المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكمة من الكسوف - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [15]

- ‌فقه صلاة الكسوف

- ‌فزع المصطفى صلى الله عليه وسلم عند الكسوف

- ‌الحكمة من الكسوف

- ‌أقسام الناس بالنسبة للكسوف

- ‌مسائل في صلاة الكسوف

- ‌السبب في كون صلاة الكسوف ليست مثل الصلوات الأخرى

- ‌الجهر في صلاة الكسوف نهاراً

- ‌مكان أداء صلاة الكسوف

- ‌أسباب إطالة القراءة في صلاة الكسوف

- ‌من فاته الركوع الأول في صلاة الكسوف

- ‌خطبة الكسوف من الخطب الراتبة

- ‌التكبير لصلاة الكسوف

- ‌الأسئلة

- ‌مدة المسح على الخفين حال السفر

- ‌حكم التخلف عن صلاة الكسوف

- ‌حكم الترخص برخص السفر لمن يسافر يومياً

- ‌تعيين شيء معين من القرآن في صلاة الكسوف

- ‌مسائل حول الدعوة والغربة والكتب

- ‌حكم تغيير المرأة لون شعر رأسها

- ‌حكم زكاة مال مات صاحبه قبل أن يحول عليه الحول

- ‌حكم إتلاف المال باللهو

- ‌حكم بيع المستدين سلعة بأقل من سعرها ليستفيد من ثمنها

- ‌حكم الإكرام بالعقيقة للمسلم والكافر

- ‌حكم أداء السنة الراتبة القبلية قبل دخول الوقت

- ‌الفرق بين الدَّين والقرض والسَّلم

- ‌وسائل تحديد جهة القبلة في الصحراء

- ‌الخروج للنزهة وقصر الصلاة فيها

- ‌الغائب عن أهله وحكم صلته لأرحامه وكيفية ذلك

- ‌نصائح لجماعة الدعوة والتبليغ

- ‌حكم التكبير والتسليم لسجود التلاوة

- ‌حكم استثمار التبرعات الخيرية

- ‌حكم التحية العسكرية وحكم التحية بالإشارة

الفصل: ‌الحكمة من الكسوف

‌الحكمة من الكسوف

هذا الكسوف بين النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة أن الله تعالى يحدث من أمره ما شاء، ومنه الخسوف أو الكسوف، فالخسوف للقمر والكسوف للشمس، وربما قيل الكسوف لهما جميعاً.

يحدث ذلك سبحانه وتعالى ليخوف بذلك عباده، فالكسوف إنذار من الله لعقوبة انعقدت أسبابها، وليس هو عذاباً لكنه إنذار، كما قال صلى الله عليه وسلم:(يخوف الله بهما عباده) ولم يقل: يعاقب الله بهما عباده، بل هو تخويف، ولا ندري ما وراء هذا التخويف، قد تكون هناك عقوبات عاجلة أو آجلة في الأنفس أو الأموال أو الأولاد أو الأهل، عقوبات عامة أو خاصة ما ندري، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:(إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله) ما قال: قوموا، وما قال: صلوا اذكروا الله، ولكن قال: افزعوا، افزعوا إلى ذكر الله واستغفاره، وكبروا وتصدقوا وصلوا وأعتقوا، كل هذه أشياء تدل على عظم هذا الكسوف، مع أنه بسبب موت القلوب في عصرنا هذا صار يمر وكأنه أمر طبيعي، كأن كسوف الشمس غروبها فنقوم نصلي المغرب، تكسف فنقوم نصلي صلاة الكسوف من غير وجل ولا خوف، نسأل الله أن يلين قلوبنا لذكره.

الحقيقة أن الأمر خطير، وكون الكسوف يأتي ويمضي بهذه السهولة وكأن شيئاً لم يكن، هذا يدل دلالة واضحة على أن القلوب بها بلاء {كَلَاّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المطففين:14-17] .

ص: 4