المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الرابع هيئة الرسالة - كيف تكتب بحثا أو رسالة دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة

[أحمد شلبي]

الفصل: ‌الباب الرابع هيئة الرسالة

‌الباب الرابع هيئة الرسالة

هيئة الرسالة:

نذكر فيما يلي التسلسل الصحيح لمحتويات المجلد الذي يضم الرسالة:

أولا: صفحة العنوان "Title Page":

صفحة العنوان تشغل وجه أول ورقة في الرسالة، ويحسن -عند التجليد- أن تسبقها ورقة خالية من الكتابة تماما، وتشمل صفحة العنوان المعلومات الآتية:

1-

عنوان الرسالة.

2-

اسم مقدمها.

3-

الدرجة العلمية التي يرغب الطالب أن يحصل عليها بهذه الرسالة.

4-

اسم المعهد أو الكلية الذي يتبعه الطالب وكذلك القسم إذا كان في الكلية أقسام.

5-

العام الدراسي.

وعلى الطالب أن يرتب هذه المعلومات على الصفحة ترتيبا محكما، وأن يلاحظ مكان كل منها من الصفحة، والأبعاد المناسبة بينها، وعلى الصفحة الآتية، نموذج لذلك:

ص: 161

حضارة مصر في عصر المماليك

وضع: طاهر رفاعي عامر

رسالة مقدمة لقسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم "جامعة القاهرة" للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامي

أشرف على الرسالة: الأستاذ الدكتور......

ديسمبر 1980

ص: 162

ثانيا: التقدير والاعتراف

يصادف الباحث كثيرا من الهيئات والأشخاص الذين يقدمون له مساعدات ذات قيمة في أثناء بحثه، ومن حق هؤلاء عليه أن يعترف لهم باليد التي أسدوها له، وبالعون الذي قدموه إليه.

وورقة التقدير والاعتراف تلى ورقة العنوان مباشرة، ويكون عنوانها: تقدير واعتراف، أو شكر وتقدير، أو نحو ذلك.

وبعد حوالي نصف بوصة من هذا العنوان يبدأ الطالب فيشكر الهيئة التي رشحته للبحث "إذا كان عضو بعثة أو معيد أبحاث أو نحو ذلك"، ثم يعرِّج بشكر مناسب للأستاذ الذي أشرف على بحثه ووجهه وأرشده، ثم يذكر باختصار أشخاصا آخرين قدموا له عونا ملموسا مثل:

1-

أساتذة آخرين وجهوه وساعدوه.

2-

أفراد أعاروه مخطوطات أو كتبا نادرة.

3-

مدير مكتبة قدم له تسهيلات ذات قيمة كبيرة.

ولا يطيل في الشكر ولا يبالغ فيه، فكلما قصر الشكر كان أكثر تأثيرا، ولا يذكر فيه إلا من هو جدير حقا بالتقدير، فليست الرسائل مكانا للمجاملات.

ص: 163

ثالثا: محتويات الرسالة: "الفهرست"

ويلي صفحة التقدير والاعتراف صفحة أو صفحات لذكر محتويات الرسالة "فهارسها" ويشمل ذلك:

أ- المقدمة.

ب- فهرس المادة العلمية.

جـ- فهرس الجداول والرسوم والخرائط والصور والملاحق والوثائق.

ولا يحتاج الطالب عند الإشارة إلى المقدمة في الفهرس إلا ذكر كلمة "المقدمة" بخط ظاهر، ثم يتبعها بنقط أفقية حتى قبل نهاية الصفحة، فيذكر الحرف الأبجدي الذي ابتدأت عنده المقدمة والحرف الذي انتهت عنده، ويضع بينهما شرطة مثل:

المقدمة.......... هـ-ي

أما كتابة فهرس المادة العلمية فله نظام دقيق يجب أن يلاحظه الطالب بكل عناية، ويلخص في:

1-

كتابة عبارة "الباب الأول" أو "الباب الثاني" في منتصف الصفحة، وتحت هذه العبارة يوضع العنوان العام لهذا الباب، وتستعمل في كتابة العنوان حروف كبيرة نسيبا وتحت هذا العنوان يوضع رقم الصفحة التي ابتدأ عندها الكلام عن هذا الباب، ثم -بعد شرطة- رقم الصفحة الأخيرة لهذا الباب.

