الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرصد الأحداث
لماذ االمرصد..؟
في هذه الزاوية، تنقل (البيان) للقارئ، أخبار ما أهملته الأخبار، من
الأقوال والأحداث والمواقف.. ننقلها كما هي تقريباً من مصادرها دون تصرف إلا
في وضع العنوان الذي يعبر عن دلالة الخبر
…
...
…
-البيان-
في الفلبين معارك عسكرية وسياسية أيضاً
بين لحظة وأخرى تتجدد المعارك بين جنود الإيمان وجنود الكفر في منطقة
مورو، وبينما كانت الإدارة الفلبينية الجديدة تعلن وتؤكد قرارها لمواصلة
المفاوضات بينها وبين جبهة تحرير مورو الإسلامية تقوم قواتها المسلحة بهجوم
مكثف على مواقع المجاهدين في حدود المناطق المحررة، وأثناء هذه العمليات
العسكرية الوحشية بعث رئيس الفلبين الجديد أحد وزرائه وأمين سره الذي يقال إنه
أقرب رفاقه في الحكم إليه إلى قاعدة أبي بكر الصديق أكبر قواعد جبهة مورو
الإسلامية لتسليم رسالته يداً بيد إلى أمير المجاهدين ورئيس جبهة تحرير مورو
الإسلامية الشيخ سلامات هاشم. وأهم ما ورد في الرسالة تفاؤل الرئيس الجديد
بإمكانية إيجاد جسر تواصل بين الشعبين (الفلبيني والمورو المسلم) الذي يمهد
الطريق لحياة أفضل للجميع.
…
...
…
[بيان لجنة الإعلام الخارجي لجبهة مورو الإسلامية]
متدينون في أحضان الجيش! !
كشفت مصادر إسرائيلية أن جمعية استيطانية يهودية أنشأت كليات تدريب
عسكرية لأتباعها من الشباب اليهودي المتدينين، وقال مدير كبرى هذه الكليات
(أفرايم أورين) إن وزارة الدفاع الإسرائيلية تقدم الدعم المالي لهذه الكليات من خلال
الوحدة القتالية الشبابية الخاصة في الجيش، وأوضح أن الكليات تضم ما يزيد عن
700 تلميذ بعضهم وصل إلى مستوى عالٍ من التدريب القتالي وأضاف: (إن
الجيش يحبنا كثيراً) .
…
... [جريدة الحياة، العدد: (12926) ]
…
...
…
... الباطن والظاهر
استوردت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة كميات متزايدة من النفط
العراقي، وكان العراق في (إبريل) الماضي أحد أكبر عشرة موردين للنفط الأجنبي
إلى الولايات المتحدة، وذكر محللون أنه ليس من الواضح ما إذا كان العراق يحاول
عامداً زيادة صادراته النفطية إلى الولايات المتحدة لغاية سياسية أم أن الأمر يرجع
إلى عوامل السوق وحدها؟ غير أنه لوحظ أن العراق خفض بدرجة كبيرة أسعار
نفطه للمشترين الأمريكيين على مدى العام الماضي.
…
...
…
...
…
... [جريدة الحياة، العدد: (1290) ]
صوت شجاع من تونس
أعتقد أن علينا أن لا نقبل الرضوخ لأي قوى عالمية تدعي الزعامة الدولية
وتحاول فرض إرادتها على الآخرين، وعلينا أن نعمل معاً على التعامل بندّية،
وأن نفرض احترامنا على جميع القوى الكبرى. ولا بد لنا أن نتذكر أننا نملك
70 % من احتياطي الطاقة في العالم، ونملك موقعاً متميزاً وإمكانات هائلة؛ لكن هذا لا يجب أن يخفي عنا سلبياتنا ووجود ضعاف ومغامرين في صفوفنا.. وبالمناسبة أنا أدعو إلى عدم استعمال تعابير (أصوليين) و (إرهابيين) لأنها ترجمة خاطئة
ومشوهة وغريبة عن فكرنا العربي.
