المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٦٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [163]

- ‌تفسير آيات من سورة الطور

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم لهم سلم يستمعون فيه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم له البنات ولكم البنون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم عندهم الغيب فهم يكتبون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن يروا كسفاً من السماء)

- ‌تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}

- ‌تفسير قوله تعالى: (يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (واصبر لحكم ربك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الأطفال إذا شربوا من لبن مجمع من الأمهات

- ‌حكم وضع السواك في الفم لغير حاجة التسوك

- ‌علة عدم صوم الرسول كصوم داود

- ‌حكم كفارة الظهار قبل الطلاق البائن

- ‌حكم قضاء صلاة التطوع

- ‌حكم قراءة الفاتحة قبل الاعتدال في القيام عند القيام إلى الركعة

- ‌الرد على من يقول: إن المسلم لا يكفر بذنب ما لم يستحله

- ‌مدى صحة أحاديث في فضيلة صلاة الإشراق

- ‌حكم من ترك الصلاة بسبب مرض ألم به

- ‌حكم من أنكر تلبس الجن بالإنس

- ‌حكم من دفع مائة ريال ودفعت شركته مائة وخمسين ريالاً من أجل بيت يتملكه بعد خمس عشرة سنة

- ‌حكم القراءة السريعة على المريض

- ‌حكم من أخرج زيادة عن الزكاة الواجبة عليه

- ‌حكم صيام يوم السبت منفرداً أو مجتمعاً مع غيره

- ‌حكم الزكاة في أرض ينوي صاحبها بيعها

- ‌حكم التوقف في تكفير من فعل مكفراً بجهل

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون)

‌تفسير قوله تعالى: (أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون)

ثم قال: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} [الطور:42] أي: أيريد هؤلاء أن يكيدوا لك يا محمد بإبطال دعوتك وإهلاكك وإماتتك؟

نعم، ولكن كيدهم ليس بشيءٍ بالنسبة إلى كيد الله عز وجل، قال الله تعالى:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30] وقد كادوا له أعظم كيد، فإنهم اجتمعوا ماذا يصنعون بمحمد، لما رأوا دعوته انتشرت وأنه لا قبل لهم بردها، اجتمعوا وتشاوروا وذكروا ثلاثة آراء: الحبس والقتل والإخراج.

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} أي: يحبسوك، {أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:30] استقر رأيهم على القتل، لكن من يستطيع أن يقتله؛ لأن بني هاشم سوف يطالبون بدمه، قالوا: يجتمع عشرة شبان من قبائل متفرقة من العرب، ويعطى كل واحدٍ منهم سيفاً صارماً ويضربون محمداً ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل، فتعجز بنو هاشم عن المطالبة بدمه، ففعلوا ذلك ولكنهم مكروا ومكر الله والله خير الماكرين، أنجاه الله منهم، ثم أذن له أن يهاجر فهاجر إلى المدينة.

{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} [الطور:42] الجملة هنا جملة اسمية، معرفٌ طرفاها، مفصولة بضمير الفصل، مما يدل على التوكيد والحصر، يعني: فالكيد لمن؟ للذين كفروا.

وهنا سؤال يقول: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} [الطور:42] لم يقل: أم يريدون كيداً فهم المكيدون، فماذا يسمى هذا الأسلوب عند علماء البلاغة؟ يسمى الإظهار في موضع الإضمار، معناه: بدل أن يقال: فهم المكيدون، قال الله تعالى:((فالذين كفروا)) ولهذا فائدة بل أكثر، إذا قال: فالذين كفروا معناه: أن هؤلاء كفار، إذا قال:(الذين كفروا) معناه: أن من كان كافراً فإنه هو المكيد وإن كان غير هؤلاء، فهاتان فائدتان معنويتان.

الفائدة الثالثة: تنبيه المخاطب؛ لأن الكلام إذا كان على نسقٍ واحد ربما ينسجم الإنسان ويغفل، لكن إذا جاء شيء يخرج الكلام عن النسق انتبه.

ص: 8