المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فضل ما للعبد في حسن النية للخلق - الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين

[ابن شاهين]

فهرس الكتاب

- ‌فَضْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ الطُّهُورِ بِالْمَاءِ مُخْتَصَرًا وَمَا فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ مُخْتَصَرًا مِنَ الْكِتَابِ الْكَبِيرِ

- ‌بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ وَالْخُطَا إِلَيْهَا

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَالْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالصَّلَاةِ بَعْدَهَا

- ‌بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَبَعْدَهَا

- ‌فَضْلُ مَنْ صَلَّى كُلَّ يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً

- ‌فَضْلُ الصَّلَاةِ قَبْلَ الْعَصْرِ

- ‌فَضْلُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ التَّسْمِيَةِ عَلَى الْوُضُوءِ

- ‌بَابُ فَضْلِ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ

- ‌فَضْلُ صَلَاةِ التَّسْبِيحِ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ عليه السلام

- ‌بَابُ فَضْلِ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ فَضْلُ الْجُلُوسِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَمَا فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ

- ‌بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ الضُّحَى وَعَدَدِهَا

- ‌أَيُّ وَقْتٍ صَلَاةُ الضُّحَى

- ‌بَابٌ مُخْتَلَطٌ مِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامِ مِنْ وُجُوهٍ وَمَعَانِيَ شَتَّى

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ الدُّعَاءِ، مِنَ الْكِتَابِ الْكَبِيرِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ الذِّكْرِ لِلَّهِ عز وجل

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ الِاسْتِغْفَارِ وَثَوَابِهِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي الْمَوْسُومِ بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ، فَضْلُ مَنْ قَرَأَهُ أَوْ حَرْفًا مِنْهُ وَمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الثَّوَابِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْعِلْمِ وَفَضْلِ مَنْ طَلَبَهُ وَفَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَهُ وَعَلَّمَهُ وَمَا لَهُ فِي ذَلِكَ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ الْبُكَاءِ وَفَضْلِ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بَابُ فَضْلِ عِبَادَةِ الشَّابِّ عَلَى ذَوِي الْأَسْنَانِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ فَضْلِ التَّوَاضُعِ وَذَمِّ الْكِبْرِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ الْحِلْمِ وَفَضْلِهِ وَمَا فِيهِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ الْعَقْلِ وَفَضْلِهِ وَمَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَاتِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِ السَّخَاءِ وَالْجُودِ فِي فَضْلِ السَّخَاءِ وَالْجُودِ وَمَا فِي ذَلِكَ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ الصَّبْرِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ وَالنَّدْبِ عَلَى ذَلِكَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْقَنَاعَةِ وَالصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ الْحَجِّ وَالنَّفَقَةِ فِيهِ وَالسَّعْيِ إِلَيْهِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ الطَّائِفِينَ وَثَوَابِ ذَلِكَ

- ‌بَابُ فَضْلِ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ مُخْتَصَرًا

- ‌فَضْلُ اسْتِلَامِ الرُّكْنَيْنِ

- ‌بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ ذَمِّ شَهْوَةِ الدُّنْيَا وَفَضْلِ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هِمَّتَهُ وَنِيَّتَهُ مَاذَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ حُسْنِ الْخُلُقِ

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ عز وجل

- ‌بَابُ فَضْلِ الصَّدَقَاتِ: فَضْلُ مَنْ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا فِي الدُّنْيَا

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ أَطْعَمَ جَائِعًا أَوْ سَقَى ظَمْآنَ

- ‌بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ

- ‌فَضْلُ الصَّدَقَةِ وَلَوْ تَمْرًا

- ‌الْحَضُّ عَلَى إِعْطَاءِ السَّائِلِ

- ‌بَابُ مَا يُرَدُّ بِهِ الْبَلَاءُ مِنَ الصَّدَقَةِ

- ‌بَابُ فَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ ، وَجَمِيعِ أَعْمَالِ السِّرِّ عَلَى عَمَلِ الْعَلَانِيَةِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ الصَّمْتِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي كِتَابِ حِفْظِ اللِّسَانِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِ الْجَنَائِزِ فِيهِ فَضْلُ ثَوَابِ الْمَرِيضِ وَصَبْرِهِ عَلَى الْبَلْوَى

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ تَبِعَ الْجِنَازَةَ مُخْتَصَرًا

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ عَزَّى مُصَابًا عَلَى مُصِيبَتِهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ حَفَرَ الْقُبُورَ