[محمد المصمودي وزيرخارجية تونس الأسبق، الخليج، العدد: 7018) ]
بدون عنوان
دعا تسعون عضواً في الكونجرس الأمريكي الرئيس كلينتون إلى اتخاذ جميع
التدابير المناسبة من أجل ترسيخ علاقات التعاون بين الولايات المتحدة والمغرب،
وجاء في الرسالة التي وجهت لذلك: في عام 1777م كان المغرب أول من اعترف
بالولايات المتحدة كدولة مستقلة، وما زال يروج لمصالحنا الأمنية والاقتصادية،
ولعب المغرب دوراً مهماً في تشجيع إقامة السلام بين إسرائيل والدول العربية، كما
تمثل المملكة المغربية حاجزاً أمام التطرف الذي تشهده المنطقة.
…
...
…
...
…
[جريدة الشرق الأوسط، عدد: (7188) ]
تكسير أسنان سياسي
قالت طالبان إنها ستسحق إيران إذا نفذت تهديداتها باللجوء لعمل عسكري
لتحرير مواطنيها الذين تحتجزهم. وقال الملا محمد حسن في مؤتمر صحفي بكابول: إذا أرادت إيران اللجوء لعمل عسكري فإن الأفغان سيحطمون أسنان طهران في
فمها وأضاف: إننا نحذر إيران ألا تقوم بإشعال فتيل الحرب وإذا فعلت فإنها
ستحترق بنيرانيها.
…
...
…
[الرياض، عدد: (11014) ]
أربعة.. صابرون
أفادت صحيفة محلية تصدر في مدينة حيفا أن أربعة شبان من المناطق
المحتلة ضربوا عشرة جنود (إسرائيليين) ضرباً مبرحاً، مضيفة أن الشرطة
(الإسرائيلية) سعت إلى عدم نشر أي معلومات عن القضية باعتبارها (عاراً قومياً) !
…
...
…
...
…
... [جريدة الحياة، عدد: (12933) ]
مجموعة الاستئصال!
أشار مصدر فرنسي مختص في شؤون البلقان في باريس أن (مجموعة
الاتصال) الغربية حول (يوغوسلافيا السابقة) أعطت الرئيس اليوغسلافي الضوء
الأخضر لتحطيم البنية الأساسية لجيش تحرير كوسوفا، وتضم (مجموعة الاتصال)
كلاً من الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وأضاف
المصدر أن السيناريو الحالي الذي يعني إضعاف الجيش يسير وفقاً للتصور
الأمريكي للحل في الإقليم.
[جريدة الاتحاد الإماراتية، العدد: (8461) ]
أمريكا في نظر مفكر قبطي
فكرة هيمنة (المسيحية) على العالم والشعار الذي يستخدم الآن يدور حول
ضرورة أن يكون العالم (مسيحياً) ولكن المسيحية في العالم لا تقودها أوروبا الآن
لأنها خرجت من (المسيحية) .. وأصبحت أمريكا ترى نفسها أنها (المبشر) بـ
(المسيحية) في العالم وتود أن يكون لها الريادة في هذا الشأن وهذا التيار يعادي
الإسلام ويعتبره العدو الأول بعد سقوط العدو الأول (الشيوعية) .
…
... [من لقاء مع د. رفيق حبيب. الأنباء، العدد: (7992) ]
الكيل بمكيالين
منطقان متقاربان يقدمان نموذجاً فجاً عن كيفية تعاطي أمريكا مع نفسها ومع
العالم خصوصاً العالم الثالث ففي فضيحة (مونيكا يت) التي لم تنته فصولها بعد
عمدت أمريكا إلى التعاطي معها كدولة حضارية ديمقراطية فشكلت لجاناً للتحقيق
حتى في أدق التفاصيل، وفي الجانب الآخر من القضية الذي قدمته أمريكا وجرت
فصوله بالغارات على السودان وأفغانستان كان مناقضاً للدرس الداخلي؛ إذ ظهرت
أمريكا دولة متغطرسة لا تعير القانون الدولي أدنى اهتمام، وتستند في أقوالها
وأفعالها على القوى السافرة التي تملكها في أحكامها وحساباتها الخاصة
…
...
