المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٩٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [193]

- ‌تفسير آيات من سورة الرحمن

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهما عينان نضاختان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيهن خيرات حسان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (حور مقصورات في الخيام)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم مشاهدة الأفلام الكرتونية الهادفة

- ‌حكم حضور النساء الأفراح التي فيها غناء

- ‌حكم صلاة المغرب مع من يصلي العشاء

- ‌حكم إقامة وليمة تصيد الأخطاء

- ‌الرد على من يقول: إن رسم القرآن في عهد الرسول لم يكن منقطاً

- ‌حكم الإتيان بدعاء الاستفتاح في الركوع

- ‌حكم قطع جزء من آذان الأنعام لزيادة ثمنها

- ‌معنى قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

- ‌ما يُقلب من الملابس بعد صلاة الاستسقاء

- ‌الحالات التي يجوز فيها الكذب

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)

‌تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)

قال تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:78] ختم السورة بهذه الجملة العظيمة، أي: ما أعظم بركة الله عز وجل، وما أعظم البركة باسمه، حتى إن اسم الله يحلل الذبيحة أو يحرمها، لو ذبح إنسان ذبيحة ولم يقل: باسم الله، ماذا تكون؟ تكون ميتة حراماً نجسة، مضرة على البدن، حتى لو نسي، ذبحها ونسي أن يقول: بسم الله فهي حرام، نجسة، تفسد البدن، فيجب أن يسحبها للكلاب؛ لأنها نجسة، قال الله تعالى:{وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام:121] فانظر البركة، الإنسان إذا توضأ ولم يسم فوضوءه عند بعض العلماء: وضوء فاسد لابد أن يعيده؛ لأن البسملة واجبة عند بعض أهل العلم.

يرى الإنسان الصيد الزاحف أو الطائر فيرميه ولم يسم ماذا يكون هذا الصيد؟ يكون حراماً، ميتة، نجساً، مضراً على البدن.

الإنسان إذا أتى أهله -يعني: جامع زوجته- وقال: (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) كان هذا حمايةً لهذا الولد الذي ينشأ من هذا الجماع من الشيطان، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لو أن أحدكم أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً) الإنسان يسعى يميناً وشمالاً لحماية ولده، ويخسر الدراهم الكثيرة، وهنا هذا الدواء من الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو غالٍ أم رخيص؟ رخيص ومن حيث العمل سهل، هذا يحميه من الشيطان أبداً، (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) كل هذا دليل على بركة اسم الله عز وجل، ولهذا قال:{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:78] أي: ذي العظمة والإكرام، هل الإكرام يعني: هو يُكَرم أم هو يُكِرم؟ كله، فهو يُكَرم ويحترم ويعظم عز وجل، وهو -أيضاً- يُكِرم، قال الله تعالى في أصحاب الجنة -اللهم اجعلنا منهم-:{أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج:35] فهو ذو الجلال والإكرام، يكرم من يستحق الإكرام وهو يكرمه عز وجل عباده الصالحون، جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه.

وإلى هنا تنتهي قراءاتنا في التفسير وبه تنتهي سورة الرحمن.

ص: 10