المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وقوع الأجر لمن فعل فعلا متعديا بغير نية - لقاء الباب المفتوح - جـ ٣٢

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [32]

- ‌تفسير آيات من سورة الانشقاق

- ‌تفسير قوله تعالى: (إذا السماء انشقت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا الأرض مدت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وألقت ما فيها وتخلت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)

- ‌الأسئلة

- ‌وقوع الأجر لمن فعل فعلاً متعدياً بغير نية

- ‌منهج أهل السنة في التعامل مع ولاة الأمر

- ‌حدود استئذان الوالدين

- ‌حكم الأماكن التي توجد داخل سور المسجد

- ‌ضابط لباس الشهرة

- ‌ضابط إطلاق كلمة (شهيد) في الشرع

- ‌ارتكاب المعاصي من أسباب عذاب القبر

- ‌حكم طلاق الحامل عند الغضب

- ‌ما يفعله من فاته قيام الليل

- ‌حكم استعمال الإشارة في أحاديث الصفات لتقريب معنى الصفة ونحوه

- ‌واجب الولد إذا تعارض أمر الوالد والوالدة له

- ‌حكم تقسيم الناس إلى درجات من جهة التلقي

- ‌أقسام النفاق وضوابطه

- ‌أجود التفاسير النافعة المختصرة

- ‌حكم حمل ما فيه صورة

- ‌حكم الدعاء بعد الصلاة

الفصل: ‌وقوع الأجر لمن فعل فعلا متعديا بغير نية

‌وقوع الأجر لمن فعل فعلاً متعدياً بغير نية

هل يثاب المسلم إذا عمل أعمالاً بغير نية، كإماطة الأذى عن الطريق، وكالمصافحة وحضور مجالس الذكر من غير نية يطلب الأجر من الله تعالى؟

الأعمال الصالحة قسمان: النوع الأول: أعمال لازمة لا يتعدى نفعها للغير، فهذه إن عملها الإنسان بنية أثيب ولو بنية القيام بالواجب؛ يعني: ولو لم ينو الاحتساب لكنه نوى القيام بالواجب فإنه يثاب.

والنوع الثاني: عبادات متعدية ينتفع بها الغير، فهذه يؤجر على انتفاع الغير بها، وإن لم يكن له نية عند فعلها، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من زرع زرعاً أو غرس شجرة فأصاب منها حيوان أو سرق منها؛ فإن له بذلك أجراً، مع أنه ربما يغرس ولا ينوي هذه النية، ولكن ما دام فيه انتفاع للناس فله أجر به، ويدل على هذا قوله تعالى:{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114] وهذا إذا فعله الإنسان ولو لمجرد الإصلاح بدون قصد الثواب ففيه خير، ثم قال:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114] وهذا أمر زائد على الخير الذي ذكره الله في أول الآية.

فإماطة الأذى عن الطريق نفعها متعدٍ؛ فيثاب الإنسان عليه، وإن لم يكن له نية على هذه الإماطة.

ص: 9