المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم مشاهدة الأفلام الكرتونية الهادفة - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٩٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [193]

- ‌تفسير آيات من سورة الرحمن

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهما عينان نضاختان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهن خيرات حسان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (حور مقصورات في الخيام)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم مشاهدة الأفلام الكرتونية الهادفة

- ‌حكم حضور النساء الأفراح التي فيها غناء

- ‌حكم صلاة المغرب مع من يصلي العشاء

- ‌حكم إقامة وليمة تصيد الأخطاء

- ‌الرد على من يقول: إن رسم القرآن في عهد الرسول لم يكن منقطاً

- ‌حكم الإتيان بدعاء الاستفتاح في الركوع

- ‌حكم قطع جزء من آذان الأنعام لزيادة ثمنها

- ‌معنى قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

- ‌ما يُقلب من الملابس بعد صلاة الاستسقاء

- ‌الحالات التي يجوز فيها الكذب

الفصل: ‌حكم مشاهدة الأفلام الكرتونية الهادفة

‌حكم مشاهدة الأفلام الكرتونية الهادفة

فضيلة الشيخ! فيما يتعلق ببعض الوسائل التربوية تقوم بعض المؤسسات الإعلامية بإنتاج أفلام فيديو كرتونية هادفة بلباسٍ إسلامي تحكي بعض قصص الفاتحين ومشاهير الإسلام، وقد بان أثرها جلياً من إقبال الناس عليها وتعلق الصغار بها، فهل يرى فضيلة الشيخ أن نعتبر هذه الوسائل بديلاً جزئياً لما يبثه الإعلام من زخمٍ وما يعقبه من فساد الدين والفضيلة؟

لا شك أن هذه الأفلام التي خرجت أن فيها فائدة ومصلحة من وجه، وفيها كف مفسدة، مما ينشر في الإعلام الذي يريد به ناشروه (هدم الأخلاق) والعقيدة، لعلكم تدركون معنى قولي: هدم الأخلاق؛ لأن كثيراً من الذين يشاهدون ما يبث -ولا سيما في الدشوش- فسدت أخلاقهم وانحطت، يعني: هناك أناس متخرجون من كليات شرعية، ملتزمون ابتلوا بمشاهدة هذه الأفلام فانسلخت أخلاقهم إنسلاخاً كاملاً -والعياذ بالله- وصاروا إلى حدٍ لا أحب أن أتكلم ما أسمع، وهذا واضح، لكن كيف تكون هدماً للعقيدة -الإيمان بالله عز وجل لأن الإنسان إذا مال إلى الشهوات وتعلق بالشهوات المحرمة فإن ذلك يسبق عقيدته، ويكون همه يقظان ونائم، همه هذه الشهوات فتنسلخ العقيدة وتذهب -والعياذ بالله- القلب إناء، الإناء إذا ملأته بماء هل يمكن أن تزيده لبناً؟ لا، لو صببت عليه لبناً تناثر، فهو إناء إن ملأته بالخير امتنع عن الشر، وإن ملأته بالشر امتنع عن الخير، فهذه الأفلام التي سأل عنها أخونا لا شك أنها مفيدة، لكن بقي أن هذه الأفلام التي اصطنعها ليس عنده علمٌ فيما وراء المظهر، فمثلاً: نسمع أنه يعرض فيها محمد الفاتح، الصبي إذا صار يشاهد هذا الفيلم لا تفكر أنه يتصور أن أحداً من أبطال الإسلام أعظم من محمد الفاتح، ويظن أن محمد الفاتح هو بطل الإسلام الوحيد، وهذه مشكلة، وإن عرض خالد بن الوليد وأشباهه من أبطال الصحابة فهي مشكلة أيضاً؛ لأن الصحابة لا نرى جواز تمثيلهم أبداً، فهي مشكلة.

لكن لو عرض في هذه الأفلام معارك بين المسلمين وأعدائهم دون التنصيص على شخصٍ معين حتى لا تتعلق به النفوس لكان خيراً، حتى لو لم تكن على هذا الوضع وكانت على عرض ما يشاهد في الكون من الكواكب والنجوم والشمس والقمر وما يشاهد في الأرض من الأنهار وغيرها فهذا أيضاً طيب، ولو عرض -أيضاً- ما شوهد في الأسبوع الماضي من الشهب الكبيرة التي انتشرت والبعض منكم رآها، واستفاضت بها الأخبار من الساعة الثالثة إلى الساعة السادسة حتى طردها نور الشمس والناس يشاهدونها من الشرق والغرب والشمال والجنوب وفوق الرءوس، لكنها من الشرق أكثر، بالآلاف حسب من نقل لنا هو وجماعة معه ليست بالمئات ولا بالعشرات تتهاوى.

لكن يقول: لا يصطدم بعضها ببعض على كثرتها، حتى يقول: أيقظنا نورها وظننا أن هذا فرق مستمر.

فمثل هذا المشهد لو عرض صار من أعظم ما يكون تخويفاً ورقة للقلب.

فنرجو من أصحاب الأفلام أن يستعملوا مثل هذه الأشياء، أما أن يُخصص فاتح في العصور المتأخرة بعد الصحابة حتى يظن الطفل أو الصبي أنه لا أعظم بطولة من هذا الرجل هذا لا نراه؛ لأن هذا ينسي خالد بن الوليد وحمزة بن عبد المطلب وغيرهما من الأبطال.

ص: 12