المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم إنساب الفتاوى إلى غير أصحابها - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٢٠

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [120]

- ‌تفسير آيات من سورة الحجرات

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا تجسسوا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضاً)

- ‌الأسئلة

- ‌الطريقة السليمة في الاستنابة في الحج

- ‌الكلام في أهل البدع هل هو من باب الغيبة

- ‌حكم إنساب الفتاوى إلى غير أصحابها

- ‌حكم خروج الحاج من الحرم في أيام التشريق

- ‌حكم العمل في حراسة البنوك الربوية

- ‌عقيدة أهل السنة والجماعة في حكم قاتل نفسه

- ‌التحذير من غيبة ولاة الأمر

- ‌حكم حلق رأس الغلام المولود

- ‌واقع المسلمين سبب في صد الناس عن الإسلام

- ‌حكم الزكاة على المال المقروض

- ‌فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

- ‌حكم صلاة الغائب على الميت في بلاد المسلمين

- ‌مسألة في البيع والشراء

- ‌حكم قراءة الفاتحة من غير تدبر في الصلاة

- ‌مسألة التحاكم إلى الطاغوت

- ‌حكم الدعاء بـ (يا من لا تراه العيون، ولا يصفه الواصفون)

- ‌الحكمة من عدم لبس المخيط في الحج والعمرة

الفصل: ‌حكم إنساب الفتاوى إلى غير أصحابها

‌حكم إنساب الفتاوى إلى غير أصحابها

كثير من الناس ينسب بعض الأقوال إلى بعض أهل العلم، وإذا كان هذا العالم ممن كلامه مقبول بين الناس، فأحدهم قال: إنه يجوز للإنسان أن يرى مباراة بظهور أفخاذ الرجال في التلفاز وقال: العالم الفلاني ذلك، فما موقف الإنسان من هذا الرجل الذي يثير الكلام على العلماء؟

هذه المسألة كما تفضلت توجد كثيراً من بعض الناس لأسباب متعددة، لكن أولاً: ننصح من سمع عن أي أحد من العلماء شيئاً يستنكره، فالواجب أن يتصل بالعالم ويقول: بلغني عنك كذا وكذا هل هذا صحيح أم لا؟! إما أن يكون صحيحاً فيقول: نعم قلت ذلك، حينئذٍ تكون المناقشة بين السائل والعالم، أو يقول: هذا كذب ولم أقله، فإذا قال: هذا كذب ولم أقله، فعلى الذي سمع من شخص هذا القول الذي أنكره العالم أن يتصل بالذي نقل عن العالم هذا القول، ويقول: إنني سألته وأنكر هذا، حتى لا يبثه بين الناس، وكذلك أيضاً يبين للذي نقل عن العالم أن هذا غير صحيح، وأما إذا كان صحيحاً وناقشه فسوف يتبين للمناقش الحق مما يقوله العالم.

ثانياً: بالنسبة لهؤلاء الذين ينقلون أولاً عن العلماء الذين تقبل فتواهم، ويثق الناس بهم، هؤلاء ينقسمون إلى أقسام: منهم سيئ القصد، يريد أن يضل الناس ولا يجد سبيلاً إلا إذا نسب هذه المقالة إلى عالم يرتضيه الناس، فيشيع هذا عن العالم الفلاني، مثل أن يقول: قال فلان بأن حجاب المرأة وجهها عن الأجانب ليس بواجب، فيشيعه لأنه يريد ألا تستر المرأة وجهها، لكن لو قال: إني قلت أنا أو قال فلان ممن لا يوثق به ما قبل، فينسبه إلى عالم يقبل قوله، فيكون هذا الناقل عن العالم غرضه إثبات القول.

ثانياً: أن يكون غرضه سيئاً بالنسبة للعالم الذي نسب القول إليه، حتى يشوه سمعته بين الناس، ويقول: هذا العالم يقول كذا وكذا كيف يصدق؟ كيف يوثق بقوله؟ وما أشبه ذلك، ومعلوم أن الناس إذا رأوا قولاً شاذاً منكراً أن ثقتهم سوف تهبط بهذا العالم.

إذاً هذا الناقل عن العالم، إما أن يكون قصده على الوجه الأول: إثبات ما يريده من القول السيئ، وإما أن يكون مراده تشويه سمعة العالم حتى لا يثق الناس به.

ثالثاً: قد ينقل الإنسان القول عن العالم وهو صادق، لكن أخطأ هذا الناقل بعرض السؤال على العالم، فعرض السؤال على وجه فهم منه العالم غير ما أراده هذا السائل، لأنه لم يحسن التعبير مثلاً، ومعلوم أن العالم سوف يفتي بحسب ما سمع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما أقضي بنحو ما أسمع) فينقل الإنسان عن هذا العالم نقلاً خطأً بناءً على سؤاله حيث عرضه على العالم على وجه غير سليم.

رابعاً: أن يعرض على العالم السؤال ويجيب العالم حسب السؤال، لكن الناقل يفهم الجواب خطأً، فيكون الخطأ في فهم السائل لا في عرضه للسؤال، بل الخطأ في فهمه للجواب، فينقل الجواب من العالم على حسب ما فهمه، فيحصل بذلك الخطأ.

فهذه أربعة أشياء كلها من أسباب النقل عن العلماء.

ولهذا قلت لك في الأول: إذا نقل عن عالم يوثق بعلمه قولاً ينكره الإنسان فالواجب الاتصال بهذا العالم والتفاهم معه.

ص: 9