- ‌بَابُ فَضْلِ قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَشْيِ مَعَ الْإِخْوَانِ وَالْمَعُونَةِ لَهُمْ وَرَفْعِ حَوَائِجِهِمْ إِلَى السُّلْطَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْمُصَافَحَةِ لِلْإِخْوَانِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ زَرَعَ زَرْعًا أَوْ غَرَسَ غَرْسًا

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنَ الْفَضْلِ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى مَا يُصِيبُهُ مِنْ هَمٍّ أَوْ حَزَنٍ أَوْ أَذًى أَوْ سَقَمٍ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا إِلَّا حَطَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ بَاتَ طَاهِرًا

- ‌بَابُ الْقَرْضِ وَثَوَابِهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ

- ‌بَابُ فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ فَضْلِ السَّلَامِ وَرَدِّهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ دُعَاءِ الْمُؤْمِنِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عز وجل

- ‌السُّنَّةُ فِي إِعْلَامِ الْمُحِبِّ الْمَحْبُوبَ فِي اللَّهِ عز وجل

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ رَدَّ غِيبَةَ أَخِيهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ وَالرُّخْصَةِ فِي الْكَذِبِ بَيْنَهُمَا بِمَا يُوجِبُ الصُّلْحَ

- ‌بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ»

- ‌بَابُ فَضْلِ السِّوَاكِ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنِ اصْطَنَعَ مَعْرُوفًا إِلَى الْبَهَائِمِ أَوْ رَحِمَهَا أَوْ رَفَقَ بِهَا

- ‌بَابُ فَضْلِ السُّرْعَةِ إِلَى أَعْمَالِ الْخَيْرِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ مَنْ عَفَا عَنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ فِي الْخَيْرِ حَافٍ عَلَى الْمُنْتَعَلِ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَا لِلْعَبْدِ فِي حُسْنِ النِّيَّةِ لِلْخَلْقِ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ نَفَّسِ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً أَوْ سَتَرَ لَهُ عَوْرَةً

- ‌بَابُ فَضْلِ عَزْلِ الْأَذَى مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌بَابُ فَضْلِ مَنْ رَفَعَ قِرْطَاسًا فِيهِ ذِكْرُ اللَّهِ

- ‌بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْأَذَانِ

- ‌بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الْأَرْحَامِ

- ‌مِنْ بَابِ فَضْلِ عِتْقِ الرِّقَابِ

- ‌بَابُ فَضْلِ أَكْلِ الْمَنْبُوذِ

- ‌آخِرُ كِتَابِ التَّرْغِيبِ

الفصل: ‌باب فضل ما للعبد في حسن النية للخلق

521 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِصْطَخْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ أُخْتِ، سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدٍ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَمَرَّتْ جِنَازَةٌ، فَخَلَعَ أَبُو بَكْرٍ نَعْلَيْهِ وَقَامَ مَعَهَا فَقُلْنَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلَعْتَ نَعْلَيْكَ حَيْثُ يَلْبَسُ النَّاسُ؟ قَالَ: نَعَمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْمَاشِي الْحَافِي فِي طَاعَةِ اللَّهِ يَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ يُطَالِبُهُ اللَّهُ بِهَا»

ص: 150

‌بَابُ فَضْلِ مَا لِلْعَبْدِ فِي حُسْنِ النِّيَّةِ لِلْخَلْقِ

ص: 150

522 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأُمَوِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ وَلَا يُهِمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجْتَرَحَهُ»

ص: 150

523 -

كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ جَرِيرٍ الْعَسَّالُ - مِنْ مِصْرَ - ثنا عِيسَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ، أَنْبَأَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكًا يُقَالُ لَهُ الْيَسَعُ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ لَهُ الْيَسَعُ: قَدْ سَمِعَ قَوْلَكَ، فَاذْكُرْ حَاجَتَكَ "

ص: 150

524 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدَّرِ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: مَا يَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًّا، أَوْ غِنَىً مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ كِبَرًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ مُنْتَظِرٍ، أَوِ السَّاعَةَ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ "

ص: 150

525 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَرَائِضِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، ثنا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثُ كَفَّارَاتٍ، وَثَلَاثُ دَرَجَاتٍ، وَثَلَاثُ مُنْجِيَاتٍ، وَثَلَاثُ مُهْلِكَاتٍ، فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ: فَإِسْبَاغٌ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَنَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ ، وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ: فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ فَشُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ "

