المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٩٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [193]

- ‌تفسير آيات من سورة الرحمن

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهما عينان نضاختان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهن خيرات حسان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (حور مقصورات في الخيام)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم مشاهدة الأفلام الكرتونية الهادفة

- ‌حكم حضور النساء الأفراح التي فيها غناء

- ‌حكم صلاة المغرب مع من يصلي العشاء

- ‌حكم إقامة وليمة تصيد الأخطاء

- ‌الرد على من يقول: إن رسم القرآن في عهد الرسول لم يكن منقطاً

- ‌حكم الإتيان بدعاء الاستفتاح في الركوع

- ‌حكم قطع جزء من آذان الأنعام لزيادة ثمنها

- ‌معنى قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

- ‌ما يُقلب من الملابس بعد صلاة الاستسقاء

- ‌الحالات التي يجوز فيها الكذب

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان)

‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان)

قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن:76](متكئين) أي: معتمدين بأيديهم وظهورهم (على رفرف) أي: على مساند ترفرف فيها رفرفة مثل الشلش الذي يكون في المساند، يكون في الأسرة هكذا يرفرف، متكئين على الرف الخضر؛ لأن اللون الأخضر أنسب ما يكون للنظر، وأشد ما يكون بهجة للقلب، (وعبقري حسان) العبقري: هو الفرش الجيدة جداً، ولهذا يسمى الجيد من كل شيء: عبقري، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية التي رآها حين نزع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:(فما رأيتُ عبقرياً يفري فرية) أي: ينزع نزعة من قوته رضي الله عنه.

{وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:76-77] ومعنى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) التقرير، أي: أن النعم واضحة، فبأي شيءٍ تكذبون؟

لا نكذب بشيء، نعترف بآلاء الله -أي: بنعمه- ونقر بها، ونعترف أننا مقصرون، لم نشكر الله تعالى حق شكره، ولكننا نؤمن بأن عفو الله أوسع من ذنوبنا، وأن الله تبارك وتعالى عفوٌ كريم يحب توبة عبده، ويحب التوابين ويحب المتطهرين، حتى قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم) وذكر الرجل في فلاة أضل راحلته -ضيعها- وعليها طعامه وشرابه، فطلبها ولم يجدها وهو في فلاة من الأرض ليس حوله أحد، فأيس منها، فاضطجع في ظل شجرة ينتظر الموت -أي: يئس من الحياة- فإذا بخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذه وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، ماذا يريد؟ يريد: أنت ربي وأنا عبدك، لكن من شدة الفرح أخطأ، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، فالله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا الرجل بناقته، اللهم تب علينا يا رب العالمين.

ص: 9