ص: 164

2-

بحروف أصغر وبعد ترك فراغ قدره مسافتان تحت هذا العنوان، تكتب العناوين الفرعية "عناوين الفصول"، واحدا تحت الآخر وأمام كل عنوان رقم الصفحة التي بها هذا العنوان دون حاجة لرقم الصفحة الأخيرة لهذا الفصل وهكذا وتترك مسافة واحدة بين كل عنوانين فرعيين، فإذا انتهى الباب الأول تركت مسافتان وابتدأ الباب الثاني على هذا النظام. هكذا.

ولإعطاء مثال لذلك يراجع الطالب ما ورد في تنظيم محتويات هذا الكتاب.

وبعد نهاية هذا الفهرس العلمي يجيء فهرس الجداول والرسوم والخرائط والملاحق والوثائق إذا وجدت أو وجد منها ما يستحق فهرسا خاصا، ويترك فراغ بوصة واحدة تقريبا بين كل نوعين من أنواع الفهارس.

ويشمل الفهرس هنا رقم الجدول أو الرسم البياني

والتوضيح الذي كتب عنه ثم رقم الصفحة التي ورد بها كالآتي:

"رسم بياني رقم1" لبيان مصروفات التعليم من ميزانية الدولة بملايين الجنيهات.... ص128.

رابعا: المقدمة:

تجيء المقدمة بعد الفهارس، وتشمل المقدمة ثلاثة عناصر مهمة هي:

ص: 165

العنصر الأول: تقرير المشكلة التي هي موضوع الرسالة وطبيعتها العلمية، وشرح أهيمتها في محيط المادة التي ينتسب إليها الطالب.

العنصر الثاني: دراسة تاريخية للموضوع الذي يعرض له: متى بدأت هذه المشكلة؟ وما تطورها؟ ومن أي الزوايا درست؟ ومن هؤلاء الذين بحثوا فيها؟ وإلى أي حد انتهى بها هؤلاء الباحثين؟ ثم ما هي النقطة التي ستبدأ منها الدراسة الجديدة لأنها لم تبحث أو لم تستوفَ بحثا من قبل؟

ومن الممكن أن يدون الطالب نتائج هذا الاستعراض قبل أن يبدأ بحثه، فهو بهذا يضع وصفا دقيقا للحالة العلمية حول موضوع الرسالة، وما وصل إليه من تطور قبل أن يعالجه هو وقبل أن يسير به خطوات أخرى إلى الأمام في هذه الرسالة.

العنصر الثالث: دراسة المراجع الأساسية التي اعتمد عليها الطالب، وكيف أن وثائق خاصة أو مخطوطات مهمة قد أمدته بمادة جديدة يرى أن لها أهمية عظيمة في الدراسة التي يقدمها، ومن الأفضل أن يقسم أهم مراجعه إلى مجموعات، ويربط بين كل مجموعة وبين نقطة ما من نقاط

ص: 166

بحثه، كأن يقول إن كتب الرحالة مثل كتاب البلدان لليعقوبي، ومثل البلدان لابن الفقيه، وأحسن التقاسيم للمقدسي والمسالك والممالك لابن حوقل، والرحلة لابن جبير، ومعجم البلدان لياقوت، وتحفة النظار لابن بطوطة، قد كانت ذات أهمية خاصة عند بحث

وإن كتب التراجم مثل معجم الأدباء لياقوت، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وفوات الوفيات للكتبي، والوافي بالوفيات للصفدي، قد أمدتني بمعلومات مفيدة فيما يتعلق بـ

وإن كتب الحسبة مثل نهاية الرتبة للشيرازي، ومعالم القربة للقرشيي، والحسبة للحصان، كانت كبيرة الفائدة عند بحث.. وهكذا.

خامسا: الرسالة:

بعد كل ما سبق ترد الرسالة مسبوقة بورقة كتب في وسطها عنوانها، ويحسن أن يسبق كل باب من الأبواب بورقة كتب عليها في الوسط ما يلي: الباب الأول أو الباب الثاني

وتحت ذلك بحوالي بوصة يكتب عنوان الباب وهكذا.