…
...
…
...
…
... [الخليج، العدد: (7033) ]
والإسلام خير.. لو كانوا يفقهون
طالب عدد من النساء اللاتي ينتمين إلى طوائف الروم والسريان والكاثوليك
والبروتستانت في مصر بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية والتي تعطي الحق للمرأة
في حضانة أطفالها الذكور إلى سن العاشرة والبنات إلى الثانية عشرة مع حق الطفل
في إقامة دعوى خصومة يطلب فيها استمرار حضانته مع أمه حتى سن الخامسة
عشرة والبنت حتى تتزوج.
…
[روز اليوسف، العدد: (3659) ]
…
... كوفي.. مع الكوفة أو ضدها..؟ !
العراق كان حتى الأزمة الأخيرة يتعاون بشكل جيد مع فريق الأمم المتحدة
المكلف بالتأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، خاصة البيولوجية
والكيماوية ولكن الأزمة الجديدة التي جعلت الولايات المتحدة تجدد تهديداتها بعمل
عسكري لا تتعلق بدخول مواقع وإنما بالحصول على وثائق وأشياء أخرى من
العراق.
[كوفي أنان، معلقاً على الأزمة الأخيرة بين العراق وأمريكا،الخليج، العدد: (7023) ]
يخربون بيوتهم بأيديهم
قالت مجلة (برايفت آي) البريطانية إن مسؤولاً كبيراً في الاستخبارات
البريطانية (إم آي هـ) كتب مذكرة بعد الهجوم على السفارة الإسرائيلية في يوليو
1994م قال فيها إنه يعتقد أن الإسرائيليين أنفسهم قاموا بالتفجير بهدف إحراج
الحكومة البريطانية ودفعها إلى تقوية إجراءات حماية المباني والشخصيات
الإسرائيلية في لندن، وكانت هناك شكوك منذ البداية عن تورط إسرائيل لكن
المراقبين اعتبروا أن الدافع هو إلقاء المسؤولية على الإرهاب الفلسطيني وليس
مجرد الحصول على إجراءات حماية أفضل.
…
...
…
...
…
... [جريدة الحياة، العدد: (12938) ]
قضايا ثقافية
تقويم العلوم الاجتماعية المعاصرة
والأسلوب الإسلامي البديل
(2/2)
د. محمد منظور عالم
في الحلقة الأولى تحدث الكاتب عن أن العالم في مفترق طرق؛ حيث يمكن
أن تسيطر الفوضى وتنفصم عرى الأخوة ولا يسود العدل المجتمع، وبيّن أن عبء
التحديات والمسؤوليات يقع على كاهل العلماء الاجتماعيين عموماً والمسلمين منهم
على وجه أخص. وقد أوجز القسم الأول بقوله: إن الانفجار السكاني مع التطور
السريع في التقنية في مجال الاتصالات والمؤسسات المالية والمستوى الراقي للتقنية
في مجال الزراعة من خلال التقنية الحيوية واستخدام الآلات سوف يتسبب في
مشكلة خطيرة لبقاء الجنس البشري، وواجبنا أن نتناول هذه القضايا بالمناقشة
والبحث حتى نجد لها الحلول.
إن الإسلام هو دين السلام والتقدم والرخاء، إنه دين ومرشد للناس جميعاً؛
وله أسلوبه المتميز في البحث عن الحقيقة.
