المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌رسالة من الحاخام الأكبر

- ‌رسالة مفتوحة إلى المجاهدين في الأرض المقدسة

- ‌الاستدلال العلمي في العقيدة الإسلامية

- ‌حاجتنا إلى أصول الفقه

- ‌الختان من الإسلام وحق من حقوق الإنسان

- ‌الدعوة بين الاحتساب والاكتساب

- ‌نحو أخلاقيات أمثل للاختلاف

- ‌عذراً فلسطين

- ‌فصل الدين عن الدولة

- ‌نحن والغرب

- ‌كلام خارج الظل

- ‌العلمانية التاريخ والفكرة

- ‌جذور العلمانية والتغريب في العالم الإسلامي

- ‌الليبرالية العربية..هدم «النص» والسقوط في التبعية

- ‌القومية وأثرها المدمّر على وحدة الأمة الإسلامية

- ‌كشف حساب العلمانية - العلمانية والعولمةوتأثيرهما على مقومات التنمية

- ‌عوائق في طريق المراجعات(2 - 2)

- ‌ضوابط استخراج الدروس والفوائد التربوية من السيرة

- ‌حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل العمرانييجب على المسلم أن ينصف من نفسه.. لا أن يعتقد ثم يبحث

- ‌الطالبان.. هل تستنقذ ثمرة الجهاد

- ‌المسؤولية الأخلاقية الإسلامية تجاه الحصار

- ‌المأساة الجزائرية.. حقيقة الصراع

- ‌مرصد الأحداث

- ‌علم الاجتماع.. هل هو مجرد خرافة؟اعترافات علماء الاجتماع عرض وتقويم

- ‌نحن والمجتمع المدني حقيقة هذه الدعوة..وماذا وراءها من أهداف

- ‌عولمة الرأسمالية ورأسمالية العولمة

- ‌بين الثقافة والعرف

- ‌التنوير

- ‌وماذا تريد المرأة من نفسها

- ‌هل الإيمان هو التصديق الخبري

- ‌الأيادي الآثمة

- ‌أين المشتاقون

- ‌ليس في الإمكان أحسن مما كان

- ‌نداء من الشيشان

- ‌قد لا نصل

- ‌ما للحر إلا القواضب

- ‌ردود

- ‌صحافة للمرأة

الفصل: ‌قد لا نصل

المنتدى

‌نداء من الشيشان

محمد بن عبد العزيز الفوزان

حل البلاءُ بإخوان لنا ظُلموا

سقاهمُ من عذاب الروس ساقيها

القتلُ والطردُ والتشريدُ حظُّهُمُُ

شيشانةُ الدين نادت من يُلبيها

الروسُ قد جاء في حقد وغطرسةٍ

مدجَّجاً بسلاح في نواحيها

فعاثَ في الأرضِ عُدْواناً ومفسدةً

ومجلس الأمن بالعدوان يُفتيها

الطائراتُ بنار الروس تمطرنا

والأرض في بطنها الألغامَ تخفيها

وأمطرونا صورايخاً تدمرنا

وزلزلوا الأرض وانهدت رواسيها

أمَا بكم رحمةٌ مما يحل بنا

شيشاننا دُمِّرت زالت مبانيها؟

أنا صغيرٌ وبالرشاشِ أفزعني

والقتلَ شاهدتُهُ بالعين أشقيها

ذقتُ المشيبَ وعمري اليومَ أربعةٌ

من السنين التي زادت مآسيها

أختي بها مرض والأم في فزع

ترجو الشفاء لها من حُرقة فيها

أماهُ أماهُ يا أماهُ يا أملي

أماهُ من مُهجتي حقاً أناديها

ماذا تقولون للمولى إذا اجتمعت

كل الخصوم أمام الحق باريها؟

ص: 141

المنتدى

‌قد لا نصل

بدرية محمد

دوي المدافع قد علا في القرية، لا يُسمع إلا هو، بعد لحظات بدأت صرخات