ص: 151

526 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، بِالْبَصْرَةِ ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَتْنَا حَمَادَةُ بِنْتُ شِهَابِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ الْأَسَدِيَّةُ أُمُّ بَدْرٍ الْجَوْهَرِيَّةُ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا، رَأَيْتُ مِنَ أُمَّتِي رَجُلًا نَزَلَ بِهِ عَذَابُ الْقَبْرِ فَجَاءَهُ وُضُوءُهُ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللَّهِ فَخَلَّصَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ فَاسْتَنْقَذَتْهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَتَلَهَّفُ عَطَشًا فَكُلَّمَا قَصَدَ حَوْضًا مُنِعَ ، فَجَاءَ صِيَامُهُ شَهْرَ رَمَضَانَ فَاسْتَنْقَذَهُ وَأَرْوَاهُ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي وَالنَّبِيُّونَ حِلَقًا حِلَقًا كُلَّمَا دَنَا إِلَى حَلْقَةٍ طُرِدَ ، فَجَاءَهُ اغْتِسَالُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي أَحَاطَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ فَتَحَيَّرَ فِيهَا فَجَاءَتْهُ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنَ الظُّلُمَاتِ وَأَدْخَلَاهُ النُّورَ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُكَلِّمُوهُ فَجَاءَتْهُ صِلَةُ الرَّحِمِ، فَقَالَتْ: يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ كَلِّمُوهُ فَقَدْ كَانَ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ فَكَلَّمَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَصَافَحُوهُ وَكَانَ مَعَهُمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَتَّقِي حَرَّ النَّارِ وَشَرَرَهَا بِيَدِهِ وَوَجْهِهِ فَجَاءَتْ صَدَقَتُهُ فَصَارَتْ ظِلًّا عَلَى رَأْسِهِ وَسِتْرًا عَلَى وَجْهِهِ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي احْتَوَشَتْهُ الزَّبَانِيَةُ فَجَاءَهُ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيهِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حُجُبٌ فَجَاءَ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى اللَّهِ عز وجل، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدْ هَوَتْ صَحِيفَتُهُ إِلَى شِمَالِهِ فَجَاءَ خَوْفُهُ مِنَ اللَّهِ فَأَخَذَ صَحِيفَتَهُ فَجَعَلَهَا فِي يَمِينِهِ ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَائِمًا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَجَاءَهُ وَجَلُهُ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَضَى ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي خَفَّ

⦗ص: 152⦘

مِيزَانُهُ فَجَاءَهُ أَفْرَاطُهُ فَثَقَّلُوا مِيزَانَهُ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي هَوَى فِي النَّارِ فَجَاءَهُ دُمُوعُهُ الَّذِي سَالَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَائِمًا عَلَى الصِّرَاطِ يُرْعِدُ كَمَا يُرْعِدُ السَّعَفُ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ فَجَاءَهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ فَكَفَّ عَنْهُ رُعْبَتَهُ وَمَضَى عَلَى الصِّرَاطِ ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَزْحَفُ أَحْيَانًا وَيَنْطَلِقُ أَحْيَانًا فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ عَلَيَّ فَأَقَامَتْهُ عَلَى رِجْلِهِ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي انْتَهَى إِلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَغُلِّقَتْ دُونَهُ فَجَاءَتْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَفَتَحَتْ لَهُ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَوَلَجَ "

ص: 151

527 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِأَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ»

ص: 152

528 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا أَبَدًا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا وَعَمِلْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَى الْحَوْضِ»

ص: 152

529 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ الْقَاضِي، بِالْبَصْرَةِ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، ثنا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، ثنا عُتْبَةُ يَعْنِي ابْنَ يَقْظَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا أَحْسَنَ مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا كَافِرٍ إِلَّا أَثَابَهُ اللَّهُ» ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا إِثَابَةُ اللَّهِ الْكَافِرَ؟ فَقَالَ:«إِنْ كَانَ وَصَلَ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَوْ عَمِلَ حَسَنَةً أَثَابَهُ اللَّهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ وَالصِّحَّةَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ» ، قُلْنَا: فَمَا إِثَابَتُهُ فِي الْآخِرَةِ؟ قَالَ: " عَذَابًا دُونَ الْعَذَابِ، وَقَرَأَ: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] "

ص: 152

530 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شُقَيْرٍ النَّحْوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا عَبْدٍ جَاءَتْهُ مَوْعِظَةٌ مِنَ اللَّهِ فِي دِينِهِ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سِيقَتْ إِلَيْهِ ، فَإِنْ قَبِلَهَا بِشُكْرٍ ، وَإِلَّا كَانَتْ حُجَّةً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ بِهَا إِثْمًا وَيَزْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطًا»