فالحق في المبادئ العامة للإسلام هو الحكم بين الناس، ولا مجال في الإسلام
للحواجز الاصطناعية في الفصل، إنه يدمج بين الناس، ولذا فإن الإنسان في
النموذج الجديد هو تركيبة من: الوجوه المادية الملموسة التجريبية (الجسم) والوجوه
الروحية غير التجريبية (الروح) . والسلوك البشري هو نتيجة تفاعل ديناميكي بين
هذه القوى، وبذلك لا يمكن اعتبار الإنسان أحد تروس عجلة التنمية أو التقليل من
شأنه ليصبح واحداً من هذه المكونات فقط.
إن النموذج الجديد يحدد دوراً ديناميكياً ليلعبه في خدمة الإنسانية؛ وذلك
بتفعيل العوامل الروحية في تحديد السلوك البشري. إذن: يمكن أن نخلص إلى أنه
بالنموذج الجديد، أو في الإسلام، ليس هناك (علم) في السلوك البشري يستبعد
الوجوه الروحية للبشر، إن علاقة البشر بالخالق هي أقوى وأهم مؤثر في حياة
الإنسان. كيف يستطيع علماء الاجتماع تحقيق نظرة فاحصة إلى صنع الإنسان
(غير المرئي) وإلى ديناميكيات التفاعلات بين مكونات (غير المرئيات) إلا من
خلال الوحي الإلهي [القرآن والحديث الثابت، إبراهيم رجب 1993، ص 488] ،
بيد أن السؤال الأهم هو: كيف لنا أن ندرس الوجه غير التجريبي لوجودنا؟ من
الواضح أن الظواهر الروحية تعلو على التجارب الحسية وهي فوق المكان والزمان، فالسبب وحده لا يستطيع أن يدرك كنهه؛ لذا علينا أن ندخل الوحي في نظرية
المعرفة وكذلك في طريقتنا وأسلوبنا، ويمكن أن يتم ذلك ببناء نظرية بواسطة دمج
طريقة النموذج التقليدي المعروف والنموذج الجديد.
يقول (تيرنر)(1978م) : (إن هدف العلوم هو تطوير النظرية)(ص24) كما
أن (دوز) يذكر أن (النظرية هي المفتاح الأخير للنشاط العلمي والرفض النهائي إذا
ظهرت نظرية أفضل) [1984م، ص 468] . ودون الدخول في تفاصيل الكثير
مما كُتِبَ حول موضوع بناء النظرية والمصادر المتعددة للمعرفة التي تنمي الإدراك
يكفينا أن نورد ما قاله (ويلبر)(1990م) :
(إن الصراع بين العلم والدين هو وقد كان دوماً صراع بين المظهر العلمي
الزائف للدين والمظهر الديني الزائف للعلم، وإذا ظل العلم علماً والدين ديناً فليس
هناك احتمال للصراع، أو أن أي صراع قد يحدث يمكن أن يظهر ليقلل من خطأ
الفئة) (ص 35) . إذن فإن الاستراتيجية الأساسية لدمج الإدراك الديني في تطوير
نظريات العلوم الاجتماعية دون فقدان صلاحيتها الخارجية، سوف يتضمن ما يلي:
[رجب، الصفحات 490 -491] :
1-
إطارات نظرية للطبيعة البشرية، وموقع الإنسانية من الكون،
والترتيبات الاجتماعية، وأسباب المشكلات الفردية والاجتماعية. ويستنبط ذلك من
الدين أي القرآن والحديث المثبت مع تفسير ذوي الشأن.
2-
سوف تتولد الافتراضات من هذه الإطارات النظرية لاختيارها على
الواقع الكلي الذي يشتمل على العالم التجريبي والوجوه غير التجريبية.
3-
إذا أثبتت الافتراضات المستنبطة من الإطارات النظرية التي تولدت من
المصادر الدينية فإن هذا يعني:
أ- نجاحنا في إحداث حقائق صالحة.
ب- ثقتنا في الإطار النظري الذي يستنبط من المصادر الدينية سوف تتزايد.
