المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٣٢

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [32]

- ‌تفسير آيات من سورة الانشقاق

- ‌تفسير قوله تعالى: (إذا السماء انشقت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الأرض مدت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وألقت ما فيها وتخلت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)

- ‌الأسئلة

- ‌وقوع الأجر لمن فعل فعلاً متعدياً بغير نية

- ‌منهج أهل السنة في التعامل مع ولاة الأمر

- ‌حدود استئذان الوالدين

- ‌حكم الأماكن التي توجد داخل سور المسجد

- ‌ضابط لباس الشهرة

- ‌ضابط إطلاق كلمة (شهيد) في الشرع

- ‌ارتكاب المعاصي من أسباب عذاب القبر

- ‌حكم طلاق الحامل عند الغضب

- ‌ما يفعله من فاته قيام الليل

- ‌حكم استعمال الإشارة في أحاديث الصفات لتقريب معنى الصفة ونحوه

- ‌واجب الولد إذا تعارض أمر الوالد والوالدة له

- ‌حكم تقسيم الناس إلى درجات من جهة التلقي

- ‌أقسام النفاق وضوابطه

- ‌أجود التفاسير النافعة المختصرة

- ‌حكم حمل ما فيه صورة

- ‌حكم الدعاء بعد الصلاة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)

‌تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)

قال تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق:2](وأذنت) بمعنى: استمعت وأطاعت أمر ربها عز وجل أن تنشق؛ فانشقت مع أنها كانت كما وصفها الله تعالى سبعاً شداداً قوية، كما قال تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات:47] أي: بقوة، وقال:{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً} [النبأ:12] فهذه السماء القوية العظيمة تنشق يوم القيامة وتنفرج بإذن الله سبحانه وتعالى، {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق:2] أي: وحق لها أن تأذن -أي: تسمع وتطيع- لأن الذي أمرها ربها وخالقها عز وجل، فتسمع وتطيع؛ كما أنها سمعت وأطاعت في ابتداء خلقها، قال الله تبارك وتعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت:11] .

فتأمل أيها الآدمي البشر الضعيف كيف كانت هذه المخلوقات العظيمة تسمع وتطيع لله عز وجل بهذه الطاعة العظيمة في ابتداء الخلق وفي انتهاء الخلق، ثم قال:{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق:2] تأكيداً لاستماعها لربها وطاعتها له.

ص: 4