المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرد على القول بعصمة الصحابة - لقاء الباب المفتوح - جـ ٣٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [35]

- ‌تفسير آخر آيات سورة الانشقاق

- ‌تفسير قوله تعالى: (بل الذين كفروا يكذبون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والله أعلم بما يوعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لهم أجر غير ممنون)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الطلاق من حيث الوقوع والعدم

- ‌كيفية الدعاء للطفل الميت في صلاة الجنازة

- ‌الرد على القول بعصمة الصحابة

- ‌حكم الحلف بالطلاق

- ‌استغلال دعوة الكفار الذين بين أظهرنا إلى الإسلام

- ‌صفة دعاء السفر

- ‌حكم بول وروث ما يؤكل لحمه وما لا يؤكل

- ‌حكم الاحتفال بالمولد النبوي

- ‌ما يفعل الشخص عند الدخول على زوجته

- ‌ما هي الصور التي يجب طمسها

- ‌حكم إقامة الحجة وفهمها على أهل البدع

- ‌حكم نسيان الإمام للبسملة في الصلاة

- ‌حكم قول: إن كنت على خلاف كذا فعلي كذا

- ‌حكم تلحين الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم إتمام الصلاة الفائتة جماعة

- ‌حكم جمع الصلاة للمسافر

- ‌دخول الوضوء مع الغسل أثناء غسل الجنابة

- ‌حكم صلاة الجنازة في المقبرة

- ‌حكم التسمية عند ذبح مجموعة من الدجاج

- ‌حكم الإيثار بالقربات

الفصل: ‌الرد على القول بعصمة الصحابة

‌الرد على القول بعصمة الصحابة

قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) قال أحد مشايخ الصوفية: لقد رفع الرسول صلى الله عليه وسلم الخلفاء الأربعة إلى درجة العصمة حيث أمر الأمة باتباع سنتهم فهل أمرنا باتباع سنتهم وهو يعلم أنهم كانوا يخطئون؟ وما معنى كلمة مهديين؟ أليست تعني الحفظ من الله لهم من الوقوع في الأخطاء فما قولكم؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) فبدأ صلى الله عليه وسلم بسنته أولاً، وهذا يعني أن سنة الخلفاء الراشدين إذا خالفت سنته فإنها لا تتبع، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما:[يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر] والمتتبع لأقوال الخلفاء الراشدين يجد أن في أقوالهم ما يكون ناتجاً عن اجتهاد لكنه لم يصب السنة، وهذا أمر معلوم في التتبع، وهذا يدل على أنهم غير معصومين من الخطأ، ولكن إذا لم يكن في الأمر سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلا شك أن سنتهم أقرب إلى الصواب من غيرهم، وأن قولهم حجة كما قال ذلك الإمام أحمد رحمه الله، ولكن لا يعني هذا قوله أنهم معصومون في كل قول يقولونه، أو في كل فعل يفعلونه.

وأما كونهم مهديين فالهداية تكون لهم ولغيرهم، لكن الهداية الأكثر لهم بلا شك؛ لأنهم خلفاء راشدون خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته، عقيدة وعملاً ودعوة، ثم إنه وصفهم بالخلفاء الراشدين، ومعلوم أن الإنسان إذا أخطأ في مسألة من المسائل لم يكن راشداً فيها ولكنه مغفور له إذا كان ذلك ناتجاً عن اجتهاد.

ص: 11