4-
إذا رفضت الافتراضات فإن هذا يعني:
أ- أن طرقنا البحثية وإجراءاتنا ليست على المستوى المطلوب.
ب- أن فهمنا أو تفسيرنا للوحي غير صحيح ويحتاج إلى إعادة صياغة.
5-
نحن لا نتوقع حدوث تعارض بين القرآن والحديث المثبت، أو بين هذا
التفسير من جهة والحقائق الثابتة من جهة أخرى؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو
مصدر الوحي وهو خالق الكون.
وتعتمد الاستراتيجية المقترحة على الافتراضات التالية:
1-
إذا كان تفسيرنا للقرآن وفهمنا للحديث المثبت صحيحاً فيمكننا عمل إطار
نظري يلبي احتياجات الاختبار الدقيق والقوي في (الواقع الكلي) .
2-
استنباط مثل هذا الإطار النظري من المصادر القرآنية والحديث يضمن
إدراكاً قيماً بدرجة عالية من الثقة والتأكد عند مقارنتها بمجرد الحدس والتخمين؛
إضافة إلى أن فيها نوعاً من الاقتصاد إذا وضعنا في اعتبارنا الجهود التي تبذل في
البحث.
3-
إذا لم تصمد الافتراضات المستنبطة من هذه الإطارات أمام البحث في
(الواقع الكلي) فمن الحكمة تكرار فحص إجراءاتنا البحثية قبل القفز إلى نتائج
الإطار النظري. ويعرف العاملون في مجال الأبحاث ذلك الكم الهائل من وجوه
النقد التي يمكن أن توجّه إلى إجرءاتنا البحثية.
إن اختبار الافتراضات التي تستنبط من هذه الإطارات النظرية يملي علينا
ابتكار أساليب وتقنيات قادرة على لمس (الواقع الكلي) . ويخبرنا (سيبورين)
(1985م، 212) حول الرغبة في الحصول على طرق أفضل لفهم الموضوعية
ووعي الفرد، وكذلك كيفية الوصل بين الأشخاص في كامل إنسانيتهم بما في ذلك
الأبعاد الأخلاقية والدينية.
وقبل الختام يجدر أن نخصص بعض الصفحات لبعض القضايا المهمة التي
يمكن أن تُسمى تحديات تواجه علماء الاجتماع المسلمين:
1-
نحن جميعاً نعلم أن حجر الزاوية في صرح الإيمان (الإسلامي) هو
القناعة بأن الإسلام هو آخر الديانات ويصلح لحياة البشرية في جميع الظروف،
غير أن عقول المسلمين عموماً والمسلمين في (الهند) بخاصة أخفقوا في تشكيل
نموذج بديل لبيئة اجتماعية ثقافية مختلفة بالكامل وظروف مختلفة إذا ما قورنت
بالنموذج الكلاسيكي.
2-
ويشير القرآن بوضوح تام إلى أن هناك صلة مباشرة بين الإنكار والذنب
والجهل، ورغم ذلك ساد ولفترة طويلة من الزمن إهمال لأهم جزء من القوة
الديناميكية للإسلام ألا وهي المعرفة؛ إذ تراجعت حتى وصلت مرحلة فرض الكفاية، ونتيجة لذلك يُصنّف مجتمع المسلمين بأنه أكثر المجتمعات تخلفاً في التعليم وفي
معرفة القراءة والكتابة، وينطبق هذا على النوعين من التعليم الديني والدنيوي
[عابدين، 1993م، ص 230] .
3-
ولا شك في أن الإسلام هو طريقة منزلة من السماء للحياة، ورسالته هي
لجميع الجنس البشري، ويمتلك حلولاً لجميع مشكلات البشر، وهذه الرسالة في
ذاتها تدعو إلى الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للظروف المعاصرة،
والنظر في الوجوه التاريخية للماضي. ويعني ذلك أنه ينبغي على المسلمين عموماً
وعلماء الاجتماع منهم بخاصة الارتقاء إلى مستوى التحدي، والقيام بدراسة مبادئ
السلوك وقواعده خاصة في البيئة التعددية.
