المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقف المسلم من الجماعات الإسلامية ومناهجها - لقاء الباب المفتوح - جـ ٨٧

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [87]

- ‌تفسير آيات من سورة البينة

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم كتابة لفظ الجلالة أو آيات من القرآن على الطاولات وما أشبه ذلك

- ‌معنى حديث: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته)

- ‌حكم الحج عمن مات ولم يحج تكاسلاً

- ‌وجود أهل الجنة والنار فيهما أمر غيبي

- ‌التفصيل في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌نصيحة لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌صلة الأرحام وكم المدة المحددة لذلك

- ‌سماع الموتى للأحياء

- ‌صحة أداء الحج من الجاهل بالمناسك

- ‌حكم التصوير بكاميرا الفيديو

- ‌وقت ساعة الإجابة يوم الجمعة

- ‌مكان الروح بعد الموت، وحكم المجانين في الآخرة

- ‌موقف المسلم من الجماعات الإسلامية ومناهجها

- ‌حكم الانتظار وقت الأذان الثاني يوم الجمعة ثم الصلاة بعد الأذان

- ‌كيفية التصرف في مال الغائب الذي لم يعد

- ‌زكاة الخليطين، وحكم زكاة أحدهما عن الآخر

- ‌حكم التعمق في البحار والأرواح وغيرها

- ‌قصر الصلاة في السفر

- ‌حكم تعليق القرآن في البيوت، ومعنى التولة

الفصل: ‌موقف المسلم من الجماعات الإسلامية ومناهجها

‌موقف المسلم من الجماعات الإسلامية ومناهجها

فضيلة الشيخ! ما هو موقف المسلم من الجماعات الإسلامية ومناهجها والدعوات الواردة والداخلة في هذه البلاد حفظكم الله؟

أنت تعلم -بارك الله فيك- أن هذا القرآن نزل لهذه الأمة إلى يوم القيامة، وأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، وأن هذا القرآن حذر الله فيه من التفرق، فقال تعالى:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران:105]، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ} [الأنعام:159]، وقال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103] والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

فالجماعات التي تؤدي إلى تفرق الكلمة واختلاف القلوب جماعات باطلة، وأما الجماعات التي لا تؤدي إلى ذلك كاختلاف المسلمين في المذاهب فهذا مذهبه حنبلي وهذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنفي فإنها لا تضر ما دامت القلوب لم تختلف.

لكن مع الأسف الشديد أنا وجدنا اليوم أن هناك جماعات اختلفت قلوبها، وصار بعضها يضلل بعضاً، بل ربما يكفر بعضها بعضاً، وتجد الإنسان يحب أن يرى عدواً حقيقة له من الكفار والمنافقين ولا يرى هذا المسلم الذي خالفه في المنهج، وهذه بلوى وهي -والله- وصمة عظيمة على مستقبل اليقظة الإسلامية؛ أن يكون هؤلاء المؤمنون يضرب بعضهم بعضاً، ويقدح بعضهم ببعض، وكأنهم يقولون لأهل الكفر والنفاق والإلحاد: اطمئنوا فإننا سنكفيكم، سنتمزق فيما بيننا، وسيضلل بعضنا بعضاً، ويبدع بعضنا بعضاً وهذه مشكلة، والواجب على الجماعات الإسلامية كـ جماعة التبليغ، وجمعية الإصلاح، وجمعية التراث، والإخوان المسلمين وغيرهم أن يكونوا أمة واحدة، وأن يجلس رؤساؤهم بعضهم إلى بعض ويبحثوا في نقط الخلاف بينهم ثم يصححوا هذا الخلاف، ما دام الهدف واحداً إن كانوا صادقين وهو القيام بشريعة الله وإعزاز دين الله، فليكونوا على مائدة واحدة، أما أن يتكلم بعضهم في بعض من وراء الجدر، وتتمزق الكلمة وتتفرق الأمة، فهذا غلط.

ونأسف أن بعض الناس يستغل الشباب الصغار ليحزبهم، ثم يقول: احذروا من الجماعة الفلانية، احذروا من الشخص الفلاني، احذروا من كذا، سبحان الله! أنت تريد أن تبني أمة متفرقة متمزقة فيما بعد؟!! فأنا أحذر جداً من هذه الجماعات التي يضلل بعضها بعضاً، وأرى أن الواجب أن نكون أمة واحدة على هدف واحد، وألا تختلف القلوب مهما اختلفت الآراء والأقوال.

ص: 19