المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٨٨

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [88]

- ‌تفسير آية من سورة البينة

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وذلك دين القيمة)

- ‌مسائل تتعلق بالحج

- ‌منزلة الحج في الدين الإسلامي

- ‌الزمن الذي فرض فيه الحج

- ‌حكم الحج على من تمت شروط الوجوب عليه

- ‌شروط وجوب الحج

- ‌الأسئلة

- ‌حكم صلاة من ابتلي بخروج الريح أو غيره باستمرار

- ‌حكم الحج بالمال الحرام

- ‌حكم رص الأرجل في الصلاة

- ‌معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم) ومدى صحته

- ‌طهارة قيء الطفل

- ‌حكم من مات قبل أن يحرم

- ‌حكم الكتابة على المصحف

- ‌حكم الدفاع عن المسلم إذا أراد أحد قتله

- ‌حكم من دعا لنفسه في الحج وقد نوى به لغيره

- ‌حكم من وجد مالاً لا يعرف صاحبه

- ‌حكم تقليد الطالب لشيخه

- ‌حكم منع الكفلاء مكفوليهم من السفر لأداء فريضة الحج

- ‌حكم التوكيل في الحج عن المستطيع

- ‌حكم التوكيل في الرمي لغير المستطيع

- ‌حكم طواف الوداع في العمرة

- ‌حكم التوكيل في ذبح الأضحية

- ‌حكم تغطية الوجه والكفين للمرأة

- ‌حكم تقسيم الأضاحي إلى قسمين: للفقراء وللحجاج

- ‌الحدث الأصغر يرتفع بنية ارتفاع الحدث الأكبر

- ‌حكم تعدد الجماعات الإسلامية

- ‌حكم من تحلل التحلل الأول ولم يعد إلى الإحرام ثانية

- ‌حكم القصر والجمع في السفر

- ‌ضابط الإسراف

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله)

‌تفسير قوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله)

قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ} [البينة:5] أي: أن الناس لم يؤمروا بشيء يتعلق بأمور الدنيا، أو بشيء يكلفهم، بل هو بشيء سهل عليهم وهو: عبادة الله عز وجل، {لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5] فما هي العبادة؟ العبادة تطلق على معنيين: المعنى الأول: التعبد، ويقال: هذا الرجل تعبد لله عبادة.

والمعنى الثاني: المتعبد به، فيقال: الصلاة عبادة، والزكاة عبادة، والصوم عبادة، وهكذا.

فعلى المعنى الأول: يكون معنى العبادة: تذلل العبد لربه عز وجل محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

وعلى المعنى الثاني تكون العبادة هي: المتعبد به، يكون معناها كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، فالصلاة عبادة، والطهارة عبادة، والزكاة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، وبر الوالدين عبادة، وصلة الأرحام عبادة، وكل عمل يقرب إلى الله تعالى فإنه عبادة، ولكن الله تعالى ذكر أن هذا الأمر مقرون بشيئين: الأول: الإخلاص لله تعالى، أي: أن يقصد الإنسان بعبادته وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد دنيا يصيبها، ولا امرأة يتزوجها، ولا جاهاً يشهره به عند الناس، ولا غير هذا من الأمور الدنيوية، فمن قصد سوى الله بعبادته فهو مشرك، حابط عمله، ودليل هذا قول الله تعالى:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] وفي الحديث القدسي الصحيح (أن الله تعالى قال: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) وفي الحديث النبوي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) هذه أدلة وجوب الإخلاص للعبادة.

وأما الثاني: فهو الاتباع، يعني: اتباع شريعة الله، ودليله قوله تعالى:{حُنَفَاءَ} [البينة:5] والحنيف: هو المائل عما سوى شريعة الله عز وجل، مأخوذ من الحنف وهو ميل الإصبع.

فلابد من اتباع الشريعة والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقوله:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فلابد في العبادة من الإخلاص والمتابعة.

ص: 3