الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنتدى
التنظيم في العمل الدعوي
أحمد بن محمد أشرف
العمل الدعوي مجال مفتوح، له طرق ووسائل عدة، الابتكار فيه لا مانع منه،
واستخدام بعض الطرق والوسائل التقليدية مشروع أيضاً؛ وذلك وفق ضوابط
وأصول متفق عليها من قبل الدعاة بناءاً على أسس الشريعة الإسلامية الراسخة،
ولكل داعية أسلوبه وطريقته.
لكنه من الملاحظ أن هناك آفة قد استشرت في بعض الصفوف، تلك
الصفوف التي يحرص أصحابها على الكسب الذاتي؛ فهم يحرصون على كسب
أكبر عدد من المدعوين، وهذا واقع حاصل، والآفة التي يقع فيها هؤلاء كثيراً هي
ما أسميه تجاوزاً: (الفوضى الدعوية) ؛ حيث يقوم كل واحد منهم بالتوجه إلى
شخص واحد، فيتوجهون كلهم إلى الشخص نفسه، ويبدأ كل منهم بسلوك أساليبه
وطرقه الدعوية معه، وأسباب توجههم له بهذا الشكل عديدة مثل حرصه على
المحافظة على الصلاة، أو حسن أخلاقه، أو أنه في بداية طريق الانتكاسة،
فيعملون كما سلف كل بحسب أسلوبه وطريقته، ويحرص كل منهم على أن يكون
التزامه واستقامته على يده، ويعمل على أن يضمه لمجموعته، وما إلى ذلك،
وبهذا يقومون بالهدم لا البناء، فلا يجد أحدهم غضاضة في التحذير من فلان ولو
بطريقة غير مباشرة ليكسبه هو في صفه، ولا مانع عندهم أيضاً من التصادم الذي
قد يبدو كله أو شيء منه أمام المدعو، إضافة إلى ما يحصل من هدم بسبب
الاختلاف في الطرق والوسائل الدعوية تبعاً لاختلاف وجهات النظر، وفي هذه
الحالة فإما أن يكون المدعو ذكياً ويصادمهم بعضهم ببعض، وإما أن يأخذ كلامهم
ويضرب به عرض الحائط، وإما أن يجامل الجميع فيصبح مذبذباً، وإما.. وإما..
وعندئذ يكونون كالمنبتِّ الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، حرصوا على الكسب
لحساباتهم الذاتية، فهدموا، أو جعلوا أساس البناء هشاً إن لم يهدموه.
وهذه الآفة علاجها سهل يسير، وهو أن يحرص كل من يعمل في المجال
الدعوي على نقاء النية وإخلاصها لله، إضافة إلى الوعي بأهمية العمل المنظم
المنسق، وهذا جانب مهم في العمل الدعوي، وهو أن هذا المجال يحتاج إلى تنظيم
وتنسيق وتضافر وتعاون، لئلا يحصل الهدم دون شعور، ونكون كالتي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
المنتدى
بناء جيل
حمود بن عبد الرحمن الصايل
لكي تقوم الأمة الإسلامية من رقدتها وتعود إلى مجدها وعزتها لا بد من بناء
جيل جديد بعد تجديد بناء جيل حالي، جيل أهدافه محددة واضحة، جيل يتجدد في
فكره وعواطفه، جيل لا يخرج بمنهجه من إطار هذا الشرع القويم، جيل يتجدد
عند كل خطأ. وهمته لا تتغير في هذه الحياة مع مرور الأيام وعند التعثر بالعقبات،
لا يعرف الرضى بالعجز ولا يقع نهبة لليأس، جيل لا ينخدع بالمظاهر ولا
بالمناصب، يعرف متى يتكلم وفي أي شيء يتكلم، وما فائدة هذا التكلم، ويعرف
متى يسكت وما فائدة سكوته وما ضرره؟ ويكون معيار سكوته هذا الدين القويم. لا
يكون خاوي الجعبة من العلوم، يعرف من أين يصعد؟ جيل يعرف كيف يتعامل
مع النصوص وإذا كان لا يعرف فإنه يتعلم، جيل يؤمن بهذه الآية حقيقة الإيمان:
[ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ](النحل: 125) يعرف ما هو
الإيمان؟ يضع نصب عينه قوله - تعالى -: [وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ] (الأنفال: 39) . جيل يوظف طاقاته كلها بلا استثناء،
باختلافها من شخص لآخر ومن جماعة عن جماعة ومن طبقة عن طبقة في خدمة
هذا الدين الشامل لجميع شؤون الحياة، لا بد لهذا الجيل باختلاف أشخاصه وطبقاته
وجنسه أن يعرف من أين يبدأ، وأي طريق يسلك؟ عندها وعندها فقط يصبح كل
فرد في هذا المجتمع له دور فاعل، عندئذٍ نعرف أخطاءنا السابقة التي نعتقد أن
بعضاً منها نفعله على صواب، في هذه الأثناء نجد أننا وضعنا بعض أخطائنا
طويلاً على شماعة اسمها الغرب. عندها نسترجع مجدنا وعزتنا بإذن الله.