ص: 152

531 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ بِهِنَّ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى: إِمَّا أَنْ يُبَلِّغَهُنَّ وَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُنَّ ، فَأَتَاهُ عِيسَى فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا تَأْمُرَهُمْ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ فَآمُرَهُمْ، قَالَ يَحْيَى: إِنَّكَ إِنْ تَتَكَلَّمْ بِهِنَّ أَخَافُ أَنْ أَعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بِي ، فَجَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ ، حَتَّى جَلَسَ النَّاسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ فَوَعَظَ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعَمَلُوا بِهِنَّ ، أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ دَارِي وَعَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ عَمَلِكَ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ ، وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَاعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ ، فَإِذَا نَصَبْتُمْ وُجُوهَكُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا، إِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ حَتَّى - أَوْ قَالَ -: حِينَ يُصَلِّي فَلَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ حَتَّى يَكُونَ الْعَبْدُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُ، وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ مِثْلَ الصَّائِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ وَهُوَ فِي عِصَابَةٍ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِسْكٌ غَيْرُهُ كُلُّهُمْ يَشْتَهِي أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا، وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مِثْلَهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ فَشَدُّوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ فَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ: لَا تَقْتُلُونِي فَإِنِّي أَفْدِي نَفْسِي مِنْكُمْ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، فَأَرْسَلُوهُ فَجَعَلَ يَجْمَعُ لَهُمْ حَتَّى فَدَى نَفْسِهِ ، كَذَلِكَ الصَّدَقَةُ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تُكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ فَإِنَّ مَثَلَ ذِكْرِ اللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ فَانْطَلَقَ فَإِذَا هُمْ فِي طَلَبِهِ سِرَاعًا حَتَّى أَتَى حِصْنًا حَصِينًا فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ فِيهِ ، فَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ لَا يُحْرِزُ الْعِبَادُ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ "

ص: 153

532 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ الْعَبَّاسِ، صَاحِبُ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْطَى أَرْبَعًا، أُعْطِيَ أَرْبَعًا، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، مَنْ أَعْطَى الذِّكْرَ ذَكَرَهُ اللَّهُ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] ، وَمَنْ أَعْطَى الدُّعَاءَ أُعْطِي الْإِجَابَةَ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] . وَمَنْ أَعْطَى الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] ، وَمَنْ أَعْطَى الِاسْتِغْفَارَ أُعْطِيَ

⦗ص: 154⦘

الْمَغْفِرَةَ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] "

ص: 153

533 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثنا صَالِحٌ - يَعْنِي الْمُرِّيَّ - أَبُو بِشْرٍ - قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ: " أَرْبَعُ خِصَالٍ: وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَأَمَّا الَّتِي لِي تَعْبُدُنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ عَلَيَّ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ "

ص: 154

534 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ عَلَى جَهْدٍ ثَلَاثًا إِلَّا أَثَابَهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ»

ص: 154

535 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عِيسَى الْعَبْسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُمُعَةَ، بِقَزْوِينَ، ثنا عِيسَى بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَوْمُ أَيَّامِ الْبِيضِ: أَوَّلُ يَوْمٍ يَعْدِلُ ثَلَاثَةَ آلَافِ سَنَةٍ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي يَعْدِلُ عَشْرَةَ آلَافِ سَنَةٍ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ يَعْدِلُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ "

ص: 154

536 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْعُكَّاشِيَّ -، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَحَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، جَمِيعًا، أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَجَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: سَمِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الشُّرْبُ مِنْ فَضْلِ وُضُوءِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءٍ أَدْنَاهَا الْهَمُّ»