4-
في الطريقة الإسلامية لا تكون الدعوة كالوصايا العشر، فهي في جوهرها
وظيفة إنسانية يؤديها الإنسان وسط البشر [عابدين، 1993م، ص 233] ، ولكن
للأسف فمن الناحية الأخلاقية والروحية وليس فقط من الناحية الاجتماعية والسياسية
فإن المسلمين لا يمثلون قدوة يحتذيها بقية البشر، وفي هذه الناحية فإن للأقليات
الإسلامية دوراً أكبر لتقوم به ومسؤولية تتحملها وأن تواجه التحديات؛ فهم يتعاملون
أكثر مع غير المسلمين، ويتصلون بهم؛ حيث إنهم يعيشون معهم جنباً إلى جنب،
وعلى علماء الاجتماع المسلمين أن يقتربوا أكثر ليباشروا هذا الدور حتى يُخرِجوا
الجنس البشري من جميع أنواع الاستعباد والإهانة إلى مستوى العزّة والكرامة.
5-
وهناك قضايا كثيرة مثل تعليم المرأة ووضعها الشرعي ومشاركتها في
الحياة الاجتماعية هذا من جهة، والتفاهم المشترك بعد التمدين بين الأمم وغير ذلك، مما يستحق عنايتنا حتى نعطي الإرشاد والتوجيه.
إذاً: فإن الحاجة إلى عالم الاجتماع المسلم ينبغي أن تزداد قوة ويجب إدراكها، وعليهم أن يعيدوا النظر في قوانينهم وأساليبهم من خلال الاستفادة من الوحي
الإلهي.
أضف إلى ذلك أن علماء الاجتماع المسلمين بحاجة لأن يرتقوا بعلمهم وفهمهم
لما يسمى بالعلوم الدينية، وأن يزيلوا الحواجز الاصطناعية التي ناقشناها سابقاً.
وفي الختام نرجو أن نعلن بوضوح تام أن هدف علماء الاجتماع المسلمين بعد
إبراز النموذج الجديد هو:
أ - خدمة الإنسانية: إنها مسؤوليتنا وواجبنا نحن علماء الاجتماع أن نضع
تصورات للسبل والوسائل، وأن نقوم بوضع تصاميم لدراساتنا وأبحاثنا حتى
تساعدنا على إزالة الفوارق في جميع الوجوه الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير مناخ
من المساواة والأخوة التي تسمى الينابيع الرئيسة للتوحيد أو الإسلام.
ب - تأسيس العدالة في جميع مناحي الحياة، وهنا أيضاً يتعاظم دور علماء
الاجتماع بوصفهم سفراء للإسلام وخبراء في ما نعاصر من مجالات للدراسة.
وأخيراً وليس آخراً
…
ج - توفير الاستقرار في المجتمع؛ لأن عدم الاستقرار يقود إلى الصراعات
والفوضى والكراهية، وهو ينحرف بالقدرات الإيجابية ويجعل من الجنس البشري
حيوانياً غير إنساني وعدوانياً. وعلى عالم الاجتماع المسلم أن يقوم بدور متميز في
تغيير الحال وفي تأسيس الاستقرار في المجتمع.
ويقول الحق تبارك وتعالى: [فَإمَّا يَاًتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا
يَضِلُّ ولا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
القِيَامَةِ أَعْمَى] [طه: 123، 124] .
إذا كان الدين ديناً حقاً والعلم حقائق صادقة فلا مجال للصراع بينهما أهمية
الاستقرار في المجتمعات أن نقيضها يقود للفوضى والكراهية والصراعات على
الحقيقة، وينعكس هذا التغيير على التحليل الذي يوضح العلم كشكل ثقافي محسوس
وقيمة ناقل.