المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم التورية وتمييزها عن الكذب - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٦١

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [161]

- ‌تفسير آيات من سورة الطور

- ‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على سرر مصفوفة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويطوف عليهم غلمان لهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الذبيحة بنجاح الابن في الدراسة

- ‌أهمية الإحرام عند المرور بأحد المواقيت

- ‌الفرق بين الشح والبخل

- ‌حكم إجابة الدعوة إلى حفلة فيها منكرات

- ‌حكم طاعة ولي الأمر وضوابطها

- ‌حضور الزواج وتجنب المنكرات

- ‌حكم مد التكبيرة عند الانتقال إلى التشهد

- ‌ضابط الإنكار في المسائل الاجتهادية

- ‌حكم التورية وتمييزها عن الكذب

- ‌حكم قراءة المأموم الفاتحة

- ‌حرمة النظر إلى السماء في الصلاة

- ‌حكم جمع المرأة لشعر رأسها

- ‌توضيح حول أخوة الأنبياء لأقوامهم

- ‌مناداة الأجانب بـ (يا محمد)

- ‌بيان حكم زكاة حلي المرأة

- ‌حكم العقيقة وأثر تأخيرها

- ‌حديث ضمة القبر

الفصل: ‌حكم التورية وتمييزها عن الكذب

‌حكم التورية وتمييزها عن الكذب

ما هي التورية وما الفرق بينها وبين الكذب؟

التورية: أن يريد بلفظه ما يخالف ظاهره.

والكذب صريح في أنه تكلم بخلاف الواقع.

السائل: السامع ربما يفهم شيئاً آخر.

الشيخ: لا يهم، هذا هو بعد التورية أن يفهم السامع من خطابك خلاف ما تريد، التورية قد يحتاج الإنسان إليها، إذا حلفك إنسان ظالم عن وديعة عندك لفلان، تعرف الوديعة؟ نعم، إنسان وضع عندك دراهم قال: خذ هذه عندك وديعة، اطلع عليها شخص من المباحث وجاء إليك وقال: أعطني الوديعة التي عندك لفلان، هل هي عندك الآن؟ تقول: ليست عندي؟ فقال: احلف، فتحلف وتقول: والله مال فلانٍ عندي وديعة، يجوز، ماذا يفهم؟ يفهم أن ما عندك شيء، لكنك تريد أن (ما) اسم موصول فيكون إثبات أو نفي؟ السائل: إثبات.

الشيخ: هذه هي التورية.

السائل: هل فيها ضابط يستخدم في موضعه؟ الشيخ: نعم هناك ضابط، أما الظالم فلا تصح توريته ولا تحل، والحكم فيها أنها على حسب ما يعتقده خصمه، ولهذا جاء في الحديث:(يمينك على ما يصدقك به صاحبك) فإذا قال الظالم بهذا التأويل لم ينفعه، والمظلوم ينفعه، ومن ليس بظالم ولا مظلوم من العلماء من قال: إن التورية جائزة، ومنهم من قال: إنها غير جائزة، والراجح أنها غير جائزة، وأن الإنسان يجب أن يكون صريحاً؛ لأن الإنسان إذا اعتاد التورية ثم ظهر الأمر على خلاف ما ظهر من كلامه اتهمه الناس بالكذب، وأساءوا فيه الظن، لكن إذا كان مظلوماً فهذه حاجة، والظلم قليل بالنسبة للحوادث، فإذا جاء إنسان يطلبك مائة ريال حقاً في ذمتك له مائة ريال، وتخاصمتما عند القاضي، فقلت: والله ما عندي له مائة ريال، هذا نفي أمام القاضي إذا أردت أنه إثبات فقد وريت لكن وريت وأنت ظالم، يعني: لو نويت: والله الذي عندي له مائة ريال كنت ظالماً فلا تنفعك التورية.

والخلاصة: التورية للمظلوم جائزة، وللظالم غير جائزة، ولمن ليس ظالماً ولا مظلوماً على خلافٍ بين العلماء والراجح أنها حرام.

ص: 18