] [سورة النور: من الآية 61] ، بخلاف تحية اليهود والنصارى، فتحية اليهود الإشارة بالأصابع وتحية النصارى الإشارة بالأكف وقد نهينا عن تقليدهم ومشابهتهم وأن نبدأهم بالسلام قال- صلى الله عليه وسلم:«ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف» (2) وقال: «لا تبدءوا اليهود ولا
(1) رواه مسلم.
(2)
رواه الترمذي والطبراني ورمز السيوطي لضعفه وله شاهد من- حديث جابر مرفوعا: التسليم بإصبع واحد فعل اليهود رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح.
النصارى بالسلام» (1) وقال: «من تشبه بقوم فهو منهم» (2) والله تعالى هو السلام ومنه السلام. . وتحية المسلمين في الدنيا والآخرة هي السلام {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44][سورة الأحزاب: من الآية 44]، {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا - إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة: 25 - 26] [سورة الواقعة: الآيتان 25، 26]، يسلم عليهم الرب الكريم وتسلم عليهم الملائكة ويسلم بعضهم على بعض وقد سلموا من كل آفة ونقص وقال الشاعر:
فالدار دار سلامة
…
وخطابهم فيها سلام
واسم لذي الغفران
يا أخي المسلم إذا كان هذا شأن الإسلام دين المحبة والسلام دين الألفة والإخاء والعاقبة الحميدة والراحة التامة والكرامة الدائمة والخلود في النعيم فما أجدرنا نحن
(1) رواه مسلم وغيره.
(2)
رواه أحمد وأبو داود وحسنة السيوطي وصححه ابن حبان.
المسلمين بتطبيق تعاليمه والعمل بأحكامه والسير على منهاجه، اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام وسلمنا، من كل مكروه.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.