الأطفال والنساء تعلو، دخان الصواريخ قد غطَّى سماء القرية، أصبحت سوداء

مظلمة، الكل بدأ يخرج ولكن أين يهرب؟ بعد لحظات بدأ الكل يسمع صوت

الرشاشات إنهم الوحوش الضارية يدخلون القرية الوادعة، الكل يفر ويخرج، قبل

أن يبدؤوا بالخروج أمرهم القائد بالاستسلام ثم سمح لهم أن يخرجوا رافعي أيديهم ما

عدا واحداً كان يحمل ابنته، رشقوه برصاصهم، سقط في بركة من الدم هو وابنته،

وقفت على جثته امرأة عجوز ونظرت إليه نظرة رحمة وشفقة

صفعها القائد

وقال لها بلهجة غليظة: أتريدين أن أُلحقكِ به؟ ! سارت العجوز والدموع تنهمر

من عينيها مع الجموع المتدفقة من القرية في قافلة؛ إلا أن الصبيَّة سلافة وأمها

تأخرتا؛ لقد كانت منشغلة بجمع ملابسها وابنتها، حملت الأم ابنتها بسرعة وفي اليد

الأخرى متاعها

بدأت الصبية تبكي ويعلو نشيجها: أمي! دميتي.. ألعابي.

الأم: لا وقت لدينا إنهم كلاب ضارية، خرجت الأم لتلحق بالقافلة لكنها أبعدت ولا

ترى إلا ظلالهم، عادت منكسرة الخاطر بدأت تتمتم لابنتها: ذهبوا ونحن هنا،

ولكننا سوف نسير قبل حلول الظلام بساعة. ذهبت الأم وابنتها إلى غرفة صبيتها

بدأت تنظر وتجول بناظريها في محتويات الغرفة، الطفلة: ماما! هذه دميتي وهذه

علبة التلوين! سقطت من عيني الأم دموع الحزن على براءة طفلتها، حملت الطفلة

الكرسي المتهالك وأسندته إلى الحائط أحضرت اللوحة، مدَّتها إلى والدتها، سقطت

دموعها على اللوحة؛ كادت الدموع أن تتلف اللوحة البسيطة! في أثناء ذلك دخل

أحد الوحوش صرخ في وجه الأم: أما زلتم هنا! أشار إليها بالرشاش، توسلت

رمت نفسها على قدميه: لا تفعلها. نظر إليها نظرة ذئب إلى فريسته: أمامك 15

دقيقة فإن لم تخرجي جعلتكِ كخروف الجزار. وأخذ ذلك الوغد يقهقه كالسكران.

حملت ملابسها، مدَّت الصبية يدها إلى الدمية لكي تحملها وبيدها الأخرى اللوحة،

نزعها الوحش، رمى بها الحائط، تكسَّرت، بكت الصبية، حملتها أمها وهربت،

سارت بين أزقِّة القرية حتى خرجت، نظرت إليها وهي تقول: قد لا أعود يا

قريتي! لا تحملي هَمِّي فإني في نعيم.

بدأت تسير تحث الخُطى لكنها تعبت، اكفهرت السماء، بدأ صوت الرعد،

بدأت تمطر، جلست الأم برهة لكي تستريح واصلت السير، بدأت قطع من الثلج

تسقط، وحلَّ الظلام، واصلت السير سقطت البنت: أمي! لقد تعبت، هل

الطريق طويل؟ نظرت الأم نظرة بعيدة لعلها ترى جبالاً يوجد بها كهف لتنام فيه؛

لكنها لم تر شيئاً، أخرجت الملابس وفرشتها على الأرض، ضمَّت جسدها بعضه

إلى بعض، ضمَّت إليها ابنتها وغطت بباقي الثياب جسدها، بدأت ابنتها تشكو من

الجوع: أمي! أريد حليباً وفطيرة. الأم: حينما نصل يا ابنتي إلى القرية المجاورة.

البنت: ومتى نصل إلى القرية المجاورة؟ الأم: قد لا نصل قد لا نصل.

ضمَّت ابنتها إليها بقوة وغطَّت في سبات عميق، وغطَّت زخَّات الثلج جسديهما

بندائف منه عديدة.

ص: 141