ويتبين من هذا أن الباب مستقل تمام الاستقلال في داخل الرسالة، أما فيما يتعلق بالفصول فهي أجزاء يحتويها الباب ولها استقلالها من الناحية العلمية، أما بالنسبة للإخراج فالمسألة تتوقف على طول الفصول، فإذا كان كل فصل طويلا، فمن الأفضل أن يبدأ الطالب صفحة جديدة عند بدء كل فصل، وتبدأ الصفحة بعنوان الفصل في قمتها موضوعا

ص: 167

في منتصف عرض الصفحة، أما إذا كانت الفصول قصيرة كلها أو أغلبها، فلا داعي لبدء صفحة جديدة في كل فصلين ويكفي أن يترك فراغ قدره حوالي بوصة واحدة بين كل فصلين، ويوضع العنوان الجديد جانبيًّا في أول السطر، وتوضع بعده نقطتان كما اتبع في إخراج الفصول بهذا الكتاب.

سادسا: النتائج والتوصيات

وبعض الرسائل يكون لها نتائج خاصة تستفاد من البحث كله، وهذه النتائج توضع في آخر الرسالة تحت عنوان خاص مثل نتائج مهمة -ملخص البحث

ويجب بذل منتهى العناية في تنظيم وتدبيج هذا الملخص، فيغلب أن يطلع عليه القارئ قبل إطلاعه على الرسالة، فيقر ما إذا كانت تستحق القراءة أو لا. ويشمل الملخص مواطن الكشف والجديد في الرسالة، فهو صورة سريعة لما استطاع الطالب أن يسهم به في خدمة الثقافة العامة بهذا الإنتاج.

وتأتي بعد النتائج توصيات قد يقدمها الطالب عن نقاط مهمة تستحق البحث لم يتمكن هو لظرف ما من القيام بها، وهو يوصي من تمكنه أهليته وظروفه أن يسير بها مرحلة جديدة إلى الأمام.

ص: 168

سابعا: الملاحق والوثائق:

تصادف الباحث في أثناء بحثه بعض نقاط وثيقة الصلة بالموضوع لكنها ليست ضرورية له كما قلنا من قبل، ولذلك فالباحث لا يستطيع أن يضعها في صلب الرسالة مخافة الاستطراد، وحتى لا يقطع انسجام الموضوع وتسلسله، ويلجأ الباحثون حينئذ إلى وضعها في الحاشية أسفل الصفحة إذا كان التفصيل قصيرا، فإذا كان طويلا وضع في ملحق خاص وألحق بالرسالة1، مثال ذلك: إذا كنت تتحدث عن البرامكة، نسبهم وثقافتهم وصلتهم بالعباسيين منذ الخليفة العباسي الأول، ثم عن فضل يحيى بن خالد على الرشيد، وموقفه بجانبه أيام كان مضطهدا من الهادي، وذهبت تتكلم عن مكانة البرامكة من الرشيد بعد أن تولى الخلافة، وكيف فوض لهم الأمر وجعل وزارتهم وزارة تفويض، وهنا بدا لك أن تدلي بفكرة عن الوزارة في الإسلام وأنها إما وزارة تفويض أو وزارة تنفيذ، ولكل شروط واختصاصا، فمكان الحديث عن الوزارة في الإسلام هو الملحق.

وهناك بعض الوثائق الهامة التي تؤيد نظرية يتحدث عنها الباحث ولا يمكن وضعها في صلب الرسالة لطولها ولأنها ليست من تأليف الباحث، وتوضع هذه أيضا مع غيرها من الوثائق -إن وجد- في نهاية الرسالة، مثل ذلك: إذا كان الطالب يقرر أن نظام الجوائز والمكافآت كان متبعا في

ص: 169

مدارس المسلمين في العصور الوسطى، ثم استطاع الطالب أن يرى المخطوطة المحتوية على نص الوقفية التي كتبها الملك الأشرف الأيوبي ووضح فيها العقار الذي وقفه لينفق من ريعه على مدرسته، وفصل الواقف المصروفات فشملت المرتبات، وأعمال الإصلاح والترميم، والأدوات، وقيمة الجوائز والمكافآت التي تصرف للمتوفقين، وبين متى يعد الطالب متفوقا ومراتب التفوق، فهذه وثيقة مفيدة يجدر إثباتها في نهاية الرسالة مع "الملاحق والوثائق".

