المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٤٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [143]

- ‌تفسير آيات من سورة الذاريات

- ‌تفسير قوله تعالى: (فورب السماء والأرض إنه لحق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فراغ إلى أهله)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فقربه إليهم قال ألا تأكلون)

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة للمرأة أثناء الولادة

- ‌حكم أبناء الكفار الذين يتوفون قبل البلوغ

- ‌حكم دفن الميت في بلد غير الذي توفي فيه

- ‌الجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وقوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا)

- ‌حكم موافقة الزوج لزوجته على أن تعمل بشرط إسقاط النفقة

- ‌حكم من أراد السفر في وقت أحد فروض الصلاة

- ‌حكم تجزئة الزكاة

- ‌حكم ألعاب الأطفال التي على شكل تمثال

- ‌حكم إغلاق الميكرفونات الخارجية في المساجد أثناء الصلاة

- ‌الحق من أسماء الله الحسنى

- ‌حكم مراجعة الزوجة المطلقة هزالاً

- ‌حكم قضاء صلاة من كان في غيبوبة

- ‌سبب تأخر نشر كتب الشيخ ابن عثيمين

- ‌علاج الوساوس التي تعرض للإنسان

- ‌حكم الجلوس على جلود السباع من النمور وغيرها

- ‌أمور تساعد على الاتزان وسرعة الفهم

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين)

‌تفسير قوله تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين)

قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات:24] .

هل أتاك الخطاب؟ ليس للنبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل له ولكل من يتأتى خطابه ويصح توجيه الخطاب إليه، كأنه قال:(هل أتاك) أيها المخاطب (حديث ضيف إبراهيم المكرمين) ؟ والاستفهام هنا للتشويق، كما أنه في بعض الأحيان يكون للتخويف، فيكون للتشويق، فقوله هنا:{هَلْ أَتَاكَ} [الذاريات:24] كأنه يشوقك إلى أن تسمع هذا الحديث، ونظيره في التشويق قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف:10] ليس المراد بمثل هذا الاستفهام أنه يستفهم: هل يدلنا؛ لأنه لا يريد أن يستفهم لنفسه، ولكن أراد أن يشوق المخاطبين إلى ذلك.

ويكون الاستفهام للتهديد، والإنذار، والتخويف في مثل قوله تعالى:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية:1] ثم قال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية:2-3] .

فإذا قال قائل: أي شيء يدلنا على أن الاستفهام للتشويق أو للتهديد أو للاستخبار أو ما أشبه ذلك؟ نقول: الذي يدلنا على هذا السياق وقرائن الأحوال، والعاقل يفهم هذا وهذا.

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ} أي: خبر {ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} وضيف هنا مفرد لكنه يسع فيه الجماعة والواحد، وهم جماعة ملائكة كرام عليهم الصلاة والسلام، (ضيف إبراهيم) أي: الذين نزلوا ضيوفاً عنده، و (إبراهيم) هو الخليل عليه الصلاة والسلام وهو أبو العرب وأبو بني إسرائيل، كما قال الله تعالى:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج:78] وهو الذي أمرنا الله تعالى أن نتبع ملته، قال الله تعالى:{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:123] .

ولهذا ادعت اليهود أن إبراهيم يهودي، والنصارى ادعو أنه نصراني، ولكن الله تعالى كذبهم في ذلك، فقال:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران:67] .

ص: 4