المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٢٠٦

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [206]

- ‌تفسير آيات من سورة الواقعة

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلولا إذا بلغت الحلقوم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنتم حينئذٍ تنظرون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ونحن أقرب إليه منكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأما إن كان من أصحاب اليمين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأما إن كان من المكذبين الضالين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن هذا لهو حق اليقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فسبح باسم ربك العظيم)

- ‌الأسئلة

- ‌بيان متى يبشر المؤمن عند الموت أو بعده

- ‌بشرى من رأى ملائكة بيض عند الاحتضار

- ‌صحة رواية: نم نوم العروس إلى يوم القيامة

- ‌أسباب الفتور عن طلب العلم

- ‌حكم المسبوق إذا سجد الإمام للسهو بعد السلام

- ‌حكم تغيير موضع صلاة النافلة من مكان لآخر

- ‌حكم ترك النوافل

- ‌بيان حال حديث: (الماء طهور لا ينجسه شيء)

- ‌حكم من صلى المغرب مع من يصلي العشاء فأتم معه نسياناً

- ‌بيان معنى النجوى

- ‌بيان أن الجهل بالعقوبة المترتبة على فعل محرم ليس عذراً

- ‌بيان معنى الاسترقاء

- ‌حكم رواية (لا يرقون)

- ‌حكم تداخل النية في العبادات

- ‌حكم قوم جمعوا مالاً لاستثماره ثم أخذه أحدهم بزيادة

- ‌استغلال الإجازة في طلب العلم والدعوة إلى الله

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح)

‌تفسير قوله تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح)

ثم قسّم الله تعالى المحتضرين إلى ثلاثة أقسام، فقال:{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة:88-89] اللهم اجعلنا منهم، (أما إن كان من المقربين) وهم الذين أتوا بالواجبات وتركوا المحرمات، وأتوا بالمستحبات وتنزهوا عن المكروهات -أي: أكملوا دينهم- والمقربون هم السابقون السابقون، الذين ذكروا في أول السورة، السابقون إلى الخيرات.

{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} اختلف المفسرون في قوله: (فَرَوْحٌ) فقيل: فراحة؛ لأن المؤمن وإن كان يكره الموت لكنه يستريح به؛ لأنه بشّر عند النزع بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان، فيسر ويبتهج، ولا يكره الموت حينئذٍ بل يحب لقاء الله عز وجل، وهذا لا شك أنه راحة له من نكد الدنيا ونصبها وهمومها وغمومها، وقيل: الروح بمعنى الرحمة، كما قال الله تعالى عن يعقوب حين قال لبنيه:{يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف:87] أي: من رحمته، وهذا المعنى أعم من الأول، لأن الرحمة أعم من أن تكون راحة أو راحة مع حصول المقصود، وإذا كان المعنى أعم كان حمل الآية عليه أولى، إذاً: فروح -أي: رحمة- ومن الرحمة الراحة.

{وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} قيل: المراد بالريحان: كل ما يسر النفس، وليس خاصاً بالريحان الرائحة الجميلة أو الطيبة؛ بل كل ما فيه راحة النفس ولذتها من مأكول ومشروب وملبوس ومنكوح ومشموم، وقيل: المراد بالريحان: الرائحة الطيبة كالريحان المعروف، أيهما أشمل؟ الأول أشمل فتحمل الآية عليه.

{وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} أي: جنة ينعم بها، وهي الدار التي أعدها الله لأوليائه -جعلنا الله وإياكم منهم- جنة نعيم ينعم الإنسان فيها ببدنه وقلبه، فهو لا يتعب ولا ينصب، ولا يمرض ولا يحزن، ولا يهتم ولا يغتم، بل هو في نعيم دائم، الدنيا فيها نعيم لكن نعيمها منغص على حد قول الشاعر:

فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُسَاءُ ويوم نُسَرْ

فهكذا الدنيا، إذا سررت يوماً فاستعد للإساءة من غدٍ، وإذا أُسِئتَ يوماً فقد تنعم في الثاني أو لا تنعم، على كل حال الجنة في الآخرة دار نعيم في القلب ودار نعيم في البدن.

ص: 7