المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الجلوس مع أناس لا يصلون الجماعة - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٨٨

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [188]

- ‌تفسير آيات من سورة الرحمن

- ‌تفسير قوله تعالى: (الرحمن علم القرآن)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والنجم والشجر يسجدان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والسماء رفعها ووضع الميزان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألا تطغوا في الميزان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأقيموا الوزن بالقسط)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم سجود السهو للمسبوق بركعة أو أكثر

- ‌قضاء من أفطر في رمضان لأجل غسل الكلى

- ‌حكم من لم يعط ثمن التذكرة للعامل بحجة عدم علمه أنها عليه

- ‌حكم بناء القبور وتجصيصها والكتابة عليها

- ‌حكم الأكل من مال الأب إذا كان حراماً

- ‌حكم من صلى ومعه صور

- ‌حكم امرأة توفيت ولها بنين وبنات وكيفية توجيه ثلث تركة الميت

- ‌عدم جواز احتساب بعض الدين الذي عند الناس من الزكاة

- ‌مراجعة المطلقة يكون بألفاظ صريحة

- ‌حكم استعمال العطورات التي فيها كحول

- ‌حكم الائتمام بالمأموم وجعل الإمام مؤتماً

- ‌زكاة المال الذي مضى عليه سنوات ولم تخرج زكاته

- ‌حكم زيارة المرأة للرجل الأجنبي عنها مع محرمها

- ‌حكم صبغ الشعر الأبيض بالسواد

- ‌المقصود بقوله تعالى: (والنجم والشجر يسجدان)

- ‌حكم الجلوس مع أناس لا يصلون الجماعة

الفصل: ‌حكم الجلوس مع أناس لا يصلون الجماعة

‌حكم الجلوس مع أناس لا يصلون الجماعة

أناس ما يشهدون الجماعة إلا نادراً في أوقات محددة، ما حكم الاجتماع بهم، هل الإنسان يأثم إذا اجتمع معهم يعني؟

لا، أبداً! بل يجتمع مع أهل المسجد الذين يواظبون على الصلاة والذين يواظبون وفي هذا وسيلة إلى نصح هؤلاء الذين لا يواظبون حتى يواظبوا؛ لأنهم لو منعوا من الحضور ما ازدادوا إلا عداوة وبغضاء، والإنسان يجب عليه أن يلاحظ المستقبل؛ لأن بعض الناس يكون عندهم غيرة، فيكرهون صاحب المعصية وينابذونه ويهاجرونه ولا يدرون ما يترتب على هذا، فالواجب على من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يرى العاقبة، ولكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكبر أسوة لنا، قال الله تعالى:{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ} [الأنعام:108] مع أن سب آلهة المشركين واجب، لكن نهي عنه خوفاً من أن يسبوا الله، والنبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن هدم الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم؛ لأن الناس كانوا حديث عهدٍ بالكفر؛ فخاف أن يفتتنوا، بل إنه علَّم معاذاً بحق الله على العباد، وحق العباد على الله، وأن حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً، فقال:(ألا أخبر الناس؟ قال: لا تخبرهم) فأمره أن يكتم العلم خوفاً من أن يتكلوا على هذا، ولا يفهموا مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالواجب أن الإنسان ينظر إلى العواقب، هل مثلاً إذا منعنا هؤلاء من حضورهم وهجرناهم هل يقبلون على المسجد؟ أو المتوقع خلاف ذلك؟ المتوقع خلاف ذلك لا شك، فنقول: أحضروهم وإذا غاب أحدهم قل له: لماذا غبت اليوم؟ حتى تأتلف القلوب ويحصل المقصود إن شاء الله تعالى.

السائل: مثلاً بالمجلس كلام قال الله قال الرسول، وكذلك أوصيه بتوزيع أشرطة -يا شيخ- وكتيبات، لكن ما ترى إلا الإعراض يا شيخ! يعني: حتى تخرج من المسجد وهم موجودين في البيت يا شيخ! بل البعض منهم.

الشيخ: لا تيئس، لا تيئس، نوح عليه الصلاة والسلام كم بقي في قومه؟ ألف سنة إلا خمسين عاماً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة كم بقي؟ ثلاث عشرة سنة يدعو الناس وفي النهاية ألجئوه إلى أن يهاجر، لا تيئس يا أخي! ثم ظهر من أهل مكة هؤلاء من يعبد الله عز وجل، ولما جاءه ملك الجبال يستأذنه أو يستأمره أن يطبق الأخشبين عليهم، قال:(لا، إني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به) كيف النظر البعيد.

فرأيي أن هؤلاء يدعون إذا فقدوا، ويتقبلون إذا وجدوا، ويرغبون في الخير، وائتلاف القلوب -يا إخواني- له شأنٌ عظيم في الشريعة الإسلامية، وليس بهين.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى.

وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

والسلام عليكم جميعاً.

ص: 25