الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
عذراً فلسطين
أحمد بن عطية الزهراني
عذراً فلسطينُ إذ لم نحمل القُضُبا
…
ولم نَقُد نحوك المَهرية النجبا
عذراً فإن سيوف القوم قد صدئت
…
وخيلهم لم تعد تستمرئُ التعبا
عذراً فإن السيوف اليوم وا أسفاً
…
تخالها العين في أغمادها حطبا
عذراً؛ فإن عتاق الخيل مُنْهَكَةٌ
…
قد أورثتها سياط الغاصب الوصبا
عذراً فلسطينُ! إن الذلَّ قيَّدنا
…
فكيف نُبقي عليكِ الدُّرَّ والذهبا؟
عذراً؛ فذا الدُّرُّ يُشْوَى خلف والده
…
بنار باراك لا يدري لها سببا
عذراً؛ فذا طفلكم يشكو فجيعته
…
فلم يجد بيننا أمّاً له وأبا
عذراً فقومكِ قد ماتت شهامتهُمْ
…
وثلَّم الذلُّ منهم صارماً عضبا
رأوكِ في الأسر فاحمرّت عيونهُمُ
…
لذاك، وانتفخت أوداجهم غضبا
يستنكرون وما يُغنيكِ ما فعلوا
…
ويشجبون وما تدرين مَن شجبا
وا حسرتاه على الأقصى يدنّسُهُ
…
قردٌ ويهتزُّ في ساحاته طربا
قد كان فيما مضى عِزاً فوا كبدي
…
أضحى أسيراً رهين القيد مُغتصَباً
كأنه لم يكن مسرى الرسول ولم
…
يُصلِّ فيه يؤمُّ الصفوةَ النُجُبا
كأنه ما أتى الفاروق يُعتقه
…
يوماً، وما وطئت أقدامه النَقَبا
كأنه لم يُؤذِّن للصلاة به
…
بلال يوماً، ففاض الدمع منسكبا
كأنما الأرض قد أخفت معالمهم
…
ومزّقت ما حَوَوْا من عزَّة إرَبا
لهفي على القدس كم جاس الظلوم بها
…
وكم تقاسي صروف الدهر والنُوَبا
تعيث فيها اليهود الغُتم مفسدةً
…
وتزرع الشرَّ والإرهاب والشغبا
يستأسد القرد فيها بعد خِسَّته
…
ويرفع الهامة الخنزير مغتصبا
كم أشعلوا نارهم فيها وكم هدموا
…
من منزلٍ، وأهانوا والداً حَدِبا
وكم أسالوا دموع المؤمنات ضحىً
…
وكم ظلوم بغى، أو غاصب غصبا
وكم أداروا كؤوس الموت مترَعةً
…
فأيتموا طفلة أو شرَّدوا عزَبَا
صبراً فما اسودَّ مِن ذا الليل جانبه
…
إلا ليُؤْذن أن الفجر قد قَرُبا
إنِ استضاء بنار الحرب جمعهُمُ
…
فعن قليل سيغشى جمعنا اللهبا
لن نستكين ولن نرضى بها بدلاً
…
غداً نردُّ أذان الحق والسلبا
غداً نعيد فلسطين التي عُهِدَت
…
من قَبلِ خمسين عاماً دوحةً ورُبى
غداً نعيد لها التكبير تسمعه
…
أُذْن الدُّنى، ونعيد الفقه والأدبا
غداً نعيد لها الزيتون نغرسه
…
غرساً ونزرع فيها التين والعنبا
غداً سنقلع منها كُلَّ غرقدةٍ
…
ونضرب الهام كيما نقطع الصخَبَا