وأين إذا بالضبط توضع الملاحق والوثائق؟

يرى كثير من الذين كتبوا في هذا الموضوع المنهجي أن الملاحق والوثائق -إن وجدت- تأتى بعد مصادر الرسالة، وأن مصادر الرسالة هي التي تلي صلب الرسالة، وحجة هؤلاء أن المصادر أوثق صلة بالرسالة، وأن الملاحق والوثائق شيء زائد، من الممكن الاستغناء عنه بعد أن أشير في صلب الرسالة إلى ما يحتاجه مما ورد في هذه الملاحق وتلك الوثائق، ولكن فريقا آخر لا يرى هذا الرأي، ويتجه إلى وضع الملاحق والوثائق بعد الرسالة مباشرة، فالصلة العلمية بين الملاحق والوثائق وبين الرسالة واضحة جدا، ثم إن المراجع قد تشمل المصادر التي أخذت منها هذه الملاحق وتلك الوثائق، ومن ثم لزم أن تورد مصادر الرسالة بعد كل شيء علمي وردت الإشارة إليه. وأنا أعضد هذا الرأي.

ويشار للملاحق وللوثائق بأرقام مسلسلة لكل من هذه أو

ص: 170

تلك على حدة، وتوضع الإشارة على نفس السطر بين قوسين "انظر الملحق رقم1" وبعد ذلك يستمر الكلام، أما كلمة "ملحق" أو كلمة "وثيقة" فتوضعان في سطر خاص مع رقم الملحق أو الوثيقة، ثم تكتب تحت ذلك عبارة تحدد ما ورد في الملحق أو الوثيقة مثل:

ملحق رقم "1"

الوزارة في الإسلام

أو

وثيقة رقم "1"

نص وقفية الملك الأشرف على مدرسته

وقد أوردت بهذا الكتاب ثلاثة ملاحق لبيان المنهج وطريقة الاستعمال من جانب، ولتقديم معلومات بواسطة الملاحق من جانب آخر.

ثامنا: مصادر الرسالة:

في بعض المعاهد تكون الصفحة الأخيرة من الرسالة تعريفا بالكاتب "Vita": ما حصل عليه من درجات علمية، وما قام به من أبحاث، ورحلات دراسة، وما يجيده من لغات، ولكن ذلك غير متبع في أكثر المعاهد، لهذا فالرسالة تختم بذكر مصادرها.

ص: 171

وما هي مصادر الرسالة؟

يرى بعض الباحثين أن المصادر تشمل كل الكتب المتصلة بالموضوع إذا قرأها الطالب ولو لم يقتبس منها في رسالته، ولا يوافق باحثون آخرون على هذا، ويرون أن مكان ذكر هذه الكتب هو المقدمة، وتذكر هذه الكتب في المقدمة على أنها كتب عالجت الموضوع من زوايا مختلفة، وأما المصادر التي تذكر في نهاية الرسالة فتشمل المراجع التي ذكرت في الحاشية أسفل الصفحات؛ لأنها هي التي أسهمت فعلا في تشكيل الرسالة وتغذيتها:

ولي هنا فكرة مهمة أسوقها للقارئ ليتدبرها:

إنني أفهم أن مصادر الرسالة هي الكتب والأبحاث التي أسهمت فعلا في تكوينها، ولهذا فإنني لا أميل لأن تذكر في المصادر الكتب التي يشار إليها في الكتاب عرضا وإن ورد ذكرها في الحاشية، مثال ذلك أنه ورد في الحاشية بهذا البحث ذكر كتاب تاريخ الإسلام السياسي للدكتور حسن إبراهيم، ومحاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية للشيخ الخضري، وتاريخ التربية والتعليم عند العرب للدكتور طوطح، فهل من الممكن أن نقول إن هذه الكتب أسهمت في إنتاج كتابنا هذا الذي كتب في موضوع يختلف تماما عن موضوعات هذه الكتب؟

الجواب طبعا بالنفي، ولهذا فإنني أرى عدم إيراد هذه

ص: 172

الكتب في المصادر اكتفاء بالإشارة إليها في الحاشية حيث وردت.

