المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (علمت نفس ما أحضرت) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٢١

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [21]

- ‌تفسير آيات من سورة التكوير

- ‌تفسير قوله تعالى: (إذا الشمس كورت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا النجوم انكدرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الجبال سيرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا العشار عطلت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الوحوش حشرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا البحار سجرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا النفوس زوجت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الموءودة سئلت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (بأي ذنب قتلت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الصحف نشرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا السماء كشطت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الجحيم سعرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الجنة أزلفت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (علمت نفس ما أحضرت)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم وسائل الدعوة

- ‌حكم من رمى الجمرة ليلاً مع امرأته

- ‌حكم تأخير إخراج الزكاة

- ‌حكم الخروج من مزدلفة ليلاً

- ‌من نوى الحج يوم عرفة

- ‌حكم الاستمناء بيد الزوجة في نهار رمضان

- ‌حكم الملابس التي عليها الصليب

- ‌وجوب العدل بين طلاب أهل السنة والرافضة

- ‌حكم ترتيب الصلاة

- ‌حكم من جامع امرأته وهي تقضي صيامها

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (علمت نفس ما أحضرت)

‌تفسير قوله تعالى: (علمت نفس ما أحضرت)

قال الله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير:14] أي: ما قدَّمت من خير وشر، {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ} [آل عمران:30] أي: يكون مُحْضَراً، أيضاًَ {تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران:30] فتعلمُ في ذلك اليوم كلُّ نفس ما أحضرت من خير أو شر، نحن في الدنيا نعلم ما نعمل من خير أو شر؛ لكن سرعان ما ننسى، مَن يتذكر الآن ما عمله مما سبق مُذْ جرى عليه قلم التكليف؟! إننا نسينا الشيء الكثير، فلا نتذكر من الطاعات ولا من المعاصي شيئاً؛ لكن هل تظنون أن هذا ذهب سُدَىً كما نسيناه؟ لا.

هو باقٍ، فإذا كان يوم القيامة أحْضَرْتَه أنتَ بإقرارك على نفسك بأنك عملته، ولهذا قال تعالى:{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير:14] .

فينبغي بل يجب على الإنسان أن يتأمل في هذه الآيات العظيمة، وأن يتعظ بما فيها من المواعظ، وأن يؤمن بها كأنه يراها رأي عين؛ لأن ما أخبر الله به وعَلِمْنا مدلوله، فإنه أشد يقيناً عندنا مما شاهدناه بأعيننا، أو سمعناه بآذاننا؛ لأن خبر الله تعالى صدق لا يخلف؛ لكن ما نراه أو نسمعه كثيراً ما يقع فيه الوهم، فقد ترى الشيء البعيد شبحاً تعيِّنُه في تصورك وهو خلاف الواقع، وقد تسمع الصوت فتظنه شيئاً معيناً في ذهنك وهو خلاف الواقع، فالوهم يَرِد على الحواس؛ لكن خبر الله عز وجل إذا عُلِم مدلولُه لا يمكن أن يَرِد عليه شيء من الوهم؛ لأنه خبرُ صدق.

فهذه الأمور التي ذكرها الله تعالى في هذه الآيات أمورٌ حقيقية، يجب أن تؤمن بها كأنك تراها رأي عين، ثم بعد الإيمان بها يجب أن تعمل بمقتضى ما تدل عليه من الاتعاظ والانزجار، والقيام بالواجبات وترك المنهيات، حتى تكون من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته، جعلنا الله وإياكم منهم بِمَنِّه وكرمه، إنه على كل شيء قدير.

ص: 16