المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[من مقاصد الإسلام] - كمال الدين الإسلامي وحقيقته ومزاياه - جـ ٢

[عبد الله آل جار الله]

الفصل: ‌[من مقاصد الإسلام]

[من مقاصد الإسلام]

من مقاصد الإسلام للإسلام أهداف يرمي إليها بتعاليمه السمحاء ويأمر بالعمل من أجلها يتلخص جلها فيما يأتي:

ا- السمو الروحي عن طريق تقوى الله تعالى ومحاسبة النفس حيث يقول تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281][سورة البقرة: آية 281]

2 -

الاعتصام بحبل الله حيث يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103][سورة آل عمران: من الآية 103] ، وحبل الله دينه- الإسلام-.

3 -

المساواة التامة بين عموم الأفراد حيث يقول- صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] » [سورة الحجرات: من الآية 13](1) .

(1) رواه البيهقي والطبراني بلفظ: " لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ".

ص: 46

4 -

الأخوة الصادقة القائمة على التوادد والتراحم حيث يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10][الحجرات: الآية 10]، ويقول- صلى الله عليه وسلم:«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله» [رواه مسلم] .

5 -

التعاون حيث يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2][سورة المائدة: من الآية 2]، وحقيقة البر ما تضمنته الآية الكريمة وهي قوله تعالى:{وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177][سورة البقرة: من الآية 177] .

6 -

القسط والعدالة العامة حيث يقول تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} [الأعراف: 29][سورة الأعراف: من الآية 29] .

ص: 47

7 -

الإحسان حيث يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90][سورة النحل: من الآية 90]، وقال تعالى:{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195][سورة البقرة: من الآية 195] 8- الوحدة الشاملة في كل شيء في الدين واللغة والاتجاه والمقاصد والعادات والأخلاق والثقافة والتعليم والسياسة وكل ما من شأنه أن يجعل الأمة متضامنة متحدة اتحادا وثيقا لا انفصام له.

9 -

التزام الصدق في القول والإخلاص في القول والعمل والوفاء بالعهد والمحافظة على المواعيد والصبر على الشدائد والبر بالآباء وتوقير الكبير والعطف على الصغير مع التواضع والحلم والعناية باليتيم والفقير والمسكين.

10 -

الامتناع عن الغيبة والنميمة والحسد والخيانة والكذب والتجسس والغش في المعاملة والتطفيف في الميزان وغير ذلك من كل ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء كالسكر

ص: 48

والمعاملة بالربا.

11 -

الإسلام يدعو إلى كل الفضائل والمكرمات ويأمر بالعمل لتحصيل منافع الدنيا وكسب الرزق بشتى أنواع العمل المشروع كالتجارة والزراعة والصناعة والأخذ بأسباب القوة وإعداد العدة وما يكون موجبَاَ للعزة وإقرار السلام، ويحض الناس على النظافة والزينة وجميع الطيبات ويدعوهم إلى البحث والتفكير في أسرار الكائنات وطبائع المخلوقات ويوجب تعميم التعليم للعلم النافع كعلم الأصول والعقائد والتفسير والحديث والفقه واللغة. والإسلام لا ينهى إلا عن كل ما فيه ضرر بالعقل أو الجسم أو كان مناقضا لما يرضي الله كما أنه ينهى عن الاعتداء على حقوق الغير أو الإساءة إليهم ويربأ بمعتنقيه عن كل أمر فيه دناءة أو مساس بالشرف أو مدعاة للانحطاط والمنافاة للأدب وعزة النفس وعلو الهمة.

هذا بعض ما يدعو إليه الإسلام من الفضائل والمبادئ

ص: 49

فإليها ندعو جميع الأمم كما دعاهم الله سبحانه وتعالى إليها وبعث رسوله- صلى الله عليه وسلم داعيا إلى ذلك ومبشرا للمطيع بالجنة ومنذرا للعاصي بالنار، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45 - 46][سورة الأحزاب: الآيتان 45، 46](1) .

(1) من رسالة (جوهر الدين) تأليف عبد الحميد الخطيب.

ص: 50