والنتيجة لهذا كله بالنسبة للكتب التي ترد في الرسالة أو تتصل بها، هي:

1-

كتب تذكر في المقدمة، وفي الهامش، ثم في المصادر، وهذه الكتب هي المراجع الأساسية التي أسهمت فعلا في إنتاج الرسالة.

2-

كتب تذكر في الهامش حيث ترد، وفي قائمة المصادر دون أن تذكر في المقدمة، وهي الكتب التي أمدت الرسالة بمادة مفيدة وإن لم تكن كتبا أساسية في الموضوع.

3-

كتب تذكر في المقدمة فقط وهي كتب عالجت الموضوع من زوايا أخرى وانتفع الطالب بها انتفاعا عاما وبها استطاع أن يحدد موضوعه.

4-

كتب تذكر في الحاشية فقط، وهي كتب ترد في الكتاب عرضا دون أن تسهم فعلا في تكوين الرسالة، بحيث لو تركت لا يتأثر الموضوع بتركها.

والغالب أن تذكر المصادر كلها في نهاية الرسالة كما سبق، ولكن بعض الطلاب يذكرون مراجع كل باب في نهايته، ثم يذكرون في نهاية الرسالة المراجع العامة، ولا مانع من اتباع هذه الطريقة إذا كان لكل باب مراجع خاصة.

ص: 173

تصنيف المراجع:

وإذا ذكرت المراجع كلها في نهاية الرسالة وهي الطريقة الغالبة، فإن هناك عدة طرق لتنظيمها وإثباتها، وأحسن هذه الطرق ما يلي:

أولا: نبدأ بذكر المخطوطات ومع كل مخطوط مكان وجوده ورقمه.

وترتب هذه المخطوطات بحسب الحروف الهجائية للاسم الذي اشتهر به المؤلف مع عدم اعتبار الملحقات "ابن، ال" فيكتب ابن ظافر في حرف الظاء والغزالي في حرف الغين وهكذا، وبعد الاسم الذي اشتهر به المؤلف يذكر -بعد نقطتين- اسمه الكامل، ثم بين قوسين تاريخ وفاته إذا كان قد توفي، ثم عنوان المخطوط، يتلوه مكان وجوده ورقمه حيث يوجد، مثال ذلك:

العيني: بدر الدين محمود بن أحمد "855هـ" عقد الجمان في تاريخ الزمان، مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 8203ح.

ثانيا: تذكر الكتب العربية وناشرها أو مكان طبعها، وتاريخ الطبعة التي اعتمد عليها الطالب، وترتب هذه الكتب حسب الحروف الهجائية على ما سبق في المخطوطات، ويوضع مكان الطبعة التي اعتمد عليها الطالب وتاريخها بدل مكان المخطوط ورقمه مثل:

ص: 174

ابن الأثير: علي بن محمد "630هـ": الكامل في التاريخ طبعة بولاق 1274هـ.

وتكتب أسماء الأعلام المحدثين مبدوءة بالاسم الأول إذا اشتهر به المؤلف، مثل طه حسين، أحمد أمين، وإذا كانت هناك ألقاب فإن الاسم يكتب أولا مجردا من الألقاب ثم يتبعه اللقب بعد نقطتين مثل:

أحمد أمين: الدكتور: ظهر الإسلام، الطبعة الأولى، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر.

والكتب التي تشمل عدة أجزاء، ولم يتم طبعها في عام واحد، تحدد الطبعة الأولى أو الطبعة الرابعة وهكذا كما مرت الإشارة إليه آنفا في كتاب ظهر الإسلام.

فإذا كان للكاتب محقق أشير إليه كما يلي:

الجهشياري: محمد بن عبدوس "331هـ" كتاب الوزراء والكتاب، مطبعة الحلبي سنة 1938م حققه مصطفى السقا -إبراهيم الأبياري- عبد الحفيظ شلبي.

ثالثا: تذكر الكتب التي كتبت بلغات أجنبية وترتب ترتيبا هجائيا على حسب الاسم الأخير للمؤلف "The Surname"

مثل: Browne E.G.، A Literary History of Persia

London 1909

Migeon G، Mnuled Art Musulman، Paris 1927

ص: 175

رابعا: تذكر بعد ذلك الكتب التي لا يعرف مؤلفها، فالوثائق فالأحكام القضائية، فالخطابات، فدوائر المعارف، فالمجلات العلمية، فالصحف، مرتبة على هذا النحو.