ص: 154

537 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ

⦗ص: 155⦘

عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعَةٌ لَا عُذْرُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَرْبَعَةٌ لَيْسَتْ غَيْبَتُهُمْ بِغَيْبَةٍ، فَأَمَّا الَّذِينَ لَا عُذْرَ لَهُمْ فَرَجُلٌ مُجَازِفٌ فِي بِلَادِهِ لَا يُعْطِي بِوَجْهِهِ شَيْئًا عَلَيْهِ دَيْنٌ لَا عُذْرَ لَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا فَيُهَاجِرَ فِي أَرْضِ اللَّهِ فَيَلْتَمِسَ مَا يَقْضِي بِهِ دَيْنَهُ، وَرَجُلٌ لَهُ زَوْجَةٌ تَخُونُهُ فِي فَرْجِهَا لَا عُذْرَ لَهُ حَتَّى يُطَلِّقَهَا لَا يُشْرِكُهُ فِي الْوَلَدِ غَيْرُهُ، وَرَجُلٌ لَهُ مَمْلُوكُ سُوءٍ هُوَ يُعَذِّبُهُ لَا عُذْرَ لَهُ حَتَّى يَبِيعَهُ، إِمَّا أَنْ يَبِيعَ وَإِمَّا أَنْ يُعْتِقَ وَلَا يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ، وَرَجُلَانِ اصْطَحَبَا فِي سَفَرٍ فَهُمَا يَتَلَاعَنَانِ لَا عُذْرَ لَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا. فَأَمَّا الَّذِينَ لَيْسَتْ غَيْبَتُهُمْ بِغَيْبَةٍ فَالْإِمَامُ الْكَذَّابُ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ يَشْكُرْ ، وَإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يَغْفِرْ، وَالْفَاسِقُ الْمُعْلِنُ بِفِسْقِهِ، وَالْمُتَفَكِّهُونَ بِالْأُمَّهَاتِ ، وَالْخَارِجُ مِنَ الْجَمَاعَةِ الطَّاغِي عَلَيْهِمُ الشَّاهِرُ بِسَيْفِهِ عَلَى أُمَّتِي»

ص: 154

538 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّكْسَكِيِّ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُنَادِي مُنَادٍ فِي النَّارِ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ نَجِّنِي مِنَ النَّارِ قَالَ: فَيَأْمُرُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُخْرِجُهُ حَتَّى يَقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ اللَّهُ: هَلْ رَحِمْتَ فِيَّ شَيْئًا قَطُّ فَأَرْحَمَكَ؟ هَلْ رَحِمْتَ عُصْفُورًا؟ "

ص: 155

539 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، - بِوَاسِطٍ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ ابْنُ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُصَلٍّ يُصَلِّي إِلَّا حَفَّتْ بِهِ الْحُورُ الْعَيْنُ ، فَإِنِ انْتَقَلَ وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ مِنْهُنَّ شَيْئًا إِلَّا تَفَرَّقْنَ عَنْهُ وَهُنَّ مُتَعَجِّبَاتٌ»

ص: 155

540 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْزُومٍ، بِالْبَصْرَةِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو يُوسُفَ، ثنا أَبَانُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعِينَ مَرَّةً صَافَحَتْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ومَنْ صَافَحَتْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنَ الصِّرَاطِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ»

ص: 155

541 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْزُومٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يُنَشِّطَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ يَقُولُ: أَنَا صَّائِمُ وَأَنَا أَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا حَاجٌّ وَقَدْ أَدَّيْتُ فَرِيضَةَ الْإِسْلَامِ وَأَنَا مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُرَغِبُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ وَيُنَشِّطُ بِذَلِكَ "

ص: 156

542 -

حَدَّثَنَا وَبِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:" كُنَّا نَفْتَخِرُ بِالْأَعْمَالِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ غَزْوًا، وَأَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ صَدَقَةً، وَأَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ حَجًّا، وَأَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ ذِكْرًا، وَكَانَ مُنْتَهَى سِبَابِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ، لَا يَذْكُرُونَ الْآبَاءَ وَالْأُمَّهَاتِ، وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: إِنَّكَ لَجَبَانٌ عَلَى الْعَدُوِّ أَنْ تُقَاتِلَهُ، إِنَّكَ لَبَخِيلٌ بِالْمَالِ أَنَّ تُنْفِقَهُ، إِنَّكَ لَنَؤُومٌ عَنِ الذِّكْرِ إِذَا سَمِعْتَهُ، هَذَا كَانَ سِبَابَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "

ص: 156

543 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ عِنْدَ مَجْمَعِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَالصَّابِئِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَا دُونَ اللَّهِ مَرْبُوبٌ مَقْهُورٌ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ عَدَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِدًى مِنَ النَّارِ»

ص: 156

544 -

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الصَّيْدَلَانِيُّ بِالْبَصْرَةِ، ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَلُوسِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُمَيْدٍ الْهُذَلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، خِتْنُ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَلِّمْنِي أَوْ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَدْخُلُ بِهِ الْمَرْءُ الْجَنَّةَ. قَالَ: «كُنْ إِمَامًا» قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ:«فَكُنْ مُؤَذِّنًا» قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ:«فَقُمْ بِإِزَاءِ الْإِمَامِ»

ص: 156

545 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْعَسْكَرِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنِي دَارِمُ بْنُ قَبِيصَةَ بْنِ بَهْشَلٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّضِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ

⦗ص: 157⦘

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «عِدَةُ الْمُؤْمِنِ نَذْرٌ لَا كَفَّارَةَ لَهُ»

ص: 156