المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٦٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [64]

- ‌تفسير آيات من سورة الفجر

- ‌تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين طغوا في البلاد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فأكثروا فيها الفساد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فصب عليهم ربك سوط عذاب)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم قول (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد) بالنسبة للإمام والمأموم والمنفرد

- ‌نصيحة لمن يخوضون في أعراض العلماء وولاة الأمور

- ‌المفهوم الخاطئ للمنافسة

- ‌كلمة توجيهية للذين يقضون أيام الإجازة في التسكع في الشوارع أو السفر إلى البلاد الأوروبية

- ‌حكم من يدعي أن فوز الرجل أو فشله لحسن الطالع أو سوء الطالع

- ‌حكم من ترك ركناً من أركان الصلاة

- ‌من نسي التشهد الأول ونهض ولم يستتم قائماً ثم تذكر وجلس

- ‌أقسام الحركات في الصلاة

- ‌صلاة الموظفين في مكاتبهم إذا كان المسجد بعيداً

- ‌حكم وضوء مَن خرج من دورة المياه وهو ساهٍ فذهب وتوضأ

- ‌تعريف العالم

- ‌حكم شرب المشروبات اليهودية

- ‌حكم من سب الدين في حالة الغضب

- ‌حكم من سب الله تعالى وحكم توبته

- ‌حكم سب الأطفال للدين

- ‌حكم من يأخذ من بعض الناس مالاً ليحج عنه ولا يحج وكيفية التوبة من ذلك

- ‌حكم من يصلي الفجر منفرداً في المسجد لعدم وجود المصلين مع وجود مسجد بعيد تقام فيه الجماعة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد)

‌تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد)

قال تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} [الفجر:10] فرعون هو: الذي أرسل الله إليه موسى عليه الصلاة والسلام، وكان قد استذل بني إسرائيل في مصر يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، وقد اختلف العلماء في السبب الذي أدى به إلى هذه الفعلة القبيحة، لماذا يُقتل الأبناء ويبقي النساء؟ قال بعض العلماء: إن كهنته قالوا له: إنه سيولد في بني إسرائيل مولود يكون هلاكك على يده، فصار يقتل الأبناء ويستبقي النساء.

ومن العلماء من قال: إنه فعل ذلك من أجل أن يُضْعِفَ بني إسرائيل؛ لأن الأمة إذا قتلت رجالها واستبقيت نساؤها ذلت بلا شك، فالأول تعليل أهل الأثر والثاني تعليل أهل النظر -أهل العقل- ولا يبعد أن يكون الأمران جميعاً قد صارا علةً لهذا الفعل، ولكن بقدرة الله عز وجل أن هذا الرجل الذي كان هلاك فرعون على يده تربى في نفس بيت فرعون، فإن امرأة فرعون التقطته وربته في بيت فرعون، الذي استكبر في الأرض وعلا فيها وقال لقومه:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24] وقال لهم: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:38] وقال لهم: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [الزخرف:52] أي: موسى {وَلا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف:52] فأنكر الألوهية وأنكر الرسالة، قال الله تعالى:{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} [الزخرف:54] وتعلمون أنه قال لقومه مقرراً لهم عظمته وسلطانه: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الزخرف:51] افتخر بالأنهار التي تجري من تحته وهي مياه، فأهلكه الله تعالى بجنسها حيث أغرقه وقومه في البحر الأحمر.

فقوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} أي: ذي القوة؛ لأن جنوده كانوا له بمثابة الوتد، والوتد كما نعلم تربط به حبال الخيمة فتستقر وتثبت، فافتخر فرعون بجنوده وملكه.

ص: 3