هذا في حالة ما إذا اعتمد الطالب على عدة مقالات من دائرة معارف أو من إحدى المجلات كما يحدث أحيانا بالنسبة لطلاب الدراسات الإسلامية إذ يعتمدون على عدة مقالات من:

- The Encylopacdia of Islam.

- Islamic Culture.

مجلة كلية الآداب "جامعة القاهرة"؟، فإذا اعتمد الطالب على مقالة أو مقالتين فقط فإنه يذكرهما تحت اسم مؤلفهما في "ثانيا" أو ثالثا".

وقد لا توجد مخطوطات مثلا، وعلى هذا تكون الأقسام ثلاثة بدل أربعة.

هذا؛ ويفضل اتباع هذا التوزيع إذا كثرت المصادر وكثر كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة أو الأربعة، فإذا كانت المصادر قليلة يمكن ذكرها مندمجة ومرتبة ترتيبا هجائيا شاملا.

وإذا وضع الطالب رقما مسلسلا للمصادر التي ذكرها فالرقم يكون مستمرا من "1" في "أولا" ويتسلسل إلى آخر المصادر.

ويحذر الطالب أن يكتب مرجعا لم يطلع عليه، ويجب أن

ص: 176

تكون عنده فكرة عن كل كتاب دونه في مراجعه، وعن محتوياته بوجه عام، وعن طريقته في التأليف، وميول مؤلفه وعصره، وقيمة الكتاب على العموم، وكثيرا ما تثار في المناقشة أمثال هذه الموضوعات.

وتتبع المسافة المزدوجة في كتابة المصادر.

وينصح بعض الباحثين الطالب أن يتبع كل مرجع بموجز عن ناحية الاتصال بين المرجع والرسالة، وبملخص قصير عن محتويات المرجع وروحه في البحث واتجاهات مؤلفه السياسية والدينية

إذا كانت له اتجاهات معينة، واعتقادي أنه يكفي أن يكون لدى الطالب فكرة عن ذلك دون حاجة إلى تدوينها.

بعد كتابة الرسالة:

لقد تحدثنا من قبل عن "كتابة الرسالة" وخطونا خطوة أخرى لنضع الرسالة في هيئتها النهائية، فتكلمنا عن "هيئة الرسالة" وهنا وقد اكتملت الرسالة يبقى علينا أن نقف وقفة معها قبل أن ندفعها للكاتب على الآلة الكاتبة، أو الكومبيوتر، وفي هذه الوقفة نبرز نقاطا ثلاثا أشرنا لها في دراستنا السابقة، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الإيضاح، وبخاصة هنا في هذا المكان، فهو مكانها الطبيعي، وهذه النقاط هي:

أولا- الاستطراد:

سبق أن حذرنا من الاستطراد1، ونضيف هنا أن

1 ص88.

ص: 177

الاستطراد في المقدمة أو في الدراسة قد يمثل جبهة معارضة ضد الطالب، ويصبح موضوع أسئلة من لجنة المناقشة، ومن الخير للطالب ألا يستطرد بدون داعٍ حتى يحمي نفسه من هجمات يمكن أن يفلت منها دون إخلال بدقة العمل، وفي إحدى الرسائل التي كتبها معيد بالجامعة تحت إشرافي عن "دولة بني مروان أفاض في الحديث عن "الحمدانيين" الذين قامت دولة بني مروان على أنقاضهم، وذكر بعض نقاط عن الحمدانيين كان يمكن أن تكون مثار هجوم عليه، ولكنني نصحته بالاختصار، فليس "الحمدانيون" موضوعه، وليس عليه أن يسترسل في ذكر التفاصيل عنهم، ونجا الطالب بذلك من هجمات مؤكدة دون أن يؤثر ذلك على موضوعه الرئيسي.

ثانيا- النقاط التي لم تستقر علميا:

النقطة التي لم يتأكد الطالب من وضوحها العلمي تمثل جبهة معارضة ضده إذا ذكرها ذكرا مطلقا، وعليه أن يستبعدها إذا لم تكن ضرورية، أو أن يذكرها مقررا أن ذلك غاية ما استطاع أن يصل إليه فيها، وراجيا أن تزيد وضوحا في البحوث والدراسات القادمة.

