المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سيد قطب في الميزان - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٣٠

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [130]

- ‌تفسير آيات من سورة (ق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تبصرة وذكرى لكل عبد منيب)

- ‌الأسئلة

- ‌سيد قطب في الميزان

- ‌أهمية تكرار النصيحة لمن يشهد الصلاة مع الجماعة

- ‌حكم التقيئ في دورة المياه

- ‌حكم قراءة الفاتحة للمأموم خلف الإمام

- ‌درجة حديث: (لا يؤمَّنَّ فاجرٌ مؤمناً)

- ‌حكم إبقاء التلفاز في البيت تجنباً للمشاكل الأسرية

- ‌حكم طفل رضع من أم أبيه

- ‌حكم الاستعانة بالسحرة لحل مشكلة رجل ابتلاه الله بالزنا واللواط، وحكم السفر إلى الخارج

- ‌وراثة المرتد

- ‌معنى قول الإمام أحمد في حديث النزول والرؤية: (نؤمن بها ونصدق بها بلا كيف ولا معنى)

- ‌حديث تعلق الجار برقبة جاره يوم القيامة

- ‌حكم التصرف بالمال العام في مستحقاته

- ‌حكم بيع الذهب الذي فيه فصوص نقداً

- ‌كيفية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء عليهم السلام

- ‌حكم جمع العصر إلى الظهر في السفر مع التيقن الوصول قبل العصر

- ‌حكم القول في الصفات باعتبار الأصل أم باعتبار الآحاد

- ‌حكم قتل النمل إذا كان مؤذياً

- ‌معنى حديث: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)

- ‌حكم الحجز يوم الجمعة في المسجد

- ‌حكم الطلاق بالنية

- ‌حكم صلاة الجماعة في السفر في المنزل

- ‌الرد على الجبرية المستدلين بحديث: (أن الله تعالى لما خلق آدم مسح ظهره

- ‌الخطأ في رمي الجمار

- ‌حكم عمل النصارى في جزيرة العرب

الفصل: ‌سيد قطب في الميزان

‌سيد قطب في الميزان

سيد قطب: رجل ظهر على العالم الإسلامي بفكر، واختلف فيه الناس بين ممجد وقادح قدحاً شديداً جداً، فنود أن يبين شيخنا لنا بياناً وافياً عن هذا الموضوع، وكيف يكون موقف المسلم نحو الرجل؛ لأن سيداً له أثر في العالم الإسلامي، وله آثار من كتب ومؤلفات فنريد بياناً من فضيلتكم؟

بارك الله فيكم! لا أرى أن يكون النزاع والخصومة بين الشباب المسلم في رجل معين، لا سيد قطب ولا غير سيد قطب، بل النزاع يكون في الحكم الشرعي، فمثلاً: نعرض قولاً من الأقوال لـ قطب أو لغير قطب، ونقول: هل هذا القول حق أو باطل؟ ثم نمحصه إن كان حقاً قبلناه وإن كان باطلاً رددناه، أما أن تكون الخصومة والنزاع بين الشباب، والأخذ والرد في رجل معين فهذا غلط وخطأ عظيم.

فـ سيد قطب ليس معصوماً، ومَن فوقه من العلماء ليسوا معصومين، ومَن دونه من العلماء ليسوا معصومين، وكل شخص يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيجب قبول قوله على كل حال.

فلذلك أنا أنهى الشباب أن يكون مدار نزاعهم وخصوماتهم على شخص معين أياً كان؛ لأنه إذا كانت الخصومات على هذا النحو فربما يُبْطل الخصم حقاً قاله هذا الشخص، وربما يَنْصُر باطلاً قاله هذا الشخص، وهذا خطر عظيم؛ لأنه إذا تعصب الإنسان للشخص وتعصب آخر ضده، فالذي يتعصب ضده سوف يقول عنه ما لم يقله، أو يؤول كلامه، أو ما أشبه ذلك، والثاني ربما يُنْكِر عنه ما قاله، أو يوجه ما قاله من الباطل.

فأنا أقول: لا نتكلم في الأشخاص، ولا نتعصب لأشخاص، وسيد قطب انتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، والله تعالى حسيبه، وكذلك غيره من أهل العلم.

أما الحق فيجب قبوله سواء جاء من سيد قطب أو من غيره، والباطل يجب رده سواء كان من سيد قطب أو من غيره، ويجب التحذير من أي باطل كُتِب أو سُمِع سواء من هذا أو من هذا، من أي إنسان.

هذه نصيحتي لإخواننا، ولا ينبغي أن يكون الحديث والمخاصمة والأخذ والرد في شخص بعينه.

أما سيد قطب فرأيي في آثاره أنه مثل غيره، فيه حق وباطل، ليس أحد معصوماً، ولكن ليست آثاره مثلاً كآثار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فبينهما كما بين السماء والأرض، فآثار الرجل الأول هي عبارة عن أشياء أدبية وثقافية عامة، وليس عنده كما عند الشيخ الألباني في التحقيق والعلم.

ولذلك أنا أرى أن الحق يؤخذ من كل إنسان، والباطل يُرَد من كل إنسان، وأنه لا ينبغي لنا بل ولا يجوز لنا أن نجعل مدار الخصومة والنزاع والتفرق والائتلاف هو أسماء الرجال.

ص: 7