ثالثا- اللمسات الأخيرة:

كثير من الطلاب يتعجلون الغاية التي يسعون لها، فيحاولون أن يختصروا الوقت لطبع الرسائل وتقديمها

ص: 178

للمناقشة، وتحقيقا لذلك الهدف قد يتجه الطالب إلى طبع أبواب الرسالة التي انتهى من كتابتها قبل أن يكمل باقي الأبواب، أو على أحسن تقدير يبدأ في طبع الرسالة فور الانتهاء من كتابتها، وهذا أو ذلك بعيد عن الصواب، ويحرم الرسالة من عنصر مهم من عناصر الإبداع وهو الذي يسمى "اللمسات الأخيرة".

واللمسات الأخيرة تبدأ بعد الانتهاء من كتابة الرسالة كلها، وحينئذ تأخذ اللمسات الأخيرة مراحلها كالآتي:

1-

يعيد الطالب قراءة الرسالة قراءة هادئة مرة أو أكثر من مرة، ويعمل فيها قلمه وفكره لتصبح في صورتها النهائية، جيدة التسلسل والتناسق والشمول، سواء فيما يتعلق بالخطة أو الأسلوب أو تنظيم المراجع.

2-

يعيد كتابة الصفحات التي كثر التغيير فيها بحذف أو إضافة.

3-

يتركها الطالب فترة تتراوح بين أسبوعين وشهر، وهو خلال هذه المدة يعيش فيها عن قرب وعن بعد:

فهو عن قرب يقلب صفحاتها ويلقى عليها نظرات خاصة ليرى إن كان بها تكرار، أو تقديم ما يلزم أن يؤخر، أو تأخير ما يحسن أن يقدم، أو استطراد مخل أو قصور في الإبانة فيعيد تصحيح ذلك بدقة.

ص: 179

وهو عن بعد يتخيل الرسالة ويراها كأنها طريق طويل يقف عند أوله، ويستعرضه كله؛ ليطمئن على أنه لا يوجد به عقبات أو انحناءات خطرة، وكذلك الرسالة يجب أن تبدو له فكرا متسلسلا متصلا، تبدأ بعرض مشكلة وتسير في معالجة هذه المشكلة في اتساق وانسياب حتى تنتهي إلي حل وخاتمة.

ومن الواضح أن هناك فترة زمنية بين كتابة باب وباب آخر، وقد تمتد هذه الفترة عدة سنوات، ولهذا قد ينسى الطالب فيكرر شيئا كتبه من قبل -أو يجد أن فكرة قد أجلها؛ لتكتب في باب قادم، ولكنه نسيها فخلت منها الرسالة، وأحيانا تكون هناك بحوث ظهرت أو مخطوطات نشرت تضيف جديدا لما كتب قبل طبع الرسالة ولا بد أن يقتبس منها الطالب ليجود عمله، وكل هذا يدخل في نطاق اللمسات الأخيرة التي تعد استدراكا لكل ما فات الرسالة في مجموعها.

أرأيت الشاعر وقد انتهى من كتابة قصيدة، ثم عاد لها يحذف بيتا لا يعجبه جرسه، ويستبدل بكلمة كلمة أخرى أرق وأعذب، هذه هي اللمسات الأخيرة.

أرأيت الرسام وقد انتهى من رسم لوحته جزءا جزءا ثم عاد ينظر لها ككل؛ ليطمئن على تناسقها وروعتها وليعمل ريشته لتحقيق ما فاته، هذه هي اللمسات الأخيرة.

ص: 180

وقل مثل هذا في البناء الجديد، وفي تنظيم حديقة، وفي صنع سيارة.

إن اللمسات الأخيرة هي الروح التي تدب في الجسم عقب الانتهاء من خلق الأجسام، وبدون اللمسات الأخيرة يظل الكائن بعيدا عن الكمال، وإن الوقت الذي يعطى للمسات الأخيرة يزيد الرسالة سلاسة وقوة، والبخل بهذا الوقت خسارة كبيرة للرسائل العملية.

ص: 182